بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
[مقتطفات] السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين
[3] قولهم "لا قدَّر الله"/ "لا سمح الله"
[مقتطفات] السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين
[3] قولهم "لا قدَّر الله"/ "لا سمح الله"
سُئل الشَّيخ رحمه الله: ما حكم قول "لا قدَّر الله"؟
فأجاب بقوله: "لا قدَّر الله" معناه الدُّعاء بأنَّ الله لا يُقدِّر ذلك، والدُّعاء بأنَّ الله لا يُقدِّر هذا جائزٌ، وقول: لا قدَّر الله ليس معناه نفي أن يُقدِّر الله ذلك، إذ أنَّ الحكم لله يُقدِّر ما شاء، لكنَّه نفيٌ بمعنى الطَّلب فهو خبرٌ بمعنى الطَّلب ولا شك، فكأنَّه حين يقول "لا قدَّر الله" أي أسأل الله أن لا يُقدِّره، واستعمال النَّفي بمعنى الطَّلب شائعٌ كثيرٌ في اللُّغة العربيَّة وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة. (انتهى)
*** *** ***
سُئل الشَّيخ رحمه الله: ما رأيكم في هذه العبارة "لا سمح الله"؟
فأجاب بقوله: أكره أن يقول القائل "لا سمح الله"؛ لأنَّ قوله "لا سمح الله" ربَّما تُوهمُ أنَّ أحدًا يُجبر الله على شيءٍ فيقول "لا سمح الله"، والله عزَّ وجلَّ كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم {لَا مُكْرِهَ لَهُ}، قال الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم {لا يقول أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليَعْظِم الرغبة فإن الله لا مُكرِهَ له، ولا تعاظمه شيءٌ أعطاه} [رواه البخاري (6339)، ومسلم (2679)].
والأولى أن يقول "لا قدَّر الله" بدلًا من قوله "لا سمح الله" لأنَّه أبعد عن توهُّم ما لا يجوز في حقِّ الله تعالى. (انتهى)