بسم الله الرحمن الرحيم
كان السؤال كالتالي: هل يجوز لإمام مسجد غير حافظ للقرآن أن يقرأ في صلاة التراويح من المصحف؟
جواب الشيخ محمد موسى نصر حفظه الله: انتشرت هذه العادة للأسف في كثير من المساجد, بدأت في دول الخليج ثم انتشرت في بلاد الشام, ورأيناها تتطور حتى أصبحنا نرى شاشات في المحراب موصولة بسوار في يد الإمام يحرك الصفحة من خلال الشاشة بكبسة زر أو بنابض, فهذا في الحقيقة يدل على تقصير شديد في حفظ القرآن, وتسوية غير الحافظ بالحافظ, فالأصل أن يقرأ الإمام من حفظه ولو كان يحفظ من قصار السور أفضل وأولى من أن يقرأ من مصحف يحمله, ينظر إليه, يخالف هيئة الصلاة, وهيئة القيام, يكثر فيه من الحركات.
أما القراءة من المصحف فهذا إنما يفعله البطالون ويزهّد الأئمة في حفظ القرآن أو حفظ قدر من القرآن يقوم به صلاته, حتى إن الأمر تعدى إلى صلاة الفريضة, فصار بعض الناس يمسكون المصحف في الفريضة والعياذ بالله, ولهذا إن كان ذلك ثبت عن ذكوان فهي حادثة عين لا عموم لها, مع أن هذا الأثر مختلف فيه, كان شيخنا يضعفه رحمه الله, وقد سألته بنفسي, وحتى لو صح هذا الأثر فلا يجوز أن يعمم ويصبح ظاهرة في المساجد, فأقول إن هذه ظاهرة سيئة تزهّد الأئمة في حفظ القرآن, فيستوي فيها غير الحافظ بالحافظ, فيتشبع غير الحافظ بما لم يعط, ولهذا ينبغي أن يقضى على هذه العادة التي انتشرت للأسف وشجع على انتشارها بعض التقنية الحديثة كوضع الشاشات في المحراب.
فنسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لاتباع السنة إنه ولي ذلك والقادر عليه. اهـ
تعليق