الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فلقد كثرت غفلة المسلمين اليوم على الرغم من كثرة نعم الله تعالى، الأمر الذي يدعو كل عاقل أن يخشى عاقبة هذه الغفلة، فلقد حذرنا الله تعالى من عاقبة هذا الفساد الكبير، فقال تعالى: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) } [الأنفال]، وفي مقالي هذا سأذكر نفسي وكل مسلم ببعض الأدواء التي انتشرت هذه الأيام خاصة والدواء الذي باستعماله نقضي على تلك الأدواء أو نخفضها بإذن الله تعالى.
الدواء : لنعلم جميعاً أن حفظ اللسان من الغيبة والطعن بالأخرين هذا من كبائر الذنوب، ثم ما يدريه هذا الذي يستطيل في اعراض الناس ماذا سيبقى له من حسناته يوم القيامة وكم سيؤخذ من سيئات الآخرين التي ستلقى عليه في يوم أحوج ما يكون فيه للحسنة الواحدة.
قال تعالى: { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } [الحجرات: 12]، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» [رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في السلسلة (320) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه].
الدواء : على كل مسلم أن يتقي الله ويتجنب هذا الخلق الذميم وليكن له وجه واحد وهو الصدق والامانة .
اسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فلقد كثرت غفلة المسلمين اليوم على الرغم من كثرة نعم الله تعالى، الأمر الذي يدعو كل عاقل أن يخشى عاقبة هذه الغفلة، فلقد حذرنا الله تعالى من عاقبة هذا الفساد الكبير، فقال تعالى: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) } [الأنفال]، وفي مقالي هذا سأذكر نفسي وكل مسلم ببعض الأدواء التي انتشرت هذه الأيام خاصة والدواء الذي باستعماله نقضي على تلك الأدواء أو نخفضها بإذن الله تعالى.
- الداء الأول: استبعاد الناس لحكم الله تعالى الذي أنزله لعباده ليضمن لهم سعادة الدنيا والآخرة واستبدالهم له بأحكام بشرية ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.
والدواء: الرجوع إلى حكم الله تعالى حكاماً ومحكومين وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً كما طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، قال تعالى: { إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [يوسف: 40]، وقال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة: 50]. - الداء الثاني: التنافس الشديد على أمر الدنيا وبذل الغالي والنفيس من أجلها حتى كادت تهلك الناس، الأمر الذي قد يؤدي إلى هلاك المجتمع بأسره كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أبشروا، وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم» [رواه البخاري (315 ومسلم (2961)].
والدواء: ترك التنافس على الدنيا ولنجعل تنافسنا على الآخرة، قال تعالى: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين: 26]. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: ( أي النعيم المقيم الذي لا يعلم مقداره وحسنه إلا الله فليتنافس المتنافسون أي يتسابقوا في المبادرة إليه بالأعمال الموصلة إليه فهذا أولى ما بذلت فيه نفائس الأنفاس وأحرى ما تزاحمت للوصول إليه فحول الرجال ). - الداء الثالث: السبُّ والتشهير والطعن والانتقاص لولاة الأمر، والانتقاد العلني وتهييج الرعية عليهم، الأمر الذي يؤدي إلى إسقاط هيبة الحكومة ومن ثمَّ إشاعة الفوضى وانفلات الأمن ووقوع الفتن.
الدواء: السمع والطاعة وأداء النصيحة سراً وتأليف قلوب الناس على ولاتهم والصبر على ما عندهم من تقصير وأخطاء، والدعاء لهم بالصلاح وأن يرزقهم الله البطانة الصالحة، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59]، ثمّ لابد لأهل السنة أن يتنبهوا لما يقوم به أهل البدع والأهواء من الرافضة والعلمانين الذين يتظاهرون بالولاء والطاعة لولي الأمر بينما يخطئ كثير من أهل السنة بمنابذتهم لولاة أمورهم. - الداء الرابع: غفلة كثير من المسلمين عن الاستغفار بنية أن يحفظ الله البلاد والعباد من عذاب الله تعالى الذي قد يعمهم ولا يغادر منهم أحداً.
الدواء: كثرة الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى، قال جل وعلا: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) } [الأنفال]. - الداء الخامس: الأيمان الكاذبة الفاجرة التي يعقدها بعض المسلمين ثم الغدر وعدم الوفاء مما يُعدّ شرعاً من أفعال وصفات المنافقين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» [رواه البخاري (34) ومسلم (5 عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].
الدواء: الواجب على كل مسلم أن يصدق وخصوصاً إذا أقسم، فيجب عليه أن يبرّ بقسمه ولن تنفعه كفارة يمين بل عليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً عسى الله أن يتوب عليه لأنه قد جمع بين الكذب والغدر، وعدم الوفاء بالعهد واستعمل اليمين الفاجرة، وأولى من هذا ألا يحلف ابتداءً ولا يعاهد ولا يواعد فهو في عافيته، فلماذا يلج بنفسه هذا الموقف الصعب؟!
ملاحظة: يقسم بعض الناس على المصحف ويظن أن هذا الحلف أغلظ من لو حلف بغير مصحف، فأقول: إن الحلف على المصحف لا أصل له في دين الله تعالى بل هو من البدع المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مصحف أصلاً، بل كان القرآن محفوظاً في الصدور وبعضه مكتوباً في ألواح ونحوها ثم جمع القرآن في مصاحف بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون الحلف على المصحف مشروعاً؟! - الداء السادس: أن بعض الناس يحلف للآخرين وفي نيته شيء آخر وهذا لا ينفعه ولا ينجيه من حساب الله تعالى له ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اليمين على نية المستحلف» [رواه مسلم (1653) عن أبي هريرة رضي الله عنه].
