قصة عجيبة
اعلم إنني ضقت يوما حتى لم يبق معي إلا قيراط-وزن ثلاث قمحات-،
فقالت الزوجة:فتش كتبك، وانظر ما لا تحتاج إليه فبعه.
فلما صليت العشاء، جلست في الدهليز-المدخل بين الباب والدار-اكتب، إذ طرق علي الباب طارق، فقلت:من هذا؟؟؟
فقال:كلمني.
ففتحت الباب، فقال لي:أطفيء السراج، فطفيتها.
فدخل الدهليز فوضع فيه كارة-ما يجمع ويشد ويحمل على الظهر من طعام أو شراب-
وقال لي:اعلم إننا أصلحنا للصبيان طعاما، فأحببنا إن يكون لك وللصبيان فيه نصيب، وهذا أيضا شيء آخر، فوضعه إلى جانب الكارة،
وقال:تصرفه في حاجتك.
وأنا لا اعرف الرجل، وتركني وانصرف.
فدعوت الزوجة وقلت لها:أسرجي، فأسرجت، وجاءت، وإذا الكارة منديل له قيمة، وفيه خمسون وسطا، في كل وسط لون من الطعام، والى جانب الكارة كيس فيه ألف دينار!!!
قال النجاد:فقمت من عنده، -أي إبراهيم الحربي-فانصرفت، فبينما امشي على جانب الخندق، إذ لقيتني عجوز من جيراننا،
فقالت لي:يا هذا، فأجبتها،
فقالت:مالك مغموم؟؟؟؟؟
فأخبرتها،
فقالت لي:اعلم إن أمك أعطتني قبل موتها ثلاثمائة درهم، فقالت لي:اخبئي هذه عندك، فإذا رأيت ابني مضيقا مغموما، فأعطيه إياها،
فتعال حتى أعطيك إياها.
فمضيت معها، فدفعتها إلي!!!!}}.
من فوائد هذه القصة العجيبة:
1. إن فيها بيان إن الوالدين جبلوا على حب الخير لأولادهم وتقديمهم على ذواتهم.
2. وان على طالب العلم إن لا يفرط براس ماله-الكتب-في حالة الشدة والعوز فانه سيندم كما ندم من باع كتبه من العلماء الأجلاء، ولكن عليه بالصبر وطلب المدد من مولاه عز وجل.
3. وعليه إن يحسن إلى والديه بالبر والإحسان ليكون هذا له ذخرا وفخرا في الدارين، وينال خيرا بدعوة مجابة منهما أو احدهما.
أخوكم:أبو عبد الله الحديدي
تعليق