هدا الملف هو ملف وورد قمت بتعديله و ترتيبه بعد أن كنت نقلت كلماته من شبكة سحاب فجزى الله صاحبه كل خير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
لاشك أنالمسلم الناصح هو الذي يحب لأخيه المسلم مايحب لنفسه، ولذلك تجد الصادق في نصيحتهيتلمح عواقب ما يأمر به غيره خصوصا إذا كان الأمر فيه هلاك الإنسان وعطبه ويتعلقبأغلى ما يملك وهي روحه التي بين جنبيه .
وإنه لمن الغش والخيانة أن يسوقالإنسان أبناء المسلمين إلى مواقع القتال والعطب وهو أول القاعدين، وأعظم من ذلكأنه يخببهم على والديهم ويأمرهم بالسفر إلى مواقع القتال دون إذن الوالدين وييسرلهم أسباب السفر وهم على هذه الصفة من خيانة والديهم والغدر بهم وما هذا السفر علىوجه الخلسة وتحري الغفلة من الوالدين إلا بسبب الريب من حقيقة مايقومون به منأعمال، وضعف الحجة التي يعجز هؤلاء المحرضون أن يواجهوا بها أولياء أمور الشبابالمغرر بهم .
من أجل هذا لابد من توعية أبنائنا بمخاطر المجازفة بأرواحهمفي المواقع القتالية ذات الرايات العمّية، ولابد من تحذيرهم كذلك من أولئك الذينيزينون لهم الذهاب إلى تلك المواقع، ولابد من بيان حقيقة الدور الكبير الذي ينتظرأبناءنا في تنمية بلادهم وحفظه وصيانته حتى لايزدري هؤلاء الشباب قيمة مايقومون بهأو يظنون أن الذهاب إلى المواقع القتالية ذات الرايات العمّية هو أولى ما تبذل فيهالمهج .
فمن باب النصيحة لإخواني الشباب لا أرى لهم الذهاب إلىالعراق للأسباب التالية:
-1- العراق لا ينقصه رجال: ينبغي على شبابناأن يدرك أن من خرج من العراقيين من ديارهم بسبب ذهاب الأمن واشتباه الأمر بلغ أربعةملايين، وأن مئات الآلاف من الشباب العرقي وكثير منهم من أهل الديانة رأى أن مايجريفي العراق فوضى محضة الأسلم لهم معها أن يحفظوا دينهم وأرواحهم لعل الله يحدث بعدذلك أمراً.
وقد رأيت أعدادا كبيرة منهم بالأردن يدرسون ويطلبون العلمويتاجرون ويحفظون أسرهم وذراريهم.
-2- رايات عمّية: لابد أن يعرفأبناؤنا أن الجهاد ليس عملا فرديا وليس بفوضى فالجهاد الشرعي له شروطه كما أنالصلاة لها شروطها، فالجهاد فيه إزهاق النفوس، لذلك جعل الله له شروطا حتى لا تهدردماء المسلمين تحت رايات عمية، يقودها أقوام لهم أغراض خبيثة يستغلون أبناءنا صغارالسن وقليلي الخبرة، فمن شروط الجهاد وضوح الراية، لذلك قال رسول الله-صلى اللهعليه وسلم- " من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبيةفقتل، فقتلة جاهلية" رواه مسلم.
وساحة القتال في العراق مكشوفة لاتوجدراية شرعية يركن المسلم أن يقاتل تحت رايتها، فهناك الرايات الإيرانية الطائفيةوأذنابهم من العراقيين، وهناك الرايات البعثية، وهناك رايات تكفيرية التي كانيقودها الزرقاوي وأشباهه ومن نحا نحوهم من التكفيريين من جماعةالقاعدة .
من يطلب السلامة لدينه لايقاتل تحت رايات مشبوهة منحرفة فالنفسليست برخيصة، قال محمد بن عيسى بن أصبغ- رحمه الله- " ولاينبغي لمسلم أن يهرق دمهإلا في حق"الإنجاد في أبواب الجهاد ص 154 .
