السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نكمل عرض ماسبق عرضه بالأمس ، وقد كنا في ذكر كفريات وشواهد ( وجودية ) لابن عربي .
لا يخفاكم كم من الرهبة تنتابنا عند قراءة هكذا عبارات لما لها من عظيم قبح ومسخ يجعل الإنسان يخاف على نفسه صاعقة أو خسفا يصيبه ، لهول ما يقرأه ، ومع هذا فهناك الكثير ممن يثنون على هذا الملحد وينافحون عنه !
نكمل عرض ماسبق عرضه بالأمس ، وقد كنا في ذكر كفريات وشواهد ( وجودية ) لابن عربي .
لا يخفاكم كم من الرهبة تنتابنا عند قراءة هكذا عبارات لما لها من عظيم قبح ومسخ يجعل الإنسان يخاف على نفسه صاعقة أو خسفا يصيبه ، لهول ما يقرأه ، ومع هذا فهناك الكثير ممن يثنون على هذا الملحد وينافحون عنه !
ولعل لقبيح هذا الكلام ، يجعل من بعض مريدي ( ابن عربي ) ممن بقي في قلبه مثقال ذرة حياء ينتقد هكذا صورة مشينة .
فهذا ( علاء الدولة السمناني ) وهو من أكابر العرفاء و مشايخ الصوفية و من محبي ومكرمي ابن عربي إلى درجة الاعتراف بمقام ولايته إلا أنه يكتب في حاشيته على الفتوحات المكية ما يلي :
( إن الله لا يستحيي عن ( هكذا ) الحق أيها الشيخ ! ( يقصد ابن عربي ) لو سمعت من أحد أنه يقول: " فضلة الشيخ عين وجود الشيخ " لا تسامحه بل تغضب عليه ، فكيف يسوغ لعاقل أن ينسب إلى الله هذا الهذيان ؟!
تب إلى الله توبة نصوحا ، لتنجو من هذه الوعرة التي يستنكف منها الدهريون و الطبيعيون و اليونانيون و الشلمانيون ). نفحات الأنس لعبد الرحمن الجامي صحيفة 488-489 .
ومع جمال هذا النقد البناء والنصيحة العزيزة إلا أن هناك ممن أعمى الله بصيرته يرده بما هو أهون من المثال الذي ذكره السمناني .!
فقد أورد القاضي ( نور الله الشوشتريّ ) في كتابه « مجالس المؤمنين » المجلس السادس ، في أحوال محيي الدين بن عربي ، صحيفة 283 قوله :
( وأمّا ما قاله الشيخ علاء الدولة في آخر كتابه (لو سمعت من أحد أنه يقول: " فضلة الشيخ عين وجود الشيخ " لا تسامحه إليه (هكذا ) بل تغضب عليه ، فكيف يسوغ لعاقل أن ينسب إلى الله هذا الهذيان) فهو مثل في غاية الركاكة وملوّثٌ بفضلة غير الدرويش.)
قلت ( ضياء ) : إذا علم سبب هذا القول من القاضي الشوشتري بطل العجب .
لنكمل اعتراض القاضي بقوله :
( إذ لو قال أرباب التوحيد بمعيّة الحقّ بالأشياء كمعيّة الجسم بالجسم ، للزم فساد ذلك.
وأمّا المعيّة بزعمهم فهي كمثل معيّة الوجود بالماهيّات ، والماهيّة ليست ملوّثة ؛ خلافاً لمعيّة الشخص بالفضلة التي هي من قبيل معيّة الجسم للجسم ، والذي يمكنه أن يتلوّث بها.
وكذلك الحديث في نفي الوجودات الممكنات التي هي آثار وجود الحقّ، وأثر الشيء لا يكون فضلته حتى يصحّ التمثيل والتنظير في ذلك .
وعلی هذا فلو قيل للشيخ علاء الدولة إنّ كتاب « العروة » هو فضلتك، لغضب ولما تسامح إلي ذلك وما كان ليجيز ذلك.
وبالجملة ، فإنّ مثل هذه الكلمات المشوّشة لا تليق بعلوّ شأنه ، فما الذي سيكتبه أو يقوله درويش الدراوشة ). إهـ .
سبحان الله أرجع القاضي الشوشتري الخطأ على الناقد السمناني لأنه استخدم كلمات مشوشة لا تليق بعلو الله ومن ثم تهكمه عليه بقوله (فما الذي سيكتبه أو يقوله درويش الدراوشة ) وهي حمية لابن عربي وكأن ابن عربي علم من أعلام التوحيد ..
وللعلم فالسمناني ينهل من ابن عربي علم يختص به والشوشتري ينهل من ابن عربي جانب يختص به أيضا وكل العداء بين الجانبين المتناقضين ، ليدلك على التلبيس والمكر الكُبّار في شخص ابن عربي الجامع لكل لوث من لوثات العقائد الباطلة .
وهنا يبرز شر الدخول في علم البلاء ( الفلسفة ) وما ينتج عنه بما يسمى بـ ( العارف ) ، ويبرز أيضا العداء المتلازم بين الفلاسفة والصوفية والعارفين كما ذكرنا ذلك آنفا ..
فهذا ( علاء الدولة السمناني ) وهو من أكابر العرفاء و مشايخ الصوفية و من محبي ومكرمي ابن عربي إلى درجة الاعتراف بمقام ولايته إلا أنه يكتب في حاشيته على الفتوحات المكية ما يلي :
( إن الله لا يستحيي عن ( هكذا ) الحق أيها الشيخ ! ( يقصد ابن عربي ) لو سمعت من أحد أنه يقول: " فضلة الشيخ عين وجود الشيخ " لا تسامحه بل تغضب عليه ، فكيف يسوغ لعاقل أن ينسب إلى الله هذا الهذيان ؟!
تب إلى الله توبة نصوحا ، لتنجو من هذه الوعرة التي يستنكف منها الدهريون و الطبيعيون و اليونانيون و الشلمانيون ). نفحات الأنس لعبد الرحمن الجامي صحيفة 488-489 .
ومع جمال هذا النقد البناء والنصيحة العزيزة إلا أن هناك ممن أعمى الله بصيرته يرده بما هو أهون من المثال الذي ذكره السمناني .!
فقد أورد القاضي ( نور الله الشوشتريّ ) في كتابه « مجالس المؤمنين » المجلس السادس ، في أحوال محيي الدين بن عربي ، صحيفة 283 قوله :
( وأمّا ما قاله الشيخ علاء الدولة في آخر كتابه (لو سمعت من أحد أنه يقول: " فضلة الشيخ عين وجود الشيخ " لا تسامحه إليه (هكذا ) بل تغضب عليه ، فكيف يسوغ لعاقل أن ينسب إلى الله هذا الهذيان) فهو مثل في غاية الركاكة وملوّثٌ بفضلة غير الدرويش.)
قلت ( ضياء ) : إذا علم سبب هذا القول من القاضي الشوشتري بطل العجب .
لنكمل اعتراض القاضي بقوله :
( إذ لو قال أرباب التوحيد بمعيّة الحقّ بالأشياء كمعيّة الجسم بالجسم ، للزم فساد ذلك.
وأمّا المعيّة بزعمهم فهي كمثل معيّة الوجود بالماهيّات ، والماهيّة ليست ملوّثة ؛ خلافاً لمعيّة الشخص بالفضلة التي هي من قبيل معيّة الجسم للجسم ، والذي يمكنه أن يتلوّث بها.
وكذلك الحديث في نفي الوجودات الممكنات التي هي آثار وجود الحقّ، وأثر الشيء لا يكون فضلته حتى يصحّ التمثيل والتنظير في ذلك .
وعلی هذا فلو قيل للشيخ علاء الدولة إنّ كتاب « العروة » هو فضلتك، لغضب ولما تسامح إلي ذلك وما كان ليجيز ذلك.
وبالجملة ، فإنّ مثل هذه الكلمات المشوّشة لا تليق بعلوّ شأنه ، فما الذي سيكتبه أو يقوله درويش الدراوشة ). إهـ .
سبحان الله أرجع القاضي الشوشتري الخطأ على الناقد السمناني لأنه استخدم كلمات مشوشة لا تليق بعلو الله ومن ثم تهكمه عليه بقوله (فما الذي سيكتبه أو يقوله درويش الدراوشة ) وهي حمية لابن عربي وكأن ابن عربي علم من أعلام التوحيد ..
وللعلم فالسمناني ينهل من ابن عربي علم يختص به والشوشتري ينهل من ابن عربي جانب يختص به أيضا وكل العداء بين الجانبين المتناقضين ، ليدلك على التلبيس والمكر الكُبّار في شخص ابن عربي الجامع لكل لوث من لوثات العقائد الباطلة .
