هذه نصيحة قيمة من فضيلة الشيخ الوالد عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله تعالى- إلى أهل السنة في اليمن بخصوص دماج، وسجلت ليلة السبت الموافق 29 محرم من عام 1433هـ، نسأل الله جل وعلا أن يجزي الشيخ خير الجزاء على ما تفضل به، وأن ينفع بنصيحته المسلمين، وأن يجعلها نصرة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأهلها.
وإليكم تفريغ المادة الصوتية:
أحسن الله إليكم، ما نصيحتكم لأهل السنة في اليمن لا سيما بعد انتصار أهل السنة وخضوع الحوثيين للصلح؟
بسم الله، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين ورب الطيبين، وأشهد أن محمداً عبده رسوله، سيد ولد آدم أجمعين، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه الخيرين، وسلم تسليماً كثيراً مباركاً ما دامت السموات والأرضين.
أما بعد:
فالذي أدين الله به هو ما أفتيت به قبل سنوات يومَ كانت الحرب سجالاً بين دولة اليمن وبين الحوثيين الروافض الكفار، إلى الانضمام إلى السلطان في قتال هؤلاء، وقد بلغني أن أهل السنة انتفعوا بهذه الفتوى -ولله الحمد-، وأقول هاهنا:
أولاً: الجهاد والقتال ضد الحوثيين المحاصرين لدماج وأهلها هو جهاد دفع؛ لأن الكفار من الرافضة والباطنية قد صالوا على أهل السنة في دماج، ولا يخفى على كل مسلم عنده شيء من الفقه في دين الله فضلاً عمن كان ذا علم وفقه وعلى مسلك السلف الصالح: هم غير مأمونين، وخبثهم ومكرهم وتربصهم بأهل السنة الدوائر، والصولة عليهم كلما سمحت لهم فرصة. أقول: هذا الجهاد هو واجب عيني على كل مسلم قادر في دماج ومن حولهم، أقول تأكيداً: وجوب عيني، ومن ثنى عن هذا الجهاد بأي أسلوب من الأساليب فإنه مخذّل ومثبِّط، بل هو جاهل بمسلك أهل العلم من الصحابة وأئمة التابعين ومن بعدهم، جاهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاهد أئمة التابعين، وجاهد من بعدهم، كلا الجهادين: جهاد الدفع وجهاد الطلب، وهذا من جهاد الدفع. وأمر الله سبحانه وتعالى أهل الإيمان أن يقاتلوا الفئة الباغية من المسلمين على إخوانهم من أهل الإسلام، قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}، فكيف يُثْنَى مسلم أراد أن يدفع عن إخوانه كيد الكفرة الذين هو معلوم من تاريخهم أنهم لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة؟! أمر الله أهل الإسلام أن يدفعوا بغي الباغية من أهل الإسلام، فهل يليق بمن ينتسب إلى العلم أن يهون هذا الأمر ويخذل عنه ويثبط؟! يا هذا إن كنت لا تقدر أو لأمر في نفسك لا تجاهد فلا تثبط أهل الإسلام وتثنيهم عن ما أوجب الله عليهم وجوباً عينياً أو كفائياً! وقال صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، قالوا: يا رسول الله، أنصره مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟ قال: «تردعه عن الظلم»، كيف لا يناصِر مسلماً على كافر؟! لماذا يثني؟ لماذا يثبط إن كان هو لا يريد؟ هذا أولاً.
وثانياً: أشكر رؤساء القبائل الذين استجابوا للنداء، وهبوا لنصرة إخوانهم جهاداً بالسلاح أو المال، أو بالسعي في إخماد هذه الحرب، أشكرهم، وأرجو من له صلة بهم أن يبلغهم سلامي مع هذا الشكر.
وأقول ثالثاً: الصلح مع الكفار من أصول أهل السنة التي يدينون لله بها إذا رأوا أنه يؤدي ثماراً طيبة في صالح أهل الإسلام، فنحن نؤيد ما جرى من الصلح بين أهل السنة سواء في دماج ومن ناصروهم، ولكن أوصيهم بوصيتين:
أولاً: بقاء جبهات القتال مرابطين، حتى يبسط السلطان يده على أرض اليمن كلها بما فيها تلك المنطقة صعدة، فإذا قوي السلطان وقويت شوكته يترك الأمر له، وينسحب هؤلاء المرابطون.
وثانياً: لو انسحبوا قليلاً لأمر تنظيمي فالحذر واجب، وترقب هؤلاء الرافضة، فإنهم غير مأمونين، بل ديدنهم وأمثالهم الغدر بالعهد.
