بسم الله الرحمن الرحيم
حب الرياسة العلمية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمن الأمراض التي يحرص عليها مرضى النفوس وممن رق دينه وخف ميزان التقوى عنده مرض حب الرياسة، وهذا الداء ناتج عن مرض في القلب وكبر وعجب.
والزهد في الرياسة هدى نبينا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق، قبل الساعة
فلما نزل قال: يا محمد، أرسلني إليك ربك،: أفملكا نبيا يجعلك، أو عبدا رسولا؟
قال جبريل: تواضع لربك يا محمد.
قال: «بل عبدًا رسولًا».
أخرجه أحمد في «المسند» وابن حبان في «صحيحه» وأبو يعلى في «المسند» والبزار في «المسند» وصححه الألباني.
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب ورجلًا من بني عبد الدار، وأبا البختري أخا بني أسد، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، ونبيها ومنبها ابني الحجاج السهميين اجتمعوا، أو من اجتمع منهم، بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليكلموك، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا، وهو يظن أنه بدا لهم في أمره بداء، وكان عليهم حريصا، يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم، فقالوا: يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك، وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وسفهت الأحلام، وشتمت الآلهة، وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالا، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك به رئيا تراه قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الجن: الرئي فربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بي ما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك، فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادا، ولا أقل مالا، ولا أشد عيشا منا، فسل ربك الذي بعثك بما بعثك به، فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، ويبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب، فإنه كان شيخا صدوقا، فنسألهم عما تقول، حق هو أم باطل؟ فإن صنعت ما سألناك، وصدقوك صدقناك، وعرفنا به منزلتك عند الله، وأنه بعثك بالحق رسولا، كما فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما بهذا بعثت، إنما جئتكم من الله بما بعثني به، فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» قالوا: فإن لم تفعل لنا هذا، فخذ لنفسك، فسل ربك أن يبعث ملكا يصدقك بما تقول، ويراجعنا عنك، واسأله فليجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة، ويغنيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق، وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتى نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» قالوا: فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك إن شاء فعل، فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك إلى الله إن شاء فعل بكم ذلك» فقالوا: يا محمد، فما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه، ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك، ويعلمك ما تراجعنا به، ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذ لم نقبل منك ما جئتنا به، فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله ما نؤمن بالرحمن أبدا، أعذرنا إليك يا محمد، أما والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا. وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة، وهن بنات الله، وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا. فلما قالوا ذلك، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهو ابن عمته هو لعاتكة بنت عبد المطلب، فقال له: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورا، ليعرفوا منزلتك من الله فلم تفعل ذلك، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به من العذاب، فوالله لا أومن لك أبدا، حتى تتخذ إلى السماء سلما ترقى فيه، وأنا أنظر حتى تأتيها، وتأتي معك بنسخة منشورة معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وايم الله لو فعلت ذلك لظننت ألا أصدقك، ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزينا أسيفا لما فاته مما كان يطمع فيه من قومه حين دعوه، ولما رأى من مباعدتهم إياه، فلما قام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو جهل: يا معشر قريش، إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر قدر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت رأسه به.
أخرجه الطبري في «جامع البيان»، وإسناده ضعيف شيخ محمد بن إسحاق بن يسار رجل مبهم، ويونس بن بكير بن واصل الشيباني صدوق يخطئ كما في «التقريب».
فحب الزعامة مرض خفي وداء عضال يلهث ورائه أصحاب القلوب المريضة.
حب الرياسة داء لا دواء له *** وقل ما تجد الراضين بالقسم
وفي برامج التواصل الإلكترونية ظهرت بعض الزعامات الجديدة وحب للرياسة، والتي لم تكن معهودة من قبل، حب قيادة المجموعات الدعوية ورياستها.
بعضهم يطلب أن يكون مشرفًا، حتى يمارس القوة الإلكترونية (إنذار – تهديد بالحذف – إزالة)، والبعض ينهب المجموعة التي وضع فيها مشرفًا، بعدما تمسكن وتمكن حذف المشرفين ووضع يده على المجموعة التي سرقها وبسط نفوذه عليها لكي يصبح الآمر والناهي فيها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (18/ 162): «وكان شداد بن أوس يقول: يا بقايا العرب يا بقايا العرب إنما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية. قال أبو داود السجستاني صاحب السنن المشهورة: الخفية حب الرياسة. وذلك أن حب الرياسة هو أصل البغي والظلم» اهـ.
وبعضهم يزيد الطين بلة يسرق الأرقام التي يريد إضافتها من المجموعات المشارك بها.
والمجموعة لنشر الفوائد العلمية ونثر الدرر السلفية.
كمطعمة الأيتام من كد فرجها *** لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
والبعض يُنشأ مجموعة وليس في مجموعته أي ميزة، غير تقسيم المقسم وتفتيت المفتت، وهو مشارك في عدد من المجموعات، وأغلب من أضافهم هم مشاركون له في المجموعات المشارك فيها.
وبعضهم يضيف مشايخ وطلاب علم وهو يعلم مسبقًا أنهم في الغالب لا يشاركون وذلك للترويج فقط، (كالمنفق سلعته بالحلف الكاذب).
وضع مضحك ومبكي على حال هؤلاء الغلمان.
أليس في هذا حب للزعامة والرياسة؟
وبعضهم يجند جيشًا جرارًا من الصبية لينفث فيهم سمه للطعن والرد على المشايخ الذين تكلموا فيه.
وكل هذا حب للزعامة، والرغبة في الرياسة، والأمر خطير ولا يبشر بخير.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها يفترسان ويأكلان بأسرع فيها فسادا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم».
قال المنذري رحمه الله في «الترغيب والترهيب»: رواه الطبراني واللفظ له وأبو يعلى بنحوه وإسنادهما جيد.
وقال الإمام الألباني رحمه الله: حسن صحيح.
وفي رواية عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه».
أخرجه أحمد في «المسند» والترمذي في «الجامع» وابن حبان في «صحيحه» والدارمي في «المسند» وابن بي شيبة في «المصنف» والبيهقي في «الشعب».
قال العلامة ابن الصلاح رحمه الله في «معرفة أنواع علوم الحديث»: «فمن أراد التصدي لإسماع الحديث، أو لإفادة شيء من علومه، فليقدم تصحيح النية وإخلاصها، وليطهر قلبه من الأغراض الدنيوية وأدناسها، وليحذر بلية حب الرياسة، ورعوناتها» اهـ.
وقال العلامة الذهبي رحمه الله محذراً من حب الرياسة في «سير أعلام النبلاء» (18/ 192): «فربما أعجبته نفسه، وأحب الظهور، فيعاقب، ويدخل عليه الداخل من نفسه، فكم من رجل نطق بالحق، وأمر بالمعروف، فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده، وحبه للرياسة الدينية، فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء» اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في «شرح حديث: ما ذئبان جائعان»: «فهذا مثلٌ عظيم جدًّا ضربه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لفسادِ دينِ المسلم بالحرص عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا، وأن فسادَ الدِّين بذلك ليسَ بدونِ فسادِ الغنم بذئبين جائعين ضاريين يأتيا في الغنمِ، وقد غابَ عنها رعاؤها ليلاً، فهما يأكلانِ في الغنمِ ويفترسانِ فيها.
ومعلومٌ أنّه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين والحالة هذه إلا قليلٌ، فأخبرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ حرصَ المرءِ عَلَى المالِ والشَّرَفِ: إفساده لدينه ليس بأقلّ من إفسادِ الذئبين لهذه الغنمِ؛ بل إمَّا أن يكونَ مساويًا وإما أكثر، يشيرُ إِلَى أنّه لا يسلمُ من دينِ المسلم مع حرصِهِ عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا إلا القليل، كما أنّه لا يسلمُ من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل.
فهذا المثلُ العظيمُ يتضمن غاية التَّحذيرِ من شرِّ الحرصِ عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا.
ثم قال:
واعلمْ أَنَّ الحرصَ عَلَى الشَّرفِ يستلزمُ شرًّا عظيمًا قبلَ وقوعه في السَّعي في أسبابِه، وبعد وقوعِه بالخطر العظيم الَّذِي يقع فيه صاحبُ الولاية من الظلمِ والتكبرِ وغير ذلك من المفَاسِدِ» اهـ.
وقال رحمه الله في «جامع العلوم والحكم» : «فمن أخرج مِنْ قلبه حبَّ الرياسة في الدُّنيا، والتَّرفُّع فيها على الناس، فهو الزاهد حقاً» اهـ.
وصدق من قال:
الحرصُ داءٌ قد أضـ *** رّ بمن ترى إلا قليلاً
كم مِنْ عزيز قد *** صَيَّرَه الحرص ذليلاً
وجاء ذم حب الزعامة والترغيب في الزهد في الرياسة عند كثير من السلف، منها:
عن سفيان الثوري، قال: (ما رأيت الزاهد في شيء أقل منه في الرياسة , ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب , فإذا نوزع في الرياسة حامى عليها وعادى).
أخرجه أبو نعيم في « حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» (7/ 39).
وقال سفيان الثوري: (كنت أتمنى الرياسة وأنا شاب، وأرى الرجل عند السارية يفتي فأغبطه، فلما بلغتها عرفتها).
أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (رقم: 982).
وقال عبد العزيز بن أبان يقول: سمعت سفيان يقول: «الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا».
أخرجه البيهقي في «الزهد الكبير».
وقال الثوري: «من أحب الرياسة فليعد رأسه للنطاح».
ذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (رقم: 979).
وعن أبي إسحاق الفزاري قال: قال لي سفيان الثوري: تحب الرياسة؟ تهيأ للنطاح، كان يقال: من طلب الرياسة وقع في الدياسة.
أخرجه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1/ 321).
وقال الثوري: من طلب الرياسة بالعلم؛ فاته علم كثير.
أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (رقم: 1830).
وعن عبد الله بن المبارك قال سمعت أبا حنيفة يقول: من طلب الرياسة في غير حينه لم يزل في ذل ما بقي.
