بسم الله الرحمن الرحيم
تأليف كتب الضلال من عمل الشيطان
تأليف كتب الضلال من عمل الشيطان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالذين يسخرون أقلامهم لرد الحق وترويج الباطل، وتأليف كتب العقائد المخالفة والمناهج المنحرفة وكتب السحر والبدع، مثل هؤلاء المؤلفين الضلال مثل الشياطين.
قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ. وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].
أخرج النسائي في ((السنن الكبرى)) واللفظ له وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (1/185) (رقم: 982) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (كان آصف كاتب سليمان بن داود عليه السلام، وكان يعلم الاسم الأعظم، كان يكتب كل شيء يأمره به سليمان عليه السلام ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين، فكتبوا بين كل سطرين من سحر وكذب وكفر، فقالوا: هذا الذي كان يعمل سليمان بها، فأكفره جهال الناس وسفهاؤهم وسبوه، ووقف علماؤهم، فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله جل وعز: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}).
قال المحدث أحمد شاكر رحمه الله في ((عمدة التفسير)) (1/144) : إسناده صحيح، وهذا موقوف من كلام ابن عباس.
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ((تفسير آيات من القرآن الكريم)) (ص: 63) : ((فيه مسائل:
...
الرابعة: أن المسائل الباطلة قد تنسب إلى الأنبياء كذبا عليهم.
الخامسة: أن الكتب الباطلة قد تضاف إلى بعض الصديقين.
السادسة: أن ذلك مما تتلو الشياطين على زمان الأنبياء، كما وقع أشياء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
السابعة: أن الشياطين مزجت به الحق في زمن سليمان)) اهـ.
فمن تنجس بهذه القاذورات وهبط في دركات الباطل وألف كتب الزيغ والعقائد المنحرفة وقع في مشابهة الشياطين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: يوم الجمعة 1 صفر سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 18 سبتمبر سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: يوم الجمعة 1 صفر سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 18 سبتمبر سنة 2020 ف