تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3<>
فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :
فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .
من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .
ينقل لنا شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أقوال أهل العلم في هؤلاء وحكمهم عليهم وذلك كما ورد تحت عنوان "حكم الاتحادية ومن اعتذر عنهم " في كتاب توحيد الربوبية من مجموع فتاوى الشيخ رحمه الله :
- قطب الدين بن القسطلاني : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني صاحبنا الفقيه الصوفي أبو الحسن على بن قرباص ، أنه دخل على الشيخ قطب الدين بن القسطلاني ، فوجده يصنف كتابا . فقال: ما هذا ؟ فقال: هذا في الرد على ابن سبعين ، وابن الفارض ، وأبي الحسن الجزلي ، والعفيف التلمساني ).
- شمس الدين الأصبهاني : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني [ أبو الحسن على بن قرباص ] :"أن الأصبهاني رأى معه كتابًا من كتبه فقال له : "إناقتنيت شيئا من كتبه فلا تجئ إلى"أو ما هذا معناه) .
- جمال الدين بن واصل : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني [ أبو الحسن على بن قرباص ] :" أن ابن واصل لما ذكر كلامه في التفاحة ، التي انقلبت عن حوراء فتكلم معها أو جامعها فقال : "والله الذي لا إله إلا هو ، يكذب " ولقد بر في يمينه ").
- أبو محمد بن عبد السلام : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني صاحبنا العالم الفاضل أبو بكر بن سالار عن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد -شيخ وقته- عن الإمام أبي محمد بن عبد السلام ، أنهم سألوه عن ابن عربي لما دخل مصر ، فقال : "شيخ سوء كذاب مقبوح ، يقول بقدم العالم ، ولا يحرم فرجا".
- كمال الدين المراغي : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني الشيخ العالم العارف، كمال الدين المراغي ، شيخ زمانه ، أنه لما قدم وبلغه كلام هؤلاء في التوحيد قال :" قرأت على العفيف التلمساني من كلامهم شيئا ، فرأيته مخالفًا للكتاب والسنة ، فلما ذكرت ذلك له قال :" القرآن ليس فيه توحيد ، بل القرآن كله شرك ، ومن اتبع القرآن لم يصل إلى التوحيد". قال: "فقلت له: ما الفرق عندكم بين الزوجة ، والأجنبية ، والأخت ، الكل واحد ؟". قال : "لا فرق بين ذلك عندنا ، وإنما هؤلاء المحجوبون اعتقدوه حراما ، فقلنا هو حرام عليهم عندهم ، وأما عندنا فما ثم حرام".
وحدثني كمال الدين المراغي ، أنه لما تحدث مع التلمساني في هذا المذهب قال :" وكنت أقرأ عليه في ذلك فإنهم كانوا قد عظموه عندنا ، ونحن مشتاقون إلى معرفة [ فصوص الحكم ] فلما صار يشرحه لي أقول :" هذا خلاف القرآن والأحاديث". فقال :" ارم هذا كله خلف الباب ، واحضر بقلب صاف ، حتى تتلقى هذا التوحيد" ـ أو كما قال ـ ، ثم خاف أن أشيع ذلك عنه ، فجاء إليَّ باكيا وقال:" اسْتُر عني ما سمعتَه مني ").
- أبو العباس الشاذلي : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني ـ أيضا ـ [ كمال الدين المراغي ] ، أنه اجتمع بالشيخ أبي العباس الشاذلي ، تلميذ الشيخ أبي الحسن ، فقال عن التلمساني :"هؤلاء كفار، هؤلاء يعتقدون أن الصنعة هي الصانع" . قال : "وكنت قد عزمت على أن أدخل الخلوة على يده ، فقلت :" أنا لا آخذ عنه هذا ، وإنما أتعلم منه أدب الخلوة". فقال لي : "مثلك مثل من يريد أن يتقرب إلى السلطان ، على يد صاحب الأتون والزبال ، فإذا كان الزبال هو الذي يقربه إلى السلطان، كيف يكون حاله عند السلطان ؟ ").
- تقي الدين ابن دقيق العيد : يقول شيخ الإسلام : (وحدثنا ـ أيضا ـ [ كمال الدين المراغي ] قال : "قال لي قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد : إنما استولت التتار على بلاد المشرق ، لظهور الفلسفة فيهم ، وضعف الشريعة. فقلت له: ففي بلادكم مذهب هؤلاء الذين يقولون بالاتحاد، وهو شر من مذهب الفلاسفة؟ . فقال: قول هؤلاء لا يقوله عاقل ، بل كل عاقل يعلم فساد قول هؤلاء ـ يعني أن فساده ظاهرـ فلا يذكر هذا فيما يشتبه على العقلاء ، بخلاف مقالة الفلاسفة ، فإن فيها شيئا من المعقول ، وإن كانت فاسدة ").
وكان تقي الدين يقول : "هو صاحب خيال واسع ". [ ضياء :يقصد بذلك العفيف التلمساني ] . حدثني بذلك غير واحد من الفقهاء المصريين ممن سمع كلام ابن دقيق العيد.
وحدثني ابن بحير عن رشيد الدين سعيد وغيره أنه قال : "كان يستحل الكذب ، هذا أحسن أحواله" . [ ضياء :يقصد بذلك العفيف التلمساني ] .
- إبراهيم الجعبري : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني تاج الدين الأنباري ، الفقيه المصري الفاضل ، أنه سمع الشيخ إبراهيم الجعبري يقول: "رأيت ابن عربي شيخا مخضوب اللحية ، وهو شيخ نجس،يكفر بكل كتاب أنزله الله ، وكل نبي أرسله الله".
وحدثني رشيد الدين بن المعلم عن الشيخ إبراهيم الجعبري : أنه حضر ابن الفارض عند الموت وهو ينشد: إن كان منزلتي في الحب عندكم ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي أمنية ظفرت نفسي بها زمنا واليوم أحسبها أضغاث أحـلام
وحدثني الفقيه الفاضل تاج الدين الأنباري ، أنه سمع الشيخ إبراهيم الجعبري يقول : "رأيت في منامي ابن عربي ، وابن الفارض ، وهما شيخان أعميان يمشيان ويتعثران ، ويقولان : (كيف الطريق ؟ أين الطريق ؟)").
- نجم الدين بن الحكيم : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني شهاب الدين المزي ، عن شرف الدين بن الشيخ نجم الدين بن الحكيم عن أبيه أنه قال : " قدمت دمشق فصادفت موت ابن عربي ، فرأيت جنازته كأنما ذر عليها الرماد ، فرأيتها لا تشبه جنائز الأولياء " أو قال :" فعلمت أن هذه "أو نحو هذا ).
