بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يسروا ولا تعسروا " ما معنى يسروا ؟
قولوا للناس أتركوا الدين ؟ لا ، " يسروا " يعني أفتوهم بما شرع الله سبحانه من الرخص الشرعية عند الحاجة ، هذا التيسير،أفتوهم بما شرع الله من الرخص عند الحاجة إليها ، هذا هو التيسير، "ولا تعسروا " تكلفوا الناس ما لا يطيقون أوما يشقوا عليهم ، بل كلفوهم بما شرع الله سبحانه ، فالمقيم له صلاة والمسافر له صلاة والمريض له صلاة هذا هو التيسير والصلاة محافظ عليها على كل حال ، في حالة المرض والصحة ، في حالة السفروالإقامة ، محافظ عليها ، هذا هو اليسر ، الصيام كذلك محافظ عليه في حالة الإقامة وحالة السفر، وفي حالة الصحة وفي حالة المرض محافظ عليه ، ولكن يؤدى على حسب ما شرعه الله من الرخص الشرعية ، هذا هو اليسر في الإسلام، أنه ينزل بالمسلم من الأشد إلى الأسهل عند الحاجة إلى ذلك،مع التزامه بالعبادة ، وذكر الله سبحانه وتعالى ، فهذا هو معنى قوله جلّ وعلا : (( وما جعل عليكم في الدين من حرج ))، أي أن التشريعات التي جاء بها الإسلام ليس فيها حرج، فإذا وجد حرج فإنك تنزل إلى ما هو أسهل من الرخص الشرعية التي شرعها الله عند الحاجة إليها .
أما الفريق الثاني وهم الذين أشار إليهم الشيخ في مقدمته ، وهم الذين يفسرون " اليسر" في الإسلام وعدم الحرج بأنه التخلي عن الأوامر والنواهي ،لا صلاة ، لا صيام ، لا ربا ، لا ، لا ، الخ ، يظنون أن هذا هو التيسير ، وأن التيسير أنك ما تخالف العالم على ماهم عليه من عهر وفساد وربا وقمار وغير ذلك من معاملات محرّمة وأخلاق رذيلة ويقولون :أنك إذا خالفتهم صار فيه حرج ، الذي هم فيه هو الحرج أما الإسلام ولله الحمد فهو اليسر وهو الخير ، فأنت تتمسك بدينك وتؤديه على حسب استطاعتك(( فاتقوا الله ما استطعتم )) (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ، ما هومعناه أنه ما عليه تكليف ، لا ، يكلفه الله لكن حسب وسعه ، (( اتقوا الله ما استطعتم)) ما هو معناه أنك تترك التقوى ، لكن تتقيه حسب الإستطاعة ، هذا هو اليسر في الإسلام ،وهذا يحتاج إلى بصيرة ويحتاج إلى فقه ، ويحتاج قبل ذلك إلى إيمان ، ومخافة من الله سبحانه وتعالى ،فلا تشديد ، لا إفراط ولا تفريط،لا تشديد وغلو ولاتساهل وإنحلال من الدين وإنما الوسط ، الوسط وهو الخيار، الوسط ما يكون بين طرفين ، بين طرفي الغلو والزيادة والتساهل والتضييع ،هذا هو دين الإسلام ولله الحمد ، دين وسط ، لا تشديد الخوارج والغلاة والمتنطعة ، ولا تساهل الأشرار وأصحاب الشهوات ولهذا قال : (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا )) ، شوف الفرق بين إرادة الله بنا ،و إرادة من يريدون الشهوات ((ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)) ما هو ميل سهل ، ما يكفيهم إلا الإنحلال من الدين وترك الدين نهائيا ويقول : الدين هذا تشدد ، أنت مسلم يكفي ، لا حاجة لصلاة ولا حاجة لكذا وكذا ، أنت مسلم تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هذا يكفي ، يعني شهادات ما فيها معنى ولا فيها مضمون مجرد لفظ يقال باللسان ، هذا دين هذا ؟؟ هذا تيسير ؟؟ هذا هو الحرج ـ والعياذ بالله ـ .
فالذين يتبعون الشهوات ما يريدون صلاة ، ما يريدون زكاة ، ما يريدون صيام، ما يريدون حج ، بل أشد من ذلك لا يريدون عقيدة وتوحيد ، الناس سواء كلهم بنو آدم ، وكل حرّ فيما يختار وفيما يعتقد ، ولا حجر على الآراء ولاعلى الأفكار ،هذا هو التيسير عندهم ، هذا هو التيسيرالإضاعة والانفلات والبهيمية ، هذا هو التيسيرعندهم ، أي تيسير هذا ؟ هذا ينتهي إلى إيش ؟ ينتهي إلى النار ، وإلى الخسارة ، هذا التيسير، الدين ينتهي إلى الجنة التمسك بالدين ينتهي بك إلى الجنة ، أما التمسك بمطلق التيسيرمن غير ضوابط شرعية هذا يفضي بك إلى النار ، هذا هو التيسير؟؟ هذا هو الحرج ـ والعياذ بالله ـ ولهذا قال : (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم )) يخفف ، من الصعب إلى السهل والمستطاع (( وخلق الإنسان ضعيفا )) الذي خلقه هو الذي يشرع له الشرائع ويعلم حاله ويعلم ما يحتاج إليه فهو المشرّع ، أما الذين يتبعون الشهوات فإنهم لايريدون إلا الشهوات ،ما يريدون ما يصرفهم عن شهواتهم التي هي ضررهم وهي شقاءهم وهي عذابهم الذي لا نجاة لهم منه ، ما يفكرون في هذا الأمر ، فيقولون مثلا كما أشار الشيخ ، أن الصلاة في المسجد هذا حرج ، صلاة الجماعة ماهي واجبة، إذا المسلمون الذين بنوا المساجد ورتبوا الأئمة والمؤذنين وأنفقوا على المساجد ،عندهم تشدد ، الصلاة ما تستدعي هذا ، كل يصلي في مكانه وفي بيته ،لا حاجة بنا إلى مساجد ، لا حاجة إلى اجتماع وأذان هكذا يقولون .
قالوا : المرأة ليش تشددون عليها بالحجاب ، المرأة إنسان لماذا تشددون عليها في الحجاب ، تلزمونها بالحجاب وهي إنسان ، حقوق الإنسان تستدعي أنه ما يضيق عليها ، الحجاب من نصيبها ومن حظّها ،ومن كرامتها وليس هو إهانة لها ، أو تنقص من حقها ، وإنما هو إكرام لها وصيانة لها ، الله لما أمر بالحجاب قال (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) فالحجاب فيه طهارة لقلب الرجل وقلب المرأة وليس كما يتصورون أنه هضم للمرأة ، واحتقار للمرأة بل هو إكرام لها قال جلّ وعلا (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )) صوت المرأة إذا كان فيه فتنة فهو عورة تخفضه ولا يسمعه من في قلبه مرض (( فيطمع الذي في قلبه مرض وقلنا قولا معروفا)) (( وقرن في بيوتكن )) هل القرار في البيوت مصادرة لحرية المرأة ؟ أو هو إكرام لها ؟ إكرام لها وصيانة لها ، وإراحة لها من التعب والعناء ، وعندها في البيت من الأعمال ما يكفيها ، البيت فيه أعمال لا يقوم بها إلا المرأة ، فكيف يقولون أن بقائها في البيت بين الجدران ، أن هذا إهانة لها ؟ لا ،والله جلّ وعلا قال لأطهر نساء العالمين نساء نبيه (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) فحشمة المرأة ، هذا إكرام لها ،وتوفيرلحقها وحماية لحريتها،(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )) الحجاب يكف عنها أذى السفهاء والفسقة فلا يؤذين، وفي الأية الأولى (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) فالحجاب فيه طهارة للقلوب ، فيه كف لأذى الفساق عن المرأة ، لئلا يطمعوا فيه إذا كانت سافرة بارزة أمامهم ، فهذا هواليسر ، حماية المرأة يسر لها ،وأما إطلاقها وانفلاتها فهو عسر، عسرعليها ، مشقة عليها ، تعريض لها للخطر الخلقي ،والخطر الجسمي ، فالمرأة لها قيمتها عند المسلمين ، لذلك يحافظون عليها ويكرمونها وهي تكون درّة مصونة ،بخلاف المرأة الكافرة فإنها ألعوبة بيد الفساق مادامت شابة ، فإذا كبرت فإنها ترمى في الملاجئ وفي دور العجزة ليس لها ولي ، ولا نصير ، هذا مآلها ، هذا إكرام للمرأة ؟؟؟ أم المرأة المصونة التي إذا كبرت تُخدم وتُكرم ويُحافظ عليها ويُرفق بها ، ويُراعى ما يسرها ، ((فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون )) عندهم ، عند هؤلاء الفريق أن اليسر تتبع الرخص ولا يريدون بالرخص ، الرخص التي رخص الله بها ، إنما يريدون بالرخص أقوال العلماء ، فيقولون المسألة فيها خلاف ، واليسر أننا نختار من الأقوال ما نريد ، ما يناسبنا ، سبحان الله ، العلماء قالوا : ـ من تتبع الرخص تزندق ـ والمراد بالرخص هنا أقوال العلماء ،واجتهادات العلماء التي هي عرضة للخطأ والصواب ، فنحن لا نأخذ ما يظهر لنا أنه أرفق بنا ، بل نأخذ ما قام عليه الدليل من أقوال العلماء لأنه هو الأرفق بنا وهو خير لنا من أن نأخذ بقول ،بخطأ عالم ثم نقع في الخطأ وتكون العاقبة وخيمة ، العالم يجتهد فيخطئ ويصيب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" فدل على أن العالم يخطئ ويصيب، لكنه مأجور على كل حال على اجتهاده ، فإن حصل إصابة فله أجران وإن حصل خطأ ، فله أجر واحد على اجتهاده ، لكن ما نأخذ بقوله الخطأ ولو كان هو مأجورعليه لأن الله جلّ وعلا قال : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول )) (( ذلكم خير وأحسن تأويلا ))، فعندما يختلف العلماء وتكثر الأقوال الله جلّ وعلا أعطانا الميزان الذي نزن به الصواب من الخطأ ، وهو الرد إلى كتاب الله وإلى سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما شهد له العلماء من الكتاب والسنّة فهو اليسر وهو الخير وهو الفرج وأحسن عاقبة ، وأحسن تأويلا فنأخذ به ، وما خالف الكتاب والسنّة فإننا نتركه لأنه طريق غير صحيح ، أنت لما تكون مسافرا ويكون أمامك طريقان ، طريق سليم معتدل ، وطريق متعرج وفيه خطورة وفيه أعداء وفيه قطاع طرق ، وسباع ، أي الطريقين تأخذ ؟ تأخذ الطريق السليم فإن أخذت بالطريق الخطر فأنت سفيه ، فهؤلاء مثل من يقول للناس خذوا الطريق الخطر واللي فيه سباع وفيه مهاوي وفيه وفيه ، أقوال العلماء أقوال بشر تخطئ وتصيب أما هؤلاء فيقولون اليسر والتيسير أننا نأخذ ونختار ما يلائم أغراضنا ورغباتنا من أقوال العلماء ،وأما ما لم يوافق أهوائنا ورغباتنا فإننا نتركه وإن وافق الدليل ، وأما ما يوافق رغباتنا فيأخذ به وإن خالف الدليل ،هذا هو التيسير عندهم يقول الحمد لله العلماء مختلفون والدين واسع وهذا من التيسيرعلى الأمة ، الخلاف رحمة يقولون ، الخلاف عذاب الله جلّ وعلا نهى عن الاختلاف ونهى عن التفرق وأمر بالاجتماع ، الاجتماع رحمة والفرقة عذاب ، لا كما يتصورون ،لكن الله أعطى العلماء ، أعطاهم فرصة الاجتهاد ، والبحث عن الحق فمن وجده فقد أصاب في اجتهاده ومن أخطأه فهذا يكون مأجورا على اجتهاده لكن خطأه لا يعتبر ، فهل نأخذ أقوال العلماء كلها ما صحّ منها وما لم يصح ، ما وافق الدليل وما خالف الدليل ونقول هذا هو اليسر ، إذا نكون من الذين اتخذوا أهواءهم (( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)) ، الله جلّ وعلا نهانا عن اتباع الأهواء والرغبات والشهوات وأمرنا بأخذ الحق ولزوم الحق ولو كانت نفوسنا في الأول قد لا تميل إليه أو لا ترغب لكن النظر إلى العواقب ، وإلى المآلات ، وليس النظر إلى الشهوة الحاضرة دون التأمل في العواقب ، فالدين يسر ولله الحمد بالمعنى الصحيح الذي هوما يسره الله على عباده وليس يسرا بمعنى الانفلات واتباع الرغبات والشهوات فإن هذه حسرات،تكون حسرات عما قريب ، وهذا تضليل للأمة ،هؤلاء الذين يدعون إلى هذا التيسير المنكوس هؤلاء يضللون الأمة ويريدون بها الشر من حيث يشعرون أولا يشعرون ، فلا يلتفت إليهم، نحن نعتقد وندين الله ونتيقن أن ديننا هو الحق وأن ديننا هو الكامل (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) فلا سعادة ولا راحة ولا طمأنينة إلا بهذا الإسلام بأوامره ونواهيه وتشريعاته ورخصه وعزائمه هذا هو الإسلام كامل،يكفل لك صلاح الدنيا وصلاح الآخرة ،وأما من خرج عن هذ الدين فإنه يخرج إلى ماذا ؟ يخرج إلى الشهوات المحرمة ويخرج إلى الضياع ويخرج إلى المهالك والعاقبة وخيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإن كان يظن أن هذا حرية وأنه تقدم وأنه حضارة وأنه رقي وأنه وأنه فهذا من البهرج والكذب ،الذي سرعان ما ينكشف ، إذا ظهرت عليه شمس الحقيقة فإنه سرعان ما ينكشف زيفه ، ويتبين ضلاله ولا يبقى إلا الحق والعاقبة للمتقين ، ولكن هذا يحتاج إلى صبر ، يحتاج منا إلى صبر وثبات على الحق وأن لا نزهد به وأن لا نستبعد النتائج الطيبة وإن تأخرت لا نستبعدها فإن الخير فيها والعاقبة للتقوى والعاقبة للمتقين (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) يحتاج منا إلى صبر وعدم الالتفات إلى هذه الدعايات المضللة المرجفة، المسلم على يقين من دينه وعلى ثبات من أمره فلا يلتفت إلى هؤلاء الغوغاء ودعاة الضلال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله حذيفة بن اليمان فقال : كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الدين فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال :" نعم ، دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها" هم لا يقولون له تعال إلى جهنم ، يقولون تعال إلى الخير ،تعال إلى السعة تعال إلى اليسر ، لا تروح مع هؤلاء المتشددين ، يسمون المتمسك بالدين متشددا وغاليا ، ترى إذا قالوا تشدد وقالوا الغلو والتطرف تراهم يريدون التمسك بالدين لأنه عندهم تشدد وغلووتطرف ولا يريدون بذلك الغلو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو الزيادة عن الدين والخروج عن الدين إنما يريدون التمسك بالدين عندهم هوالتطرف وهو التشدد وهو الأوصاف التي كل ما عندهم يصفون المتمسكين بدينهم لكن لا يزهدونا هذا في الحق ولا ينفرونا من الحق ولا يشككنا في الحق لأننا نؤمن بالله وبرسوله ونؤمن بكتاب الله ونؤمن بهذا الدين إيمانا قويا لا يعتريه شك ، فنحن نجزم أن الخير في هذا الدين وإن كان فيما يظهر لنا قال الله جلّ وعلا : (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) فالله لم يكلنا إلى شهواتنا ورغباتنا ، لا يكلنا إلى أقوال الناس والشذوذات والاختلافات ، الله أعطانا دينا قويا واضحا ونورا مبينا (( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما )) هذه وصية الله جلّ وعلا لنا مع هذا الدين، أخبرنا سبحانه أنه سيكون هناك من ينفر من هذا الدين ويدعو إلى الضلال ويدعو إلى الكفر وإلى الشرك ويسميها بغير أسمائها ، هم ما يسمونه كفر، ما يسمونه شرك ، وإنما يسمونه برقي وحضارة أو تقدم ومسايرة للعالم ، يسمونه بهذه الأسماء التي تضُرمن لا يتفكر فيها أو غير البصير في عواقبها ، لكن علينا أن نحذر وأن نعلم أن ديننا هو اليسر وأن ما يدعوننا إليه هو العسر قال الله جلّ وعلا ((أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتقون )) .
هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم الهداية للصراط المستقيم والثبات على الدين القويم إلى يوم نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين وأن يرزقنا وإياكم البصيرة والفقه في دينه والتمسك به إلى يوم نلقاه وأن يكفينا وإياكم شر الفتن والفتانين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
المصدر :
شريط بعنوان الفرق بين التيسير الشرعي والمعاصر [ الدقيقة 15 والثانية 20 ] .
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
تفريغ كمال زيادي في اليوم التاسع من ذي الحجة 1432 هـ
للإستماع :
.
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يسروا ولا تعسروا " ما معنى يسروا ؟
قولوا للناس أتركوا الدين ؟ لا ، " يسروا " يعني أفتوهم بما شرع الله سبحانه من الرخص الشرعية عند الحاجة ، هذا التيسير،أفتوهم بما شرع الله من الرخص عند الحاجة إليها ، هذا هو التيسير، "ولا تعسروا " تكلفوا الناس ما لا يطيقون أوما يشقوا عليهم ، بل كلفوهم بما شرع الله سبحانه ، فالمقيم له صلاة والمسافر له صلاة والمريض له صلاة هذا هو التيسير والصلاة محافظ عليها على كل حال ، في حالة المرض والصحة ، في حالة السفروالإقامة ، محافظ عليها ، هذا هو اليسر ، الصيام كذلك محافظ عليه في حالة الإقامة وحالة السفر، وفي حالة الصحة وفي حالة المرض محافظ عليه ، ولكن يؤدى على حسب ما شرعه الله من الرخص الشرعية ، هذا هو اليسر في الإسلام، أنه ينزل بالمسلم من الأشد إلى الأسهل عند الحاجة إلى ذلك،مع التزامه بالعبادة ، وذكر الله سبحانه وتعالى ، فهذا هو معنى قوله جلّ وعلا : (( وما جعل عليكم في الدين من حرج ))، أي أن التشريعات التي جاء بها الإسلام ليس فيها حرج، فإذا وجد حرج فإنك تنزل إلى ما هو أسهل من الرخص الشرعية التي شرعها الله عند الحاجة إليها .
أما الفريق الثاني وهم الذين أشار إليهم الشيخ في مقدمته ، وهم الذين يفسرون " اليسر" في الإسلام وعدم الحرج بأنه التخلي عن الأوامر والنواهي ،لا صلاة ، لا صيام ، لا ربا ، لا ، لا ، الخ ، يظنون أن هذا هو التيسير ، وأن التيسير أنك ما تخالف العالم على ماهم عليه من عهر وفساد وربا وقمار وغير ذلك من معاملات محرّمة وأخلاق رذيلة ويقولون :أنك إذا خالفتهم صار فيه حرج ، الذي هم فيه هو الحرج أما الإسلام ولله الحمد فهو اليسر وهو الخير ، فأنت تتمسك بدينك وتؤديه على حسب استطاعتك(( فاتقوا الله ما استطعتم )) (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ، ما هومعناه أنه ما عليه تكليف ، لا ، يكلفه الله لكن حسب وسعه ، (( اتقوا الله ما استطعتم)) ما هو معناه أنك تترك التقوى ، لكن تتقيه حسب الإستطاعة ، هذا هو اليسر في الإسلام ،وهذا يحتاج إلى بصيرة ويحتاج إلى فقه ، ويحتاج قبل ذلك إلى إيمان ، ومخافة من الله سبحانه وتعالى ،فلا تشديد ، لا إفراط ولا تفريط،لا تشديد وغلو ولاتساهل وإنحلال من الدين وإنما الوسط ، الوسط وهو الخيار، الوسط ما يكون بين طرفين ، بين طرفي الغلو والزيادة والتساهل والتضييع ،هذا هو دين الإسلام ولله الحمد ، دين وسط ، لا تشديد الخوارج والغلاة والمتنطعة ، ولا تساهل الأشرار وأصحاب الشهوات ولهذا قال : (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا )) ، شوف الفرق بين إرادة الله بنا ،و إرادة من يريدون الشهوات ((ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)) ما هو ميل سهل ، ما يكفيهم إلا الإنحلال من الدين وترك الدين نهائيا ويقول : الدين هذا تشدد ، أنت مسلم يكفي ، لا حاجة لصلاة ولا حاجة لكذا وكذا ، أنت مسلم تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هذا يكفي ، يعني شهادات ما فيها معنى ولا فيها مضمون مجرد لفظ يقال باللسان ، هذا دين هذا ؟؟ هذا تيسير ؟؟ هذا هو الحرج ـ والعياذ بالله ـ .
