تنبيه على سقط بعض آية وقع في الموسوعة الجزائرية للقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه:﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون﴾[الحِجر:9]، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: (( الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) رواه مسلم.
وبعد:
فقد وقفت قبل أيام قلائل على موسوعة قرآنية صدرت في قرص إلكتروني (cd) على غلافها ما يلي:
(تم إصدار هذا المصحف تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية
السيد عبد العزيز بوتفليقة وبإشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف
الموسوعة الجزائرية للقرآن الكريم
برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق
بصوت القارئين فاتح بوعشرين، يوسف نورين
الجزائر في 1426هـ / 2005م).
وعلى ظهر الغلاف ما يلي:
تم بعون الله وحمد إنجاز هذه الموسوعة الجزائرية للقرآن الكريم وفق المواصفات الفنية التالية:
ختمة كاملة للمصحف الشريف برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، معتمداً من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية.
ـ التلاوة بصوت القارئين فاتح بوعشرين ويوسف نورين.
ـ تفسير القرآن الكريم كاملاً لابن كثير قرطبي جلالين ....
إلى قولهم:
ـ إمكانية التحفيظ من خلال تكرار السور والآيات إلخ ذلك من المواصفات الفنية.
هذا ما جاء في وصف هذه الموسوعة العظيمة، التي لا تتم إلا بعد بذل جهود كبيرة في سبيل تحقيقها على الوجه المراد، خاصة وأنَّ الأمر يتعلق بكتاب ربنا سبحانه وتعالى الذي تكفل بحفظه من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل.
وقد عجبت بالإصدار أيما إعجاب، وهو عمل كبير يستحق الإكبار والتقدير، فقمت بتنزليه على جهازي لسماع ما يسَّر الله من كلامه سبحانه، خاصة مع حسن قراءة القارئين وتأديتهما لقراءة ورش على وجه العموم، فمما بدأت بسماعه ـ يعلم الله ـ سور النور ، وبعد لحظات يسيرة هالني أمر لم أكن أتوقعه أن يصدر من هيئة وزارية تصدر مصحفاً للقرآن الكريم، ألا هو إسقاط بعض آية من سورة النور بقراءة فاتح بوعشرين، وهي قوله تعالى في سورة النور الآية (11): ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالاِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسِبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الاِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيم﴾، أسقط القارئ فاتح بوعشرين قوله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
فقلت في نفسي: أليس في وزارة الشؤون الدينية من الحفاظ والقراء من يرد المخطئ وينبهه على النقص، فإن لم يكن فأين اللجنة المشرفة على المصحف ولِمَ لم تحمل معها المصحف المطبوع لتتابع القارئ الكريم، فالخطأ لا يسلم منه أحد، وأين المراجعات المتتابعات التي ينبغي أن تكون في مثل هذه الإصدارات.
فمثل هذا الخطأ ينبغي أن لا يكون، فإن قُدر ووقع فينبغي سحب جميع النسخ المتداولة، وإصدار نسخ أخرى صحيحة، خاصة أن الموسوعة جعلت إمكانية ترديد الآيات لمن أراد الحفظ بالسماع من المكفوفين وغيرهم ممن لا يحسن القراءة، فهل يعقل أن يلقن القرآن بالخطأ في بلد مثل الجزائر.
وهذا الخطأ ساقني إليه الله عز وجل من غير قصد لتتبع الأخطاء أو النقص، فكيف لو تتبع الإنسان كلَّ المصحف هل يقف على أزيد ما وقفت عليه? هذا ما لا نتمنَّاه.
وأخيرا أقول إن هذا التنبيه إنما هو لمن اقتنى نسخة من هذا المصحف أن يكون على يقين أنَّ هذه الآية غير كاملة، وعلى المشرفين على هذا المصحف المراجعة بدقة متناهية فقد تكون آيات أخرى ساقطة، وعليهم إصلاح ما وقع من خطأ وإصدار نسخة أخرى صحيحة لا نقص فيها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.