وقال تعالى : إنا كفيناك المستهزئين [ الحجر : 95 ] .
قال سفيان : عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
المستهزؤون : الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب أبو زمعة والحارث بن عيطل والعاص بن وائل السهمي .
فأتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراه الوليد فأشار جبريل إلى أكحله وقال : كفيته .
ثم أراه الأسود بن المطلب فأومأ إلى عينيه وقال : كفيته .
ثم أراه الحارث بن عيطل فأومأ إلى بطنه وقال : كفيته .
ومر به العاص بن وائل فأومأ إلى أخمصه وقال : كفيته .
فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فأصاب أكحله فقطعها .
وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها .
وأما الأسود بن المطلب فعمي وكان سبب ذلك أنه نزل تحت سمرة فجعل يقول : يا بني ألا تدفعون عني ؟ قد قتلت فجعلوا يقولون : ما نرى شيئا . وجعل يقول : يا بني ألا تمنعون عني ؟ قد هلكت ها هو ذا الطعن بالشوك في عيني . فجعلوا يقولون : ما نرى شيئا . فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه .
وأما الحارث بن عيطل فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها .
وأما العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ دخل في رجله شبرقة حتى امتلأت منها فمات منها .
وقال غيره في هذا الحديث .
فركب إلى الطائف على حمار فربض به على شبرقة ( يعني : شوكة ) فدخلت في أخمص قدمه شوكة فقتلته .
رواه البيهقي بنحو من هذا السياق .
[ المستدرك ]
----------------
"صحيح السيرة النبوية" للشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى