
إلى أخيه………………………- وفقه الله ونفع به .
سلام عليكم ،،، أما بعد ،،،
ولا أطيل في هذا الأمر فهو مقرر معلوم مشهور ، ولكن ما ينبغي إبرازه هنا ، هو موقف الشيخ الألباني من قضيتي : " التكفير " و" التفرق " امتدادا لجسر التناطح الذي ابتدأناه .
وهنا – لزاماً– لابد من إيراد توطئة بين يدي هذه النصيحة ، أذكر فيها أقوال العلماء الكبار في هذا الزمان في الثناء عليه ، فأقول : قال عنه
الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – المفتى الأسبق لبلاد الحرمين الشريفينضمن " فتاويه " (4/92)ضمن فتوى مخالفة له في مسألة اجتهادية – بأنه " صاحب سنة ، ونصرة للحق ، ومصادمة لأهل الباطل " "مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية " للشيخ على الحلبي ص (35)
وقال عنه العلامة ابن باز – رحمه الله تعالى : " ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني(1)
" وسئلعن حديث رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " فسئل من هو مجدد هذا القرن ؟
فقال - رحمه الله تعالى : " الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني ، والله أعلم "
قلت (أبو عبد الله) : بل والله لأنت واحد من مجددي هذا الزمان(2) الأئمة الثلاثة الأعلام : الألباني وابن باز
وابن عثيمين جزاهم الله عنا أجزل الأجور .
وقال – والكلام لعبد المالك- عن الشيخ ابن باز - : " لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر"
وقال – أي : الشيخ ابن باز – عنه " لا يجوز سبه ، ولا ذمه ، ولا غيبته ، بل المشروع الدعاء له بالمزيد من التوفيق ، وصلاح النية والعمل (3) " " مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية " للشيخ الحلبي ص (35) نقلا عن مجلة " الدعوة السعودية " عدد (1449) ص (26)
وسئل عنه العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ ؛ إما أنه لا يعرف الألباني ، وإما أنه لا يعرف الإرجاء. الألباني رجل من أهل السنة، مدافع عنها، إمام في الحديث (3) لا نعلم أحدا يباريه في عصرنا ...
الرجل – رحمه الله تعالى – نعرفه من كتبه ، وأعرفه – بمجالسته أحيانا – سلفي العقيدة ، سليم المنهج ، لكن بعض الناس يريد أن يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به(1) ثم يدعي أن من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئ ، كذبا وزورا وبهتانا(2)
لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسان صدر ... الرجل طويل الباع ، واسع الإطلاع ، قوي الإقناع " " فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر " للشيخ عبد المالك الجزائري ص (6-7) وانظر " حياة الألباني " للشيباني (2/543)
ومن أقوال الشيخ العلامة الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ ناصحاً الأمة
" ليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس وهو : الثورة بالسلاح على الحكام بواسطة الانقلابات العسكرية ؛ فإنها – مع كونها من بدع العصر الحاضر – فهي مخالفة لنصوص الشريعة " " مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية " ص (21)
ويقول الشيخ علي الحلبي في ص (101) من كتابه المشار إليه آنفا عنه – رحمه الله تعالى : " ونصح – رحمة الله عليه – في أكثر من مناسبة المسلم : " أن لا يتحزب ، وألا يتكتل مع أي جماعة ، أو مع أي فرقة ... وهو – في ذلك كله – ضد الخروج على الحكام ، وضد الثورات والانقلابات ، وضد التكفير المؤدي إلى التفجير "
ويقول في ص (121) " دعوة أستاذنا الألباني : التي تحارب التطرف ، وتنقض عرى التكفير والثورات والتروات وهذا أمر متواتر عن " العلامة " الألباني ، مشتهر عن منهجه ... ومن أجله ترى الثوريين والتكفيريين يحاربونه أشد الحرب في مؤلفاته ويصمونه – من أجل محاربته للتكفير – بالإرجاء "
ويقول في ص (30)بعد تقرير ذلك أيضاً ، زاد " بل إن كتاب " ظاهرة الإرجاء " لسفر الحوالي قائم – في نواحي متكاثرة منه – على الطعن في الألباني من أجل محاربته للتكفير ؛ لأن مؤلفه يرى ذلك منه إرجاء"(4)
وينقل عنه نفسه – أي : العلامة الألباني – أسفه عن تنكب بعض المسلمين الصراط القويم في ص (122) قوله " سبحان الله ! وقع ما كنت أحذر منه وأخشاه ، القيام بالثورات والانقلابات بزعم الإصلاح "
وعليه .. فقد جاء في كتاب " فتوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر " الشيخ عبد المالك الجزائري ص(5)
قوله – رحمه الله تعالى " نحن نؤيد كل من يدعو إلى الرد على هؤلاء الخارجين على الحكام ، والذين يحثون المسلمين على الخروج على الحكام "
وقال – رحمه لله تعالى – أيضا : " نحن بلا شك نحمد الله – عز وجل – أن سخر لهذه الدعوة الصالحة ، القائمة على الكتاب والسنة ، وعلى منهج الصالح ، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية ، يقومون بالفرض الكفائي الذي قلّ من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم ، ولذلك فالحطّ على هذين الشيخين يعني : الدكتور ربيع بن هادي المدخلي والشيخ مقبل بن هادي الوادعي – الداعيين إلى الكتاب والسنة ، وما كان عليه السلف الصالح هو – كما لا يخفى على الجميع – إنما يصدر من أحد رجلين : إما جاهل ، أو صاحب هوى " " مسائل علمية ص (57)
قال الشيخ علي الحلبي – وفقه الله : " والعلامة الألباني – رحمه الله – من كبار علماء السنة في هذا العصر – رغم أنوف كل أهل الأهواء – وله جهود مباركة مسددة ضد أهل البدع ولاسيما التكفيريين والحزبيين والثوريين السياسيين الذين لم يتولد عن فظائعهم إلا السوء ، ولم ينتج عن فعائلهم إلا الدمار ، وقد استفاد من جهوده(1) الميمونة – رحمه الله – علماء المنهج السلفي وطلابه على مستوى العالم كله " أهـ " مسائل علمية ..." ص (62)
هذا ما تيسر إيراده .
وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 4/8/1424هـ الموافق 1/10/2003هـ