- إسماعيل الكوراني : وعن أبيه [ نجم الدين بن الحكيم ] عن الشيخ إسماعيل الكوراني أنه كان يقول:" ابن عربي شيطان". وعنه أنه كان يقول عن الحريري : "إنه شيطان ".
- رشيد الدين بن المعلم : يقول شيخ الإسلام : (وحدثني الشيخ رشيد الدين بن المعلم أنه قال : "كنت وأنا شاب بدمشق أسمع الناس يقولون عن ابن عربي ، والخسروشاهي :"إن كليهما زنديق"أو كلامًا هذا معناه ").
- شرف الدين البازيلي: يقول شيخ الإسلام : (وحدثني شهاب الدين عن القاضي شرف الدين البازيلي :"أن أباه كان ينهاه عن كلام ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ").
قلت (ضياء ): فهؤلاء ممن نقل عنهم شيخ الإسلام رحمه الله ذمهم وتكفيرهم لعقيدة وحدة الوجود وأصحابها ، فلا يخرجن علينا أحد المتصوفة أو المتفلسفة من أشاعرة أو معتزلة أو ماتريدية بحجة واهية يرفع لواء حجته بعلم من علماء مذهبه وطريقته ، فلم أجد أبلغ من قول ابن دقيق العيد للمراغي :(قول هؤلاء لا يقوله عاقل ، بل كل عاقل يعلم فساد قول هؤلاء فلا يذكر هذا فيما يشتبه على العقلاء). فجزاهم الله خيرا وأجزل لهم المثوبة وجمعنا وإياهم على منابر من نور .
نستطرد ما قال عنهم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في كتاب الإيمان ( الأوسط ): ( وقد يقول أحدهم : (العارف شهد أولا الطاعة والمعصية، ثم شهد طاعة بلا معصية)-يريد بذلك طاعة القدر - كقول بعض شيوخهم :( أنا كافر برب يُعصى) وقيل له عن بعض الظالمين :( هذا ماله حرام) فقال :( إن كان عصى الأمر فقد أطاع الإرادة) . ثم ينتقلون إلى المشهد الثالث :( لا طاعة ولا معصية) وهو مشهد أهل الوحدة القائلين بوحدة الوجود ، وهذا غاية إلحاد المبتدعة جهمية الصوفية، كما أن القرامطة آخر إلحاد الشيعة ، وكلا الإلحادين يتقاربان ، وفيها من الكفر ما ليس في دين اليهود والنصارى ومشركي العرب ، والله أعلم ) .
ويقول رحمه الله تعالى كما في حكم المرتد: ( وأما شعر ابن الفارض :"فإنه كفر صريح"، لأنه شاعر الاتحادية "الذين لا يفرقون بين العابد والمعبود والرب والمربوب" بل يقول بوحدة الوجود وهو من طائفة ابن عربي الذي قال فيهم ابن المقري الشافعي :"من شك في كفر طائفة ابن عربي، فهو كافر" والله أعلم وصلى الله على محمد، وآله وصحبه وسلم ). إهـ
وفي سؤال وجهه البعض إلى علماء نجد حول أؤلئك القوم وأعلامهم فجاء الجواب كما في الدرر السنية صحيفة 20 - 21 حيث قال الجامع : (وورد عليهم سؤال ، هذا نصه :"بلغنا أنكم تكفرون أناساً من العلماء المتقدمين مثل ابن الفارض وغيره وهو مشهور بالعلم من أهل السنة". فأجابوا :ما ذكرت أنّا نكفر ناساً من المتقدمين وغيرهم، فهذا من البهتان الذي أشاعه عنّا أعداؤنا، ليجتالوا به الناس عن الصراط المستقيم ، كما نسبوا إلينا غير ذلك من البهتان أشياء كثيرة . وجوابنا عليها أن نقول :(سبحانك هذا بهتان عظيم)،ونحن لا نكفر إلا رجلاً عرف الحق وأنكره بعد ما قامت عليه الحجة ودعي إليه فلم يقبل وتمرد وعاند ، وما ذكر عنا من أنا نكفر غير من هذا حاله فهو كذب علينا . وأما: ابن الفارض وأمثاله من الاتحادية "فليسوا من أهل السنة" بل لهم مقالات شنع بها عليهم أهل السنة وذكروا أن هذه الأقوال المنسوبة إليه كفريات منها قول ابن الفارض في التائية شعراً : وإن خر للأصنام في البيد عاكف:::::فلا تعني بالإِنكـار للعصبيــة).
انتهى كلامهم رحمهم الله ، ويؤكد كلامهم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في كتابه الأخير من حكم المرتد صحيفة 148 حيث قال : ( أن من اعتقد هذا على الظاهر "فهو مشرك كافر". وأما القائل:فيرد أمره إلى الله سبحانه ولا ينبغي التعرض للأموات لأنه لا يعلم هل تابوا أم لا . وأما شعر ابن الفارض : فإنه كفر صريح، لأنه شاعر الاتحادية، الذين لا يفرقون بين العابد والمعبود، والرب والمربوب، بل يقول بوحدة الوجود، وهو من طائفة ابن عربي ، الذي قال فيهم ابن المقري الشافعي:"من شك في كفر طائفة ابن عربي،فهو كافر ") .