-3- كبار العلماء يفتونبعدم الذهاب للعراق: من المعلوم خطورة أمر الجهاد لما ينبغي عليه من ذهاب الدياروتدمير الاقتصاد وإراقة الدماء وزعزعة الأمن وغيره من الأمور العظيمة، لذلك بيّنالعلماء أن الفتوى في مسائل الجهاد موكلة إلى كبار العلماء كما أشار إلى ذلك شيخالإسلام ابن تيمية – رحمه الله - . وعلماؤنا الكبار وفقهم الله لايحضون ولايأمرونالشباب الذهاب إلى العراق. فقبل سنتين ذهبت مع أبنائي طلبة العلم إلى الحرمين فيرحلة علمية وحضرنا درس تفسير القرآن للعلامة صالح الفوزان –حفظه الله-، وقد سألهأحد الحضور عن حكم الجهاد في العراق؟ فقال العلامة الفوزان-حفظه الله-: "لا أعرفلهم راية"، وعشرات الأخوة والأبناء من طلبة العلم من أهل الكويت ممكن كانوا برفقتيسمعوا الجواب .
-4- عقوق لولي الأمر: الجهاد ليس عملا فرديا، فالجهادعمل تشترط له جماعة وإذن ولي الأمر كما قال تعالى" : إنما المؤمنون الذين آمنوابالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنونه"(النور .(62
قال الحسن البصري-رحمه الله-:(أربع من أمر الإسلام إلى السلطان: الحكم، والفيء، والجهاد، والجمعة)مسائل الإمام أحمد رواية حرب الكرماني ص392
وقال ابن أبي زمينين-رحمه الله-:"الجهاد لايقوم به إلا بالولاة"أصولالسنة ص 288.
وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: " الجهاد موكول إلى الإمامواجتهاده". المغني (13/16(.
فذهاب أبناؤنا إلى العراق بدون إذن ولي الأمرعقوق وإثم ومعصية .
5- عقوق الوالدين: الجهاد لابد له من إذن الوالدين،وعدم استئذانهما أو الذهاب إلى العراق مع كراهتهما من كبائر الذنوب، فإن رجلا جاءإلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يستأذنه في الجهاد؟ فقال: أحي والداك؟ قال: نعم،قال: ففيهما فجاهد. رواه البخاري ومسلم.
وشرط استئذان الوالدين هم مماأجمع عليه أهل العلم، قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: " لا خلاف علمته أن الرجللايجوز له الغزو، ووالداه كارهان أو أحدهما، لأن الخلاف لهما في أداء الفرائض عقوق،وهو من الكبائر" الاستذكار (14/96(.
-6- قتال غير موافق لأمر الله: ذهاب الأبناء هكذا إلى العراق من غير إذن ولي الأمر ولا إذن الوالدين، مع اشتباهالرايات قتال غير موافق لأمر الله، وما كان غير موافق لأمر الله فإن الله لا يقبله،قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" عند أهل السنة والجماعة يتقبل العمل ممناتقى الله فيه فعمله خالصا لله موافقا لأمر الله، فمن اتقاه في عمل تقبله منه، وإنكان عاصيا في غيره، ومن لم يتقه فيه لم يتقبله منه وإن كان مطيعا في غيره" مجموعالفتاوى (10/322.(
فمن أتى بكبائر الذنوب بسبب خروجه بدون إذن وليأمره وبدون إذن والديه وقاتل تحت رايات عمّية بعيد أن ينال فضل تكفير كلذنوبه.
قال الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي رحمه الله:" إن تكفير هذهالأعمال مشروط باجتناب الكبائر، فمن لم يجتنبهن لم تكفر له هذه الأعمال صغيرة لاكبيرة". خصوصيات الصيام ص 242 .
-7- مطايا لإيران: شبابنا الذين يذهبونللعراق هم في الواقع مطايا لإيران الطائفية التي تحتل جزرا إماراتية ولها أطماعحقيقية في البحرين، وتكن لنا الشر، والخيانة منها متوقعة في كللحظة .
