1. باب قول الله تعالى
{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } 1
قال ابن حزم: "اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب"2.
وعن ابن عباس في الآية: قال: "لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن، يخوفهما، سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، فأتاهما فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله: جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا" رواه ابن أبي حاتم3.
وله بسند صحيح عن قتادة قال: "شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته".
وله بسند صحيح عن مجاهد، في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحا}4.
{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } 1
قال ابن حزم: "اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب"2.
وعن ابن عباس في الآية: قال: "لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن، يخوفهما، سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، فأتاهما فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله: جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا" رواه ابن أبي حاتم3.
وله بسند صحيح عن قتادة قال: "شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته".
وله بسند صحيح عن مجاهد، في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحا}4.
-----------------------------------
1 - سورة الأعراف آية : 190.
2- وذلك لأن تسميته بهذا الاسم لا محذور فيها؛ لأن أصله من عبودية الرق.
3 - ذكره ابن كثير (التفسير) 2 /275 من طريق عبد الله بن المبارك عن شريك عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: (فلما آتاهما صالحا) [الأعراف: 190] ثم قال: (وكأنه- والله أعلم- أصله مأخوذ من أهل الكتاب, فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب كما رواه ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو الجماهر حدثنا سعيد- يعني ابن بشير- عن عقبة عن قتادة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: لما حملت حواء أتاها الشيطان). وقال ابن كثير: (وهذه الآثار يظهر عليها- والله أعلم- أنها من آثار أهل الكتاب). اهـ. وقال في بيان المراد في هذا السياق: (وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري- رحمه الله- في هذا وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته). اهـ.
4 سورة الأعراف آية : 189.
-----------------------------------------
قال: "أشفقا أن لا يكون إنسانا". وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
فيه مسائل:
الأولى: تحريم كل اسم معبد لغير الله.
الثانية: تفسير الآية.
الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها.
الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم.
الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة.
[التعليق:]
باب:
قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}. سورة الأعراف آية : 190
مقصود الترجمة أن من أنعم الله عليهم بالأولاد، وكمل الله النعمة بهم بأن جعلهم صالحين في أبدانهم، وتمام ذلك أن يصلحوا في دينهم، فعليهم أن يشكروا الله على إنعامه، وأن لا يعبدوا أولادهم لغير الله، أو يضيفوا النعم لغير الله، فإن ذلك كفران للنعم مناف للتوحيد.
- القول السديد في مقاصد التوحيد- للشيخ السعدي رحمه الله من الصفحة 158 إلى 159
1 - سورة الأعراف آية : 190.
2- وذلك لأن تسميته بهذا الاسم لا محذور فيها؛ لأن أصله من عبودية الرق.
3 - ذكره ابن كثير (التفسير) 2 /275 من طريق عبد الله بن المبارك عن شريك عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: (فلما آتاهما صالحا) [الأعراف: 190] ثم قال: (وكأنه- والله أعلم- أصله مأخوذ من أهل الكتاب, فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب كما رواه ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو الجماهر حدثنا سعيد- يعني ابن بشير- عن عقبة عن قتادة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: لما حملت حواء أتاها الشيطان). وقال ابن كثير: (وهذه الآثار يظهر عليها- والله أعلم- أنها من آثار أهل الكتاب). اهـ. وقال في بيان المراد في هذا السياق: (وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري- رحمه الله- في هذا وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته). اهـ.
4 سورة الأعراف آية : 189.
-----------------------------------------
قال: "أشفقا أن لا يكون إنسانا". وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
فيه مسائل:
الأولى: تحريم كل اسم معبد لغير الله.
الثانية: تفسير الآية.
الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها.
الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم.
الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة.
[التعليق:]
باب:
قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}. سورة الأعراف آية : 190
مقصود الترجمة أن من أنعم الله عليهم بالأولاد، وكمل الله النعمة بهم بأن جعلهم صالحين في أبدانهم، وتمام ذلك أن يصلحوا في دينهم، فعليهم أن يشكروا الله على إنعامه، وأن لا يعبدوا أولادهم لغير الله، أو يضيفوا النعم لغير الله، فإن ذلك كفران للنعم مناف للتوحيد.
- القول السديد في مقاصد التوحيد- للشيخ السعدي رحمه الله من الصفحة 158 إلى 159
تعليق