الحمد لله والصَّلاةُ والسَّلام على رسول الله ، أمَّا بعد ُ :
فهذه كلمات في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية .
تعريف العيد :
قال الخليل الفراهيدي : "والعيد كلُّ يومِ مَجْمعٍ وفي معاجم اللغة : العِيدُ كل يوم فيه جَمْع ، هذا هو العيد لغة وهو كذلك شرعا ، فيشمل الزمان والحال وربما المكان .
الأعياد من الشرائع لا من محض العادات :
لابد من بيان أمرٍ يغفل عنه أكثر الناس ، وهو أن الأعياد ليست مجرد عادات وإنما هي مِن جُملة الشرائع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه في مثلها {كل جعلنا منكم شِرعة ومنهاجا } وقال : { لكل أمة جعلنا منسكا }، ولا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره إنفاقا واجتماعا وراحة ولذة وسرورا ، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلقِ الأغراض به ، فلهذا جاءت الشريعة في العيد بإعلان ذِكر الله فيه ، حتى جُعل فيه من التكبير في الصلاة والخطبة وغير ذلك مما ليس في سائر الصلوات ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " يومُ عرفة ويومُ النحر وأيام منى : عيدُنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب " رواه أبو دواد والنسائي والترمذي ، تأمل قوله : ( عيدنا ) فهو لفظ مشعر باختصاص الأمر بأهل الإسلام وأنه من شأن الديانات على منوال : ( عيدهم )
( عيدنا ) ، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : ( إن لكل قوم عيداً وَهَذَا عِيدُنَا ) يعني نحن أهل الإسلام ، وهذا من أوضح الأدلة على اختصاصه ـ كعمل ـ بالشرائع .
بل روىأبو هريرة - رضي الله عنه – كما في الصحيحين أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم [ يعني يوم الجمعة ] فاختلفوا فيه فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع ، اليهود غداً والنصارى بعد غد " ، هذا صريح في كون العيد من جملة الشرائع .
حكم المشاركة في الاحتفال بالكريسمس :
ـ قد جعله الله من قبيل شهادة الزور ، يقول تعالى في بيان صفات عباد الرحمن :{ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} .قال الربيع بن أنس ، وغيره في قوله تعالى : { لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}: هي أعياد المشركين.
روى أبو بكر الخلال في الجامع بإسناده عن محمد بن سيرين في قوله تعالـــــــى: { وَالَّذِينَ لا َيشْهَدُونَ الزُّورَ } هو الشعانين [ وهو عيد للنصارى ] وكذلك عن مجاهد وفي معنى هذا ما روي عن عكرمة والضحاك .
وروى البيهقي في الكبرى بإسناده عن عُمَر بن الخطاب رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قال : لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ، أيضا جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في السنن الكبرى للبيهقي أنه قال : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ، وعن عبد الله بن عَمرو قال : من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حُشر معهم يوم القيامة " وهو في السنن الكبرى أيضا .
ـ وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ومشاركتهم في عيدهم هو من أظهر صور الموالاة كيف لا وإظهار الود من أبرزها , قال الذهبي : " قال العلماء: ومن موالاتهم التشبُّه بهم ، وإظهارُ أعيادهم ، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين ، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها ، وهذا منكرٌ وبدعةٌ في دين الإسلام، ولا يفعلُ ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان " ا.هـ
ـ وعن أنس بن مالك قال : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الأَضْحَى ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ ".( صحيح أبي داود ) ، وجه الدلالة من الحديث أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال : " إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين " والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدَل منه إذ لا يُجمع بين البدل والمبدَل منه ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما كقوله تعالى : {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا }وقوله تعالى : { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } وقوله تعالى : { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب }، وهذا كثير في الكلام ، فقوله صلى الله عليه و سلم : ( قد أبدلكم الله بهما خيرا ) يقتضي ترك الجمع بينهما .
وأيضا فإن ذينك اليومين الجاهليين قد ماتا في الإسلام فلم يبق لهما أثر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عهد خلفائه فلولا قوة المانع من رسول الله صلى الله عليه و سلم لكانت باقية ولو على وجه ضعيف فعلم أن المانع القوي منه كان ثابتا وكل ما منع منه الرسول منعا قويا كان محرما ، وصح عن ثابت بن الضحاك قال : ( نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينحر إبلا ببوانة .. فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم ) فإذا كان تخصيص بقعة عيدهم بعمل ما يعتبر محذوراً، فكيف بنفس عيدهم؟.