وإيران كما دمرت لبنان وجعلته ساحة لتصفية حساباتها مع أمريكا،نراها تمارس الدور نقسه في العراق، لذلك نراها تدعم كل ميليشيا مسلحة سواء من السنةأو الشيعة مع أنها ناصرت أمريكا لإسقاط طالبان، فذهاب شبابنا للعراق خدمة جليلةلأهداف إيران الخبيثة، ومضادة لمصالح وطننا الذي ينبغي أن نحفظه ونصونه، فهؤلاءالشباب بسبب صغر سنهم وقلة خبرتهم ينظرون لواقع العراق نظرا قاصرا مقطوعا عن كلالمعطيات الإقليمية المحتفة به، فإيران جعلت من العراق ساحة لتصفية حساباتها معأمريكا.
-8- يرجعون تكفيريين: لا نرى أن يذهب شبابنا للعراق، ذلكأن هؤلاء الشباب يتلقفهم التكفيريون ثم يملأون قلوبهم حقدا وغلاً على ولاتهم،ويُلقون عليهم بالشبهات وهم خواء من العلم الشرعي فإذا تحقق الخبثاء من انتحالشبابنا لفكر التكفير أمروهم بالعودة لديارهم لقتال ولاتهم وتفجير منشآت أوطانهم كمايفعل أشباههم من شباب القاعدة في المملكة العربية السعودية حرسها الله وصانها منمؤامرات الأشرار.
-9- جاهدوا بالكويت: ديار الإسلام كلها ثغور، فديارالإسلام تعتريها الأخطار بنوعيها الداخلية والخارجية فديارنا تواجهها أخطار حقيقيةتريد إفساد عقيدة أبنائنا وأخلاقنا، فيجب علينا جميعا أن نواجه هذه الأخطارالحقيقية بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو الجهاد حقا، قال شيخنا العلامة محمدالعثيمين رحمه الله " أحيانا يكون الغزو الفكري أعظم فتكا من الغزو المسلح كما هومشاهد، فإن الغزو الفكري يدخل كل بيت باختيار صاحب البيت بدون أن يجد معارضة أومقاومة، لكن الغزو العسكري لايدخل البيت، بل لايدخل البلد إلا بعد قتال مريرومدافعة شديدة، فأعداء المسلمين يتسلطون عليهم أحيانا بالغزو المسلح بالقتال، وهذايمكن التحرز منه، وأحيانا بالغزو الفكري وهو أشد وأنكى من الغزو المسلح" تفسير سورةالصافات ص 37. فما يفعله الشباب بذهابهم إلى العراق هو نكول عن جهادهم الواجب عليهمفي بلدهم، فالشباب المتدين لابد أن يعي أنه يجب عليه صيانة بلده وحفظه وتكثير سوادأهل الخير والصالحين فيه ليحفظ البلاد من الشرور، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- سئل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. رواهالبخاري.
-10- أجر الجهاد يدرك بوجوه البر الواضحة: لعل السبب الباعثلذهاب كثير من الشباب للقتال في العراق هو طلب أجر الجهاد وثوابه من تكفير السيئاتورفعة الدرجات، فأقول لهؤلاء الشباب إنما يكون هذا مع الجهاد الشرعي حيث وضوحالراية وإذن الوالدين وولي الأمر، أما والحال هذه من انتفاء هذه الأمور، فإن منيبتغي السلامة لدينه لايركب الأمور المشتبهات خصوصا ما يتعلق بالدماء، بل يطلبالحسنات وتكفير السيئات بوجوه البر الأخرى الواضحة التي لاشبهة فيها ويحصل معها رفعالدرجات وتكفير السيئات، ومنها ما يدرك به العبد ثواب الجهاد، ومنها ماهو أفضل منالجهاد.
فمن الأمور التي يدرك بها ثواب الجهاد السعي على الأرملةوالمسكين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم: "-الساعيعلى الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" رواه البخاريومسلم .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه:" لأن أعلم بابا من العلم في أمرونهي أحب إلي من سبعين غزوة في سبيل الله"، الله أكبر! ما أعظم هذا الأثر، انظر إلىفقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف فضل أبو هريرة رضي الله عنه بابا منالعلم على سبعين غزوة في سبيل الله !!
وأي غزو؟! غزو مع خاتم النبيين، غزو شرعيلاغدر ولا فجور فيه، وليس كغزو التكفيريين وأصحاب الراياتالعمّية .
-11- انتفاء الإثم والجناح بالنصيحة: الشباب إذا انقادوالفتاوى كبار العلماء كفتوى العلامة صالح الفوزان حفظه الله التي ذكرناها في صدرمقالنا، واحتاطوا لأديانهم عن الرايات العمّية ، ونصحوا للأمة برئت ذمتهم، قال شيخالإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومن كان عاجزا عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد ففعلمايقدر عليه من النصيحة بقلبه والدعاء للأمة، ومحبة الخير وفعل مايقدر عليه منالخير، لم يكلف ماعجز عنه". السياسة الشرعية ص 235 .
-12- فقه أولوياتالجهاد: يجب على شبابنا أن يفقهوا أن ما يقومون به من طلب علوم الشريعة وتعليمها أوالعلوم الدنيوية كهندسة وطب، ومايقومون به من عمارة بلدهم وديارهم هو من الجهاد،فإذا فقهوا ذلك لم يرغبوا عنه إلى غيره بل لزموه، قال العلامة عبدالرحمن السعديرحمه الله " الجهاد نوعان: جهاد يُقصد به إصلاح المسلمين في شؤونهم العلميةوالعملية والدينية والدنيوية فهذا أصل الجهاد وقوامه، وعليه يتأسس النوع الثاني منالجهاد وه جهاد الكفار "
أسأل الله عز وجل أن يحفظ شبابنا ممن يزج بهمإلى مواقع الفتن،
كما أسأله سبحانه أن ييسر لهم البطانة الناصحة التيتربطهم بكبار العلماء
وأن يجعلهم ذخرا لأوطانهم ووالديهم .
والحمد للهرب العالمين.
الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان حفظهالله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
لاشك أنالمسلم الناصح هو الذي يحب لأخيه المسلم مايحب لنفسه، ولذلك تجد الصادق في نصيحتهيتلمح عواقب ما يأمر به غيره خصوصا إذا كان الأمر فيه هلاك الإنسان وعطبه ويتعلقبأغلى ما يملك وهي روحه التي بين جنبيه .
وإنه لمن الغش والخيانة أن يسوقالإنسان أبناء المسلمين إلى مواقع القتال والعطب وهو أول القاعدين، وأعظم من ذلكأنه يخببهم على والديهم ويأمرهم بالسفر إلى مواقع القتال دون إذن الوالدين وييسرلهم أسباب السفر وهم على هذه الصفة من خيانة والديهم والغدر بهم وما هذا السفر علىوجه الخلسة وتحري الغفلة من الوالدين إلا بسبب الريب من حقيقة مايقومون به منأعمال، وضعف الحجة التي يعجز هؤلاء المحرضون أن يواجهوا بها أولياء أمور الشبابالمغرر بهم .
من أجل هذا لابد من توعية أبنائنا بمخاطر المجازفة بأرواحهمفي المواقع القتالية ذات الرايات العمّية، ولابد من تحذيرهم كذلك من أولئك الذينيزينون لهم الذهاب إلى تلك المواقع، ولابد من بيان حقيقة الدور الكبير الذي ينتظرأبناءنا في تنمية بلادهم وحفظه وصيانته حتى لايزدري هؤلاء الشباب قيمة مايقومون بهأو يظنون أن الذهاب إلى المواقع القتالية ذات الرايات العمّية هو أولى ما تبذل فيهالمهج .
