الوطن العربي وتحولات الواقع في يمننا -كلمة وفاء لرئيس يمننا (علي بن عبدالله صالح ) -وفقه الله وحفظه وشفاه ورده سالما-
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما بعد،،
فإنَّ اليمن خصوصًا والوطن العربي عمومًا يعيش في هذه المرحلة تغيرات كثيرة وتداخلات متعددة وتيارات مختلفة تتصارع للسيطرة على عقول الجيل القادم وتوجهات قادة المرحلة القادمة، كلٌ يريد جذبها وتسييرها بحسب مصالحه الخاصة، وقد اجتمعت في هذه المرحلة المتضادات والمستحيلات، الكفر مع الإيمان، والاشتراكية والرأسمالية، والعلمانية والإخوانية، والشيخ الملتحي والمرأة المنحلة جنبًا لجنب في الحوارات والنقاشات والمظاهرات والمطالبات مما يجعل هناك توقعات عامة للمرحلة القادمة في هذه البلدان التي استطاعت هذه التيارات خلع الحاكم والانقلاب عليه، وهم في ذلك بين أمرين إما:
1- تصفية المخالفين بالاغتيالات والحركات العسكرية المحدودة.
بحيث يستطيع أحد الأطراف السيطرة على الحكم وتصفية كل التيارات المناوئة وهذا ما وقع في أكثر الثورات!! العربية في الخمسينات وما بعد.
2- التحاكم للديموقراطية المحضة، والعلمانية الصارخة، والحداثة الملعونة.
وهذا ما تسير عليه كثير من البلدان التي وقعت فيها انقلابات أو تغيرات في الأشهر الماضية، فتونس قد وضعت نفسها في أول هذا الطريق وهكذا مصر من بعدها.
أما تحكيم الشريعة فلم ينادِ به أحد من القيادات المؤثرة في الساحة فضلا عن بعد إمكانية تطبيقه في ظل ظروف هذه البلدان من حيث الانحلال الديني في كثير من النخب الفكرية والقواعد الشعبية فإنَّ إصلاح الحكم يكون بإصلاح الشعب، هذا بالإضافة للتدخلات الغربية القامعة لكل من تسول له نفسه تحكيم الشريعة الحقة، فاكتفى القوم بالعلمانية المطعمة ببعض المظاهر الإسلامية.
وقد وقع قدر الله بأن يكون لبلادنا الحبيبة ويمننا الكريمة الفاضلة -بنص الأحاديث النبوية- جزءًا من هذه الفوضى التي أرهقت بلدان المنطقة ، فبدأ بعض الشباب بالتظاهر مطالبًا بتغييرات إيجابية في الدولة دون الحديث عن خلع الحاكم، فبادر رئيسنا-شفاه الله- بعرض بعض الرؤى، وتقديم بعض المطالب التي كانت في أذهان شريحة من المجتمع كـ (نفي التوريث) و (نفي إعادة الترشح) وسارع في هذا قبل حدوث أيًّا من الاضطرابات تجنيبًا للبلاد وحرصًا على أهلها، لكن أبى أهل الجهل إلى المضي في تلك الاعتصامات والمظاهرات وهنا دخلت أفواج من أحزاب المعارضة على رأسها حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن) بمشاركة حلفائه كـ (الحزب الاشتراكي) الذي تاب فجأة فقط لإسكات بعض الغيورين من حزب الإصلاح و جماهير العامة عند توقيع (تحالف المعارضة) = (اللقاء المشترك) - فدخلت هذه الأحزاب ضمن هذه الحركة الشبابية ولم يكتفوا بهذا بل سيطروا عليها وعلى عامة النشاطات الخطابية والإعلامية والإدارية فانتشروا كالوباء مستغلين بذلك تنظيمهم المنضبط والمشهود له من قبل أعداء الإخوان المسلمين في أنحاء المعمورة فأداروا الساحات وارتفعوا بالمطالب إلى رحيل النظام وعزل الرئيس، وتطورت الأحداث خلال ثلاثة أشهر بل أكثر، وكان آخرها محاولة اغتيال ولي أمر اليمن-شاءوا أم أبوا- فأصيب هو وجمع من الوزراء والقادة وفارق الحياة الدنيا آخرون، وها هو قد سافر إلى المملكة العربية السعودية-سلمها الله وكفاها شر الخوارج والغرب- لتلقي العلاج لأيام ثم سيعود بعدها -شفاه الله وسلمه ووفقه للخير-.
