تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المبدي المعيد القوي العزيز الحميد ، سميع دعاء المظلومين ، ومجيب دعوات المضطرين ، قامع أهل الطغيان ، وناصر أهل السنة والإيمان أحمده وأصلي وأسلم على عبده ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فإن شبكة الأمين السلفية بكل طاقمها أعضاء ومشرفين ومراقبين وإداريين يتقدمون بالشكر الخالص إلى كل من فضيلة الشيخ المجاهد العلامة ربيع المدخلي ؛ والشيخ الفاضل عبيد الجابري ؛ والشيخ الفاضل محمد بن هادي على هذه المبادرة الطيبة ، والالتفاتة الحميدة ؛ نسأل الله أن يجازيهم خيرا وكذلك كل المشايخ وطلاب العلم السنيين السلفيين الذين حذوا حذوهم في كل مكان ، وإن أسرة الشبكة جميعا يتمنون بصدق وحب أن يحذوا جميع السلفيين في أقطار الأرض حذوهم وأن يسيروا بسيرتهم وأن يثبوا وثبة رجل واحد لنصرة إخوانهم في قلعة دماج وأن يهبوا جميعا لذلك كل من مكانه بما يستطيع ...
فإذا كان المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فإن السلفيين هم أسعد الناس بتطبيق هذا الحديث فيما بينهم ، وهم أسعد الناس في إغاثة الملهوف ، ومواساة الضعفاء ونصرة المظلومين ، ورد كيد المعتدين ، فكيف إذا كان النداء لنصرة أنفسهم ولحُمتهم بتداعي جسدهم الواحد، فلا شك أنهم سيهبون كالريح بما يستطيعون .. ألم يقل الله تعالى :{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (3
إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }}(39)التوبة .وقد وجعل الله القتال لنصره المظلومين واجب شرعي في نص القرآن الكريم قال تعالى : { وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } ) .
قال الشيخ السعدي – رحمه الله - هذا حث من الله لعباده المؤمنين وتهييج لهم على القتال في سبيله، وأن ذلك قد تعين عليهم، وتوجه اللوم العظيم عليهم بتركه، فقال: { وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } والحال أن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ومع هذا فقد نالهم أعظم الظلم من أعدائهم، فهم يدعون الله أن يخرجهم من هذه القرية الظالم أهلها لأنفسهم بالكفر والشرك، وللمؤمنين بالأذى والصد عن سبيل الله، ومنعهم من الدعوة لدينهم والهجرة.
ويدعون الله أن يجعل لهم وليًّا ونصيرًا يستنقذهم من هذه القرية الظالم أهلها، فصار جهادكم على هذا الوجه من باب القتال والذب عن عائلاتكم وأولادكم ومحارمكم، لا من باب الجهاد الذي هو الطمع في الكفار، فإنه وإن كان فيه فضل عظيم ويلام المتخلف عنه أعظم اللوم، فالجهاد الذي فيه استنقاذ المستضعفين منكم أعظم أجرًا وأكبر فائدة، بحيث يكون من باب دفع الأعداء.
وقال- صلى الله عليه وسلم - :<< المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله >> متفق عليه ،صحيح البخاري : باب لا يظلم المسلمُ المسلمَ ولا يسلمه( 2 /862 )رقم ( 2310 ) . صحيح مسلم باب تحريم الظلم 4/ 1996 رقم ( 2580 ) .
فمن خذلان المسلم الضعيف المظلوم أن لا تدفع الظلم عنه وأنت قادر على ذلك ،بنفسك ومالك ، فإن لم تكن قادرا بذلك فعندك الدعاء والتضرع والاستغاثة بالله فهذا من أعظم أسباب النصر وهو من أعظم الأسلحة التي نواجه بها الأعداء ، فينبغي أن يؤكد طلاب العلم ومشايخ الدعوة السلفية السنية على هذا ويحثوا إخوانهم في كل مكان على نصرة المظلومين ، من إخوانهم المحاصرين تحت وطأة الرفض والتشيع الباطني الخبيث ، ولاسيما في هذه المرحلة التي تخلى فيها الكثير من المسلمين عن هذا الواجب الشرعي بل والإنساني في ظل هذه الثورات العارمة التي تجتاح البلاد الإسلامية ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :<< انصر أخاك ظالما أو مظلوما >> قال هذا مظلوم فكيف ننصره ظالما ؟ قال: << تأخذ بيده فذلك نصرته >> فإننا في زمان لم يعد يستطاع أن يقال للظالم أكفف يدك وارفعها عن الظلم واتقي الله فإن عاقبة الظلم وخيمة ، بالطرق الشرعية ، وإنما بالثورات والخروج للشارع ..
ولتعلموا أيها السنيون أن النصر من عند الله ، ولكن أسبابه منكم ، فإذا قمتم بأسبابه وبدلتم جهدكم وصبرتم جاءكم النصر، كما وعدكم فقال :{{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }}. قال الشيخ السعدي : هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره.
ومن أسبابه أيضا وهو من أعظمها الدعاء والتضرع إلى الله ، فإذا كنا لا نملك القدرة المادية فلا ينبغي لنا أن نغفل عن القوة المعنوية ، ومن أهمها القيام بالواجبات والابتعاد عن المحرمات والاتحاد وإصلاح ذات البيت قال تعالى :{{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}}الأنفال (46)..