فمن باب النصيحة لإخواني الشباب لا أرى لهم الذهاب إلىالعراق للأسباب التالية:
-1- العراق لا ينقصه رجال: ينبغي على شبابناأن يدرك أن من خرج من العراقيين من ديارهم بسبب ذهاب الأمن واشتباه الأمر بلغ أربعةملايين، وأن مئات الآلاف من الشباب العرقي وكثير منهم من أهل الديانة رأى أن مايجريفي العراق فوضى محضة الأسلم لهم معها أن يحفظوا دينهم وأرواحهم لعل الله يحدث بعدذلك أمراً.
وقد رأيت أعدادا كبيرة منهم بالأردن يدرسون ويطلبون العلمويتاجرون ويحفظون أسرهم وذراريهم.
-2- رايات عمّية: لابد أن يعرفأبناؤنا أن الجهاد ليس عملا فرديا وليس بفوضى فالجهاد الشرعي له شروطه كما أنالصلاة لها شروطها، فالجهاد فيه إزهاق النفوس، لذلك جعل الله له شروطا حتى لا تهدردماء المسلمين تحت رايات عمية، يقودها أقوام لهم أغراض خبيثة يستغلون أبناءنا صغارالسن وقليلي الخبرة، فمن شروط الجهاد وضوح الراية، لذلك قال رسول الله-صلى اللهعليه وسلم- " من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبيةفقتل، فقتلة جاهلية" رواه مسلم.
وساحة القتال في العراق مكشوفة لاتوجدراية شرعية يركن المسلم أن يقاتل تحت رايتها، فهناك الرايات الإيرانية الطائفيةوأذنابهم من العراقيين، وهناك الرايات البعثية، وهناك رايات تكفيرية التي كانيقودها الزرقاوي وأشباهه ومن نحا نحوهم من التكفيريين من جماعةالقاعدة .
من يطلب السلامة لدينه لايقاتل تحت رايات مشبوهة منحرفة فالنفسليست برخيصة، قال محمد بن عيسى بن أصبغ- رحمه الله- " ولاينبغي لمسلم أن يهرق دمهإلا في حق"الإنجاد في أبواب الجهاد ص 154 .
-3- كبار العلماء يفتونبعدم الذهاب للعراق: من المعلوم خطورة أمر الجهاد لما ينبغي عليه من ذهاب الدياروتدمير الاقتصاد وإراقة الدماء وزعزعة الأمن وغيره من الأمور العظيمة، لذلك بيّنالعلماء أن الفتوى في مسائل الجهاد موكلة إلى كبار العلماء كما أشار إلى ذلك شيخالإسلام ابن تيمية – رحمه الله - . وعلماؤنا الكبار وفقهم الله لايحضون ولايأمرونالشباب الذهاب إلى العراق. فقبل سنتين ذهبت مع أبنائي طلبة العلم إلى الحرمين فيرحلة علمية وحضرنا درس تفسير القرآن للعلامة صالح الفوزان –حفظه الله-، وقد سألهأحد الحضور عن حكم الجهاد في العراق؟ فقال العلامة الفوزان-حفظه الله-: "لا أعرفلهم راية"، وعشرات الأخوة والأبناء من طلبة العلم من أهل الكويت ممكن كانوا برفقتيسمعوا الجواب .
-4- عقوق لولي الأمر: الجهاد ليس عملا فرديا، فالجهادعمل تشترط له جماعة وإذن ولي الأمر كما قال تعالى" : إنما المؤمنون الذين آمنوابالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنونه"(النور .(62
قال الحسن البصري-رحمه الله-:(أربع من أمر الإسلام إلى السلطان: الحكم، والفيء، والجهاد، والجمعة)مسائل الإمام أحمد رواية حرب الكرماني ص392
وقال ابن أبي زمينين-رحمه الله-:"الجهاد لايقوم به إلا بالولاة"أصولالسنة ص 288.
وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: " الجهاد موكول إلى الإمامواجتهاده". المغني (13/16(.
فذهاب أبناؤنا إلى العراق بدون إذن ولي الأمرعقوق وإثم ومعصية .
5- عقوق الوالدين: الجهاد لابد له من إذن الوالدين،وعدم استئذانهما أو الذهاب إلى العراق مع كراهتهما من كبائر الذنوب، فإن رجلا جاءإلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يستأذنه في الجهاد؟ فقال: أحي والداك؟ قال: نعم،قال: ففيهما فجاهد. رواه البخاري ومسلم.
وشرط استئذان الوالدين هم مماأجمع عليه أهل العلم، قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: " لا خلاف علمته أن الرجللايجوز له الغزو، ووالداه كارهان أو أحدهما، لأن الخلاف لهما في أداء الفرائض عقوق،وهو من الكبائر" الاستذكار (14/96(.
-6- قتال غير موافق لأمر الله: ذهاب الأبناء هكذا إلى العراق من غير إذن ولي الأمر ولا إذن الوالدين، مع اشتباهالرايات قتال غير موافق لأمر الله، وما كان غير موافق لأمر الله فإن الله لا يقبله،قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" عند أهل السنة والجماعة يتقبل العمل ممناتقى الله فيه فعمله خالصا لله موافقا لأمر الله، فمن اتقاه في عمل تقبله منه، وإنكان عاصيا في غيره، ومن لم يتقه فيه لم يتقبله منه وإن كان مطيعا في غيره" مجموعالفتاوى (10/322.(
فمن أتى بكبائر الذنوب بسبب خروجه بدون إذن وليأمره وبدون إذن والديه وقاتل تحت رايات عمّية بعيد أن ينال فضل تكفير كلذنوبه.
قال الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي رحمه الله:" إن تكفير هذهالأعمال مشروط باجتناب الكبائر، فمن لم يجتنبهن لم تكفر له هذه الأعمال صغيرة لاكبيرة". خصوصيات الصيام ص 242 .
-7- مطايا لإيران: شبابنا الذين يذهبونللعراق هم في الواقع مطايا لإيران الطائفية التي تحتل جزرا إماراتية ولها أطماعحقيقية في البحرين، وتكن لنا الشر، والخيانة منها متوقعة في كللحظة .
وإيران كما دمرت لبنان وجعلته ساحة لتصفية حساباتها مع أمريكا،نراها تمارس الدور نقسه في العراق، لذلك نراها تدعم كل ميليشيا مسلحة سواء من السنةأو الشيعة مع أنها ناصرت أمريكا لإسقاط طالبان، فذهاب شبابنا للعراق خدمة جليلةلأهداف إيران الخبيثة، ومضادة لمصالح وطننا الذي ينبغي أن نحفظه ونصونه، فهؤلاءالشباب بسبب صغر سنهم وقلة خبرتهم ينظرون لواقع العراق نظرا قاصرا مقطوعا عن كلالمعطيات الإقليمية المحتفة به، فإيران جعلت من العراق ساحة لتصفية حساباتها معأمريكا.
-8- يرجعون تكفيريين: لا نرى أن يذهب شبابنا للعراق، ذلكأن هؤلاء الشباب يتلقفهم التكفيريون ثم يملأون قلوبهم حقدا وغلاً على ولاتهم،ويُلقون عليهم بالشبهات وهم خواء من العلم الشرعي فإذا تحقق الخبثاء من انتحالشبابنا لفكر التكفير أمروهم بالعودة لديارهم لقتال ولاتهم وتفجير منشآت أوطانهم كمايفعل أشباههم من شباب القاعدة في المملكة العربية السعودية حرسها الله وصانها منمؤامرات الأشرار.
-9- جاهدوا بالكويت: ديار الإسلام كلها ثغور، فديارالإسلام تعتريها الأخطار بنوعيها الداخلية والخارجية فديارنا تواجهها أخطار حقيقيةتريد إفساد عقيدة أبنائنا وأخلاقنا، فيجب علينا جميعا أن نواجه هذه الأخطارالحقيقية بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو الجهاد حقا، قال شيخنا العلامة محمدالعثيمين رحمه الله " أحيانا يكون الغزو الفكري أعظم فتكا من الغزو المسلح كما هومشاهد، فإن الغزو الفكري يدخل كل بيت باختيار صاحب البيت بدون أن يجد معارضة أومقاومة، لكن الغزو العسكري لايدخل البيت، بل لايدخل البلد إلا بعد قتال مريرومدافعة شديدة، فأعداء المسلمين يتسلطون عليهم أحيانا بالغزو المسلح بالقتال، وهذايمكن التحرز منه، وأحيانا بالغزو الفكري وهو أشد وأنكى من الغزو المسلح" تفسير سورةالصافات ص 37. فما يفعله الشباب بذهابهم إلى العراق هو نكول عن جهادهم الواجب عليهمفي بلدهم، فالشباب المتدين لابد أن يعي أنه يجب عليه صيانة بلده وحفظه وتكثير سوادأهل الخير والصالحين فيه ليحفظ البلاد من الشرور، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- سئل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. رواهالبخاري.
-10- أجر الجهاد يدرك بوجوه البر الواضحة: لعل السبب الباعثلذهاب كثير من الشباب للقتال في العراق هو طلب أجر الجهاد وثوابه من تكفير السيئاتورفعة الدرجات، فأقول لهؤلاء الشباب إنما يكون هذا مع الجهاد الشرعي حيث وضوحالراية وإذن الوالدين وولي الأمر، أما والحال هذه من انتفاء هذه الأمور، فإن منيبتغي السلامة لدينه لايركب الأمور المشتبهات خصوصا ما يتعلق بالدماء، بل يطلبالحسنات وتكفير السيئات بوجوه البر الأخرى الواضحة التي لاشبهة فيها ويحصل معها رفعالدرجات وتكفير السيئات، ومنها ما يدرك به العبد ثواب الجهاد، ومنها ماهو أفضل منالجهاد.
فمن الأمور التي يدرك بها ثواب الجهاد السعي على الأرملةوالمسكين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم: "-الساعيعلى الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" رواه البخاريومسلم .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه:" لأن أعلم بابا من العلم في أمرونهي أحب إلي من سبعين غزوة في سبيل الله"، الله أكبر! ما أعظم هذا الأثر، انظر إلىفقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف فضل أبو هريرة رضي الله عنه بابا منالعلم على سبعين غزوة في سبيل الله !!
وأي غزو؟! غزو مع خاتم النبيين، غزو شرعيلاغدر ولا فجور فيه، وليس كغزو التكفيريين وأصحاب الراياتالعمّية .
-11- انتفاء الإثم والجناح بالنصيحة: الشباب إذا انقادوالفتاوى كبار العلماء كفتوى العلامة صالح الفوزان حفظه الله التي ذكرناها في صدرمقالنا، واحتاطوا لأديانهم عن الرايات العمّية ، ونصحوا للأمة برئت ذمتهم، قال شيخالإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومن كان عاجزا عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد ففعلمايقدر عليه من النصيحة بقلبه والدعاء للأمة، ومحبة الخير وفعل مايقدر عليه منالخير، لم يكلف ماعجز عنه". السياسة الشرعية ص 235 .
-12- فقه أولوياتالجهاد: يجب على شبابنا أن يفقهوا أن ما يقومون به من طلب علوم الشريعة وتعليمها أوالعلوم الدنيوية كهندسة وطب، ومايقومون به من عمارة بلدهم وديارهم هو من الجهاد،فإذا فقهوا ذلك لم يرغبوا عنه إلى غيره بل لزموه، قال العلامة عبدالرحمن السعديرحمه الله " الجهاد نوعان: جهاد يُقصد به إصلاح المسلمين في شؤونهم العلميةوالعملية والدينية والدنيوية فهذا أصل الجهاد وقوامه، وعليه يتأسس النوع الثاني منالجهاد وه جهاد الكفار "
أسأل الله عز وجل أن يحفظ شبابنا ممن يزج بهمإلى مواقع الفتن،
كما أسأله سبحانه أن ييسر لهم البطانة الناصحة التيتربطهم بكبار العلماء
وأن يجعلهم ذخرا لأوطانهم ووالديهم .
والحمد للهرب العالمين.
تعليق