بسم الله الرحمن الرحيم
البنت الضرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.البنت الضرة
أما بعد:
فقد أصبح بعض البنات – هداهن الله – تلعب دور أمها عندما يتزوج الأب بعد وفاة الأم، فتشن على أبيها الغارات، وتكر عليه الجيوش الجرارات، فلا ترضى أن تحل في قلب أبيها محل أمها امرأة ، ولا تطأ مرأة في بيت الأب غير أمها، ولا تنام من النساء على سرير أبيها غير أمها، فتعمل التحالفات مع بقية أخواتها وأقاربها لتنغص على أبيها الفرحة بابتغاء الحلال – ولسان حالهن الفاحشة والعلاقات المحرمة أهون من طامة الزواج، ولا هناء لك إلا في القبر -.
وهناك صنف آخر من البنات من تكون الدراع الأيمن لأمها، والخصم بالوكالة، تتأمر مع أمها الضرة على أبيها وزوجة أبيها.
فلا تدع البنت شاذة ولا فاذة للنيل من أبيها إلا وعملتها، ويعمل عندهن الكيد العظيم ليصل إلى زوجة أبيهن، واستعانت بكل الوسائل للتفريق بين أبيهن وزوجه، وربما دخلن في السحر والكفر للتفريق.
وتبرر البنت لنفسها هذا الكيد بحجة تقصير والدها في حقهن وميله للجديدة وإهمالهن.
والله تعالى أمر ببر الوالدين ولو كانا على الكفر فقال: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} [العنكبوت: 8].
قال العلامة البغوي رحمة الله في ((تفسيره)) : ((قوله عز وجل: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} أي: برا بهما وعطفا عليهما، معناه: ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن)) اهـ.
والوالد باب في هذه الدنيا من أبواب الجنة، فمن الحرمان أن يغلقه الواحد بنفسه أو يكسره.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم: ((الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فحافظ على الباب أو ضيع)).
أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وصححه الألباني.
فالشقي من ضيع آخرته بدنياه وأشقي منه من ضيع آخرته بدنيا غيره.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 5 ربيع الآخر سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 21 نوفمبر سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 5 ربيع الآخر سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 21 نوفمبر سنة 2020 ف