وهنا يبرز شر الدخول في علم البلاء ( الفلسفة ) وما ينتج عنه بما يسمى بـ ( العارف ) ، ويبرز أيضا العداء المتلازم بين الفلاسفة والصوفية والعارفين كما ذكرنا ذلك آنفا ..
* ** ** *
وللعلم أيضا فهناك من الصوفية بل ومن الروافض أنفسهم من ينسب ابن عربي إلى السنة !!!
فالمقرر عند الرافضة كما جاء في كتاب « الروح المجرد » ( أنه لا يكون العارف عارفاً حتى يكون اثنا عشرياً ) ..
لكننا نرى أن القاعدة هذه مكسورة هنا وخاصة وأن الحملة التي يقوم بها عقلاء الروافض ( إن وجد ) على هذه الديانة تشمل في طياتها كون أن ( ابن عربي ) ناصبيٌ بكريٌ لا يؤمن بأحقية علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
يقول ابن عربي في فصوص الحكم صحيفة 373 : ( مات رسول الله و ما نص بخلافة عنه إلى أحد و لا عينه ).
وهذه كفيلة لإخراجه من باب التشيع بوجه عام .
أضف إلى ذلك فهو يطيح بأبي طالب ولا يعتبر إسلامه فيقول في نفس الكتاب صحيفة 296 :
( لم يكن أحد أكمل من رسول الله و لا أعلى و أقوى همة منه ، و ما أثرت في إسلام أبي طالب عمه ، و فيه نزلت الآية التي ذكرناها " إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء" ).
فأصبح هنا إشكال !!
إذ كيف يمجد الخميني صنديدا من النواصب ؟؟
فيأتي من زعم حل هذا الإشكال كـ (جعفر مرتضى العاملي ) في كتابه ( ابن عربي ليس بشيعي ) حيث يقول :
( أولاً: إن وصف السيد الخميني قدس الله نفسه الزكية لابن عربي بـ (الشيخ الكبير)، إنما هو في سياق إطلاق اللقب العلمي .
ثانيا : إن آية الله العظمى السيد الخميني رحمه الله، قد كان بعيد النظر، سديد الرأي، وحين أرسل إلى (غورباتشوف) رئيس ما كان يسمى بالإتحاد السوفيتي رسالة أشار فيها إلى (ابن عربي)). إهـ
قلت ( ضياء ) : العاملي يريد من النقطة الثانية أن يقول " أن الخميني أستخدم سلاح فلسفة وشطحات ( ابن عربي ) سلاحا لمحاربة المادية التي هيمنت على كثيرٍ من الشعوب الشرقية " ..
يقول بعد أن استرسل في النقطة الثانية :
( فأطلق رحمه الله (أي الخميني) اسم « ابن عربي » الذي لمع في علم بعينه - ربما - ليثير في مسلمي تلك البلاد - وهم كثر - بعض الحنين إلى الإسلام ، وإلى روحياته، وليواجه المتسلطين على الأمور ، بحقيقة أن عليهم أن يفكروا بما هم بأمس الحاجة إلى أقل القليل منه ، ليعالجوا به ظاهرة الفراغ الروحي الذي هو أساس بلائهم وشقائهم ).إهـ
ولعل العاملي أحس بأن تهويشاته السابقة ليست بمقنعة فأضاف :
( ولم يكن يريد أن يوجههم إلى اعتقادات «ابن عربي» ليأخذوها منه ، ولا إلى مذهبه الفقهي ، ليلتزموا به .. فإن السيد الخميني رحمه الله كان يعرف أن ابن عربي لم يكن في هذا وذاك، لا في العير ، ولا في النفير ، بين علماء الفقه والعقيدة .. ) إهـ .
فأدخل نفسه بمتاهة أخرى !!
وفي هذه الحالة يجب اللجوء إلى المراوغة والذهاب بالقارئ نحو أهل السنة مباشرةً !!
فلم يستطع أن يخفي ما في جوفه من الحقد الدفين على أهل السنة والذي يراه متمثلا بابن عربي ومشائخه ، فيقول :
( بل إن أساتذة ابن عربي لا يحلمون - وإن كانوا يدعون لأنفسهم ما ليس لهم بحق - حتى بأن تذكر أسماؤهم في عداد تلامذة أساطين العلم في الشريعة والدين ، وعمالقة الفكر في مجال العقيدة ، من أهل المذهب الحق ، فضلاً عن أن يعدُّوا من أقرانهم .. ) إهـ .
وعلى كلٍ ..
لم يستطع العاملي تحرير المسألة من إشكالية تمجيد الخميني لابن عربي وكسره للقاعدة المذكورة آنفا .
فهو من قبيل ( عنزة ولو طارت ) !!
فالمقرر عند الرافضة كما جاء في كتاب « الروح المجرد » ( أنه لا يكون العارف عارفاً حتى يكون اثنا عشرياً ) ..
لكننا نرى أن القاعدة هذه مكسورة هنا وخاصة وأن الحملة التي يقوم بها عقلاء الروافض ( إن وجد ) على هذه الديانة تشمل في طياتها كون أن ( ابن عربي ) ناصبيٌ بكريٌ لا يؤمن بأحقية علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
يقول ابن عربي في فصوص الحكم صحيفة 373 : ( مات رسول الله و ما نص بخلافة عنه إلى أحد و لا عينه ).
وهذه كفيلة لإخراجه من باب التشيع بوجه عام .
أضف إلى ذلك فهو يطيح بأبي طالب ولا يعتبر إسلامه فيقول في نفس الكتاب صحيفة 296 :
( لم يكن أحد أكمل من رسول الله و لا أعلى و أقوى همة منه ، و ما أثرت في إسلام أبي طالب عمه ، و فيه نزلت الآية التي ذكرناها " إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء" ).
فأصبح هنا إشكال !!
إذ كيف يمجد الخميني صنديدا من النواصب ؟؟
فيأتي من زعم حل هذا الإشكال كـ (جعفر مرتضى العاملي ) في كتابه ( ابن عربي ليس بشيعي ) حيث يقول :
( أولاً: إن وصف السيد الخميني قدس الله نفسه الزكية لابن عربي بـ (الشيخ الكبير)، إنما هو في سياق إطلاق اللقب العلمي .
ثانيا : إن آية الله العظمى السيد الخميني رحمه الله، قد كان بعيد النظر، سديد الرأي، وحين أرسل إلى (غورباتشوف) رئيس ما كان يسمى بالإتحاد السوفيتي رسالة أشار فيها إلى (ابن عربي)). إهـ
قلت ( ضياء ) : العاملي يريد من النقطة الثانية أن يقول " أن الخميني أستخدم سلاح فلسفة وشطحات ( ابن عربي ) سلاحا لمحاربة المادية التي هيمنت على كثيرٍ من الشعوب الشرقية " ..
يقول بعد أن استرسل في النقطة الثانية :
( فأطلق رحمه الله (أي الخميني) اسم « ابن عربي » الذي لمع في علم بعينه - ربما - ليثير في مسلمي تلك البلاد - وهم كثر - بعض الحنين إلى الإسلام ، وإلى روحياته، وليواجه المتسلطين على الأمور ، بحقيقة أن عليهم أن يفكروا بما هم بأمس الحاجة إلى أقل القليل منه ، ليعالجوا به ظاهرة الفراغ الروحي الذي هو أساس بلائهم وشقائهم ).إهـ
ولعل العاملي أحس بأن تهويشاته السابقة ليست بمقنعة فأضاف :
( ولم يكن يريد أن يوجههم إلى اعتقادات «ابن عربي» ليأخذوها منه ، ولا إلى مذهبه الفقهي ، ليلتزموا به .. فإن السيد الخميني رحمه الله كان يعرف أن ابن عربي لم يكن في هذا وذاك، لا في العير ، ولا في النفير ، بين علماء الفقه والعقيدة .. ) إهـ .
فأدخل نفسه بمتاهة أخرى !!
وفي هذه الحالة يجب اللجوء إلى المراوغة والذهاب بالقارئ نحو أهل السنة مباشرةً !!
فلم يستطع أن يخفي ما في جوفه من الحقد الدفين على أهل السنة والذي يراه متمثلا بابن عربي ومشائخه ، فيقول :
( بل إن أساتذة ابن عربي لا يحلمون - وإن كانوا يدعون لأنفسهم ما ليس لهم بحق - حتى بأن تذكر أسماؤهم في عداد تلامذة أساطين العلم في الشريعة والدين ، وعمالقة الفكر في مجال العقيدة ، من أهل المذهب الحق ، فضلاً عن أن يعدُّوا من أقرانهم .. ) إهـ .
وعلى كلٍ ..
لم يستطع العاملي تحرير المسألة من إشكالية تمجيد الخميني لابن عربي وكسره للقاعدة المذكورة آنفا .
فهو من قبيل ( عنزة ولو طارت ) !!
* ** ** *
تعليق