وإن عبد النار المجوس فما انطفـت:::::كما جاء في الأخبار من ألف حجة فما عبدوا غيري وما كان قصدهم :::::سواي وإن لم يضمروا عقـد نيـة
يقول رحمه الله تعالى معلقا على هاتين البيتين في صحيفة 22 - 23 : ( فمن أهل العلم من أساء به الظن بهذه الألفاظ وأمثالها ، ومنهم من تأول ألفاظه وحملها على غير ظاهرها وأحسن فيه الظن ، ومن أهل العلم والدين ، من أجرى ما صدر منه على ظاهره وقال :"هذه الأشعار ونحوها تتضمن مذهب أهل الاتحاد من القائلين بوحدة الوجود والحلول" كقصيدته المسماة (نظم السلوك) ومثل كثير من شعر ابن إسرائيل ، وابن عربي ، وابن سبعين ، والتلمساني ، وما يوافقها من النثر، الموافق لمعناها. فهذه الأشعار : من فهمها علم أنها كفر وإلحاد ، وأنها مناقضة للعقل والدين . ومن لم يفهمها وعظم أهلها ، كان بمنزلة من سمع كلاماً لا يفهمه وعظمه، وكان ذلك من دين اليهود والنصارى والمشركين ؛ وإن أراد أن يحرفها ويبدل مقصودهم بها ،كان من الكذابين الباهتين ، المحرفين لكلم هؤلاء عن مواضعه ، فلا يعظم هؤلاء وكلامهم ، إلا أحد رجلين : - جاهل ضال. - أو زنديق منافق. وإلا فمن كان مؤمناً بالله ورسوله، عالماً بمعاني كلامهم، لا يقع منه إلا بغض هذا الكلام وإنكاره، والتحذير منه، وهذا كقول ابن الفارض: لها صلاتي في المقـام أقيمها وأشهـــد فيها أنهـا لي صلـت "... الخ، وذكر أبياتاً لابن إسرائيل وغيره ، ثم قال:"وحقيقة قول هؤلاء أنهم قالوا في مجموع الوجود أعظم مما قالته النصارى في المسيح فإن النصارى ادعوا أن اللاهوت الذي هو الله اتحد مع الناسوت وهو ناسوت المسيح أو حل فيه مع كفرهم الذي أخبر الله به كما قال:(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) فهم مع هذا الكفر ، يقرون أن الله خلق السماوات والأرض، وأنه مغاير للسماوات والأرض ، ويقولون:(إنه قد حل في المسيح واتحد به) وهؤلاء يقولون بالحلول والاتحاد في جميع العالم ولا يقرون أن للعالم صانعاًَ مبايناًَ له بل يقولون :(وجود المخلوق هو وجود الخالق) ويقولون في جميع المخلوقات نظير قول النصارى في المسيح ، لكن النصارى يثبتون خالقاً كان مبايناً للمسيح ، وهؤلاء لا يثبتون خالقاً مبايناً للمخلوقات ، فقولهم أعظم حلولاً واتحاداً ، وأكبر فساداً وإلحاداً من قول النصارى" انتهى . فتأمل ( الكلام لشيخ الإسلام): كونه رحمه الله أطلق على هذا القول أنه كفر ، ولم يتعرض لتكفير قائله، فافهم الفرق، لأن إطلاق الكفر على المعين ، الذي لم تقم عليه الحجة،لا يجوز، وأظن هذا الإِمام الذي قال فيهم هذا الكلام رحمه الله ،ظن أن الحجة لم تقم على قائل هذا الكلام، وأن ابن الفارض، وأمثاله ، لجهالتهم لا يعلمون ما في كلامهم ، ومذهبهم من الكفر ، ومن أحسن فيهم الظن ، من العلماء، كما قدمنا ، حمل كلامهم على محامل غير هذه ، وأولها تأويلاً حسناً ، على غير ظاهرها ).
انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى . وهناك من يلصق هذه العقائد وهذه التهويشات بأعلام الأمة وسادتها لكي تنفق بضاعته على عوام الناس إن لم تنفق على العلماء ، ولا أدري لماذا هذا الجدل الذي نلقاه في بعضهم في هكذا دجل وكذب ؟!
يقول شيخ الإسلام رحمه الله كما في الجزء الثامن من منهاج السنة النبوية صحيفة 41 : (والمقصود هنا أن هؤلاء الملاحدة حقيقة قولهم "تعطيل الخالق " و "جحد حقيقة النبوات والمعاد والشرائع" و "ينتسبون إلى موالاة علي ويدعون أنه كان على هذه الأقوال" كما تدعى القدرية والجهمية والرافضة أنه كان على قولهم أيضا ، و "يدعون أن هذه الأقوال مأخوذة عنه"، وهذا كله باطل كذب على علي رضي الله عنه).
أفتتح اليوم هذه المشاركة بدفع العلامة ابن القيم رحمه الله شبهة أُشتُهِرت حول أحد الأعلام كما في الجزء الأول من مدارج السالكين صحيفة 264 : ( وصاحب ( المنازل ) رحمه الله [ ضياء : أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي الحنبلي ، واسم الكتاب "منازل السائرين إلى الحق المبين"] كان شديد الإثبات للأسماء والصفات مضادا للجهمية من كل وجه .
وله كتاب ( الفاروق ) [ ضياء :" الفاروق في صفات الله"] استوعب فيه أحاديث الصفات وآثارها ولم يسبق إلى مثله .
وكتاب ( ذم الكلام وأهله ) طريقته فيه أحسن طريقة وكتاب لطيف في أصول الدين يسلك فيه طريقة أهل الإثبات ويقررها ، وله مع الجهمية المقامات المشهودة وسعوا بقتله إلى السلطان مرارا عديدة والله يعصمه منهم ، ورموه بالتشبيه والتجسيم على عادة بهت الجهمية والمعتزلة لأهل السنة والحديث الذين لم يتحيزوا إلى مقالة غير ما دل عليه الكتاب والسنة .
ولكنه رحمه الله كانت طريقته في السلوك مضادة لطريقته في الأسماء والصفات فإنه لا يقدم على الفناء شيئا ويراه الغاية التي يشمر إليها السالكون والعلم الذي يؤمه السائرون ، واستولى عليه ذوق الفناء وشهود الجمع وعظم موقعه عنده واتسعت إشاراته إليه وتنوعت به الطرق الموصلة إليه علما وحالا وذوقا فتضمن ذلك تعطيلا من العبودية باديا على صفحات كلامه وزان تعطيل الجهمية لما اقتضته أصولهم من نفي الصفات .
ولما اجتمع التعطيلان لمن اجتمعا له من السالكين تولد منهما القول بوحدة الوجود المتضمن لإنكار الصانع وصفاته وعبوديته وعصم الله أبا إسماعيل باعتصامه بطريقة السلف في إثبات الصفات فأشرف من عقبة الفناء على وادي الاتحاد بأرض الحلول فلم يسلك فيها ولوقوفه على عقبته وإشرافه على تلك الربوع الخراب ودعوة الخلق أقسمت إلى الوقوف على تلك العقبة الاتحادية بالله جهد أيمانهم إنه لمعهم ومنهم وحاشاه .
وتولى شرح كتابه أشدهم في الاتحاد طريقة وأعظمهم فيه مبالغة وعنادا لأهل الفرق " العفيف التلمساني" ونزل الجمع الذي يشير إليه صاحب المنازل على جمع الوجود وهو لم يرد به حيث ذكره إلا جمع الشهود ) .
ثم نقف عند درر وفوائد شيخ الإسلام رحمه الله كما في الجزء الثاني من مؤلفه الماتع اقتضاء الصراط المستقيم صحيفة 391 : ( أصل دين المسلم : أنه لا تخص بقعة بقصد العبادة إلا المساجد .