وما أريد الإشارة إليه هنا أنَّ هؤلاء الخونة من إخوان مسلمون واشتراكيين كانوا أحق الناس بمعرفة حقه عليهم خاصة الإخوان:
- فإنَّ من أعظم مدائح رئيسنا وولي أمرنا هو ما عاشت فيه اليمن من انتشار السنة بل السلفية الصافية النقية بصورة لم يُسبق أن عُرفت في هذا القطر على مر الأزمان إلا أن يكون في القرون الأولى، هذا مع انتشار التشيع في اليمن بصورته (الزيدية) منذ مئات السنين وهكذا في مراحل متأخرة بصورته (الجارودية) و (الاثني عشرية) = (الرافضة الغالية).
فقد كانت دعوة الإمام مجدد اليمن مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- في سني حكمه ، ففُتحت المراكز الزاخرة بطلبة العلم دون قيد أو شرط، وكانت السلطات في أكثر الأحايين تتغاضى عن الأجانب ممن يعيشون في مراكز السنة خاصة المركز الأم (مركز دماج) ، فتتغاضى السلطات عن عدم تملكهم لإقامات وإن كان قد يتعرض بعضهم عند خروجه من اليمن بعد سنين إلى شيء من المضايقة أو حبس لمدة قصيرة وهي هيِّنة بالمقارنة مع ما يمكن أن يقع في بلدان أخرى خاصة لمن ظاهره السنة في زمن حُورب فيه أصحاب اللحى ومقصرو الأثواب ، وهكذا استمرت وتوالت دور الحديث في أرجاء اليمن وانتشرت السنة كما لم يكن من قبل، فيعيش فيها الطلاب والشيوخ سنين عددا دون أن يمسهم سوء لا يخافون السلطات ولا يخطر في بالهم شيئا من ذلك، بل والله الذي لا إله غيره إني سافرت غير مرة من مدينة إلى أخرى دون بطاقة هوية فلم يقل لي عسكري ولا ضابط شيئا مع حقهم لو سألوا عن بطاقة الهوية خاصة مع انتشار فكر القاعدة المنحرف وهؤلاء في ظاهرهم هيأة السنة، بل إن من اللطيف أنَّك إن أخبرتَ الضابط بكونك من تلاميذ الشيخ مقبل أو الشيخ الإمام أو الشيخ يحي أو أو غيرهم من مشايخ السلفية استبشر وطلب الدعاء وسارع في السماح لك بالمرور هذا خلال السفر أما داخل المدينة فلا أحملها إلا في النادر فالحمدلله على الأمن والأمان، فأهل السنة في عز-ولله الحمد والمنة- فأين هو ممن يحارب السنة ويضيقون على أهل الاستقامة بل يحاربون الدين بكل صوره.
