بسم الله الرحمن الرحيم
أُشيرُ إلى أنه يوجد اختلافٌ كثِير ، في كَلِمات وأبياتِ هذه القصِيدة زيادةً ونقصًا ، في المَصَادر التي نَقَلَتْ لنا هذه القصيدَةَ ، كَكتاب ( جَمْهرَةِ أشعار العَرَب ) لأبي زيد القُرَشيّ .
وقد اعتمدت في تسجيلها النصَّ الوارد في هذا الكتاب ( الجمهرة ) ، تحقيق علي محمد البجاوي ، وتبلغ أبيات القصيدة اثنين وستين ( 62 ) بيتًا .
هذا ؛ وقد قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : ( الذي قاله [ أي مالك بن الريب] ثلاثةَ عَشَرَ بيتًا ، والباقي مَنْحُولٌ عليه ) .
وهذا نص ما جاء في التسجيل :
مالك بن الريب التميمي شاعر إسلامي ، ذهب في صحبة سعيد بن عثمان بن عفان ، حينما سار بجنده في طريق فارس ، حتى إذا أناخ الركب في بعض المنازل ، نزل مالك للقيلولة . ولما هموا بالرحيل ؛ أراد أن يلبس خفه ، فلسعته أفعى كانت قد اندست فيه ، فلما أحس بالموت ، أنشأ يرثي نفسه : أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً *** بِجَنبِ الغَضا أُزجي القِلاصَ النَّواجِيا
فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَّكبُ عرضه *** وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا
لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا *** مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دَانِيا
فَيَا زَيْدُ عَلِّلْنِي بِمَنْ يَسْكُنُ الْغَضَا *** وإِنْ لَمْ يَكُنْ يَا زَيْدُ إِلَّا أَمَانِيَا
أُحِبُّ الغَضَا وَالدِّمْثَ حُبًّا كَأَنَّمَا *** إزَا ذَا الغَضَا وَالدِّمْثِ أَهْلِي وَمَالِيَا
أَلَم تَرَني بِعتُ الضَّلالَةَ بِالهُدى *** وَأَصبَحتُ في جَيشِ ابنِ عَفّانَ غازِيا
دَعاني الهَوى مِن أَهلِ ودِّي وَصُحبَتي *** بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا
أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ *** تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي *** سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا
لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي *** لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا
فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً *** بَنِيَّ بِأَعلى الرَّقمَتَينِ وَمالِيا
وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً *** يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ من وَرائِيا
وَدَرُّ الرِّجَالِ الوَاقِفِينَ عَشِيَّةً *** بِجَنْبِي هَلَّا يُفَكِّكُونَ وَثَاقِيَا
وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَّذين كِلاهُما *** عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ قد نَهانِيا
وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صِحابَه *** وَدَرُّ لَجَاجَاتي وَدَرُّ انتِهائِيا
وَدَرُّ صَبِيَّيَّ اللَّذَيْنِ تَعَلَّقَا *** بِثَوْبِي وَقَدْ أَيْقَنْتُ أَن لَا تَلَاقِيَا
تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد *** سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُّدَينِيِّ باكِيا
وَأَشْقَرَ خِنْذِيذٍ يَجُرُّ عِنانَهُ *** إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ الدّهرُ ساقِيا
يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ *** يُباعُ بِوَكْسٍ بَعدَما كانَ غالِيا
وَلَكِن بِأَطرافِ السُّمَينَةِ نسوَةٌ *** عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا
تَرَكْتُ بِهَا شَمْطَاءَ قَدْ دَقَّ عَظْمُهَا *** تعُدُّ إذا ما غِبْتُ عَنْهَا اللَّيَالِيَا
تَقُولُ ابنَتِي لمَّا رَأَتْ وَشْكَ رِحْلَتِي *** سِفَارُكَ هَذَا تَارِكِي لَا أَبَا لِيَا
صَريعٌ عَلى أَيدي الرِّجالِ بِقَفرَةٍ *** يُسَوُّونَ قَبْرِي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا
وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي *** وَحُلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا
أَقولُ لأَصحَابِي ارفَعوني فَإِنَّني *** يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا
بِأَنَّ سُهَيْلًا لَاحَ مِنْ نَحْوِ أَرْضِنَا *** وَأَنَّ سُهَيْلًا كَانَ نَجْمًا يَمَانِيَا
ويا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا *** بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا
أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ *** وَلا تُعجِلاني قَد تَبَيَّنَ ما بيا
وَقوما إِذا ما استُلَّ روحي فَهَيِّئا *** لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ ثم ابكِيَا ليا
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي *** وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا
وَلا تَحسُداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما *** مِنَ الأَرضِ ذاتِ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
خُذاني فَجُرّاني بِبردي إِلَيكُما *** فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا
وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت *** سَريعاً إلى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا
وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى *** وَعَن شَتمِيَ ابنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا
وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى *** ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا
وطَورًا تَراني في ظلالٍ ومَجْمَعٍ *** وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا
وَطورًا تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ *** تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِّماحِ ثِيابِيا
وَقوما عَلى بِئرِ الشُّبَيْكِ فَأسمعا *** بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا
بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ *** تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا
وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ إنَّنِي *** تَقطَّعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا
فَلَن يَعدَمَ الولدانُ بَيتا يُجِنُّنِي *** وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا
يَقولونَ لا تَبعَد وَهُم يَدفِنونَني *** وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا
غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ *** إِذا أدلجوا عَنّي وَخُلِّفْتُ ثاوِيا
وأصبحْتُ لا أَنْضُو قَلُوصًا بأنْسَعٍ *** ولا أنتحِي في غَورِهَا بالمَثَانِيَا
وَأَصبَحَ مالي مِن طَريفٍ وَتالِدٍ *** لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا *** رحا الحرب أَو أَضحت بِفَلجٍ كَما هِيا
إِذا القوم حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا *** بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا
رَعَينَ وَقَد كانَ الظَّلامُ يُجِنُّها *** يَسُفْنَ الخُزامى نَوْرَهَا وَالأَقاحِيا
إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ *** وَبولانَ عاجُوا المُنقِياتِ المَهَارِيَا
ويا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ *** كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
إِذا متُّ فَاعتادي القُبورَ فَسَلِّمي *** عَلى الرَّمسِ أُسقيتِ السَّحَابَ الغَوادِيا
تَرَيْ جَدَثًا قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ *** تُراباً كَلَوْنِ القَسْطَلانِيِّ هَابِيا
رَهينَة أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت *** قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا
فَيا راكِبًا إِمّا عَرضْتَ فَبَلِّغَنْ *** بَني مالِكٍ وَالرَّيبِ أَن لا تَلاقِيا
وَبَلِّغْ أَخِي عِمْرَانَ بُرْدِي وَمِئْزَرِي *** وَبَلِّغْ عَجُوزِي اليَوْمَ أَن لا تَدَانِيَا
وَسَلِّمْ عَلَى شَيْخَيَّ مِنِّي كِلَيْهِمَا *** وَبَلِّغْ كُثَيْرًا وَابْنَ عَمِّي وَخَالِيَا
وَعَطِّلْ قَلُوصِي في الرِّكابِ فَإِنَّها *** سَتَبرُدُ أَكباداً وَتُبْكِي بَواكِيا
أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى *** بِهِ مِن عُيونِ المُؤنِساتِ مُراعِيا
وَبِالرَّملِ مِنّا نسوَةٌ لَو شَهِدنَني *** بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا
فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتاها وَخالتي *** وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا
وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ مني وَأَهلِهِ *** ذَميماً وَلا بِالرَّملِ وَدَّعتُ قالِيا
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ أُمَّ الصَّرِيخِ رِسَالَةً *** يُبَلِّغُهَا عَنِّي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيَا
استماع ( ثمان دقائق ) :فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَّكبُ عرضه *** وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا
لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا *** مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دَانِيا
فَيَا زَيْدُ عَلِّلْنِي بِمَنْ يَسْكُنُ الْغَضَا *** وإِنْ لَمْ يَكُنْ يَا زَيْدُ إِلَّا أَمَانِيَا
أُحِبُّ الغَضَا وَالدِّمْثَ حُبًّا كَأَنَّمَا *** إزَا ذَا الغَضَا وَالدِّمْثِ أَهْلِي وَمَالِيَا
أَلَم تَرَني بِعتُ الضَّلالَةَ بِالهُدى *** وَأَصبَحتُ في جَيشِ ابنِ عَفّانَ غازِيا
دَعاني الهَوى مِن أَهلِ ودِّي وَصُحبَتي *** بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا
أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ *** تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي *** سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا
لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي *** لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا
فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً *** بَنِيَّ بِأَعلى الرَّقمَتَينِ وَمالِيا
وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً *** يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ من وَرائِيا
وَدَرُّ الرِّجَالِ الوَاقِفِينَ عَشِيَّةً *** بِجَنْبِي هَلَّا يُفَكِّكُونَ وَثَاقِيَا
وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَّذين كِلاهُما *** عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ قد نَهانِيا
وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صِحابَه *** وَدَرُّ لَجَاجَاتي وَدَرُّ انتِهائِيا
وَدَرُّ صَبِيَّيَّ اللَّذَيْنِ تَعَلَّقَا *** بِثَوْبِي وَقَدْ أَيْقَنْتُ أَن لَا تَلَاقِيَا
تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد *** سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُّدَينِيِّ باكِيا
وَأَشْقَرَ خِنْذِيذٍ يَجُرُّ عِنانَهُ *** إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ الدّهرُ ساقِيا
يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ *** يُباعُ بِوَكْسٍ بَعدَما كانَ غالِيا