وأخيرا يقول تعالى :{ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا إداً. تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً. أن دعوا للرحمن ولدا }
فهم يحتفلون بميلاد ابن الله في زعمهم فكيف نشاركهم !! لا حول ولا قوة إلا بالله .
أقوال العلماء واتفاقهم في حكمه :
فمن المعلوم أن في شروط عمر رضي الله عنه المعروفة بـ ( الشروط العمرية ) أن أهل الذمة ليس لهم أن يُظهروا أعيادهمواتفق العلماء على ذلك ، فكيف يُظهرها المسلمون ؟!
وقال عبد الملك بن حبيب من أصحاب مالك فى كلام له : " فلا يعاوَنون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين ان ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره لم أعلم أنه اختُلِف فيه " ، وقد سئل ابن القاسم المالكي عن الركوب فى السفن التى تركب فيها النصارى إلى أعيادهم , فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم بشركهم الذى اجتمعوا عليه " .
وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل تكون له المرأة النصرانية يأذن لها أن تخرج إلى عيد النصارى ... ؟ قال : لا .
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسين الطبري الفقيه الشافعي : ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم لأنهم على منكر وزور " . وقال أبو الحسن الآمدي : لا يجوز شهود أعياد النصارى واليهود " ، قال ابن القيم رحمه الله : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه.
وقال جلال الدين السيوطي : " ومما يفعله كثير من الناس ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام .. هو دين النصارى ليس لذلك أصل في دين الإسلام "
فلا خلاف بين العلماء قديما في تحريم المشاركة في أَعياد غير المسلمين ولو لم تكن أعيادا دينية ولو لم يقم العيد على معنى مناف للإسلام ، فكيف بالكريسمس الذي يعتبر عيدا دينيا للنصارى ؟! وهو احتفال عندهم بابن الله ؟!!
إنا لله وإنا إليه راجعون
فهذه كلمات في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية .
تعريف العيد :
قال الخليل الفراهيدي : "والعيد كلُّ يومِ مَجْمعٍ وفي معاجم اللغة : العِيدُ كل يوم فيه جَمْع ، هذا هو العيد لغة وهو كذلك شرعا ، فيشمل الزمان والحال وربما المكان .
الأعياد من الشرائع لا من محض العادات :
لابد من بيان أمرٍ يغفل عنه أكثر الناس ، وهو أن الأعياد ليست مجرد عادات وإنما هي مِن جُملة الشرائع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه في مثلها {كل جعلنا منكم شِرعة ومنهاجا } وقال : { لكل أمة جعلنا منسكا }، ولا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره إنفاقا واجتماعا وراحة ولذة وسرورا ، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلقِ الأغراض به ، فلهذا جاءت الشريعة في العيد بإعلان ذِكر الله فيه ، حتى جُعل فيه من التكبير في الصلاة والخطبة وغير ذلك مما ليس في سائر الصلوات ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " يومُ عرفة ويومُ النحر وأيام منى : عيدُنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب " رواه أبو دواد والنسائي والترمذي ، تأمل قوله : ( عيدنا ) فهو لفظ مشعر باختصاص الأمر بأهل الإسلام وأنه من شأن الديانات على منوال : ( عيدهم )
( عيدنا ) ، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : ( إن لكل قوم عيداً وَهَذَا عِيدُنَا ) يعني نحن أهل الإسلام ، وهذا من أوضح الأدلة على اختصاصه ـ كعمل ـ بالشرائع .
بل روىأبو هريرة - رضي الله عنه – كما في الصحيحين أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم [ يعني يوم الجمعة ] فاختلفوا فيه فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع ، اليهود غداً والنصارى بعد غد " ، هذا صريح في كون العيد من جملة الشرائع .
حكم المشاركة في الاحتفال بالكريسمس :
ـ قد جعله الله من قبيل شهادة الزور ، يقول تعالى في بيان صفات عباد الرحمن :{ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} .قال الربيع بن أنس ، وغيره في قوله تعالى : { لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}: هي أعياد المشركين.