ولو كان الاحتجاج بالقدر مقبولاً ، لم يمكن للناس أن يعيشوا ، إذا كان لكل من اعتدى عليهم أن يحتج بذلك ، فيقبلوا عذره ولا يعاقبوه ولا يمكن اثنان من أهل هذا القول أن يعيشا ، إذ لكل منهما أن يقتل الآخر ، ويفسد جميع أموره ، محتجاً على ذلك بالقدر .
ثم إن أولئك المبتدعين ، الذين أدخلوا في التوحيد نفي الصفات ، وهؤلاء الذين أخرجوا عنه متابعة الأمر ، إذا حققوا القولين أفضى بهم الأمر إلى أن لا يفرقوا بين الخالق والمخلوق ، بل يقولون بوحدة الوجود ، كما قال أهل الإلحاد القائلين بالوحدة والحلول والاتحاد ، الذين يعظمون الأصنام وعابديها ، وفرعون وهامان وقومهما ، ويجعلون وجود خالق الأرض والسماوات هو وجود كل شيء من الموجودات ويدعون التوحيد والتحقيق والعرفان ، وهم من أعظم أهل الشرك والتلبيس والبهتان.
يقول عارفهم : " السالك في أول أمره يفرق بين الطاعة والمعصية " أي نظراً إلى الأمر " ثم يرى طاعة بلا معصية " أي نظراً إلى القدر " ثم لا طاعة ولا معصية " أي نظراً إلى أن الوجود واحد ، ولا يفرق بين الواحد بالعين والواحد بالنوع ، فإن الموجودات مشتركة في مسمى الوجود ) .
[ ضياء : هناك كلام مشابه ومفصل حول هذه العبارة لشيخ الإسلام للعلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على كشف الشبهات في المجلد السابع فليراجع ] .
يستطرد شيخ الإسلام رحمه الله فيقول عند ذكره لأقسام الوجود : ( والوجود ينقسم إلى : - قائم بنفسه . - وقائم بغيره . - و واجب بنفسه . - وممكن بنفسه . [ ضياء : كان شيخ الإسلام في الصفدية قد زاد على هذه الأقسام الأربعة " قديم "و" محدث " فليراجع ، كذلك له كلام مشابه في العقيدة الأصفهانية حيث قال :( وكل موجود إما قائم بنفسه وإما قائم بغيره ، وكل جسم إما متحرك وإما ساكن وإما حي وإما ميت ، وكل حي إما عالم وإما جاهل وإما قادر وإما عاجز وإما سميع وإما أصم وإما أعمى وإما بصير ، بل وكذلك كل موجودين فإما أن يكونا متجانسين وإما أن يكونا متباينين وأمثال هذه القضايا )] .
نكمل كلامه يرحمه الله ..
كما أن الحيوانات مشتركة في مسمى الحيوان ، والأناس يشتركون في مسمى الإنسان ، مع العلم الضروري بأنه ليس عين وجود هذا الإنسان هو عين هذا الفرس ، بل ولا عين هذا الحيوان وحيوانيته وإنسانيته هو عين هذا الحيوان وحيوانيته وإنسانيته ، ولكن بينهما قدر مشترك تشابها فيه ، قد يسمى كلياً ومطلقاً وقدرا مشتركا، ونحو ذلك .
وهذا لا يكون في الخارج عن الأذهان كليا عاما مطلقاً ، بل لا يوجد إلا معيناً مشخصاً ، فكل موجود فله ما يخصه من حقيقته ، مما لا يشركه فيه غيره ، بل ليس بين موجودين في الخارج شيء بعينه اشتركا فيه .
ولكن تشابها ، ففي هذا نظير ما في هذا ، كما أن هذا نظير هذا ، وكل منهما متميز بذاته وصفاته عما سواه .
فكيف الخالق سبحانه وتعالى ؟.
وهذا كله مبسوط في غير هذا الموضع البسط الذي يليق به ، فإنه مقام زلت فيه أقدام ، وضلت فيه أحلام ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .
ثم يخلص رحمه الله إلى قوله : ومن أحكم الأصلين المتقدمين في الصفات ، والخلق ، والأمر ، فيميز بين المأمور [ المجبوب ] المرضي لله ، وبين غيره ، مع شمول القدر لهما ، وأثبت للخالق سبحانه الصفات التي توجب مباينته للمخلوقات ، وأنه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته - أثبت التوحيد الذي بعث الله به رسله ، وأنزل به كتبه ، ما تضمنته سورتا " الإخلاص" و " قل يا أيها الكافرون " ، كما نبه على ذلك في سورتي الإخلاص ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ و ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾.
فإن ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تعدل ثلث القرآن ، إذ كان القرآن باعتبار معانية ثلاثة أثلاث : - ثلث توحيد. - وثلث قصص . - وثلث أمر ونهي. لأن القرآن كلام الله والكلام : - إما إنشاء. - وإما إخبار. والإخبار: - إما عن الخالق. - وإما عن المخلوق. والإنشاء : - أمر . - ونهي. - وإباحة. فقل هو الله أحد فيها ثلث التوحيد ، الذي هو خبر عن الخالق .
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ) ، و عَدْلُ الشيء – بالفتح - يكون : " ما ساواه من غير جنسه " ، كما قال تعالى ﴿ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً ﴾.
وذلك يقتضي أن له من الثواب ما يساوي الثلث في القدر، ولا يكون مثله في الصفة ، كمن معه ألف دينار وأخذ معه مايعدلها من الفضة والنحاس، وغيرهما .
ولهذا يحتاج إلى سائر القرآن ، ولا تغني عنه هذه السورة مطلقاً ، كما يحتاج من معه نوع من المال إلى سائر الأنواه، إذ كان العبد محتاجاً إلى الأمر والنهي والقصص .
وسورة ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ فيها " التوحيد القولي العلمي " الذي تدل عليه الأسماء والصفات ، ولهذا قال تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ ، وقد بسطنا الكلام عليها في غير هذا الموضع .
وسورة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ فيها " التوحيد القصدي العملي "، كما قال تعالى : ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره وإن كان كلاهما يقر بأن الله رب كل شيء ويتميز عباد الله المخلصون الذين لم يعبدوا إلا إياه ، ممن عبد غيره، وأشرك به أو نظر إلى القدر الشامل لكل شيء ، فسوى بين المؤمنين والكفار ، كما كان يفعل المشركون من العرب . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( إنها براءة من الشرك ) .
