من لطائف طرائف و دعابات عمر بن محمد فلاتة
أمّا الأمثلةُ من دعابته وطرائفه فأذكر من لطائفه حول موضوع
عقد الأنكحة أنّه جاء إلى موظّف في إدارة في حاجة من الحاجات،
وكأنَّ ذلك الموظّفُ تلكّأ وما قام بتيسير أمر الشّيخ عمر، وكان قد
عقد لوالد هذا الموظّف على أمّه، فكان منه أن قال: هذا ابنُ فلان؟
هذا الذي عقدتُّ لأبيه على أمّه، أنا الذي أخطأتُ لمّا عقدتُّ لأبيه
على أمّه!! فضحك النّاسُ وقام الموظّفُ حالاً بإنهاء حاجته، فهذا
من لطافته وظرافته رحمه الله تعالى.
ومن طرائفه أنّا كنّا في سفر إلى مصر وكان في الأزهر طلبة
كثيرون جاءوا من الأرياف، وكانوا يتّخذون من أروقة الأزهر سكنا
لهم، وللمسجد إمام وكان يدعو للطّلاّب فيقول: اللّهمّ نجّح الطّلاّب،
ووفّقهم للحكمة والصّواب. ومن دعابة الشّيخ عمر أنّه كان يُؤَمِّنُ
ويقول: نحن من الطّلاّب أي: طلاّب المدرّسين لأنّنا جئنا في طلبهم
والتّعاقد معهم.
ومن طرائفه أنّه كان معنا في السّفر نقود هي دولارات أمريكيّة،
وكنّا نسمعُ إذاعة لندن، وعندما يأتي في آخر الأخبار بيان أسعار
العملة فيذكر انخفاض سعر الدّولار فيظهر التّأثّر مداعبةً لأنّ النّقود
التي معنا دولارات.
ومن طرائفه أنّني كنتُ معه في مجلس وفيه أحدُ المشايخ وقد حجّ
فرضه بعد ولادتي بسنة، وكنتُ أعرفُ ذلك فسألتُه قائلاً: متى
حججتَ فرضَك؟ فقال له الشّيخ عمر: انتبه لا يجرّ لك لسانك، يعني
بذلك التّوصّل إلى مقدار عمر ذلك الشّيخ.
ومن الطّرائف العجيبة أنّني أداعب الشّيخ عمر حول سنّه وأنّه
كبير، ولا يظهر عليه أثر الكِبَر، وفي سنة من السّنوات كنّا في
الحجّ، ودخلنا مخيّم التّوعية في عرفات، وإذا فيه رجل قد ابيضّ
منه كلُّ شيء حتّى حاجباه، فقلتُ للشّيخ عمر: هذا من أمثالك أي:
كبار السّنّ، وبعد أن جلسنا قال ذلك الرّجل يخاطبني: أنا تلميذ لك
درّستني في مدرسة ليلية ابتدائية في الرّياض ـ وكان ذلك في
سنة 1374 هـ تقريباً ـ، وكنتُ في زمن دراستي في الرّياض أدرّس
مساء متبرّعاً في تلك المدرسة التي غالبُ طلاّبها موظّفون، فوجد
ذلك الشّيخ عمر رحمه الله مناسبة ليقلب الموضوع عليّ، فكان
يكرّر مخاطباً ذلك الرّجل: أنت تلميذ الشّيخ عبد المحسن؟
------------------------------------------------
الشيخ عمر بن محمد فلاته و كيف عرفته للشيخ عبد المحسن
العباد
العباد
تعليق