بل تعدى أمر رئيسنا إلى أن عرض على الشيخ مقبل -رحمه الله- أن يكون ممن يساعد في شئون دار الحديث بدماج ولكن أبى الشيخ -رحمه الله- وحسنا كان منه، وليس هذا لسكوت الشيخ مقبل-رحمه الله- عن نصحه أو مدحه له بل كان الشيخ ناصحًا كما هو ديدنه مع الجميع، وقد ذكر الشيخ بعض ما دار في مجالسه مع الرئيس في غيرما موضع من كتبه ، وهكذا بلغنا أشياء أخرى عمَّن حضروا بعض تلك المجالس والصفة الجامعة فيها نصح الشيخ مقبل وشدته -رحمه الله -فقد كان صريحًا جريئا كما عرفناه بالنصح والصدع بالحق، وكان رئيسنا كذلك كما عهدناه حكيمًا ، حتى قال الشيخ مقبل -رحمه الله- : "رئيسنا محنك-داهية في السياسة-"
وأما الإخوان المسلمون فقد أقاموا في عهده ما لم يقيموه في أي بلد عربي ولا إسلامي فإنَّه مكنهم في المساجد والمعاهد العلمية حتى رأى استخدامهم لتلك المعاهد للاستقطاب الحزبي فأوقفها، لكنه بعدها سمح لهم بفتح جامعة الإيمان التي يتغنون بها مع علمه ويقينه بأنها ستكون وكرًا للتحريض ضده والمبايعات الحزبية لحزب الإصلاح التابع لهم، بل أعظم من هذا أنه جعل عبد المجيد الزنداني-أخزاه الله -رئيسا لهيئة علماء اليمن، وقبل هذا دافع عنه أمام أمريكا عندما وضعته على قائمة الإرهاب وطالبت به، وهكذا صاحبهم المؤيد فقد طالب الرئيس به مرارًا لما كان حبيسًا في ألمانيا بل أتذكر أنَّه مرة تكلم في المؤتمر الصحفي خلال زيارته لألمانيا عن المؤيد وطلب تسلميه لليمن ولكن!!! أين الوفاء!! من أهل الغدر والخيانة!! فإنَّه في حين قد يتبرأ رؤساء من أشخاص لوسمهم بالإرهاب واتهامهم به كان رئيسنا على العكس يطالب به علنا حتى أرجعه لبلاده وأفرج عنه، ويدافع عن الآخر علنًا ويرفض تسليمه للغرب لتحاكمه بقضايا الإرهاب، فما بالكم تنكرتم !! لكن الشر لا يستغرب من أهله كما أنَّ الخير لا يستغرب من أهله!!
ومن أنكر ما رأيت ما وقع من رقص وغناء وسجود شكر!!! عندما أعلنت قناة الإصلاح الكاذبة (سهيل) أنَّ ولي أمرنا قد قُتل فانظر إلى هذه المظاهر المنكرة والتصرفات المخزية، فأي دين هذا الذي تدافعون عنه!، وكيف ينخدع بكم عاقل وأنتم تجمعون الصلوات منذ ثلاثة أشهر بحجة أنكم في جهاد !! تضيعون الصلوات وترقصون على النغمات فما يُرجى من قبلكم إلى الشر والفساد، فهل بعد إضاعة الصلوات ذنب ، فهنيئا لكم علماءكم (الزنداني والديلمي والقرضاوي) وستُسألون وسيُسألون بين يدي عزيز حكيم عن صلوات ثلاثة أشهر (العصر والعشاء) والله المستعان عليكم.
فمن عرف قدر العلم والسنة ، والفرق بين الدنيا والآخرة ، ونظر في التأريخ علم حقًا أنَّ ولي أمرنا -شفاه الله ووفقه لكل خير- من خير من حكم اليمن شئنا أم أبينا! فلم تعرف اليمن خلال مئات السنين رئيسا انتشر في عهده العلم السني السلفي حتى صار فيها دارًا بل دورًا يرتحل إليها المسلمون العرب والعجم من أطراف الدنيا كما عرفته في زمنه وخلال سني حكمه، ولن أجد منقبة ولا مفضلة متعدية علينا أعزوها إليه أفضل من هذه الهدية ، ومن قلَّب طرفه في بلدان إسلامية أخرى وعربية مجاورة حمد الله على فضله ودعا لرئيسنا بكل خير، فوالله لأمثال الأرض ذهبا لا تساوى أن ينشأ الإنسان على السنة ، ولأمثال السماوات مالا لا تساوي انتشار التوحيد في الأمة ولكن هيهات هيهات أولائك أقوام شغلتهم الكراسي عن أسباب الجنان ، وتعلقوا بالفاني وتركوا الباقي، ولست أقول هذا مداهنة ولا تزلفًا فلم يكن هذا في حال سكون البلاد ولا في أوائل حكمه وأواسطه ولو كان فهو حقٌ لا كذب.
وأكتفي بما ذكرته هنا وللكلام بقية ولكن لا أنسى أن أدعو لرئيسنا علي بن عبدالله صالح بالشفاء وأسأله سبحانه أن يرجعه إلينا عزيزًا قويًا وأن يوفقه لكل خير وأن يهديه سواء السبيل وأن يختم له بالحسنى وأن يغفر له ويتجاوز عنه فيما قصر في حقنا وأن يغفر لنا فيما قصرنا في حقه علينا والله المستعان على ما يفعل الظالمون ويكيد الكائدون.
تعليق