بسم الله الرحمن الرحيم
لا يلزم من التشبيه المساواة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.لا يلزم من التشبيه المساواة
أما بعد:
فقد يذكر أهل العلم بعض المخالفات يحذرون منها ومن الوقوع فيها، ويعللون بأن فيها مشابهة للكفار أو الشياطين أو فيها تشبها بالحيوانات.
ويذهب بعض من قصر علمه إلى أن في هذا التشبيه التكفير أو أن في التشبيه المساواة.
والصحيح أن بين المشبه والمشبه به المساواة في الصفات والخصائص من وجه أو أكثر، وهو من باب المبالغة في الزجر.
ولا يلزم من مشابهة المرء بالحيوان أن ينقلب المشبه حيوانا، وكذلك لا يلزم أن يتحول المشبه كافرا أو شيطانا.
وهذه أقول العلماء ترد على هذا التصور الخاطئ:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((جامع المسائل - المجموعة الأولى -)) (ص: 322): ((وليس من شرط التشبيه التساوي من كلّ وجه)) اهـ.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((المنار المنيف في الصحيح والضعيف)) (ص: 22): ((والمقصود: أنه لا يلزم من تشبيه الشيء بالشيء مساواته له)) اهـ.
وقال العلامة أحمد بن إسماعيل بن عثمان بن محمد الكوراني رحمه الله في ((الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري)) (1/ 309): ((التشبيه لا يقتضي التساوي، بل المشبه ناقص عن المشبه به في وجه الشبه)) اهـ.
وقال العلامة الطيبي رحمه الله في ((الكاشف عن حقائق السنن)) (10/ 3213): ((وفي المشابهة يكفي المساواة في بعض الصفات)) اهـ.
وقال العلامة المناوي رحمه الله في ((فيض القدير)) (6/ 353): ((والمشابهة في بعض الصفات كافية إذ التشبيه إنما يصار إليه للمبالغة ولا يقصد به المساواة ولا بد)) اهـ.
وقال العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله في ((مختصر التحفة الاثني عشرية)) (ص: 166): ((وفهم المساواة بين المشبه والمشبه به من كمال السفاهة)) اهـ.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأحد 18 المحرم سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 6 سبتمبر سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأحد 18 المحرم سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 6 سبتمبر سنة 2020 ف