وسورة ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ فيها إثبات الذات ، وما لها من الأسماء والصفات الذي يتميز به مثبتو الرب الخالق ، الأحد الصمد ، من المعطلين له بالحقيقة نفاة الأسماء والصفات ، المضاهين لفرعون ، وأمثاله، ممن أظهر التعطيل والجحود للإله المعبود، وإن كان في الباطن يقر به، كما قال تعالى : ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ﴾ ، وقال موسى : ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً ﴾ .
والله سبحانه بعث أنبياءه " بإثبات مفصل للصفات ونفي مجمل " ، فأثبتوا له الأسماء والصفات ، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات ، ومن خالقهم من المعطلة المتفلسفة وغيرهم عكسوا القضية ، فجاءوا " بنفي مفصل وإثبات مجمل " .
يقولون : " كذا ، ليس كذا ، ليس كذا " .
فإذا أرادوا إثباته قالوا : " وجود مطلق بشرط النفي وبشرط الإطلاق " .
وهم يقرون في منطقهم اليوناني أن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون في الخارج ، فليس في الخارج حيوان مطلق بشرط الإطلاق ، ولا إنسان مطلق بشرط الإطلاق ، ولا موجود مطلق بشرط الإطلاق ، بخلاف المطلق لا بشرط الذي يطلق على هذا وهذا ، وينقسم إلى هذا وهذا .
فإن هذا يقول : " إنه في الخارج " لكن لا يكون إلا معيناً مشخصاً .
أو يقولون : " إنه الوجود المشروط بنفي كل ثبوت عنه " فيكون مشاركاً لسائر الموجودات في مسمى الوجود ، متميزاً عنها بالعدم .
وكل موجود متميز بأمر ثبوتي ، والوجود خير من العدم ، فيكون أحقر الموجودات خيراً من هذا الذي ظنوه وجوداً واجباً ، هذا إذا أمكن تحقيقه في الخارج .
فكيف وذلك ممتنع ؟
لأن المتميز بين الموجودين لا يكون عدماً محضاً ، بل لا يكون إلا وجوداً .
فهؤلاء الذين يدعون أنهم أفضل المتأخرين ، من الفلاسفة المشائين يقولون في وجود واجب الوجود ، " ما يعلم بصريح العقول " الموافق لقوانينهم المنطقية أنه " قول بامتناع الوجود الواجب " وأنه " جمع بين النقيضين " وهذا في غاية الجهل والضلال .
وأما الرسل صلوات الله عليهم طريقتهم طريق القرآن ، قال سبحانه وتعالى :﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ .
والله تعالى يخبر في كتابه أنه " حي "،" قيوم "،" عليم "،" حكيم "،" غفور "،" رحيم "،" سميع "،" بصير "،" علي "،" عظيم "،" خلق" السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم "استوى" على العرش ،"كلم" موسى تكليماً ، و "تجلى" للجبل فجعله دكا ."يرضى" عن المؤمنين ، و "يغضب" على الكافرين إلى أمثال ذلك من الأسماء والصفات.
ويقول في النفي : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ , ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ ، ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾ ، ﴿ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً ﴾ فنفى بذلك أن تكون صفاته كصفات المخلوقين ، وأنه ليس كمثله شيء ، لا في نفسه المقدسة ، المذكورة بأسمائه وصفاته ، ولا في شيء من صفاته ولا أفعاله , ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ .
فالمؤمن يؤمن بالله ، وما له من الأسماء الحسنى ، ويدعوه بها ، ويجتنب الإلحاد في أسمائه وآياته ، كما قال تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾ .
وهو يدعو الله وحده ، ويعبده وحده ، لا يشرك بعبادة ربه أحداً .
ويجتنب طريق المشركين الذين قال الله تعالى فيهم : ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ ، وهذه جمل لها تفاصيل ، ونكت تشير إلى خطب جليل .
فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان وليتخذ الله هادياً ونصيراً ، وحاكماً وولياً ، فإنه نعم المولى ونعم النصير وكفى بربك هادياً ونصيراً ) .
إلى هنا نكون قد أنهينا القسم الخاص بعقيدة أهل الوجود بصفات الله تعالى .. وسننتقل فيما بعد إلى الجزء الأخير من هذا الباب وهو" تكفير علماء أهل السنة لأصحاب هذه العقيدة المسخ "..
*******************
ثم يأتي موضوع التكفير الذي تم طرحه آنفا ..
أعتذر على هذا الإشكال ..
يتبع بإذنه تعالى ..
التعديل الأخير تم بواسطة ضياء الشميري; الساعة 11-Sep-2007, 04:07 PM.
جزاكم الله خيرا .. سننهي الآن بحث الجزء الأول من الموضوع ..
يقول محدث الحجاز وعلامتها فضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله في معرض رده على الرفاعي والبوطي في كتابه الماتع والموسوم بـ (الرد على الرفاعي والبوطي في كذبهما على أهل السنة ودعوتهما إلى البدع والضلال) صحيفة 100 : (وأمَّا ابن عَربي الطائي صاحب الفصوص ، القائل بوحدة الوجود ، فإنَّ مَن يقف على كلامِه في فصوصه لا يتوقَّف في تكفيرِه ، وقد ألَّف الشيخ برهان الدِّين البقاعي المتوفى سنة (885هـ) كتاباً سَمَّاه :"تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي"، يقع في (241) صفحة ، قال في مقدِّمتِه : "وبعد ، فإنِّي لَمَّا رأيتُ الناسَ مضطربِين في ابن عربي المنسوب إلى التصوُّف ، الموسوم عند أهل الحق بالوحدة ، ولم أرَ مَن شفى القلبَ في ترجمته،وكان كفرُه في كتابه الفصوص أظهرَ منه في غيره،أحببتُ أن أذكرَ منه ما كان ظاهراً ؛ حتى يُعلم حالُه ، فيُهجر مقالُه ، ويُعتقَد انحلالُه ، وكفرُه وضلالُه ، وأنَّه إلى الهاوية مآبُه ومآلُه ، وامتثالاً لِما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال :"مَن رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده ، فإن لَم يستطع فبلسانه ، فإن لَم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعفُ الإيمان"، وفي رواية عن عبد الله بن مسعود:"وليس وراء ذلك من الإيمان مثقالُ حبَّةٍ من خَردَل"،وما أَحضَر إليَّ النسخة التي نقلتُ ما تراه إلاَّ شخصٌ من كبار مُعتقديه وأتباعه ومُحبِّيه". إلى أن قال : "وسَمَّيتُ هذه الأوراق "تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي" وإن شئتَ فسمِّها " النصوص من كفر الفصوص" لأنِّي لَم أستشهد على كفرِه وقبيحِ أمرِه إلاَّ بما لا ينفع معه التأويل من كلامِه ، فإنَّه ليس كلُّ كلامٍ يُقبل تأويلُه وصرفُه عن ظاهرِه". اهـ.
