بكى الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في أحد الأشرطة لثناء بعضهم عليه فهل نبكي لبكائه أم نبكي على أنفسنا، فالتبكي يا مغرور و اعتبر يا من يضن نفسه أنه على شيء و ما هو بشيء، و إليك أخي المتعالم مقطع مفرغ لأحد جهابدة العلم محدث العصر بلا منازع مجدد القرن و ناصر السنة في هدا الزمان و هده شهادة شهدها له بها أهل الدكر و من أكبر علماء هدا العصر من أمثال ابن بازالوالد و العثيمين البارز على أقرانه و الربيع حامل لواء الجرح و التعديل و غيرهم ممن لا يقلون فضلا و لا مرتبة عن غيرهم فكل له وزنه و دوره و له صولات و جولات في الدب عن هدا الدين و نصرة السنة و الإنتصارلأهلها و التحدير بكل ما أوتوا من جهد من البدعة و أهلها لا يخافون في الله لومة لائم و لا يستوحشون لكثرة الهالكين و لا لقلة السالكين و لا يفترون عن تدكير الناس برب العالمين و تعليمهم عقيدتهم غير مقصرين ولا متوانين و هم مع هدا كله لا يرون لأنفسهم فضلا ولا يلحقونها بأهل العلم قبلهم ممن سبقهم و إدا قارنهم أحد بعالم من علماء السلف ربما أنشد يقول:
لا تعرضن بدكرهم مع دكرنا فليس الصحيح إدا مشى كالمقعد
و لا أطيل عليك أخي و أحيلك إلى مشهد حي من مشاهد الفضل و موطن من مواطن الكرم لتعرف لنفسك قدرها فتنزلها منزلتها، قال الشيخ الألباني رحمة الله عليه بعد خطبة الحاجة ما يلي :
" أشكر للأخ إبراهيم على كلمته و على ثنائه و ليس لي ما أقوله لقاء دلك إلا الإقتداء بالخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه الدي كان الخليفة الحق و الأول لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و مع دلك كان إدا سمع شخصا يثني عليه خيرا و أعتقد أن دلك الثناء مهما كان صاحبه قد غلا فيه فما ...[كلمة غير مفهومة] خليفة رسول الله فهو الحق و مع دلك <....ثم فاضت عيناه رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى....> كان يقول:" اللهم لا تؤاخدني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون" هدا يقوله الصديق الأكبر فمادا نقول نحن من بعده [و هدا يقوله الشيخ عن نفسه التى أفناها في طلب العلم و تعليمه فمادا يقول من هو مثلنالا سهل فيرتقى و لا سمين فيقلى ...فإلى الله المشتكى] فأقول اقتداءً به :" اللهم لا تؤاخدني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون" الحق و الحق أقول لست بداك المو صوف الدي سمعتموه آنفاً من أخينا الفاضل إبراهيم و إنما أنا طالب علم لا شيء آخر و على كل طالب علم أن يكون عند قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم:"بلغوا عنى و لو آية و حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج و من كدب علي متعمداً فلو يتبؤ مقعده من الجنة على هدا و تجاوباً مع هدا النض النبوي الكريم و النصوص الأخرى المتواردة و المتتابعة في كتاب الله و في حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نقوم بجهد من تدكير الناس ما قد لا يعلمونه و لكن هدا لا يعني أننا أصبحنا عند ظن إخواننا بنا ليس الأمر كدلك الحقيقة التى أشعر بها من قرارة نفسي أننى حين أسمع مثل هدا الكلام أتدكر المثل القديم المعروف عند الأدباء ألا و هو :"إنَ البغاث بأرضنا يستنشق" قد يخفى على بعض الناس المقصود من هدا الكلام أو من هدا المثل. "البغاث" هو الطير الصغير لا قيمة له فيصبح هدا الطير الصغير نسراَ عند الناس لجهلهم بقوة النسر و ضخامته فصِدق هدا المثل على كثير ممن يدعون بحق و بصواب أو بخطاءِ و باطلِ إلى الإسلام لكن الله يعلم أنه خلت الأرض الإسلامية كلها إلا من أفراد قليلين جدا جدا ممن يصح أن يقال فيهم فلان عالم..." هدا إنما هو مقطع من كلامه رحمه الله تعالى .
تنبيه:ما بين المعكوفتين من تعليقي.
أقول: أرجو أن يكون في هدا عبرة لمن يظن بنفسه الظنون و ينزلها غير منزلتها فركب سلم الغرور و أناخ راحلته بساحة من بينه و بينهم بون شاسع و جبال شوامخ و أغوار لا مدارك لها و رحم الله من عرف لنفسه قدرها و أنزلها منزلتها، و من كان هدا حاله[بحيث أنزلها منزلتها اللاَئقة بها] فلربما أدرك بدلك ما فاته و حصل على ما رامه و لحق من سبقه... "فإنَ العلم بالتعلم و إن الحلم بالتحلم" و "من تواضع لله رفعه" "و اتقوا الله و يعلمكم الله" فاعتبر يا مغرور و انظر لحالك يا مهزوم فالتعالم سمة كل صغير و علامة الإنهزام في أول الطريق فهل من معتبر؟ أم على قلوب أقفالها. و هل من مزدجر، أم هو حب الظهور فوالله إنه الويل و الثبور، فإياك و إياك و الغرور فإنه مزلة تعقبها مدلة و تنقص ثمَََ سقوط من عين الله و لا حول ولا قوة إلا بالله. فالسبيل الوحيد لتعلم العلم إخلاص النية لله ثمَ التخلق بأخلاق العلماء...[إنَ في دلك لدكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد] و الله المستعان.
تعليق