وقفات و خواطر و عبر من أحداث دمّاج قلعة السنة و الأثر
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه الكرام و من والاه أما بعد :
( إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد ) و أخذوا أيضا بأسباب النصر المادية من وحدة الصف و ابتعاد عن أسباب النزاع و الشقاق و الاختلاف كما قال سبحانه ( ولا تنا زعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا إنّ الله مع الصابرين ) ( إنّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) و أعَدّوا العُدّة المُستطاعة من الرجال و السلاح و إن قلّت كما قال عزّ و جلّ ( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة و من رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله و عدوّكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) ..
هكذا إذن تنتصر الفئة القليلة من طلبة العلم في قرية دمّاج الصغيرة الوادعة المعزولة على تلك الفئة الكبيرة من الطّغمة الغاشمة الأثيمة التي جلبت خيلها و رجلها و دباباتها و قناصتها و كذبها و مكرها و خداعها ( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ) و هكذا يسترجع المسلمون ذكريات غزوة بدر الكبرى و الخندق و مؤتة و غيرها كثير ليعيشوه واقعا عمليا كما عاشوه علما نظريا .. فيزداد الذين آمنوا إيمانا ..
الوقفة الثانية : مرّة أخرى يظهر جليّا التآمر العالمي من قوى الاستكبار و الكفر و الدمار من اليهود و النصارى و أولياءهم على السلفية - دين الله الحق - و أهلها على قلّتهم و غربتهم بل و عزلتهم كما قال تعالى ( و الذين كفروا بعضهم أولياء بعض ) ( و المنافقون و المنافقات بعضهم من بعض )و هكذا يتقاسمون الأدوار بكل خبث و دسيسة سيئة خبيثة فالرافضة الأنجاس يحاصرون أهل السنة و يمنعون عنهم أبسط أسباب العيش و يقتّلونهم و أجهزة الإعلام المحليّة و العالميّة غائبة عن الحدث و كأن لاشيء في الوجود !!! و المنظمات الصهيونية , عفوا الإنسانية برمتها توجد خارج مجال التغطية ؟؟؟؟ إذن لقد كانت المؤامرة عظمى و أكبر من دمّاج و أعظم من طلبة العلم الوادعين و لكنّ الله الكبير العظيم سلّم ..
الوقفة الثالثة : يتجلى المكر و الخبث و الدهاء الخبيث الذي تجاوز حدود العقل البشري لنستيقن أكثر بأنّ شياطين الإنس يوحى إليها أيضا ( و شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) مظاهر من الكذب و الخيانة تدع الحليم حيرانا إنه أخطر سلاح يمتلكه أولياء الشيطان فعجيب أمرهم فهؤلاء الفجرة يحاصرون أهل السنة بلا ذنب ارتكبوه إلا لأنهم أهل سنة و مدافعون عن صحابة رسول الله - صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - و يستعدون لذبحهم ذبح النعاج و لكن الله العزيز أخزاهم فحفروا قبورهم بأيديهم القذرة فراحوا ينسلّون من المستنقع الذي أوقعوا فيه أنفسهم بمكر عجيب ليكذبوا على البُله المغفلين من مدمني القنوات الهوائية و أرباب السياسة والمنظمات الصهيونية العالمية و السذج فمنعوا إعانات الإغاثة السلفية و احتجزوها قريبا من الشهر ثم نهبوها و سرقوها و مرّروا شيئا يسيرا من الإعانات الدولية فأصحبوه بهالة إعلامية و أتبعوه بدعاية فكّ الحصار و طار الخبر كلّ مطار فشرّق و غرّب ليصوّروا المجرم بريئا وديعا مسالما و الضحيّة مجرما وهّابيا إرهابيّا؟؟!!!
الوقفة الرابعة : أخلاق السلفيين العالية تظهر في أشدّ الظروف حرجا و هم في حربهم يدافعون عن دينهم و أعراضهم تحت ضغط الحصار و وقع القذائف يلتزمون الصدق و يبتعدون عن هرج الدعايات الإعلامية لأنهم يعرفون يقينا أن الله مع الصادقين و أن الصدق يهدي إلى البر و أن البرّ يهدي إلى الجنّة , و يطلبون من أعدائهم و قتلتهم أن يأخذوا قتلاهم بلا ثمن ؟؟
الوقفة الرابعة : لؤم الرافضة و كذبهم و نقضهم للعهود على طريقة اليهود : في كل مرة و عبر الحصار الطويل و القصف الرهيب يكذب الحوثيون الأرجاس الأنجاس على العالم بأن ليس هناك حصار و يكذبون على أهل دماج برفع الحصار ووقف إطلاق النار بل و يلتزمون شفويا و كتابيا بالهدنة و ينقضونها واقعيا فلا عهد عندهم و لا ميثاق ثمّ يزدادون وقاحة فيكذبون على أهل السنة بأنهم يصلبون القتلى و يمثلون بهم ؟؟؟!!! و يصدّق الإعلاميون ذلك و يطيرون به كل مطار لتجترّه ألسنة الأشرار دون وعي كالبغل و الماعز و الحمار ..
