بسم الله الرحمن الرحيم
ميل النساء لبنات الأخت
ميل النساء لبنات الأخت
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فلما كانت منزلة الخالة عالية عند البنات، وذلك لميل الخالة لبنات أخواتها والاهتمام بهن وإكرامهن والعطف عليهن والإحسان لهن؛ كانت الخالة بمرتبة الأم.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الخالة بمنزلة الأم)).
أخرجه البخاري.
ولهذا الحديث قصة، وهو عندما دخل رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن معه لعمرة القضاة ومضى الأجل أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنا، فقد مضى الأجل.
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فتبعته ابنة حمزة، تنادي يا عم يا عم، فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك حملتها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر.
قال علي: أنا أخذتها، وهي بنت عمي.
وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي.
وقال زيد: ابنة أخي.
فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: ((الخالة بمنزلة الأم)).
فقد راعى النبي عليه الصلاة والسلام فطرة الخالة في ميلها لبنت أختها وأنها عندها من الحنان والرحمة الشيء الكثير، وكذلك مراعاة انشغال فكر الخالة ببعد بنت أختها اليتيمة.
ويشهد بأن الخالة بمرتبة الأم.
أت ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، إني أذنبت ذنبا كبيرا، فهل لي توبة؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألك والدان؟)).
قال: لا.
قال: ((فلك خالة؟)).
قال: نعم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فبرها إذ)).
أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم واللفظ لهم والترمذي والبغوي في ((شرح السنة)) وصححه الألباني.
فلما كان عطف الخالة على بنات الأخوات عالية وحنانها عليهن في رتبة الأم، وميل الخالة لأولاد أخواتها راعى النبي عليه الصلاة والسلام هذا الجانب الفطر في تكنية أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها.
عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: يا رسول الله، كل صواحبي لها كنية غيري.
قال: ((فاكتني بابنك عبد الله بن الزبير)).
فكانت تدعى بأم عبد الله حتى ماتت.
أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما وصححه الألباني.
فهذه فطرة المرأة أنها تركن لأولاد أختها وتميل لهم أكثر من أولاد أخيها، وهذه الفطرة كانت محل نظر في الشريعة الغراء، فلا يثرب ويشدد على هذا الميل.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأثنين 26 المحرم سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 14 سبتمبر سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأثنين 26 المحرم سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 14 سبتمبر سنة 2020 ف