روى أبو بكر الخلال في الجامع بإسناده عن محمد بن سيرين في قوله تعالـــــــى: { وَالَّذِينَ لا َيشْهَدُونَ الزُّورَ } هو الشعانين [ وهو عيد للنصارى ] وكذلك عن مجاهد وفي معنى هذا ما روي عن عكرمة والضحاك .
وروى البيهقي في الكبرى بإسناده عن عُمَر بن الخطاب رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قال : لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ، أيضا جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في السنن الكبرى للبيهقي أنه قال : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ، وعن عبد الله بن عَمرو قال : من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حُشر معهم يوم القيامة " وهو في السنن الكبرى أيضا .
ـ وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ومشاركتهم في عيدهم هو من أظهر صور الموالاة كيف لا وإظهار الود من أبرزها , قال الذهبي : " قال العلماء: ومن موالاتهم التشبُّه بهم ، وإظهارُ أعيادهم ، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين ، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها ، وهذا منكرٌ وبدعةٌ في دين الإسلام، ولا يفعلُ ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان " ا.هـ
ـ وعن أنس بن مالك قال : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الأَضْحَى ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ ".( صحيح أبي داود ) ، وجه الدلالة من الحديث أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال : " إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين " والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدَل منه إذ لا يُجمع بين البدل والمبدَل منه ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما كقوله تعالى : {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا }وقوله تعالى : { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } وقوله تعالى : { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب }، وهذا كثير في الكلام ، فقوله صلى الله عليه و سلم : ( قد أبدلكم الله بهما خيرا ) يقتضي ترك الجمع بينهما .
وأيضا فإن ذينك اليومين الجاهليين قد ماتا في الإسلام فلم يبق لهما أثر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عهد خلفائه فلولا قوة المانع من رسول الله صلى الله عليه و سلم لكانت باقية ولو على وجه ضعيف فعلم أن المانع القوي منه كان ثابتا وكل ما منع منه الرسول منعا قويا كان محرما ، وصح عن ثابت بن الضحاك قال : ( نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينحر إبلا ببوانة .. فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم ) فإذا كان تخصيص بقعة عيدهم بعمل ما يعتبر محذوراً، فكيف بنفس عيدهم؟.
وأخيرا يقول تعالى :{ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا إداً. تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً. أن دعوا للرحمن ولدا }
فهم يحتفلون بميلاد ابن الله في زعمهم فكيف نشاركهم !! لا حول ولا قوة إلا بالله .
أقوال العلماء واتفاقهم في حكمه :
فمن المعلوم أن في شروط عمر رضي الله عنه المعروفة بـ ( الشروط العمرية ) أن أهل الذمة ليس لهم أن يُظهروا أعيادهمواتفق العلماء على ذلك ، فكيف يُظهرها المسلمون ؟!
وقال عبد الملك بن حبيب من أصحاب مالك فى كلام له : " فلا يعاوَنون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين ان ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره لم أعلم أنه اختُلِف فيه " ، وقد سئل ابن القاسم المالكي عن الركوب فى السفن التى تركب فيها النصارى إلى أعيادهم , فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم بشركهم الذى اجتمعوا عليه " .
وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل تكون له المرأة النصرانية يأذن لها أن تخرج إلى عيد النصارى ... ؟ قال : لا .
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسين الطبري الفقيه الشافعي : ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم لأنهم على منكر وزور " . وقال أبو الحسن الآمدي : لا يجوز شهود أعياد النصارى واليهود " ، قال ابن القيم رحمه الله : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه.
وقال جلال الدين السيوطي : " ومما يفعله كثير من الناس ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام .. هو دين النصارى ليس لذلك أصل في دين الإسلام "
فلا خلاف بين العلماء قديما في تحريم المشاركة في أَعياد غير المسلمين ولو لم تكن أعيادا دينية ولو لم يقم العيد على معنى مناف للإسلام ، فكيف بالكريسمس الذي يعتبر عيدا دينيا للنصارى ؟! وهو احتفال عندهم بابن الله ؟!!
إنا لله وإنا إليه راجعون
تعليق