قلت (ضياء ): وقد سرد فضيلته كفريات الفصوص والتي كنا قد عرضنا منها الكثير في مقدمة هذا البحث ، لذا سأكتفي فقط في ذكر من نقل عنهم البقاعي رحمه الله مذمة ابن عربي أو تكفيره صراحة ، والقصد هنا أنني أريد تكفير هذه العقيدة المسخ لإجماع كل ذي لب على شناعتها وشذوذها . فمن الأئمة الأعلام والحفاظ وعلماء الإسلام الذين ذكرهم البقاعي رحمه الله تعالى في مذمة ذلك : - إبراهيم بن داود الآمدي . - أبو بكر بن قاسمالكناني. - سليمان بن يوسف الياسوفي الدمشقي . - علي بن عبد الله الأردبيلي . - محمد بن خليل عز الدين الحاضري الحنفي . - محمد بن علي الدكالي . - موسى بن محمد الأنصاري . - سراج الدِّين عمر البلقينِي . - الحافظ ابن حجر العسقلاني . - زين الدِّين العراقي . - أبو زرعة وليُّ الدِّين العراقي . - شمس الدِّين الذهبي . - عبد الرحمن بن خلدون . - بدر الدِّين بن جماعة . - شمس الدِّين محمد بن يوسف الجزري . - محمد بن محمد الجزري . - علي بن يعقوب البكري . - محمد بن عقيل البالسي . - جمال الدين ابن هشام . - شمس الدِّين محمد العيزري . - علاء الدِّين البخاري الحنفي . - علي بن أيوب . - شرف الدِّين عيسى بن مسعود الزواوي . - شمس الدِّين الموصلي . - زين الدِّين عمر الكتاني . - برهان الدِّين السفاقينِي . - سعد الدِّين الحارثي الحنبلي . - رضي الدِّين بن الخياط . - شهاب الدِّين أحمد ابن علي الناشري . - محمد بن علي النقاش . - أبو حيَّان الأندلسي . - تقيُّ الدِّين السُّبكي .
ومِن أقوال الذين صرَّحوا بتكفيره قول إمام القرَّاء شمس الدِّين بن الجزري كما في صحيفة 175 من الكتاب الآنف الذكر : ( ومِمَّا يجب على ملوك الإسلامِ ، ومَن قَدَرَ على الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكر أن يُعدِموا الكتبَ المخالفةَ لظاهِر الشرع المُطهَّر من كتب المذكور وغيره ، ولا يُلتَفَتُ إلى قول مَن قال هذا الكلام المخالف للظاهر ينبغي أن يُؤوَّل؛ فإنَّه غلطٌ من قائلِه ، إنَّما يُؤوَّل كلام المعصوم ، ولو فُتِح بابُ تأويلِ كلِّ كلام ظاهرُه الكفر ، لَم يكن في الأرضِ كافر ).
قلت (ضياء ): وكأني بالجزري رحمه الله يريد مايشبه قول أحمد السرهندي الفاروقي في مكتوبات الربانية حيث قال :(والذين يردون الشيخ [ ضياء :ابن عربي ] في خطر، والذين يقبلونه و يقبلون كلامه أيضا في خطر، ينبغي أن يقبل الشيخ و ينبغي ألا تقبل كلماته المخالفة ، هذا هو طريق الوسط في قبول الشيخ و عدم قبوله الذي هو اختيار هذا الفقير و الله سبحانه أعلم بحقيقة الحال).
أو كالسيوطي غفر الله له ولوالديه حين ألف كتاب " تنبيه الغبيّ في تبرئة ابن عربيّ " بل وقال فيه : (والقول الفصل في ابن العربي اعتقاد ولايته , وترك النظر في كتبه , فقد نقل عنه هوانه قال :" نحن قوم لا يجوز النظر في كتبنا"). أي من لم يصل حد علمهم وفقههم .!! فالله المستعان ..
أو كالشعراني عبد الوهّاب المتعصب لشيخه أشد ما يكون التعصب ، حيث ألّف كتاباً أسماه "اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر "وكذلك "تنبيه الأغبياء على قطرةٍ من بحر علوم الأولياء" وكان دفاعه مستميتا على شيخه الأكير وعلى التصوف بشكل عام . لم يكتفي بذلك فحسب بل أفرد مؤلفاً خاصاً يدافع فيه عن كتاب شيخه (الفتوحات المكية) فأسماه "الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر". فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
كذلك الفيروز آبادي صاحب القاموس الذي كان معجبا به أشد الإعجاب . وقد ذكر بعض علماء السنة أن كلاما مقتبسا تم حشوه في شرحه للصحيح البخاري ووضع ذلك السم الزعاف على طريقة تأصيلية كطريقة أهل الحديث . لكن الله قيض لهذه المجلدات دابة من دواب الأرض فأتت عليها من بكرة أبيها , فأراح الله بذلك الأمة من شبهاته وتخبطاته .
ولا ندري أين نرمي بهذه المقالات التي تنضح كفرا وزندقة في كتبه ورسائله ..
يقول محمد بن علي النقاش كما نقله البقاعي رحمهم الله في صحيفة 147 في معرض حديثه عن وحدة الوجود : ( وهو مذهبُ المُلحدين ، كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض ، مِمَّن يجعلُ الوجودَ الخالق هو الوجود المخلوق ).
ويقول ابن خلدون في مقدمته : (ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي ، وابن سبعين ، وابن برّجان ، وأتباعهم ، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها ،مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع ، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها ، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة).
يقول أبو زرعة ابن الحافظ العراقي رحمه الله كما أورده لنا تقي الدين الفاسي في كتابه عقيدة ابن عربي وحياته : (لا شك في اشتمال"الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه ، وكذلك "فتوحاته المكية"، فإن صحّ صدور ذلك عنه ، واستمر عليه إلى وفاته فهو كافر مخلد في النار بلا شك).