وَلَكِن بِأَطرافِ السُّمَينَةِ نسوَةٌ *** عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا
تَرَكْتُ بِهَا شَمْطَاءَ قَدْ دَقَّ عَظْمُهَا *** تعُدُّ إذا ما غِبْتُ عَنْهَا اللَّيَالِيَا
تَقُولُ ابنَتِي لمَّا رَأَتْ وَشْكَ رِحْلَتِي *** سِفَارُكَ هَذَا تَارِكِي لَا أَبَا لِيَا
صَريعٌ عَلى أَيدي الرِّجالِ بِقَفرَةٍ *** يُسَوُّونَ قَبْرِي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا
وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي *** وَحُلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا
أَقولُ لأَصحَابِي ارفَعوني فَإِنَّني *** يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا
بِأَنَّ سُهَيْلًا لَاحَ مِنْ نَحْوِ أَرْضِنَا *** وَأَنَّ سُهَيْلًا كَانَ نَجْمًا يَمَانِيَا
ويا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا *** بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا
أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ *** وَلا تُعجِلاني قَد تَبَيَّنَ ما بيا
وَقوما إِذا ما استُلَّ روحي فَهَيِّئا *** لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ ثم ابكِيَا ليا
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي *** وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا
وَلا تَحسُداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما *** مِنَ الأَرضِ ذاتِ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
خُذاني فَجُرّاني بِبردي إِلَيكُما *** فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا
وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت *** سَريعاً إلى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا
وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى *** وَعَن شَتمِيَ ابنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا
وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى *** ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا
وطَورًا تَراني في ظلالٍ ومَجْمَعٍ *** وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا
وَطورًا تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ *** تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِّماحِ ثِيابِيا
وَقوما عَلى بِئرِ الشُّبَيْكِ فَأسمعا *** بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا
بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ *** تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا
وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ إنَّنِي *** تَقطَّعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا
فَلَن يَعدَمَ الولدانُ بَيتا يُجِنُّنِي *** وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا
يَقولونَ لا تَبعَد وَهُم يَدفِنونَني *** وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا
غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ *** إِذا أدلجوا عَنّي وَخُلِّفْتُ ثاوِيا
وأصبحْتُ لا أَنْضُو قَلُوصًا بأنْسَعٍ *** ولا أنتحِي في غَورِهَا بالمَثَانِيَا
وَأَصبَحَ مالي مِن طَريفٍ وَتالِدٍ *** لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا *** رحا الحرب أَو أَضحت بِفَلجٍ كَما هِيا
إِذا القوم حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا *** بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا
رَعَينَ وَقَد كانَ الظَّلامُ يُجِنُّها *** يَسُفْنَ الخُزامى نَوْرَهَا وَالأَقاحِيا
إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ *** وَبولانَ عاجُوا المُنقِياتِ المَهَارِيَا
ويا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ *** كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
إِذا متُّ فَاعتادي القُبورَ فَسَلِّمي *** عَلى الرَّمسِ أُسقيتِ السَّحَابَ الغَوادِيا
تَرَيْ جَدَثًا قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ *** تُراباً كَلَوْنِ القَسْطَلانِيِّ هَابِيا
رَهينَة أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت *** قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا
فَيا راكِبًا إِمّا عَرضْتَ فَبَلِّغَنْ *** بَني مالِكٍ وَالرَّيبِ أَن لا تَلاقِيا
وَبَلِّغْ أَخِي عِمْرَانَ بُرْدِي وَمِئْزَرِي *** وَبَلِّغْ عَجُوزِي اليَوْمَ أَن لا تَدَانِيَا
وَسَلِّمْ عَلَى شَيْخَيَّ مِنِّي كِلَيْهِمَا *** وَبَلِّغْ كُثَيْرًا وَابْنَ عَمِّي وَخَالِيَا
وَعَطِّلْ قَلُوصِي في الرِّكابِ فَإِنَّها *** سَتَبرُدُ أَكباداً وَتُبْكِي بَواكِيا
أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى *** بِهِ مِن عُيونِ المُؤنِساتِ مُراعِيا
وَبِالرَّملِ مِنّا نسوَةٌ لَو شَهِدنَني *** بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا
فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتاها وَخالتي *** وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا
وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ مني وَأَهلِهِ *** ذَميماً وَلا بِالرَّملِ وَدَّعتُ قالِيا
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ أُمَّ الصَّرِيخِ رِسَالَةً *** يُبَلِّغُهَا عَنِّي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيَا
تحميل :
فيديو :mp4 ( الحجم 35.3 ميغابايت ) .
صوت : MP3 ( الحجم 3.4 ميغابايت ) .
كتابة : PDF القصيدة مشكولة ومنسقة .
رابط القصيدة في مدونة الشيظمي .