تتبع المساجد طلبا لحسن الصوت
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته - ابن باز عليه رحمة الله- المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ).
س : ما حكم تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك من الخشوع وحضور القلب ؟
ج : الأظهر والله أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على
الخشوع في صلاته ، ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه ؛ لأنه ما كل صوت يريح ، فإذا
كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمال الخشوع في
صلاته فلا حرج في ذلك ، بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته ، والإنسان قد
يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتين والصلاتين ، فإذا كان
قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسن صوته وليستفيد من ذلك وليخشع
في صلاته لا لمجرد الهوى والتجول ، بل لقصد الفائدة والعلم وقصد الخشوع في الصلاة
، فلا حرج في ذلك وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه
قال : أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم ممشى . رواه البخاري في ( الأذان )
برقم ( 614 ) واللفظ له ، ورواه مسلم في ( المساجد ومواضع الصلاة ) برقم
( 10 ).
فأبعدهم ممشى فإذا كان قصده أيضا زيادة الخطوات ، فهذا أيضا مقصد صالح.
س : ما حكم التنقل بين المساجد فكل ليلة في مسجد طلبا لحسن الصوت ؟.
ج : لا أعلم في هذا بأسا ، وإن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئن قلبه فيه
ويخشع فيه ؛ لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل في الأول من
الخشوع والطمأنينة ، فأنا أرجح حسب القواعد الشرعية أنه إذا وجد إماما يطمئن إليه
ويخشع في صلاته وقراءته يلزم ذلك أو يكثر من ذلك معه ، والأمر في ذلك واضح لا
حرج فيه بحمد الله ، فلو انتقل إلى إمام آخر لا نعلم فيه بأسا إذا كان قصده الخير
وليس قصده شيئا آخر من رياء أو غيره ، لكن الأقرب من حيث القواعد الشرعية أنه
يلزم المسجد الذي فيه الخشوع والطمأنينة وحسن القراءة أو فيه تكثير المصلين بأسبابه
إذا صلى فيه كثر المصلون بأسبابه يتأسون به ، أو لأنه يفيدهم وليس عندهم من يفيدهم
وليس قصده شيئا آخر من رياء أو غيره ، لكن الأقرب من حيث القواعد الشرعية أنه
يلزم المسجد الذي فيه الخشوع والطمأنينة وحسن القراءة أو فيه تكثير المصلين بأسبابه
إذا صلى فيه كثر المصلون بأسبابه يتأسون به ، أو لأنه يفيدهم وليس عندهم من يفيدهم
ويذكرهم بعض الأحيان ، أو يلقي عليهم درسا ، بمعنى أن يحصل لهم بوجوده فائدة ،
فإذا كان هكذا فكونه في هذا المسجد الذي فيه الفائدة منه أو من غيره ، أو كونه أقرب
إلى خشوع قلبه والطمأنينة وتلذذه بالصلاة فيه فكل هذا مطلوب.
فإذا كان هكذا فكونه في هذا المسجد الذي فيه الفائدة منه أو من غيره ، أو كونه أقرب
إلى خشوع قلبه والطمأنينة وتلذذه بالصلاة فيه فكل هذا مطلوب.
------------------------
و للشيخ الفوزان رأي آخر فقد سئل حفظه الله تعالى [المنتقى من فتاوى الفوزان]:
و للشيخ الفوزان رأي آخر فقد سئل حفظه الله تعالى [المنتقى من فتاوى الفوزان]:
هناك ظاهرة منتشرة بين بعض الناس، وهي أنه في صلاة التراويح ينتقلون إلى مساجد بعيدة عن بيوتهم، وذلك طلبًا للأئمة أصحاب الأصوات الحسنة؛ فما رأيكم بهذه الظاهرة؟
فأجاب:
ينبغي للإمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن، ويعتني بإجادة القراءة
على الوجه المطلوب؛ محتسبًا الأجر عند الله، لا من أجل الرياء
والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته،
وينتفع به من يسمعه.
على الوجه المطلوب؛ محتسبًا الأجر عند الله، لا من أجل الرياء
والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته،
وينتفع به من يسمعه.
والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله
والصلاة فيه، ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في
التذوق لأصوات الأئمة، لا سيما النساء؛ فإن في تجوالها وذهابها
بعيدًا عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي
في بيوتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقرب مسجد؛
تقليلاً للخطر.
والصلاة فيه، ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في
التذوق لأصوات الأئمة، لا سيما النساء؛ فإن في تجوالها وذهابها
بعيدًا عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي
في بيوتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقرب مسجد؛
تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير
مرغوب فيها؛ لأن فيها تعطيلاً للمساجد الأخرى، وهي مدعاة
للرياء، وفيها تكلفات غير مشروعة ومبالغات.
----------------------------
يرجى إثراء الموضوع بارك الله فيكم
تعليق