ويقول أبو حيَّان الأندلسي في تفسيره عند قوله تعالى﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ بنُ مَرْيَمَ﴾قال: ( ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط مَن أقرَّ بالإسلامِ ظاهراً، وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصُّوَر الجميلة ، ومَن ذهب من ملاحدَتِهم إلى القول بالاتِّحاد والوحدة كالحلاَّج ، والشعوذي ، وابن أحلى ، وابن عربي المقيم بدمشق ، وابن الفارض ، وأتباع هؤلاء كابن سبعين )..وعدَّ جماعةً ثمَّ قال :( وإنَّما سردتُ هؤلاءِ نصحاً لدين الله يعلمُ اللهُ ذلك وشفقَةً على ضعفاء المسلمين وليُحذَروا ؛ فإنَّهم شرٌّ من الفلاسفة الذي يُكذِّبون اللهَ ورسلَه ، ويقولون بِقِدم العالَم ، ويُنكرون البعثَ ، وقد أُولِع جهلةٌ مِمَّن ينتمي إلى التصوُّف بتعظيمِ هؤلاء ، وادِّعائهم أنَّهم صفوةُ الله). قلت (ضياء ):لو علمها السيوطي غفر الله له ولوالديه لألف رسالة في الرد على أبي حيان !
ومِن الذين شنعوا على أصحاب هذه العقيدة تقيُّ الدِّين السُّبكي حيث نقل عنه البقاعي رحمه الله كما في صحيفة 143 فقال: ( ومَن كان من هؤلاء الصوفية المتأخِّرين كابن عربي وغيره ، فهم ضُلاَّلٌ جُهَّالٌ،خارجون عن طريقة الإسلام، فضلاً عن العلماء ). قلت (ضياء ): هل يجرأ السيوطي غفر الله له ولوالديه أن يقول كلمة واحدة في تقي الدين ؟ أو حتى في الحافظ ابن حجر رحمه الله والذي دائما ما يلقبه بشيخ الإسلام ؟! أقول : لا أعتقد ذلك لأنه لا يمكن أن يدخلهم تحت عنوان كتابه " تنبيه الغبيّ في تبرئة ابن عربيّ " وإلا لقامت عليه الأشاعرة ولسلبت منه الرئاسة والإمامة كما فعل بغيره ممن نهج منهج السلف في الاعتقاد .
وممن تكلم فيهم الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي الحسيني في كتابه "الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة" صحيفة 53 وما يليها حيث قال : ( فقل لي بالله أي فائدة في الدعوة إلى رد التقليد و حده مع نصر الشرك الأكبر و عقيدة الإتحاد و تقديس إمامها ابن عربي الزنديق الذي أجمع الأئمة على كفره ؟ و لا يتسع المقام هنا لذكر أسماء الأئمة الذين حكموا بكفره في عصور مختلفة . و قد ألف الإمام إبراهيم البقاعي الحافظ كتابين في إقامة البرهان على كفر ابن الفارض و ابن عربي أحدهما سماه "تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي "و الثاني سماه "تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الإتحاد" أقام البرهان فيه على كفر ابن عربي و أمثاله من أصحاب و حدة الوجود , ونقل في هذين الكتابين نقولاً وافية شافية عن اثنين و ثلاثين إماما من بلدان مختلفة نقتصر على ذكر أسماء إثني عشر إماما منهم لهم قدم صدق عند جميع المسلمين .
- الأول: سلطان العلماء الإمام عز الدين ابن عبد السلام. - الثاني : الإمام ابن دقيق العيد. - الثالث : الحافظ زين الدين القرافي . - الرابع : شيخ الإسلام ابن تيمية. - الخامس: العلامة ابن القيم شمس الدين. - السادس: الإمام أبو حيان الأندلسي. - السابع : الإمام تقي الدين السبكي. - الثامن:جمال الدين ابن هشام صاحب المغني . - التاسع: الحافظ محمد ابن احمد ابن عثمان الذهبي مؤلف تذكرة الحفاظ . - العاشر: الإمام الحافظ تقي الدين الفاسي مؤلف تاريخ مكة . - الحادي عشر: إمام الصوفية في عصره أبو القاسم القشيري. - الثاني عشر: الإمام السهروردي مؤلف عوارف المعارف .
فأي امرئ عنده ذرة من الإيمان و النصيحة لنفسه و للمسلمين يخالف هؤلاء الأئمة و يقدس الشيخ الأشد كفرا ابن عربي الحاتمي و شيعته ؟! لاجرم أنه لا يفعل ذلك إلا زنديق مثلهم. و لا يجوز التوقف في الحكم عليهم قال الإمام البقاعي في كتابه تحذير العباد المتقدم الذكر ما نصه :"و لا يسع أحدا أن يقول أنا واقف أو ساكت لا أثبت و لا أنفي لأن ذلك يقتضي الكفر ،لأن الكافر من أنكر ما علم من الدين بالضرورة ومن شك في كفر مثل هذا كفر و لهذا قال ابن المقري في مختصر الروضة:(من شك في اليهود و النصارى و طائفة ابن عربي فهو كافر)".
قلت رحم الله علماء السنة أهل العقيدة الصحية والفطرة السليمة .
وهذا العلامة سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله تعالى يقول في كتابه الماتع تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد تحت أقسام الشرك في الربوبية صحيفة 26 : (ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود، كابن عربي ، وابن سبعين ، والعفيف التلمساني ، وابن الفارض ، ونحوهم من الملاحدة الذين كسوا الإلحاد حلية الإسلام ، ومزجوه بشيء من الحق ، حتى راج أمرهم على خفافيش البصائر).
يقول العلامة عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى في "جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية": (ومعلوم أن من خالف ما جاءت به الرسل عن الله بمجرد عقله ، فهو أولى بالكفر والجهل والتشبيه ، والتجسيم ممن لم يخالف ما جاءت به الرسل ، وإنما خالف ما علم بالعقل ؛ إن كان ذلك حقا ) .
وجاء في الجزء الأول من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام صحيفة 47 تحت المسألة الثالثة والعشرون : ( إن صاحب البردة ، وغيره مِمّنْ يوجد الشرك في كلامه ، والغلو في الدين ، وماتوا ،لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام ،وبيان أن من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر. وأما القائل فيرد أمره إلى الله-سبحانه -، ولا ينبغي التعرض للأموات ، لأنه لا يُعلم هل تاب ، أم لا. وأما شعر ابن الفارض فإنه كفر صريح، لأنه شاعر الاتحادية الذين لا يفرقون بين العابد والمعبود ، والرب والمربوب ، بل يقول بوحدة الوجود ، وهو من طائفة ابن عربي الذين قال فيهم ابن المقري الشافعي :( مَنْ شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر). والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ).
