نعم بارك الله فيكم ..
العبرة ليست بالكثرة ، العبرة بالصواب وإصابة الحق .
فسنة الله أن الكثرة تكون على الباطل ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) ..
( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ..
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مسألته الخامسة من كتابه الماتع ( مسائل الجاهلية ) :
المسألة الخامسة الاحتجاج بما عليه الأكثر دون نظر إلى مستنده :
إنَّ من أكبر قواعدهم ( أي أهل الجاهلية ) الاغترار بالأكثر ، ويحتجُّونَ به على صحَّة الشَّيء ، ويستدلُّون على بُطلان الشَّيء بغُربتِهِ وقِلَّةِ أهلهِ ، فأتاهم بضدِّ ذلك ، وأوضحه في غير موضع من القرآن . إ. هـ
قلت ( ضياء ) :
الميزان الذي يجب أن يستخدمه المسلم لمعرفة الحق ليس بكثرة الأتباع أوالمشهور من المذاهب والعقائد ..
إنما الميزان هو الدليل فقط ..
فقد جاء أيضا عن ابن عباس رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
( عُرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى وقومه فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .. ) الحديث بتمامه يراجع
فليست العبرة بكثرة الأتباع على المذهب وإنما العبرة بكونه حقًا أو باطلا ..
فالحق أحق أن يتبع ولو لم يكن معك مناصر أو أنه يشكو قلة الأتباع ..
فالتمسك به منجاة .
هذا ميزان يجب أن يتخذه المسلم دائمًا معه .
وجاء عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء ) .
وذلك حين يكثر الشر والفتن والضلال فلا يبقى على الحق إلا غرباء من الناس وبعض من القبائل والمجتمعات ..
يقول السندي في حاشيته على ابن ماجة :
( غريبا ) أي لقلة أهله ..
( وسيعود غريبا ) لقلة من يعين عليه ..
تعليق