فالذين يتبعون الشهوات ما يريدون صلاة ، ما يريدون زكاة ، ما يريدون صيام، ما يريدون حج ، بل أشد من ذلك لا يريدون عقيدة وتوحيد ، الناس سواء كلهم بنو آدم ، وكل حرّ فيما يختار وفيما يعتقد ، ولا حجر على الآراء ولاعلى الأفكار ،هذا هو التيسير عندهم ، هذا هو التيسيرالإضاعة والانفلات والبهيمية ، هذا هو التيسيرعندهم ، أي تيسير هذا ؟ هذا ينتهي إلى إيش ؟ ينتهي إلى النار ، وإلى الخسارة ، هذا التيسير، الدين ينتهي إلى الجنة التمسك بالدين ينتهي بك إلى الجنة ، أما التمسك بمطلق التيسيرمن غير ضوابط شرعية هذا يفضي بك إلى النار ، هذا هو التيسير؟؟ هذا هو الحرج ـ والعياذ بالله ـ ولهذا قال : (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم )) يخفف ، من الصعب إلى السهل والمستطاع (( وخلق الإنسان ضعيفا )) الذي خلقه هو الذي يشرع له الشرائع ويعلم حاله ويعلم ما يحتاج إليه فهو المشرّع ، أما الذين يتبعون الشهوات فإنهم لايريدون إلا الشهوات ،ما يريدون ما يصرفهم عن شهواتهم التي هي ضررهم وهي شقاءهم وهي عذابهم الذي لا نجاة لهم منه ، ما يفكرون في هذا الأمر ، فيقولون مثلا كما أشار الشيخ ، أن الصلاة في المسجد هذا حرج ، صلاة الجماعة ماهي واجبة، إذا المسلمون الذين بنوا المساجد ورتبوا الأئمة والمؤذنين وأنفقوا على المساجد ،عندهم تشدد ، الصلاة ما تستدعي هذا ، كل يصلي في مكانه وفي بيته ،لا حاجة بنا إلى مساجد ، لا حاجة إلى اجتماع وأذان هكذا يقولون .
قالوا : المرأة ليش تشددون عليها بالحجاب ، المرأة إنسان لماذا تشددون عليها في الحجاب ، تلزمونها بالحجاب وهي إنسان ، حقوق الإنسان تستدعي أنه ما يضيق عليها ، الحجاب من نصيبها ومن حظّها ،ومن كرامتها وليس هو إهانة لها ، أو تنقص من حقها ، وإنما هو إكرام لها وصيانة لها ، الله لما أمر بالحجاب قال (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) فالحجاب فيه طهارة لقلب الرجل وقلب المرأة وليس كما يتصورون أنه هضم للمرأة ، واحتقار للمرأة بل هو إكرام لها قال جلّ وعلا (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )) صوت المرأة إذا كان فيه فتنة فهو عورة تخفضه ولا يسمعه من في قلبه مرض (( فيطمع الذي في قلبه مرض وقلنا قولا معروفا)) (( وقرن في بيوتكن )) هل القرار في البيوت مصادرة لحرية المرأة ؟ أو هو إكرام لها ؟ إكرام لها وصيانة لها ، وإراحة لها من التعب والعناء ، وعندها في البيت من الأعمال ما يكفيها ، البيت فيه أعمال لا يقوم بها إلا المرأة ، فكيف يقولون أن بقائها في البيت بين الجدران ، أن هذا إهانة لها ؟ لا ،والله جلّ وعلا قال لأطهر نساء العالمين نساء نبيه (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) فحشمة المرأة ، هذا إكرام لها ،وتوفيرلحقها وحماية لحريتها،(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )) الحجاب يكف عنها أذى السفهاء والفسقة فلا يؤذين، وفي الأية الأولى (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) فالحجاب فيه طهارة للقلوب ، فيه كف لأذى الفساق عن المرأة ، لئلا يطمعوا فيه إذا كانت سافرة بارزة أمامهم ، فهذا هواليسر ، حماية المرأة يسر لها ،وأما إطلاقها وانفلاتها فهو عسر، عسرعليها ، مشقة عليها ، تعريض لها للخطر الخلقي ،والخطر الجسمي ، فالمرأة لها قيمتها عند المسلمين ، لذلك يحافظون عليها ويكرمونها وهي تكون درّة مصونة ،بخلاف المرأة الكافرة فإنها ألعوبة بيد الفساق مادامت شابة ، فإذا كبرت فإنها ترمى في الملاجئ وفي دور العجزة ليس لها ولي ، ولا نصير ، هذا مآلها ، هذا إكرام للمرأة ؟؟؟ أم المرأة المصونة التي إذا كبرت تُخدم وتُكرم ويُحافظ عليها ويُرفق بها ، ويُراعى ما يسرها ، ((فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون )) عندهم ، عند هؤلاء الفريق أن اليسر تتبع الرخص ولا يريدون بالرخص ، الرخص التي رخص الله بها ، إنما يريدون بالرخص أقوال العلماء ، فيقولون المسألة فيها خلاف ، واليسر أننا نختار من الأقوال ما نريد ، ما يناسبنا ، سبحان الله ، العلماء قالوا : ـ من تتبع الرخص تزندق ـ والمراد بالرخص هنا أقوال العلماء ،واجتهادات العلماء التي هي عرضة للخطأ والصواب ، فنحن لا نأخذ ما يظهر لنا أنه أرفق بنا ، بل نأخذ ما قام عليه الدليل من أقوال العلماء لأنه هو الأرفق بنا وهو خير لنا من أن نأخذ بقول ،بخطأ عالم ثم نقع في الخطأ وتكون العاقبة وخيمة ، العالم يجتهد فيخطئ ويصيب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" فدل على أن العالم يخطئ ويصيب، لكنه مأجور على كل حال على اجتهاده ، فإن حصل إصابة فله أجران وإن حصل خطأ ، فله أجر واحد على اجتهاده ، لكن ما نأخذ بقوله الخطأ ولو كان هو مأجورعليه لأن الله جلّ وعلا قال : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول )) (( ذلكم خير وأحسن تأويلا ))، فعندما يختلف العلماء وتكثر الأقوال الله جلّ وعلا أعطانا الميزان الذي نزن به الصواب من الخطأ ، وهو الرد إلى كتاب الله وإلى سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما شهد له العلماء من الكتاب والسنّة فهو اليسر وهو الخير وهو الفرج وأحسن عاقبة ، وأحسن تأويلا فنأخذ به ، وما خالف الكتاب والسنّة فإننا نتركه لأنه طريق غير صحيح ، أنت لما تكون مسافرا ويكون أمامك طريقان ، طريق سليم معتدل ، وطريق متعرج وفيه خطورة وفيه أعداء وفيه قطاع طرق ، وسباع ، أي الطريقين تأخذ ؟ تأخذ الطريق السليم فإن أخذت بالطريق الخطر فأنت سفيه ، فهؤلاء مثل من يقول للناس خذوا الطريق الخطر واللي فيه سباع وفيه مهاوي وفيه وفيه ، أقوال العلماء أقوال بشر تخطئ وتصيب أما هؤلاء فيقولون اليسر والتيسير أننا نأخذ ونختار ما يلائم أغراضنا ورغباتنا من أقوال العلماء ،وأما ما لم يوافق أهوائنا ورغباتنا فإننا نتركه وإن وافق الدليل ، وأما ما يوافق رغباتنا فيأخذ به وإن خالف الدليل ،هذا هو التيسير عندهم يقول الحمد لله العلماء مختلفون والدين واسع وهذا من التيسيرعلى الأمة ، الخلاف رحمة يقولون ، الخلاف عذاب الله جلّ وعلا نهى عن الاختلاف ونهى عن التفرق وأمر بالاجتماع ، الاجتماع رحمة والفرقة عذاب ، لا كما يتصورون ،لكن الله أعطى العلماء ، أعطاهم فرصة الاجتهاد ، والبحث عن الحق فمن وجده فقد أصاب في اجتهاده ومن أخطأه فهذا يكون مأجورا على اجتهاده لكن خطأه لا يعتبر ، فهل نأخذ أقوال العلماء كلها ما صحّ منها وما لم يصح ، ما وافق الدليل وما خالف الدليل ونقول هذا هو اليسر ، إذا نكون من الذين اتخذوا أهواءهم (( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)) ، الله جلّ وعلا نهانا عن اتباع الأهواء والرغبات والشهوات وأمرنا بأخذ الحق ولزوم الحق ولو كانت نفوسنا في الأول قد لا تميل إليه أو لا ترغب لكن النظر إلى العواقب ، وإلى المآلات ، وليس النظر إلى الشهوة الحاضرة دون التأمل في العواقب ، فالدين يسر ولله الحمد بالمعنى الصحيح الذي هوما يسره الله على عباده وليس يسرا بمعنى الانفلات واتباع الرغبات والشهوات فإن هذه حسرات،تكون حسرات عما قريب ، وهذا تضليل للأمة ،هؤلاء الذين يدعون إلى هذا التيسير المنكوس هؤلاء يضللون الأمة ويريدون بها الشر من حيث يشعرون أولا يشعرون ، فلا يلتفت إليهم، نحن نعتقد وندين الله ونتيقن أن ديننا هو الحق وأن ديننا هو الكامل (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) فلا سعادة ولا راحة ولا طمأنينة إلا بهذا الإسلام بأوامره ونواهيه وتشريعاته ورخصه وعزائمه هذا هو الإسلام كامل،يكفل لك صلاح الدنيا وصلاح الآخرة ،وأما من خرج عن هذ الدين فإنه يخرج إلى ماذا ؟ يخرج إلى الشهوات المحرمة ويخرج إلى الضياع ويخرج إلى المهالك والعاقبة وخيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإن كان يظن أن هذا حرية وأنه تقدم وأنه حضارة وأنه رقي وأنه وأنه فهذا من البهرج والكذب ،الذي سرعان ما ينكشف ، إذا ظهرت عليه شمس الحقيقة فإنه سرعان ما ينكشف زيفه ، ويتبين ضلاله ولا يبقى إلا الحق والعاقبة للمتقين ، ولكن هذا يحتاج إلى صبر ، يحتاج منا إلى صبر وثبات على الحق وأن لا نزهد به وأن لا نستبعد النتائج الطيبة وإن تأخرت لا نستبعدها فإن الخير فيها والعاقبة للتقوى والعاقبة للمتقين (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) يحتاج منا إلى صبر وعدم الالتفات إلى هذه الدعايات المضللة المرجفة، المسلم على يقين من دينه وعلى ثبات من أمره فلا يلتفت إلى هؤلاء الغوغاء ودعاة الضلال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله حذيفة بن اليمان فقال : كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الدين فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال :" نعم ، دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها" هم لا يقولون له تعال إلى جهنم ، يقولون تعال إلى الخير ،تعال إلى السعة تعال إلى اليسر ، لا تروح مع هؤلاء المتشددين ، يسمون المتمسك بالدين متشددا وغاليا ، ترى إذا قالوا تشدد وقالوا الغلو والتطرف تراهم يريدون التمسك بالدين لأنه عندهم تشدد وغلووتطرف ولا يريدون بذلك الغلو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو الزيادة عن الدين والخروج عن الدين إنما يريدون التمسك بالدين عندهم هوالتطرف وهو التشدد وهو الأوصاف التي كل ما عندهم يصفون المتمسكين بدينهم لكن لا يزهدونا هذا في الحق ولا ينفرونا من الحق ولا يشككنا في الحق لأننا نؤمن بالله وبرسوله ونؤمن بكتاب الله ونؤمن بهذا الدين إيمانا قويا لا يعتريه شك ، فنحن نجزم أن الخير في هذا الدين وإن كان فيما يظهر لنا قال الله جلّ وعلا : (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) فالله لم يكلنا إلى شهواتنا ورغباتنا ، لا يكلنا إلى أقوال الناس والشذوذات والاختلافات ، الله أعطانا دينا قويا واضحا ونورا مبينا (( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما )) هذه وصية الله جلّ وعلا لنا مع هذا الدين، أخبرنا سبحانه أنه سيكون هناك من ينفر من هذا الدين ويدعو إلى الضلال ويدعو إلى الكفر وإلى الشرك ويسميها بغير أسمائها ، هم ما يسمونه كفر، ما يسمونه شرك ، وإنما يسمونه برقي وحضارة أو تقدم ومسايرة للعالم ، يسمونه بهذه الأسماء التي تضُرمن لا يتفكر فيها أو غير البصير في عواقبها ، لكن علينا أن نحذر وأن نعلم أن ديننا هو اليسر وأن ما يدعوننا إليه هو العسر قال الله جلّ وعلا ((أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتقون )) .
هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم الهداية للصراط المستقيم والثبات على الدين القويم إلى يوم نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين وأن يرزقنا وإياكم البصيرة والفقه في دينه والتمسك به إلى يوم نلقاه وأن يكفينا وإياكم شر الفتن والفتانين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
المصدر :
شريط بعنوان الفرق بين التيسير الشرعي والمعاصر [ الدقيقة 15 والثانية 20 ] .
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
تفريغ كمال زيادي في اليوم التاسع من ذي الحجة 1432 هـ
للإستماع :
.