قلت (ضياء ): لاحظ يا رعاك الله الفرق الكبير والبون الشاسع بين مسألة شركيات قصيدة البردة لمحمد بن سعيد البوصيري وبين إلحاد أتباع عقيدة وحدة الوجود كابن الفارض وابن عربي ظاهرا وباطنا .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته في الجزء الثاني من الفتاوى الكبرى صحيفة 307 : (ولهذا لما وقعت هذه المسألة بين الجُنيد وأصحابه ذكر لهم الفرق الثاني وهو :" أن يفرق بين المأمور والمحظور وبين ما يحبه الله وما يكرهه مع شهوده للقدر الجامع فشهد الفرق في القدر الجامع" ومَنْ لم يُفَرِّق بين المأمور والمحظور خرج عن دين الإسلام . وهؤلاء الذين يتكلمون في الجمع لا يخرجون عن الفرق الشرعي بالكلية وإن خرجوا عنه كانوا كفاراً من شر الكفار وهم الذين يخرجون إلى التسوية بين الرسل وغيرهم ثم يخرجون إلى القول بوحدة الوجود فلا يفرقون بين الخالق والمخلوق ولكن ليس كل هؤلاء ينتهون إلى هذا الإلحاد بل يفرقون من وجه دون وجه فيطيعون الله ورسوله تارة ويعصون الله ورسوله تارة كالعصاة من أهل القبلة وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع ) .
وعلى ضوء ما سبق بيانه في مسألة العقائد والصفات وكلمة التوحيد نجد العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى يقول في كتابه " الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي " صحيفة 153 : (والشرك والتعطيل متلازمان , فكل معطل مشرك , لكن الشرك لا يستلزم أصل التعطيل).
أختم هذا الجزء من البحث بفتوى بقول فضيلة الوالد العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى كما في الجزء الثاني من كتابه الماتع " المنتقى " فصل الجماعات : (والطرق الصوفية طرق ضالة ومنحرفة خصوصًا في وقتنا الحاضر ، لأنها مخالفة لما كان عليه النبي صلى الله عليه و آله وسلم وأصحابه . فهي داخلة في الفرق الضالة ، بل ربما يصل ضلالهم إلى الكفر ،فمنهم أهل وحدة الوجود،وهم أكفر أهل الأرض وهم من فروع الصوفية ، أو من أكابرهم ، وكذلك منهم الحلولية ، ومنهم الآن السادة الذين يُعبدون من دون الله ويُتقرب إليهم مريدوهم بأنواع القربات من دون الله عز وجل . إذا كانوا أمواتًا إلى أضرحتهم وقبورهم يريدون منهم المدد والشفاعة وغير ذلك ، وإن كانوا أحياءً فإنهم ينقادون لأوامرهم لتحريم الحلال وتحليل الحرام وغير ذلك . ولا نعلم الآن أن هناك فرقة صوفية معتدلة بل كل الفرق الصوفية منحرفة ، وانحرافها يتفاوت: منه ما هو كفر، ومنه ما هو دون ذلك . وعلى كل حال الصوفية وغيرهم كل من خالف هدي النبي صلى الله عليه وآله سلم وخالف سنته فإنه ضال ومنحرف وواقع تحت هذا الوعيد الشديد ) .
ــــــــــ
تم الانتهاء كليا من مسألة وحدة الوجود والتي أخذها التيار الشيرازي مأخذا على بقية الروافض الذين يدينون بها أحيانا أو ينافحون عنها أخرى .
وكنا قد تعمقنا قليلا في هذه العقيدة من حيث إحياء أصولها وفلسفاتها من خلال آخر مدرسة فلسفية إسلامية تبناها الروافض قيادةً وتأسيسا ، حتى قيام الثورة الإيرانية وتحمل عبء راية هذه العقيدة من قِبل إمام الضلالة الخميني ، وحتى خروج الثورة عن مقاصدها الشرعية من خلال تعذيب وتهجير و إهانة من يقف وجها لوجه تجاه هذه العقيدة أو من ينازع فيها .
وعقبنا بعد ذلك على فتاوى الطرفين من الروافض في هذه المسألة ، ورأينا مدى السطحية التي يعتمدها الطرف المؤيد لها .
ثم ختمنا ذلك كله بأقوال أهل العلم من علماء السنة والجماعة وبينا نظرتهم إلى هذه العقيدة من خلال دراستهم لما تحمله وما يراد الوصول إليه من نفي وتعطيل وإلحاد .
وتوقفنا قليلا عند شخصيات تم التنازع عليها حكما وتصنيفا ، وعلمنا أن هناك ممن هم على جليل قدرهم وكبير علمهم وفضلهم من وقعوا في مزلق التعصب لأئمة الكفر والضلال ، إما جهلا بحالهم ومن ثم إحسان الظن بهم ، وإما نتيجة النشأة في بيئة غلب عليها الغلو في التصوف أو في بعض العقائد الباطلة .
فنسأل الله لنا ولهم العفو والعافية والله المستعان ..
[color=#8B0000]ان المتتبع لحقيقة الرافضة وأعمالهم لا يخفى عليه أبدا مدى جرمهم وحقدهم على البشرية عامةً وعلى أهل السنة بصفة خاصة.[/color] حيث يستمدون حقدهم هذا من أصل عقيدتهم التي تريهم الحق باطلاً والباطل حقاً.
فالرافضة قوم اشرار همجيون يتعاملون بقسوة ووحشية مع كل من يخالف معتقدهم ، وخصوصاً أهل السنة الذين تصدوا لهم وأبدو زيف عقيدتهم وبطلان منهجهم. ولهذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم واليك بعض ما هو موجود في كتبهم
فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟
فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل) (وسائل الشيعة 18/463)، (بحار الأنوار 27/231).
وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس.!!!
فإضافة إلى ما ذكرناه من قولهم خذ مال الناصب حيث وجدته وادفع إلينا الخمس فقد أفتى مرجعهم الكبير روح الله الخميني في تحرير الوسيلة ( 1/352 ) بقوله : والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج الخمس .
وقال السيد نعمة الله الجزائري - وهو احد كبار شيوخ الرافضة -: (إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل) (الأنوار النعمانية 3/30.
واليك قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم اهل السنه انهم نواصب قال (أهل السنة) فقال: إنـهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنـهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة) (الأنوار النعمانية 2/206-207). وهنا
رحم الله القحطانى الذى قال فى نونيتيه لاتعتقد دين الروافض انهم ... اهل المحال وشيعة الشيطان... ان الروافض شر من وطئ الحصى من كل انس ناطق او جان.. مدحوا النبى وخونوا اصحابه.. جدلان عند الله منتقضان.. فكانما آل النبى وصحبه . روح يضم جميعهما جسدا
تعليق