أخرجه ابن عبد البر في «الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» (ص: 162).
وكان الشافعي يقول: من طلب الرياسة في غير حينها، لم يزل في ذل ما بقى.
أخرجه ابن حمكان في «الفوائد والأخبار» (رقم: 22).
وقال الشافعي: من طلب الرياسة، فرت منه.
وإذا تصدر الحدث، فاته علم كثير.
أخرجه ابن حمكان في «الفوائد والأخبار» (رقم: 26).
وقال الخلال: وبلغني أن أحمد قال: قال سفيان: حب الرياسة أعجب إلى الرجل من الذهب والفضة ومن أحب الرياسة طلب عيوب الناس أو عاب الناس أو نحو هذا.
ذكره أبو يعلى في «طبقات الحنابلة» (2/ 14).
وقال فضيل بن عياض: (ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس وكره أن يذكر أحد بخير).
ذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (رقم: 971).
وعن إسماعيل يعني ابن علية، أنه قال لوراقه: «ويحك إن الرياسة مئونة ثقيلة».
أخرجه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (رقم: 707).
وقال أبو نعيم: (والله ما هلك من هلك إلا بحب الرياسة).
ذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (رقم: 972).
وقال شعيب بن حرب: «من طلب الرياسة ناطحته الكباش، ومن رضي بأن يكون ذنبا أبى الله إلا أن يجعله رأسا».
أخرجه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (رقم: 70 وفي «تاريخ بغداد» (4/ 1126).
وعن يزيد بن هارون، يقول: «من طلب الرياسة في غير أوانه حرمه الله في أوانه».
أخرجه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (رقم: 711) وابن الجوزي في «تعظيم الفتيا» (ص: 86) (رقم: 59) وابن حمكان في «الفوائد والأخبار» (رقم: 32).
وعن إسحاق بن خلف قال: الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة والزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة لأنك تبذلهما في طلب الرياسة.
أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (8/ 205).
وقال محمد بن محمد المعيطي: أنشدني منصور الفقيه لنفسه:
الكلب أهون عشرة *** وهو النهاية في الخساسة
ممن ينافس في الرئا *** سة قبل أوقات الرياسة
أخرجه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (رقم: 712).
وعن يوسف بن أسباط قال: الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا.
أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم».
وعن إسحاق، قال: الزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة، لأنه قد يبذلها في طلب الرياسة.
أخرجه الكلابي في « أحاديثه».
وقال ابن عبدوس: (كلما توقر العالم وارتفع، كان العجب إلى صاحبه أسرع، إلا من عصمه الله بتوفيقه، ونزع حب الرياسة عن نفسه).
ذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (رقم: 95.
وقال مهدي بن جعفر كان يقال الزهد زهدان زهد في الدنيا وزهد في الرياسة فمن زهد في الدنيا ولم يزهد في الرياسة لم ينفعه زهده ومن زهد في الرياسة كان في الدنيا أزهد .
أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (61/ 280).
وهذا شيخ المالكية أبو عثمان ابن الحدّاد يقول: (ما صد عن الله مثل طلب المحامد وطلب الرفعة).
ذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (14/ 214).
وأن أبا بكر بن أبي داود، يقول: سمعت أبي، يقول: الشهوة الخفية حب الرياسة.
أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (10/ 75) ذكره ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (22/ 200).
وقال المأمون: (من طلب الرياسة بالعلم صغيرًا فاته علم كثير).
ذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (رقم: 983).
وقال منصور بن إسماعيل الفقيه:
الكلب أكرم عشرة *** وهو النهاية في الخساسة
ممن تعرض للرياسة *** قبل إبان الرياسة
ذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (رقم: 984).
وعن يوسف بن أسباط يقول: الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا.
أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم».
وقال إسحاق بن سالم: الزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة، لأنه قد يبذلها في طلب الرياسة.
أخرجه الكلابي في «أحاديثه».
وقالوا: (حب الرياسة آخر ما يخرج من رءوس الصديقين).
ذكره الشاطبي في « الموافقات» (2/ 334).
وقد قيل:
حب الرياسة داء يحلق الدنيا *** ويجعل الحب حربا للمحبينا
يفري الحلاقيم والأرحام يقطعها *** فلا مروءة تبقي ولا دينا
من دان بالجهل أو قبل الرسوخ *** فما تلفيه إلا عدوا للمحقينا
يشنا العلوم ويقلي أهلها حسدا *** ضاهى بذلك أعداء النبيينا
قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة ابن حزم في «سير أعلام النبلاء» (18/ 187): «وكان ينهض بعلوم جمة، ويجيد النقل، ويحسن النظم والنثر.
وفيه دين وخير، ومقاصده جميلة، ومصنفاته مفيدة، وقد زهد في الرياسة، ولزم منزله مكبا على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وقد أثنى عليه قبلنا الكبار» اهـ.
وكثير من أهل العلم زهدوا في الرياسة والقضاء فضلا عن محبتها.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 6 رجب سنة 1443 هـ
لموافق لـ: 8 فبراير سنة 2022 ف