الوقفة الخامسة : دور المنظمات العالمية المتآمرة على السنة و أهلها تصدّق كذب الرافضة على قولهم ( اكذب و أنا أصدّقك ؟؟؟ ) و تقوم بمباشرة عملها الإنساني العظيم لحقن الدماء و ذلك بالتوجه إلى السلفيين و أهل القبائل الذين هَبّوا لنصرة إخوانهم المحاصرين ليأمروهم بالرجوع من حيث أتوا لأن الهدنة قد أُقرّت و الحصار قد رُفع فلا حاجة إلى مزيد من الفتنة و الدماء ؟؟؟!!!! و الحقيقة أنهم جاءوا ليفكوا الحصار عن الرافضة الخبثاء و يحقنوا ما تبقى لهم من الدماء و يجففوا ما بقي في وجوههم من الماء بعد ذلك الذي حصل لهم من البلاء بتطاير أجسادهم أشلاء أولائك الأوغاد الخبثاء بما سلطه الله عليهم من الدمار و الفناء على أيدي جنود الرحمان المؤمنين البسلاء ..و لم يلتفتوا إلى أولائك الرافضة الحوثيين بكلمة واحدة من العتاب على ما بدر منهم من الظلم المتعدد الأشكال و الألوان ولم يطلبوا منهم الرفع الفوري للحصار , لماذا لأنّ هذا ليس من مهامهم و لا من أولوياتهم و إنما مهمتهم : تبييض صورة الرافضة السوداء و غسل أيدهم من آثار الجريمة الشنعاء و إنقاضهم من عاقبة مكرهم بالحصار المعاكس الذي وضعوا أنفسهم فيه ..
الوقفة السادسة : خيانة الإخوان المسلمين للحقّ و الأمة الذين أثبتوا بكل جدارة و استحقاق أنهم كما قال عنهم أحد علماء المسلمين الخبير بهم الشيخ حامد الفقي رحمه الله ( خوّان المسلمين ) الذين يضعون أنفسهم من جديد في خندق واحد مع الرافضة و اليهود و النصارى ضدّ السنيين السلفيين و تهون عليهم دماء أهل السنة .. ثم فهل يجرؤون و هم و أذيالهم المدافعون عنهم بعد هذه الفضيحة إلى الدفاع على انتسابهم للسنّة ؟؟؟ و هنا أختم بكلمة عظيمة حفظتها من ربيع السنة منذ سنوات حيث قال ( كما أنّ ملل الكفر كلها يد واحدة على ملّة الإسلام فإنّ الفرق الضالّة كلّها يد واحدة على أهل الحقّ ) و الواقع خير شاهد على ذلك ..
الوقفة السابعة : يظهر جليا من أحداث دمّاج الأليمة أحد الأسباب الرئيسة التي من أجلها تُركّز قوى الشرّ المختلفة في حربها على الدين الصحيح الذي جاء به محمد – صلى الله عليه و سلّم – من ربّه و بلّغه عنه صحبه الكرام و يسير عليه الأئمة الأعلام لما فيه من الحقّ و من القوّة الروحية المؤيّدة من ربّ الأرض و السماء و هم يعلمون أنها قوّة لا تُقهر لذلك يوجّهون سهامهم إلى القلوب بفتن الشبهات و الشهوات حتى يصيبها الوهن الذي هو السبب الأساس في ضعف المسلمين و ذلهم و هزيمتهم أمام أعدائهم ليكونوا فريسة سهلة لهم كما ثبت في الحديث الصحيح عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن» . قال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت» . رواه أبو داود والبيهقي في «شعب الإيمان» و صححه العلامة الألباني في مشكاة المصابيح رقم 5369
و أقول أخيرا فليعلم كل سلفي و كل مسلم صادق أنّه مستهدف و لاشيء يحدث تلقائيا و إنما هي مؤامرات و خطط و دسائس بعيدة المدى لا سبيل للوقاية منها غير الصدق مع الله إيمانا و تقوى و الله يقول ( و إن تؤمنوا و تتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا )
هذه بعض الخواطر التي جالت بذهني هذا المساء و أنا أتابع أحداث إخواني السلفيين بدمّاج حفظهم الله أسأل الله العظيم أن ينفعني بها و إخواني المسلمين .
و كتبه أبو محمد عبد الوهاب مساء يوم 9 محرم 1433 هـ