بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ : خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه / لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد
فسيكون معنا في هذه الليلة المباركة إن شاء الله فضيلة الشيخ الدكتور ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ليتحفنا بمحاضرة بعنوان : خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه ومن أهله فليتفضل جزاه الله خيرا .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه . أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا اللقاء مع إخواننا في الله لقاءا طيبا مباركا فيه ، نافعا لي ولهم .
لا أريد التطويل وسأبدأ في الموضوع إن شاء الله ، العنوان هو ما سمعتموه .
فأقول :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد
فإن الكذب لقبيح وشنيع في غاية من القبح والشناعة شرعا ، وعقلا وفطرة وممقوتا لدى الأمم جميعا وفي الملل والنحل كلها ، قد حرّمه الله في الرسالات كلها ، وذم الكذب والكذابين في آيات كثيرة وتوعدهم أشد الوعيد ، قال الله تبارك وتعالى : (( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) [ الأعراف 33 ] .
يرى الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : أن أشنع هذه المحرمات وأعظمها هو القول على الله بدون علم إذ أن الشرك والكفر لم ينشئا إلا عن الكذب .
وقال تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) [ الإسراء : 36 ] . وقال تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ـ متاع قليل ولهم عذاب أليم )) [ النحل : 116 ـ 117] .
ونهى الله عن الكذب وقارنه بالشرك فقال تعالى : (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ـ حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )) [ الحج : 30 ـ 31 ] . وهذا الشرك الخطير قائم على الكذب وهو أكبر أسسه وقواعده واعتبره الله أشد أنواع الظلم فقال تعالى : (( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ـ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) [ الصف : 7 ـ 8 ] .
فبين الله خبث مقاصدهم وسوء نياتهم وأنهم بكذبهم وافترائهم يريدون اطفاء نور الله وحججه وبراهينه وآياته العظيمة ، وهكذا كل محارب للحق وأهله من أهل الأهواء إنما يريدون إطفاء نور الله وإبطال حجّجه وبراهينه انتصارا لأباطيلهم وضلالتهم .
وقال تعالى في الكذب والكذابين : (( فمن أظلم ممن كذب على الله و كذّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )) [ الزمر : 32 ] . وقال تعالى : (( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )) [ الزمر : 60 ].
فهذا جزاء الكاذبين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
فجعل القذف وهومن أشنع الكذب من هذه الكبائر التي أمر رسول الله باجتنابها لخطورتها ، بل جعل من يرتكب هذا الإفك ملعونا في الدنيا والآخرة قال تعالى : (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم )) . [ النور : 23 ] . وقال تعالى ممقتا لمن ينقل الكذب دون ترّوي، وبدون علم موفق : (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ـ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ـ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )) [ النور : 15 ـ 17 ] . (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) . [ النور : 19 ] .فهذا الوعيد الشديد والذم الشديد على قذف المحصنات ؛ وأخطر منه قذف الأبرياء من المؤمنين ، المجاهدين الدعاة إلى الله تبارك وتعالى بالحق والبرهان . وقد يظن أهل الأهواء المحاربين للحق وأهله أن هذا خاص بقذف المحصنات و خاب ظن من يفهم هذا الفهم الفاسد .
إن هذا ليشمل من ينتهك أعراض المسلمين ولسيما دعاة الحق الأبرياء فإن أعراضهم لشديدة الحرمة قد يكون منتهكها أحق باللعن والوعيد ممن يقذف المحصنات لأغراض شخصية بل دنيوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" و من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال " .
المخاصم بالباطل وهو يعلم كذاب و أضاف إلى ذلك من يقول في المؤمن ماليس فيه وذكرجزاءه وهو أنه يحبس في ردغة الخبال وهي صديد أهل النار. وهذا حديث صحيح رواه أبو داود وأحمد والحاكم وراجع الصحيحة للألباني رحمه الله حديث رقم 438 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أربى الربا شتم الأعراض " .يعني أعراض الأبرياء . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " . انظر الصحيحة للألباني رقم 1433 وانظر شواهده هناك .
وقال تعالى في السمّاعين للكذب والمتأثرين به من اليهود والمنافقين ومن سارعلى نهجهم ، قال تعالى : (( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرّفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الأخرة عذاب عظيم )) . [ المائدة : 41 ] .
انظروا ما في هذه الآيات من الذم والطعن الشديد للسماعين للكذب الذين ينقلونه في الآفاق والعياذ بالله ، دون تروي ودون تثبت ودون بحث عن الحقيقة .
تفريغ : خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه / لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد
فسيكون معنا في هذه الليلة المباركة إن شاء الله فضيلة الشيخ الدكتور ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ليتحفنا بمحاضرة بعنوان : خطورة الكذب وآثاره السيئة وموقف الإسلام منه ومن أهله فليتفضل جزاه الله خيرا .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه . أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا اللقاء مع إخواننا في الله لقاءا طيبا مباركا فيه ، نافعا لي ولهم .
لا أريد التطويل وسأبدأ في الموضوع إن شاء الله ، العنوان هو ما سمعتموه .
فأقول :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد
فإن الكذب لقبيح وشنيع في غاية من القبح والشناعة شرعا ، وعقلا وفطرة وممقوتا لدى الأمم جميعا وفي الملل والنحل كلها ، قد حرّمه الله في الرسالات كلها ، وذم الكذب والكذابين في آيات كثيرة وتوعدهم أشد الوعيد ، قال الله تبارك وتعالى : (( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) [ الأعراف 33 ] .
يرى الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : أن أشنع هذه المحرمات وأعظمها هو القول على الله بدون علم إذ أن الشرك والكفر لم ينشئا إلا عن الكذب .
وقال تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) [ الإسراء : 36 ] . وقال تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ـ متاع قليل ولهم عذاب أليم )) [ النحل : 116 ـ 117] .
ونهى الله عن الكذب وقارنه بالشرك فقال تعالى : (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ـ حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )) [ الحج : 30 ـ 31 ] . وهذا الشرك الخطير قائم على الكذب وهو أكبر أسسه وقواعده واعتبره الله أشد أنواع الظلم فقال تعالى : (( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ـ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) [ الصف : 7 ـ 8 ] .
فبين الله خبث مقاصدهم وسوء نياتهم وأنهم بكذبهم وافترائهم يريدون اطفاء نور الله وحججه وبراهينه وآياته العظيمة ، وهكذا كل محارب للحق وأهله من أهل الأهواء إنما يريدون إطفاء نور الله وإبطال حجّجه وبراهينه انتصارا لأباطيلهم وضلالتهم .
وقال تعالى في الكذب والكذابين : (( فمن أظلم ممن كذب على الله و كذّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )) [ الزمر : 32 ] . وقال تعالى : (( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )) [ الزمر : 60 ].
فهذا جزاء الكاذبين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
فجعل القذف وهومن أشنع الكذب من هذه الكبائر التي أمر رسول الله باجتنابها لخطورتها ، بل جعل من يرتكب هذا الإفك ملعونا في الدنيا والآخرة قال تعالى : (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم )) . [ النور : 23 ] . وقال تعالى ممقتا لمن ينقل الكذب دون ترّوي، وبدون علم موفق : (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ـ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ـ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )) [ النور : 15 ـ 17 ] . (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) . [ النور : 19 ] .فهذا الوعيد الشديد والذم الشديد على قذف المحصنات ؛ وأخطر منه قذف الأبرياء من المؤمنين ، المجاهدين الدعاة إلى الله تبارك وتعالى بالحق والبرهان . وقد يظن أهل الأهواء المحاربين للحق وأهله أن هذا خاص بقذف المحصنات و خاب ظن من يفهم هذا الفهم الفاسد .
إن هذا ليشمل من ينتهك أعراض المسلمين ولسيما دعاة الحق الأبرياء فإن أعراضهم لشديدة الحرمة قد يكون منتهكها أحق باللعن والوعيد ممن يقذف المحصنات لأغراض شخصية بل دنيوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" و من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال " .
المخاصم بالباطل وهو يعلم كذاب و أضاف إلى ذلك من يقول في المؤمن ماليس فيه وذكرجزاءه وهو أنه يحبس في ردغة الخبال وهي صديد أهل النار. وهذا حديث صحيح رواه أبو داود وأحمد والحاكم وراجع الصحيحة للألباني رحمه الله حديث رقم 438 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أربى الربا شتم الأعراض " .يعني أعراض الأبرياء . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " . انظر الصحيحة للألباني رقم 1433 وانظر شواهده هناك .
وقال تعالى في السمّاعين للكذب والمتأثرين به من اليهود والمنافقين ومن سارعلى نهجهم ، قال تعالى : (( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرّفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الأخرة عذاب عظيم )) . [ المائدة : 41 ] .
انظروا ما في هذه الآيات من الذم والطعن الشديد للسماعين للكذب الذين ينقلونه في الآفاق والعياذ بالله ، دون تروي ودون تثبت ودون بحث عن الحقيقة .
تعليق