بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله :
فإذا رأى العامي اختلاف في مسألة نظر بين العلماء من أكثرهم علما وتقوى وأكثرهم ورعا والمشهود له ، فهذا يسأله ويأخذ بقوله في المسألة التي نزلت به ، ولا يجوز له غير ذلك ، فإنه إن فعل غير ذلك فإنه جعل دينه تبعا لهواه وتبعا لما يترخّص به ، ومن تتبع رخص الفقهاء أفسد دينه .
والله عزّوجلّ يقول : (( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) [ النحل : 43 ] .
والمقصود بالنهي عن تتبع الرخص هو ما جاء من ذلك عن العلماء بسبب اختلافهم ، لا ما ثبت أنه رخصة بالشرع ، فالعامي الذي يتتبع فتوى من يرخص له ، ولا ينظر بحسب الأعلم والأورع والأتقى والمشهود له ، هو محل النهي المقصود هنا ، لأنه بهذه الصفة صار متبعا لهواه .
والله تعالى يقول : (( ومن أضلّ ممّن اتبع هواه بغير هدى من الله إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين )) [ القصص : 50 ] .
ويقول سبحانه : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون )) [ الجاثية : 23 ] .
وقال سليمان التيمي :" إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله " (1) .
وممّا يُحكى : " أنّ بعض الناس تتبّع رخص المذاهب من أقوال العلماء ، وجمعها في كتاب ، وذهب به إلى بعض الخلفاء ، فعرضه على بعض العلماء الأعيان ، فلمّا رآها قال : يا أمير المؤمنين ، هذه زندقة في الدّين ، ولا يقول بمجموع ذلك أحد من المسلمين " (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : جامع بيان العلم وفضله ( 2 / 92 ) .
(2) : شرح الكوكب المنير ( 3 / 97 ) ، الشاملة .
المصدر :
مقدّمات في الفقه الإسلامي ( ص : 51 )
لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله
قال فضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله :
فإذا رأى العامي اختلاف في مسألة نظر بين العلماء من أكثرهم علما وتقوى وأكثرهم ورعا والمشهود له ، فهذا يسأله ويأخذ بقوله في المسألة التي نزلت به ، ولا يجوز له غير ذلك ، فإنه إن فعل غير ذلك فإنه جعل دينه تبعا لهواه وتبعا لما يترخّص به ، ومن تتبع رخص الفقهاء أفسد دينه .
والله عزّوجلّ يقول : (( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) [ النحل : 43 ] .
والمقصود بالنهي عن تتبع الرخص هو ما جاء من ذلك عن العلماء بسبب اختلافهم ، لا ما ثبت أنه رخصة بالشرع ، فالعامي الذي يتتبع فتوى من يرخص له ، ولا ينظر بحسب الأعلم والأورع والأتقى والمشهود له ، هو محل النهي المقصود هنا ، لأنه بهذه الصفة صار متبعا لهواه .
والله تعالى يقول : (( ومن أضلّ ممّن اتبع هواه بغير هدى من الله إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين )) [ القصص : 50 ] .
ويقول سبحانه : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون )) [ الجاثية : 23 ] .
وقال سليمان التيمي :" إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله " (1) .
وممّا يُحكى : " أنّ بعض الناس تتبّع رخص المذاهب من أقوال العلماء ، وجمعها في كتاب ، وذهب به إلى بعض الخلفاء ، فعرضه على بعض العلماء الأعيان ، فلمّا رآها قال : يا أمير المؤمنين ، هذه زندقة في الدّين ، ولا يقول بمجموع ذلك أحد من المسلمين " (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : جامع بيان العلم وفضله ( 2 / 92 ) .
(2) : شرح الكوكب المنير ( 3 / 97 ) ، الشاملة .
المصدر :
مقدّمات في الفقه الإسلامي ( ص : 51 )
لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله