السلام عليكم ورحمة الله أرحب بإخواني الأعضاء وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأشكر المشرفين على قبول عضويتي جزاهم الله خيرا.
السؤال : و آخر يقول: إن السلفية أنشأها ابن تيميه وجددها محمد بن عبد الوهاب ؟؟!!
[الجواب]: هذيان آخر، ما أكثر الهذيان يا سبحان الله، اسأل ما معنى السلفية ؟؟ متى تفرقت الناس إلى السلف والخلف؟ لو تركنا هذه الجماعات الصغار والحركات السياسية التي تجددت هذه الأيام هذه لا تستحقه الحديث عنها، إنما الحديث متى تفرق المسلمون إلى السلف والخلف، هذا الذي ينبغي أن يبحث طلاب العلم، كبار أهل العلم بحثوا هذه المسالة في مقدمتهم: الحافظ بن حجر، في المئة الثالثة ظهرت الفتن، بالتحديد يقول الحافظ بن حجر بعد المائتين والعشرين فرفعت.. فأطلقت المعتزلة ألسنتها ورفعت الفلاسفة رايتها واضْطُهِدَ أهل العلم والأئمة، بعد هذا، بعد تفرق الناس هذا التفرق وصار كل فريقٍ يدعي العمل بالكتاب والسنة نظروا إلى الناس فرأوا أن من ينهج ما كان عليه الصحابة يقال له إن هذا سلفي نسبة إلى السلف إلى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، يقال هذا سلفي وهذا من أهل السنة والجماعة وهذا اثري وهذا سني هذا الاصطلاح ما كان معروفا عند الأولين إذ لا تفرق بينهم كلهم على منهج واحد منهج الصحابة، التابعون على منهج الصحابة، تفريق الناس وتلقيبهم بهذه الألقاب بالسلفية والخلفية لا بد له من سبب!! السبب تفرق الناس هذا التفرق ومن رأوه ينهج ويتبع ما كان عليه الصحابة قالوا هذا سلفي، سلفك من سبقك من آبائك وأقاربك يقال له سلفك، كل من سبقك، ومن آتى بعد من سبقه إن جاء موافقا له قال أنه سلفي، أي من جاء بعد الصحابة والتابعين موافقا لهم في منهجهم وعقيدتهم وسلوكهم قالوا هذا سلفي أي منتسب إلى السلف، السالف والسابق بمعنى واحد والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار هم السلف ومن جاء بعدهم وتأسى بهم ولم يخالفهم هو سلفي الياء ياء النسبة ومن جاء بعده فخالفه يقال له خلَفي ويقال له خلْفي، فالقران وصفهم بأنهم خلف ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾ [سورة مريم:59]، إذا خالفهم وهو لا يزال على خير يقال له خلَفي وان خالفهم إلى الشر يقال له خلْفي إذن البحث في تفرقة الناس أو انقسام الناس إلى السلف والخلف ثم السلفية والخلفية، السلفيون المعاصرون ومَنْ يأتي بعدهم إلى آخر الدنيا حتى يبعث الله تلك الريح التي تقبض أرواح المؤمنين يقال لهم سلفيون ويقال لهم أهل السنة والجماعة نسبة إلى الجماعة الأولى الصحابة وَدَعْوَة بأن السلفية مِنْ إنشاء أو مِنْ آراء بن تيميه وجددها محمد بن عبد الوهاب كما قلتَ هذيان لا ينبغي الوقوف عند ذلك، لكن الذي ينبغي التنبيه عليه جاء في بعض الأسئلة: السلفيون والأحزاب الأخرى والجماعات والطوائف والفرق كلهم على حدٍ سواء، هذا غلط هذا كصاحبنا المذبذب الذي يجب هؤلاء وألئك وأولئك إنما الحقيقة السلفية حقيقة الإسلام، السلفية هي المفهوم الصحيح للإسلام خذوها صريحةً هكذا السلفية اليوم المفهوم الصحيح للإسلام والجماعات الأخرى حركات سياسية أو نزعة صوفية أثرت في كثير من السذج، أما الحركات السياسية فعملت دعاية فغلفت دعوتها بغلافٍ إسلامي أو بعبارة أخرى سيست الدعوة تسييسا فلبَّست على الناس وأوهمت الناس أنها تدعو إلى الإسلام وكل ما فعلت هذه الحركات السياسية مخالف للإسلام وليس من الإسلام في شيء، تلاحظون أن زعماؤهم يَشردون إلى أوروبا وأمريكا يعيشون هناك فالقوم مرتاحون إليهم ويفرحون بهم جدا لأنهم يشوهون جمال الإسلام ويفسدون صمعة الإسلام ويصورون للناس إن الإسلام معناه التدمير والتفجير والسب واللعن والعنف والشدة، هذا ينفع الأمريكيين والأوروبيين أكثر مما ينفعهم المبشرون يكسبون من هؤلاء مكسباً في محاربة الإسلام مالا يكسبون من مبشريهم الذين ينشرونهم في العالم، عندما يسقط إنسان هناك في أمريكا فيقول الجهاد الجهاد فيحث أتباعه على التدمير والتفجير تفرح أمريكا فرحا شديدا لان هذا افسد سمعة الإسلام وصور الإسلام تصويراً سيئ دين الرحمة دين الدعوة والإصلاح تحول إلى دين التفجير والتدمير والعنف والشدة، فرحت أمريكا وجميع الأوروبيين باؤلئك الذين يخطبون من هناك.
الدعوة إلى الإسلام ليس بهذا الأسلوب، اذكر لكم مثالا واقعيا تعرفونه من باب التمثيل كيف بدء داعيةٌ من دعاة الإسلام دعوته إلى إقامة دولة إسلامية ونجح لم يقف مثل هؤلاء في الشوارع ولا منصة المحاضرات ليهاجم السلاطين والرؤساء والزعماء لكنه تعلم أولا لم يتخرج من كلية الحقوق ولكنه تخرج من هذه الجامعة, الجامعة الأم المسجد النبوي، ابن عبد الوهاب تخرج من هذه الجامعة تعلم هنا ونال جائزات في لغتنا شهادات ثم رجع بعد ان تجول في العالم المجاور رجع إلى بلده ليدعو إلى الله إلى إقامة دولة إسلامية إلى تصحيح العقيدة وتصحيح الأحكام، ماذا فعل؟ هل عمد إلى الشباب والسذج ليهيجهم ويثيرهم ضد الأمراء, الأمراء المنتشرون هناك كل واحد سلطان برأسه بل تقدم إلى أمير في بلدة الحريملة فعرض عليه الدعوة عرضا متواضعا، ليش؟ لتصحيح العقيدة وتصحيح الأحكام وإقامة دولة إسلامية لأمر عظيم شرح دعوته لم يسيء إلى أحد فَقُبِلَتْ الدعوة من أول الأرض إلا انه علم ان بعض السفهاء يريدون ان يفتكوا به فخرج خائفا هذه سنة الله في المصلحين العوينة فعرض الدعوة نفس العرض فقبل الأمير فبدأ الشيخ يعمل في أثناء عمله واصلاحه وقطع بعض الأشجار التي كانت تعبد و أزال الأوثان في أثناء ذلك اعترفت أمامه امرأة بفاحشة الزنا فطلبت إقامة الحد عليها وأصرت ففعل ذلك وهذا الحادث أثار أمراء المنطقة كلها عابوا أمير العوينة إلا ان يُخْرِجَ هذا الشيخ وكان اكثر المتشددين أمير الإحساء فأخرجه الأمير وهو مكره غير راضٍ لكنه مكره، إذا نظرنا إلى المسألة بعين القدر رزق كثير يسوقه الله لصاحب الدرعية فَوصِلُ إلى الدرعية فشرح القضية كما شرح في المرة الاولى والثانية فبادر أمير الدرعية فآزر الدعوة واستقر الشيخ هناك فجعلت الناس تفد من جميع الجهات على الدرعية لتتعلم، عَلَّمَ الناس وأسس تأسيسا علميا ودعا الناس إلى توحيد الله فَحَفَّظُوا أطفالهم ونساءهم وجُهَّالَهُم هذا الكتيب الصغير الأصول الثلاثة بدأت الدعوة بهذه الرسالة فانتشر العلم في المنطقة، من هناك بدأت الدعوة وقامت هذه الدولة الإسلامية السلفية العملاقة في قلب الجزيرة على هذه الدعوة المتواضعة قبل ان يسيء إلى أحد, فيقول الآن هؤلاء الحركيون يقولون السلفيون من عيوبهم انهم دعاة السلاطين هذا من عيوب السلفيين يعني لا يعادون السلاطين وهذا ليس بعيب إلا عند من لا يعرف العيب "ان الله يدع بالسلطان مالا يدع بالقران" السلفيون كما أشرت الآن يقربون من السلطان ومن الأمراء والملوك والزعماء فيبلغون دعوة الله إن قُبِلَتْ فذاك وإن لم تقبل أدوا ما عليهم, أول من يجب تبليغ الدعوة إليهم أصحاب السلطة الذي إذا هداه الله هدى الله به من تحته وهو الذي يقوم بالتنفيذ، أما معاداة السلاطين ثم الشرود إلى أمريكا وأوروبا والمحاضرات من هناك ماذا تفيد؟ ماذا يستفيد الإسلام والمسلمون من تلكم المحاضرات في أمريكا وأوروبا؟ السب واللعن وتكرار لفظة الجهاد وتزهيد الناس في العلم وتحريض الناس على التخريب والتدمير كثيرٌ من الناس يرون إن هذه هي السياسة هذه هي السياسة الهيجاء, السلفيون السياسيون لكن في السياسة الشرعية الهادئة الهادفة التي تعرف أين تضع الكلمات السياسة التي تقدر مسؤولية الكلمة، السياسي الذي يعرف كيف يدخل وكيف يخرج وكيف يخاطب متى يتكلم ومتى يمسك من يعادي ومن يسالم هذه السياسة، أما التهييج أما السب واللعن والتكفير والتبديع هذه سياسة هوجاء للجهال الذين تخرجوا من كليات العلوم كالهندسة والتجارة وكلية الحقوق ولم يدرسوا من الإسلام شيئا - فاقد الشيء لا يعطيه - من أين يأتي بسياسة شرعية وهولم يدرس الشريعة؟ الدارسون للشريعة هم أولى بأن يوصفوا بالسياسة. رسول الله عليه الصلاة والسلام يسوس الأمة بإذن الله تعالى بسياسة حكيمة تعلموا منه أصحابه والتابعون تعلموا من الصحابة، أليس كان يعيش هنا في المدينة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام اليهود والمنافقون مع المسلمين كيف يعيشون؟ وكيف يعاملون؟ استطاعوا ان يعاملوهم معاملة دنيوية بدون محبة أو مودة أو ولاء فرأى النبي عليه الصلاة والسلام عدم تقتيل المنافقين حتى الظاهرين منهم لأن لا يقال بأن محمدا يقتل أصحابه هذه هي السياسة الشرعية الحكيمة فليبقوا بين المسلمين وهم ضرر على المسلمين ينقلون أخبارهم لكفار قريش وللروم يعملون ضد الإسلام والمسلمين وهم يصلون خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن أي ضررين أخف السياسة الشرعية الحكيمة إرتكاب أخف الضررين بقاؤهم على ما هم عليه أخف ضررا من ان يكون تقتيلهم سببا لسد الطريق على الذين يريدون الدخول في الإسلام، ولهذا أمثلة في السياسة الشرعية ومن اراد أن يدرس السياسة الشرعية فليدرس السنة والسيرة والكتب المؤلفة في السياسة الشرعية كالسياسة الشرعية للإمام بن تيميه والطرق الحكمية لابن القيم وغير ذلك.
أما إطلاقك المثال على أئمة السلف السابقين واللاحقين بأنهم لا يعرفون السياسة وبأنهم غلاظ وبأنهم وبأنهم ... لا يجوز لك هذا تنفير الناس من العلماء الإساءة إلى العلماء وتتبع هفواتهم تنفير لطلاب العلم من العلماء هذا أمر غير جائز وأما انتماؤك إلى هذه الجماعات فهذا انتماء سياسي لا ننصحك به بل الذي ننصح به طلاب العلم دون أن نتحامل على هذه الجماعات التي نرى أن وجودها خصوصا في دولة إسلامية غير جائز؛ لأن الإسلام لا يرى منافسة صاحب السلطة أبدا «إذا بويع بين خليفتين فاقتلوا الآخر منهما»، الإسلام لا يرى هذه المنافسات لكن نحن لا نتوسع هنا فنقول لشبابنا لا تضيعوا باسم السياسة وانتم لا تعرفون السياسة واتركوا عنكم الحركات والجماعات اطلبوا العلم، العلم هو الأساس، ادرسوا تاريخ المصلحين تاريخ الإمام احمد وابن تيميه وتاريخ المجدد مجدد القرن الثاني عشر الذي نعيش اثر تجديده ماذا فعلوا وكيف تعلموا وكيف بدؤوا دعواتهم وكيف صبروا على الأذى، ادرسوا تاريخ الصالحين المصلحين وابتعدوا عن هذه الحركات السياسية المنافسة المدمرة وكونوا طلاب علم . والله المستعان...
منقول من قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية
السؤال : و آخر يقول: إن السلفية أنشأها ابن تيميه وجددها محمد بن عبد الوهاب ؟؟!!
[الجواب]: هذيان آخر، ما أكثر الهذيان يا سبحان الله، اسأل ما معنى السلفية ؟؟ متى تفرقت الناس إلى السلف والخلف؟ لو تركنا هذه الجماعات الصغار والحركات السياسية التي تجددت هذه الأيام هذه لا تستحقه الحديث عنها، إنما الحديث متى تفرق المسلمون إلى السلف والخلف، هذا الذي ينبغي أن يبحث طلاب العلم، كبار أهل العلم بحثوا هذه المسالة في مقدمتهم: الحافظ بن حجر، في المئة الثالثة ظهرت الفتن، بالتحديد يقول الحافظ بن حجر بعد المائتين والعشرين فرفعت.. فأطلقت المعتزلة ألسنتها ورفعت الفلاسفة رايتها واضْطُهِدَ أهل العلم والأئمة، بعد هذا، بعد تفرق الناس هذا التفرق وصار كل فريقٍ يدعي العمل بالكتاب والسنة نظروا إلى الناس فرأوا أن من ينهج ما كان عليه الصحابة يقال له إن هذا سلفي نسبة إلى السلف إلى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، يقال هذا سلفي وهذا من أهل السنة والجماعة وهذا اثري وهذا سني هذا الاصطلاح ما كان معروفا عند الأولين إذ لا تفرق بينهم كلهم على منهج واحد منهج الصحابة، التابعون على منهج الصحابة، تفريق الناس وتلقيبهم بهذه الألقاب بالسلفية والخلفية لا بد له من سبب!! السبب تفرق الناس هذا التفرق ومن رأوه ينهج ويتبع ما كان عليه الصحابة قالوا هذا سلفي، سلفك من سبقك من آبائك وأقاربك يقال له سلفك، كل من سبقك، ومن آتى بعد من سبقه إن جاء موافقا له قال أنه سلفي، أي من جاء بعد الصحابة والتابعين موافقا لهم في منهجهم وعقيدتهم وسلوكهم قالوا هذا سلفي أي منتسب إلى السلف، السالف والسابق بمعنى واحد والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار هم السلف ومن جاء بعدهم وتأسى بهم ولم يخالفهم هو سلفي الياء ياء النسبة ومن جاء بعده فخالفه يقال له خلَفي ويقال له خلْفي، فالقران وصفهم بأنهم خلف ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾ [سورة مريم:59]، إذا خالفهم وهو لا يزال على خير يقال له خلَفي وان خالفهم إلى الشر يقال له خلْفي إذن البحث في تفرقة الناس أو انقسام الناس إلى السلف والخلف ثم السلفية والخلفية، السلفيون المعاصرون ومَنْ يأتي بعدهم إلى آخر الدنيا حتى يبعث الله تلك الريح التي تقبض أرواح المؤمنين يقال لهم سلفيون ويقال لهم أهل السنة والجماعة نسبة إلى الجماعة الأولى الصحابة وَدَعْوَة بأن السلفية مِنْ إنشاء أو مِنْ آراء بن تيميه وجددها محمد بن عبد الوهاب كما قلتَ هذيان لا ينبغي الوقوف عند ذلك، لكن الذي ينبغي التنبيه عليه جاء في بعض الأسئلة: السلفيون والأحزاب الأخرى والجماعات والطوائف والفرق كلهم على حدٍ سواء، هذا غلط هذا كصاحبنا المذبذب الذي يجب هؤلاء وألئك وأولئك إنما الحقيقة السلفية حقيقة الإسلام، السلفية هي المفهوم الصحيح للإسلام خذوها صريحةً هكذا السلفية اليوم المفهوم الصحيح للإسلام والجماعات الأخرى حركات سياسية أو نزعة صوفية أثرت في كثير من السذج، أما الحركات السياسية فعملت دعاية فغلفت دعوتها بغلافٍ إسلامي أو بعبارة أخرى سيست الدعوة تسييسا فلبَّست على الناس وأوهمت الناس أنها تدعو إلى الإسلام وكل ما فعلت هذه الحركات السياسية مخالف للإسلام وليس من الإسلام في شيء، تلاحظون أن زعماؤهم يَشردون إلى أوروبا وأمريكا يعيشون هناك فالقوم مرتاحون إليهم ويفرحون بهم جدا لأنهم يشوهون جمال الإسلام ويفسدون صمعة الإسلام ويصورون للناس إن الإسلام معناه التدمير والتفجير والسب واللعن والعنف والشدة، هذا ينفع الأمريكيين والأوروبيين أكثر مما ينفعهم المبشرون يكسبون من هؤلاء مكسباً في محاربة الإسلام مالا يكسبون من مبشريهم الذين ينشرونهم في العالم، عندما يسقط إنسان هناك في أمريكا فيقول الجهاد الجهاد فيحث أتباعه على التدمير والتفجير تفرح أمريكا فرحا شديدا لان هذا افسد سمعة الإسلام وصور الإسلام تصويراً سيئ دين الرحمة دين الدعوة والإصلاح تحول إلى دين التفجير والتدمير والعنف والشدة، فرحت أمريكا وجميع الأوروبيين باؤلئك الذين يخطبون من هناك.
الدعوة إلى الإسلام ليس بهذا الأسلوب، اذكر لكم مثالا واقعيا تعرفونه من باب التمثيل كيف بدء داعيةٌ من دعاة الإسلام دعوته إلى إقامة دولة إسلامية ونجح لم يقف مثل هؤلاء في الشوارع ولا منصة المحاضرات ليهاجم السلاطين والرؤساء والزعماء لكنه تعلم أولا لم يتخرج من كلية الحقوق ولكنه تخرج من هذه الجامعة, الجامعة الأم المسجد النبوي، ابن عبد الوهاب تخرج من هذه الجامعة تعلم هنا ونال جائزات في لغتنا شهادات ثم رجع بعد ان تجول في العالم المجاور رجع إلى بلده ليدعو إلى الله إلى إقامة دولة إسلامية إلى تصحيح العقيدة وتصحيح الأحكام، ماذا فعل؟ هل عمد إلى الشباب والسذج ليهيجهم ويثيرهم ضد الأمراء, الأمراء المنتشرون هناك كل واحد سلطان برأسه بل تقدم إلى أمير في بلدة الحريملة فعرض عليه الدعوة عرضا متواضعا، ليش؟ لتصحيح العقيدة وتصحيح الأحكام وإقامة دولة إسلامية لأمر عظيم شرح دعوته لم يسيء إلى أحد فَقُبِلَتْ الدعوة من أول الأرض إلا انه علم ان بعض السفهاء يريدون ان يفتكوا به فخرج خائفا هذه سنة الله في المصلحين العوينة فعرض الدعوة نفس العرض فقبل الأمير فبدأ الشيخ يعمل في أثناء عمله واصلاحه وقطع بعض الأشجار التي كانت تعبد و أزال الأوثان في أثناء ذلك اعترفت أمامه امرأة بفاحشة الزنا فطلبت إقامة الحد عليها وأصرت ففعل ذلك وهذا الحادث أثار أمراء المنطقة كلها عابوا أمير العوينة إلا ان يُخْرِجَ هذا الشيخ وكان اكثر المتشددين أمير الإحساء فأخرجه الأمير وهو مكره غير راضٍ لكنه مكره، إذا نظرنا إلى المسألة بعين القدر رزق كثير يسوقه الله لصاحب الدرعية فَوصِلُ إلى الدرعية فشرح القضية كما شرح في المرة الاولى والثانية فبادر أمير الدرعية فآزر الدعوة واستقر الشيخ هناك فجعلت الناس تفد من جميع الجهات على الدرعية لتتعلم، عَلَّمَ الناس وأسس تأسيسا علميا ودعا الناس إلى توحيد الله فَحَفَّظُوا أطفالهم ونساءهم وجُهَّالَهُم هذا الكتيب الصغير الأصول الثلاثة بدأت الدعوة بهذه الرسالة فانتشر العلم في المنطقة، من هناك بدأت الدعوة وقامت هذه الدولة الإسلامية السلفية العملاقة في قلب الجزيرة على هذه الدعوة المتواضعة قبل ان يسيء إلى أحد, فيقول الآن هؤلاء الحركيون يقولون السلفيون من عيوبهم انهم دعاة السلاطين هذا من عيوب السلفيين يعني لا يعادون السلاطين وهذا ليس بعيب إلا عند من لا يعرف العيب "ان الله يدع بالسلطان مالا يدع بالقران" السلفيون كما أشرت الآن يقربون من السلطان ومن الأمراء والملوك والزعماء فيبلغون دعوة الله إن قُبِلَتْ فذاك وإن لم تقبل أدوا ما عليهم, أول من يجب تبليغ الدعوة إليهم أصحاب السلطة الذي إذا هداه الله هدى الله به من تحته وهو الذي يقوم بالتنفيذ، أما معاداة السلاطين ثم الشرود إلى أمريكا وأوروبا والمحاضرات من هناك ماذا تفيد؟ ماذا يستفيد الإسلام والمسلمون من تلكم المحاضرات في أمريكا وأوروبا؟ السب واللعن وتكرار لفظة الجهاد وتزهيد الناس في العلم وتحريض الناس على التخريب والتدمير كثيرٌ من الناس يرون إن هذه هي السياسة هذه هي السياسة الهيجاء, السلفيون السياسيون لكن في السياسة الشرعية الهادئة الهادفة التي تعرف أين تضع الكلمات السياسة التي تقدر مسؤولية الكلمة، السياسي الذي يعرف كيف يدخل وكيف يخرج وكيف يخاطب متى يتكلم ومتى يمسك من يعادي ومن يسالم هذه السياسة، أما التهييج أما السب واللعن والتكفير والتبديع هذه سياسة هوجاء للجهال الذين تخرجوا من كليات العلوم كالهندسة والتجارة وكلية الحقوق ولم يدرسوا من الإسلام شيئا - فاقد الشيء لا يعطيه - من أين يأتي بسياسة شرعية وهولم يدرس الشريعة؟ الدارسون للشريعة هم أولى بأن يوصفوا بالسياسة. رسول الله عليه الصلاة والسلام يسوس الأمة بإذن الله تعالى بسياسة حكيمة تعلموا منه أصحابه والتابعون تعلموا من الصحابة، أليس كان يعيش هنا في المدينة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام اليهود والمنافقون مع المسلمين كيف يعيشون؟ وكيف يعاملون؟ استطاعوا ان يعاملوهم معاملة دنيوية بدون محبة أو مودة أو ولاء فرأى النبي عليه الصلاة والسلام عدم تقتيل المنافقين حتى الظاهرين منهم لأن لا يقال بأن محمدا يقتل أصحابه هذه هي السياسة الشرعية الحكيمة فليبقوا بين المسلمين وهم ضرر على المسلمين ينقلون أخبارهم لكفار قريش وللروم يعملون ضد الإسلام والمسلمين وهم يصلون خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن أي ضررين أخف السياسة الشرعية الحكيمة إرتكاب أخف الضررين بقاؤهم على ما هم عليه أخف ضررا من ان يكون تقتيلهم سببا لسد الطريق على الذين يريدون الدخول في الإسلام، ولهذا أمثلة في السياسة الشرعية ومن اراد أن يدرس السياسة الشرعية فليدرس السنة والسيرة والكتب المؤلفة في السياسة الشرعية كالسياسة الشرعية للإمام بن تيميه والطرق الحكمية لابن القيم وغير ذلك.
أما إطلاقك المثال على أئمة السلف السابقين واللاحقين بأنهم لا يعرفون السياسة وبأنهم غلاظ وبأنهم وبأنهم ... لا يجوز لك هذا تنفير الناس من العلماء الإساءة إلى العلماء وتتبع هفواتهم تنفير لطلاب العلم من العلماء هذا أمر غير جائز وأما انتماؤك إلى هذه الجماعات فهذا انتماء سياسي لا ننصحك به بل الذي ننصح به طلاب العلم دون أن نتحامل على هذه الجماعات التي نرى أن وجودها خصوصا في دولة إسلامية غير جائز؛ لأن الإسلام لا يرى منافسة صاحب السلطة أبدا «إذا بويع بين خليفتين فاقتلوا الآخر منهما»، الإسلام لا يرى هذه المنافسات لكن نحن لا نتوسع هنا فنقول لشبابنا لا تضيعوا باسم السياسة وانتم لا تعرفون السياسة واتركوا عنكم الحركات والجماعات اطلبوا العلم، العلم هو الأساس، ادرسوا تاريخ المصلحين تاريخ الإمام احمد وابن تيميه وتاريخ المجدد مجدد القرن الثاني عشر الذي نعيش اثر تجديده ماذا فعلوا وكيف تعلموا وكيف بدؤوا دعواتهم وكيف صبروا على الأذى، ادرسوا تاريخ الصالحين المصلحين وابتعدوا عن هذه الحركات السياسية المنافسة المدمرة وكونوا طلاب علم . والله المستعان...
منقول من قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية
لفضيلة الشيخ العلاّمة:
محمد أمان بن علي الجامي
(رحمة الله تعالى عليه)
محمد أمان بن علي الجامي
(رحمة الله تعالى عليه)