بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتحميل المادة الصوتية إن شاء الله تعالى: هنـــــا
ـــــــــــ
التفريغ:
فهذه نصيحة قيمة لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى- ألقاها إجابة على سؤال ورد إليه في يوم الاثنين الموافق 18 ذي الحجة من عام 1432هـ عما يجري بإخواننا في قرية دماج من حصار الرافضة الحوثيين -أخزاهم الله- لهم منذ أكثر من شهر، وكان نص السؤال:
شيخنا حفظك الله، ما هي نصيحتكم لما بجري بإخواننا في دماج، فقد حصرهم الرافضة الحوثيون، فما هي نصيحتكم للمسلمين عموماً، ولأهل السنة خصوصاً -جزاكم الله خيرا-؟
فأجاب فضيلته -جزاه الله خيرا-:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم.
وبعد:
يقول الله جل وعلا: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وعليه فإن التواصي بالحق والتواصي بالصبر والنصح المسلمين أمر أساس في الشريعة المطهرة، النبي صلى الله عليه وسلم يقول -كما في الصحيح عند مسلم-: «الدين النصيحة». وما يجري في هذه البلدة دماج من حصار الرافضة الأنجاس الأرجاس لإخواننا من أهل السنة هنالك أمر مزعج جداً ومؤلم في الوقت نفسه، وهذا السؤال قد تكرر عليّ منذ الأيام الأولى، فقد سألني بعض الإخوة واتصل عليّ بعضهم من داخل البلاد وخارجها فأجبتهم بما أدين الله عز وجل به، فطلب البعض التسجيل فأرجأته إلى ما بعد الحج، وها قد عدنا بفضل من الله جل وعلا من حج بيته الحرام، وعليه فنقول:
الواجب على المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها أن يتواصى بعضهم بعضاً بالحق والصبر، وأن ينصح بعضهم بعضاً، وأن ينصر بعضهم بعضاً، النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول -كما في الصحيحين-: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» الحديث. ونحن نعتقد أن الرافضة -قبحهم الله- أهل ظلم وعدوان وبغي وإفك، كيف وقد افتروا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خيار خلق الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهؤلاء لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة، وكما قال فيهم الإمام ابن القيم رحمه الله: «إن الروافض شر من وطئ الثرى»، فهم من شر الخلق والخليقة -نعوذ بالله-.
وندعو إخواننا أهل السنة في عموم بلاد اليمن وغيرها لنصرتهم، ومد يد العون لهم من الدعاء والضراعة إلى الله أن يفك أسرهم، ومن كان حولهم أن يمدهم بما يستطيع من غذاء ومال إلى غير ذلك، ومن كانت له وجاهة ومكانة فالواجب عليه أن يصل إلى الوالي في تلك البلاد، وأن يطلب منه أن يعين أهل السنة في فك هذا الحصار عنهم، فإن لم يستطع ولي الأمر أن يقوم بذلك فيقوم بذلك من كان حول تلك البلدة وتلك القرية من القبائل وهذه المناطق، فيعينونهم بما يستطيعون، ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، ونسأل الله جل وعلا أن يرد كيد الرافضة في كل مكان في نحورهم، وأن ينصر السنة وأهلها في كل مكان.
وفي هذا المقام أيضاً نذكّر الإخوة هناك في تلك البلدة وفي غيرها بوجوب الضراعة إلى الله، والأوبة إلى الله جل وعلا؛ فما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، الوجوب أن يراجعوا الله جل وعلا، وأن يرجعوا إليه، وأن يتوبوا إليه توبة نصوحاً، وأن يجددوا ذلك، وأن يقتربوا منه جل وعلا أكثر وأكثر، فإن الله جل وعلا يحب من عبده أن يلح في الدعاء، وأن يلجأ إليه جل وعلا، قال جل في علاه: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}. فنحن أيضاً ندعوهم وندعو جميع عموم المؤمنين أن يجددوا أمر هذه التوبة والأوبة إلى الله جل وعلا، كما قال جل وعلا: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}. والنبي عليه الصلاة والسلام كان يستغفر الله أكثر من مائة مرة، وفي رواية: أكثر من سبعين مرة في اليوم والليلة[1] وفي المجلس الواحد[2].
فنسأل الله جل وعلا أن يفك هذا البلاء الذي نزل بهم وأن يرفعه، وأن يدفع عنا وعنهم الشر والسوء، إنه جواد كريم.
وصلى الله على رسول الله، وآله وصحبه، وسلم.
ـــــــــــــــــ
[1] أخرج البخاري (6307) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة». وأخرج أحمد (23362)، والحاكم (1933) عن حذيفة رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إني ذرب اللسان، وإن عامة ذلك على أهلي. فقال: «فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر في اليوم والليلة -أو في اليوم- مائة مرة».
[2] أخرج أبو داود (151، والترمذي (3434)، والنسائي في السنن الكبرى (10219)، وابن حبان (الإحسان 927) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: «رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم».
ـــــــــــــــ
المصدر: موقع الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله- www.elbukhari.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتحميل المادة الصوتية إن شاء الله تعالى: هنـــــا
ـــــــــــ
التفريغ:
فهذه نصيحة قيمة لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى- ألقاها إجابة على سؤال ورد إليه في يوم الاثنين الموافق 18 ذي الحجة من عام 1432هـ عما يجري بإخواننا في قرية دماج من حصار الرافضة الحوثيين -أخزاهم الله- لهم منذ أكثر من شهر، وكان نص السؤال:
شيخنا حفظك الله، ما هي نصيحتكم لما بجري بإخواننا في دماج، فقد حصرهم الرافضة الحوثيون، فما هي نصيحتكم للمسلمين عموماً، ولأهل السنة خصوصاً -جزاكم الله خيرا-؟
فأجاب فضيلته -جزاه الله خيرا-:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم.
وبعد:
يقول الله جل وعلا: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وعليه فإن التواصي بالحق والتواصي بالصبر والنصح المسلمين أمر أساس في الشريعة المطهرة، النبي صلى الله عليه وسلم يقول -كما في الصحيح عند مسلم-: «الدين النصيحة». وما يجري في هذه البلدة دماج من حصار الرافضة الأنجاس الأرجاس لإخواننا من أهل السنة هنالك أمر مزعج جداً ومؤلم في الوقت نفسه، وهذا السؤال قد تكرر عليّ منذ الأيام الأولى، فقد سألني بعض الإخوة واتصل عليّ بعضهم من داخل البلاد وخارجها فأجبتهم بما أدين الله عز وجل به، فطلب البعض التسجيل فأرجأته إلى ما بعد الحج، وها قد عدنا بفضل من الله جل وعلا من حج بيته الحرام، وعليه فنقول:
الواجب على المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها أن يتواصى بعضهم بعضاً بالحق والصبر، وأن ينصح بعضهم بعضاً، وأن ينصر بعضهم بعضاً، النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول -كما في الصحيحين-: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» الحديث. ونحن نعتقد أن الرافضة -قبحهم الله- أهل ظلم وعدوان وبغي وإفك، كيف وقد افتروا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خيار خلق الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهؤلاء لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة، وكما قال فيهم الإمام ابن القيم رحمه الله: «إن الروافض شر من وطئ الثرى»، فهم من شر الخلق والخليقة -نعوذ بالله-.
وندعو إخواننا أهل السنة في عموم بلاد اليمن وغيرها لنصرتهم، ومد يد العون لهم من الدعاء والضراعة إلى الله أن يفك أسرهم، ومن كان حولهم أن يمدهم بما يستطيع من غذاء ومال إلى غير ذلك، ومن كانت له وجاهة ومكانة فالواجب عليه أن يصل إلى الوالي في تلك البلاد، وأن يطلب منه أن يعين أهل السنة في فك هذا الحصار عنهم، فإن لم يستطع ولي الأمر أن يقوم بذلك فيقوم بذلك من كان حول تلك البلدة وتلك القرية من القبائل وهذه المناطق، فيعينونهم بما يستطيعون، ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، ونسأل الله جل وعلا أن يرد كيد الرافضة في كل مكان في نحورهم، وأن ينصر السنة وأهلها في كل مكان.
وفي هذا المقام أيضاً نذكّر الإخوة هناك في تلك البلدة وفي غيرها بوجوب الضراعة إلى الله، والأوبة إلى الله جل وعلا؛ فما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، الوجوب أن يراجعوا الله جل وعلا، وأن يرجعوا إليه، وأن يتوبوا إليه توبة نصوحاً، وأن يجددوا ذلك، وأن يقتربوا منه جل وعلا أكثر وأكثر، فإن الله جل وعلا يحب من عبده أن يلح في الدعاء، وأن يلجأ إليه جل وعلا، قال جل في علاه: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}. فنحن أيضاً ندعوهم وندعو جميع عموم المؤمنين أن يجددوا أمر هذه التوبة والأوبة إلى الله جل وعلا، كما قال جل وعلا: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}. والنبي عليه الصلاة والسلام كان يستغفر الله أكثر من مائة مرة، وفي رواية: أكثر من سبعين مرة في اليوم والليلة[1] وفي المجلس الواحد[2].
فنسأل الله جل وعلا أن يفك هذا البلاء الذي نزل بهم وأن يرفعه، وأن يدفع عنا وعنهم الشر والسوء، إنه جواد كريم.
وصلى الله على رسول الله، وآله وصحبه، وسلم.
ـــــــــــــــــ
[1] أخرج البخاري (6307) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة». وأخرج أحمد (23362)، والحاكم (1933) عن حذيفة رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إني ذرب اللسان، وإن عامة ذلك على أهلي. فقال: «فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر في اليوم والليلة -أو في اليوم- مائة مرة».
[2] أخرج أبو داود (151، والترمذي (3434)، والنسائي في السنن الكبرى (10219)، وابن حبان (الإحسان 927) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: «رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم».
ـــــــــــــــ
المصدر: موقع الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله- www.elbukhari.com
تعليق