ولا شك أن نصرة المؤمنين السنيين السلفيين المحاصرين في دماج من النصرة على أعداء الله ونصرة لدين الله وسنة رسوله ...
وإذا كنا لا نستطيع الخروج لنصرتهم بالنفس واليد ، والمال فالعين بصيرة واليد قصيرة – كما يقولون - فلنرسل بسهام الليل في الثلث الأخير منه يبلغها رب المستضعفين القائل سبحانه : من يسألني فأعطيه ... فهو القادر وهو السميع البصير على أن يصيب بدعوة صادقة منكم مقاتل القوم فيفرق جمعهم ويخالف بين كلمتهم وينصر إخوانكم عليهم .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت وإذا دعيت به أعطيت يا سميع الدعاء ويا مجيب المضطر إذا دعاك انصر إخواننا وأهلنا السنيين السلفيين في دماج على أعدائهم وأعداء دينك الحق الشيعة الحوثيين وأنزل عليهم بأسك وشتت شملهم وفرق كلمتهم واجعل كيدهم في نحورهم بعزتك وقوتك يا سميع الدعاء ويا ناصر الأولياء وإن أولياءك هم المتقون ....
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
كتبه : أبو بكر يوسف لعويسي
والسلام عليكم ورحمة الله
والسلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
لما كتبت المقال ، وأنزلته في شبكة الأمين السلفية جاءني هذا السؤال فأجبت عنه بهذا الجواب واترك المجال ، لبعض إخواننا من طلاب العلم لعله يعقب أو يضيف شيئا يرفع الإشكال أو يرفع السؤال للعلماء والمشايخ حتى يجيبوا عنه ، وبعدها أحذف جوابي الذي دافعت به عن السلفيين ..
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بارك الله فيكم السؤال: استشكل علينا في قضية نصرة المشايخ لأهل دماج على اعتداء الروافض عليهم مع ما كانوا يقولونه في الرد على الشيخ الحجوري .
والإشكال هو : كيف ينصرونهم وهم مبتدعة وسفهاء عندهم أي (العلماء) الذين ردوا على الشيخ الحجوري سدده الله؟ ونفع الله بكم .
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا : حياكم الله جميعا ، ومرحبا بكم - واعلموا يرحمكم الله - أن العلماء الذين أطلقوا المبادرة ، ودعوا إلى نصرة أهل السنة في دماج هم علماء أفاضل ، ولا نشك في علمهم وهم أعلم بما تكلموا به ...ومن كان له على مبادرتهم ملاحظة أو تحفظ فليراسلهم وليراجعهم وليستفسر منهم فهم أحياء يرزقون ..
ثانيا : إن العلماء بينوا في كلامهم أن دعوتهم لأهل السنة وإذا كان يحيى الحجوري - وفقه الله - مبتدعا عندهم فهدا واضح لا يحتاج إلى تفسير فهو لا يدخل في أهل السنة الذين دعوا لنصرتهم وقد ذكر الشيخ محمد بن هادي ، والشيخ عبيد مسألة الشيخ يحي الحجوري وما عليه في كلمتهم فلا يرد الإشكال ...
ثالثا : على فرض التسليم للاستشكال الذي طرحتموه فهل يعني عندكم أن يحي الحجوري = يساوي أهل السنة كلهم في دماج ؛ وأن دماج ما فيها إلا المبتدعة ؟؟؟ هذا غير صحيح ..
رابعا : هذه دعوة إنصاف من أولئك العلماء حتى يعرف الخصوم ، ويعرف أهل دماج المخالفين للعلماء مواقف أهل العدل والإنصاف ؛ ويعرفوا أن الرابطة التي تجمع السلفيين فيما بينهم من جهة وفيما بينهم وبين غيرهم من جهة أخرى هي الحق المتمثل في منهج السلف الصالح ، هي السنة ليس إلا فليس هناك نسب ولا جهوية ؛ ولا طائفية ، ولا حزبية ، ولا مصلحة ، وأن الحق فوق الجميع ، وأنه أحق أن يتبع ، وأنه ينبغي لا من خطأه العلماء مهما كان أن يرجع إلى الحق ، وعليهم أن يعرفوا كذلك أن العلماء إنما أخذتهم الغيرة على نصرة الحق ونصرة السنة ، وان الرد على بعض منهم لا يعني الرد عليهم كلهم ، وأن وجود بعض المخالفين بينهم لا يمنعهم من نصرتهم للسنة ، وأن هذه المبادرة لعلها تحمل خيرا إلى أهل دماج في مثل هذه الظروف ، فيرجعون عما أوخذوا به ، ثم تعود ثمرتها من دماج إلى السلفيين في العالم الإسلامي وخاصة وأهل قلعة دماج يصيحون ويصرخون بالانتساب للسنة ولمنهج السلف الصالح ... وأن تلك القلعة لا زالت عليها بصمات الرباني السلفي الشيخ العمة مقبل رحمه الله ..
نسأل الله تعالى أن يصلحنا وإياهم وأن يصلح ذات البين بين أهل السنة السلفيين وأن يكونوا يدا واحدة على غيرهم ... آمـيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
اللهم إن أصبت فمنك وحدك لا شريك لك ،وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان واستغفر الله منه وإني راجع عنه من هذه الساعة .
شبكة سحاب السلفية