الدواء: ألا تحلف إلا وأنت صادق وتحلف على ما حلفك عليه الآخرون. - الداء السابع: انتشار الغيبة هذه الأيام في كثير من المجالس وكثرة القيل والقال وتبادل الطعون .
الدواء : لنعلم جميعاً أن حفظ اللسان من الغيبة والطعن بالأخرين هذا من كبائر الذنوب، ثم ما يدريه هذا الذي يستطيل في اعراض الناس ماذا سيبقى له من حسناته يوم القيامة وكم سيؤخذ من سيئات الآخرين التي ستلقى عليه في يوم أحوج ما يكون فيه للحسنة الواحدة.
قال تعالى: { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } [الحجرات: 12]، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» [رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في السلسلة (320) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه].
- الداء الثامن: التحريش بين المسلمين الذي يفعله الشيطان بين الحين والآخر لكي يفسد فيما بينهم ويزرع العداوة والبغضاء بين المسلمين، كما في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» [رواه مسلم (2812)].
الدواء: ألا نترك للشيطان مجالاً يعبث فينا ويحرش بيننا وأن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» [رواه البخاري (13) ومسلم (45) عن أنس بن مالك رضي الله عنه]. - الداء التاسع: انتشار الرشوة وللأسف الشديد حتى في البلاد الغنية فضلاً عن البلاد الفقيرة، ولا شك أن الرشوة من الكسب المحرم ومن أكل السحت وصاحبها معرض للعنة الله تعالى كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي» [رواه ابو داود (3580) والترمذي (1337) وابن ماجه (2313) وصححه الألباني (5114) صحيح الجامع].
الدواء: أن يتقي الله كل مسلم ويبتعد كل البعد عن الرشوة وتسميتها بغير اسمها لا يغير من الحقيقة شيئاً. - الداء العاشر: ذلك الخلق السيئ الذي اعتاده كثير من الناس وللأسف الشديد هو أن يتنقل بين الناس بوجوه كثيرة، فيأتي هذا بوجه وهذا بوجه، ومثل هذا منزلته عند الله تعالى شر منزلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن شر الناس ذو الوجهين الذي أتى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» [رواه البخاري (7179) ومسلم (2526) عن أبي هريرة رضي الله عنه].
الدواء : على كل مسلم أن يتقي الله ويتجنب هذا الخلق الذميم وليكن له وجه واحد وهو الصدق والامانة .
- الداء الحادي عشر: استغلال بعض الناس لفتاوى بعض العلماء وتخيّرهم منها ما يناسب أهواءهم وهذا داء عضال قد فتك بكثير من الناس، فتجدهم لا يقيمون للعلماء وزناً فإذا وجدوا فتوى تؤيد دخول المجالس النيابية أظهروها ونشروها دون النظر إلى القيود والشروط المذكورة في الفتوى وإذا وجدوا فتاوى علماء آخرين قالوا لعل العالم الفلاني لم يفهم السؤال أو لم يطلع على الواقع.
الدواء: أن يتقوا الله تعالى ويتدبروا الفتاوى ويعملوا بها بشروطها وقيودها وأن يكفوا عن الطعن بالعلماء فلئن يقع الإنسان بالمعصية الصريحة أهون من أن يحتال على محارم الله تعالى. - الداء الثاني عشر: الإسراف والتبذير ولا سيما في الانتخابات حيث يبلغ الإسراف أعلى درجاته والله تعالى يقول: { وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) } [الإسراء]، وأقبح من ذلك ما يفعله بعض المرشحين من أخذ أموال بعض أتباعه ليصل إلى مآربه حتى أن بعضهم يدفع مالاً بنية نصرة الدين بعدما خدعوه بأن إنفاقك هذا قربى إلى الله تعالى ونصرة لدينه فيأخذون أموال الناس باسم الدين وهم يستغلونها للأغراض الانتخابية.
الدواء: أن يتقي الله هؤلاء وليعلموا أن الله تعالى سيسألهم عن أموالهم من أين أخذوها وفيما أنفقوها فهل سنقول جعلناها في الانتخابات؟ وهل سيكون ذلك الجواب منجياً صاحبه يوم القيامة؟ - الداء الثالث عشر: التزوير في العناوين والبطاقات من أجل جمع أكبر قدر من الأصوات في الانتخابات وهذا كذب وأسوأ من ذلك إذا أفتى به البعض زاعماً أن تلك ضرورة، فإن لله وإنا إليه راجعون.
الدواء: الصدق منجاة فعليك بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة. ولنعلم أن الغاية لاتبرر الوسيلة ولن تجعل الحرام حلالاً ولا الباطل حقاً . - الداء الرابع عشر: الوعود الكاذبة التي اعتادها كثير من المرشحين حتى أصبح بعضهم لا يستحيي من الله تعالى ولا من عباده!! ولا شك أن هذا من صفات المنافقين التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدواء: لا تَعدِ الناس بما يغلب على ظنك أنك لن تفي لهم بما وعدتهم به واتق الله وكن صادقا بما تقول.
اسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.