من كمال الجمال في الرجال
فعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ...إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده...([1]).
فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله جميل يحب الجمال؛
وأيضا يأمر النبي عليه الصلاة والسلام الرجال من أمته بقص الشوارب وإعفاء اللحى فقال مما قال في هذا الشأن: أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى([2])؛ ومما لا شك فيه أن أمر النبي هو أمر الله عز وجل، حيث يقول سبحانه: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾([3]).
وهنا نوّجه سؤالا لمن يرى أن اللحية تنقص من جمال الرجل وتشوّهه أحيانا:
هل الله تعالى يأمر عباده من الرجال بفعل ما ينقص من جمالهم وهو يحب الجمال؟
كلا حاشاه سبحانه، فهو لا يأمر إلا بما فيه الخير لعباده حتى من ناحية المظهر.
واللحية زينة في الرجل ومن تمام جماله مهما كان شكلها، وهي مما يميّز جمال الرجل عن جمال المرأة ولا يجوز الخلط بينهما. وللأسف، هذا ما يحدث في أيامنا هذه، فأصبح الرجل حسن الوجه إذا شابه وجه المرأة، وصار جمال المرأة الذي يتميز بالرقة والنعومة معيارا يقاس به جمال الرجل الذي في أصله يتميز بالهيبة والوقار.
فخرجت أذواق الناس عن طبيعتها في هذا الجانب، وانتكست عن فطرة الله الذي فرّق بين الذكر والأنثى فقال:﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾([4])، وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر ونهى عن الخلط بينها؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال([5]).
فنســأل الله تعــالى أن يصلح أذواقنــا ويعيدنا إلى الفطرة السليمة
إنه رحيم كريم مجيب الدعاء.
([1]) السلسلة الصحيحة.
( [2]) سنن النسائي، وصححه الألباني.
( [3]) سورة الحشر (الآية 7).
( [4]) سورة آل عمران (الآية 36).
( [5]) صحيح الترغيب والترهيب.