أسماء أعظم سورة في القران
وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال:بينما جبريل قاعد عند النبي-صلى الله عليه وسلم-سمع نقيضا-أي صوتا-من فوقه فرفع رأسه، فقال:
((هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال:
هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال:ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك:
فاتحة الكتاب،
وخواتيم سورة البقرة، لن تقرا بحرف منهما إلا أعطيته)).مسلم(806).
هذه السورة العظيمة لها أسماء كثيرة، وكثرت الأسماء دليل على عظم قدر المسمى، وهذه الأسماء جاءت من كثرت فضائلها وفوائدها ولبيان مكانة هذه السورة الكريمة المباركة ومن هذه الأسماء:
الأول:أم الكتاب.
الثاني:أم القران.
الثالث:الحمد:لأن فيها ذكر الحمد.
الرابع:السبع المثاني:ودليل هذه الأسماء الأربع قوله-صلى الله عليه وسلم-((الحمد لله، أم القران، وأم الكتاب، والسبع المثاني)).صحيح أبي داود(1457).
وسميت بالمثاني، لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل:لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها.
الخامس:فاتحة الكتاب:لأنه يفتتح قراءة القران بها لفظا، وتفتتح بها الكتابة في المصحف خطا، وتفتتح بها الصلوات.
السادس:القران العظيم:سميت بذلك لتضمنها جميع علوم القران.
السابع:الأساس[شكا رجل إلى الشعبي-رحمه الله-وجع الخاصرة؛ فقال: (عليك بأساس القران:فاتحة الكتاب)]القرطبي(1\110).
الثامن:الصلاة:عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال:سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول:{قال الله تعالى:قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سال، فإذا قال العبد:[الحمد لله رب العالمين]، قال الله:حمدني عبدي، فإذا قال العبد:[الرحمن الرحيم]قال الله:اثني على عبدي، فإذا قال:[مالك يوم الدين]، يقول الله:مجدني عبدي، فإذا قال:[إياك نعبد وإياك نستعين]، قال الله:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سال، فإذا قال:[اهدنا الصراط المستقيم.صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين]، قال الله:هذا لعبدي، ولعبدي ما سال}.مسلم(395).
التاسع:الوافية:قاله سفيان بن عيينة-رحمه الله-لأنها لا تتنصف ولا تحتمل الاختزال، ولو قرأ من سائر السور نصفها في ركعة، ونصفها الأخر في ركعة لأجز، ولو نصفت الفاتحة في ركعتين لم يجز.
العاشر:الكافية:قال يحيى بن أبي كثير-رحمه الله-لأنها تكفي عن سواها، ولا يكفي سواها عنها.
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-{أم القران عوض من غيرها، وليس غيرها منها عوضا}.الحاكم(1\23.والدارقطني(1\322).
الحادي عشر:الرقية:لقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-للذي رقى الرجل اللديغ بها{وما يدريك أنها رقية}.متفق عليه.
الثاني عشر:الشفاء.قال ابن القيم-رحمه الله-في الزاد(4\336): (وأم القران، والسبع المثاني، هي الشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم، والخوف والحزن لمن عرف مقدارها، وأعطاها حقها، وأحسن تنزيلها على دائه، وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها، والسر الذي لأجله كانت كذلك).
أخوكم:أبو عبد الله الحديدي
تعليق