هذا ما أرى أنه يجب عليّ بيانه، وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يحفظ أهل السنة في اليمن عامة، وفي دماج وما حولها خاصة، وأن يعصمنا وإياهم من كيد الكائدين ومكر الماكرين، وأن يحفظ أهل السنة في كل مكان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ألقاه:
عبيد بن عبد الله بن سليمان
المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً
ليلة السبت 29 من شهر محرم الحرام عام 1433هـ
الموافق لليلة 24 من شهر ديسمبر عام 2011 م
أحسن الله إليكم، ما نصيحتكم لأهل السنة في اليمن لا سيما بعد انتصار أهل السنة وخضوع الحوثيين للصلح؟
بسم الله، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين ورب الطيبين، وأشهد أن محمداً عبده رسوله، سيد ولد آدم أجمعين، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه الخيرين، وسلم تسليماً كثيراً مباركاً ما دامت السموات والأرضين.
أما بعد:
فالذي أدين الله به هو ما أفتيت به قبل سنوات يومَ كانت الحرب سجالاً بين دولة اليمن وبين الحوثيين الروافض الكفار، إلى الانضمام إلى السلطان في قتال هؤلاء، وقد بلغني أن أهل السنة انتفعوا بهذه الفتوى -ولله الحمد-، وأقول هاهنا:
أولاً: الجهاد والقتال ضد الحوثيين المحاصرين لدماج وأهلها هو جهاد دفع؛ لأن الكفار من الرافضة والباطنية قد صالوا على أهل السنة في دماج، ولا يخفى على كل مسلم عنده شيء من الفقه في دين الله فضلاً عمن كان ذا علم وفقه وعلى مسلك السلف الصالح: هم غير مأمونين، وخبثهم ومكرهم وتربصهم بأهل السنة الدوائر، والصولة عليهم كلما سمحت لهم فرصة. أقول: هذا الجهاد هو واجب عيني على كل مسلم قادر في دماج ومن حولهم، أقول تأكيداً: وجوب عيني، ومن ثنى عن هذا الجهاد بأي أسلوب من الأساليب فإنه مخذّل ومثبِّط، بل هو جاهل بمسلك أهل العلم من الصحابة وأئمة التابعين ومن بعدهم، جاهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاهد أئمة التابعين، وجاهد من بعدهم، كلا الجهادين: جهاد الدفع وجهاد الطلب، وهذا من جهاد الدفع. وأمر الله سبحانه وتعالى أهل الإيمان أن يقاتلوا الفئة الباغية من المسلمين على إخوانهم من أهل الإسلام، قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}، فكيف يُثْنَى مسلم أراد أن يدفع عن إخوانه كيد الكفرة الذين هو معلوم من تاريخهم أنهم لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة؟! أمر الله أهل الإسلام أن يدفعوا بغي الباغية من أهل الإسلام، فهل يليق بمن ينتسب إلى العلم أن يهون هذا الأمر ويخذل عنه ويثبط؟! يا هذا إن كنت لا تقدر أو لأمر في نفسك لا تجاهد فلا تثبط أهل الإسلام وتثنيهم عن ما أوجب الله عليهم وجوباً عينياً أو كفائياً! وقال صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، قالوا: يا رسول الله، أنصره مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟ قال: «تردعه عن الظلم»، كيف لا يناصِر مسلماً على كافر؟! لماذا يثني؟ لماذا يثبط إن كان هو لا يريد؟ هذا أولاً.
وثانياً: أشكر رؤساء القبائل الذين استجابوا للنداء، وهبوا لنصرة إخوانهم جهاداً بالسلاح أو المال، أو بالسعي في إخماد هذه الحرب، أشكرهم، وأرجو من له صلة بهم أن يبلغهم سلامي مع هذا الشكر.
وأقول ثالثاً: الصلح مع الكفار من أصول أهل السنة التي يدينون لله بها إذا رأوا أنه يؤدي ثماراً طيبة في صالح أهل الإسلام، فنحن نؤيد ما جرى من الصلح بين أهل السنة سواء في دماج ومن ناصروهم، ولكن أوصيهم بوصيتين:
أولاً: بقاء جبهات القتال مرابطين، حتى يبسط السلطان يده على أرض اليمن كلها بما فيها تلك المنطقة صعدة، فإذا قوي السلطان وقويت شوكته يترك الأمر له، وينسحب هؤلاء المرابطون.
وثانياً: لو انسحبوا قليلاً لأمر تنظيمي فالحذر واجب، وترقب هؤلاء الرافضة، فإنهم غير مأمونين، بل ديدنهم وأمثالهم الغدر بالعهد.
هذا ما أرى أنه يجب عليّ بيانه، وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يحفظ أهل السنة في اليمن عامة، وفي دماج وما حولها خاصة، وأن يعصمنا وإياهم من كيد الكائدين ومكر الماكرين، وأن يحفظ أهل السنة في كل مكان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ألقاه:
عبيد بن عبد الله بن سليمان
المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً
ليلة السبت 29 من شهر محرم الحرام عام 1433هـ
الموافق لليلة 24 من شهر ديسمبر عام 2011 م
وفرغه الأخ الفاضل أبو سفيان عبد الصمد الهولندي جزاه الله خيرا
لتحميل المادة الصوتية
وللإستماع في المرفقات والتحميل بالنقر عليها
نسأل الله النفع بما نسمع
منقول من شبكة ميراث الأنبياء
تعليق