من عجائب أوقاف المسلمين
الوقف حبس الأصل وتسبيل الثمرة، قال النبي-صلى الله عليه وسلم-لعمر بن الخطاب-رضي الله عنه-عندما أراد إن يتصدق بأرض في خيبر تسمى(ثمغ)((احبس أصلها، وسبل ثمرتها))ابن ماجه.
وهو من الصدقات المندوبة، جاءت مشروعيته من القران والسنة والإجماع والقياس.
ولم تقتصر مجالات الأوقاف على المساجد والمدارس والمستشفيات، إنما شملت:
بناء الخانات والفنادق للمسافرين الفقراء المنقطعين،
وبناء بيوت يسكنها من لايجد ما يشتري به بيتا أو يستأجر دارا، وكذلك بيوت الحجاج في مكة ينزلونها في الموسم.
أجراء وبناء السقايات في الطرق العامة، وحفر الآبار لسقي الماشية والمسافرين.
بناء المطاعم التي يوزع فيها الطعام بكل أصنافه.
بناء أمكنة المرابطين على الثغور يجدون فيها كل ما يحتاجونه من سلاح وذخيرة وطعام، ويتبع ذلك وقف الخيول والسلاح.
وهناك أوقاف يعطى ريعها لمن يريد الجهاد في سبيل الله تعالى، وللجيش المحارب حين تعجز الدولة عن الإنفاق على إفراده.
أوقاف إصلاح الطرق والقناطر والجسور.
أوقاف المقابر وأكفان الموتى وتجهيزهم.
مؤسسات اللقطاء واليتامى والمقعدين والعجزة والعميان.
أوقاف تحسين أحوال المساجين.
أوقاف تزويج الشباب والفتيات العزاب ومساعدتهم على نفقات الزواج.
أوقاف إمداد الأمهات بالحليب والسكر لتغذية أطفالهن.
ومن أطرف الأوقاف:
يروى انه كان في طرابلس وقفا لاستئجار اثنين يذهبان كل يوم إلى المستشفى فيقفان بجانب المريض يتحدثان بكلام خافت يسمعه المريض من حيث يوهمانه أنهما يتكلمان سرا عنه فيقول احدهما للأخر:
ما رأيك في هذا المريض اليوم؟؟؟
فيقول الأخر:أني أراه اليوم أحسن منه بالأمس.
فوجهه مشرق وعيونه متألقة،
ثم ينصرفان وقد سمع المريض كلامهما بعد إن أوحيا إليه ما يعتقد في نفسه التقدم نحو الشفاء.
وتحدث ابن بطوطة عن وقف الزبادي في دمشق، فقد حدث انه رأى بعينيه صبيا كانت بيده زبدية فانكسرت، فبكى خوفا من بطش أهله به، فأخذه الناس إلى ناظر وقف الزبادي فأعطاه زبدية مثلها، فعاد إلى أهله دون إن يشعر أهله بما كسر.وكذلك للخدم الذين يتلفون أشياء لأسيادهم.
وكان هناك وقف لاستئجار مبصرين ليقودوا العميان، فكان لكل أعمى قائد يقوده.
وكان هناك وقف لإطعام الخيل العاجزة عن العمل وكان المرج الأخضر في دمشق وقف على الحيوانات المسنة تأكل حتى تموت دون إن يضطر أصحابها لقتلها تخلصا من نفقاتها.
وكان هناك وقف على تمريض القطط والكلاب والحيوانات المريضة ورعايتها حال هرمها- أجلكم الله-.
لهذا يجب الاهتمام بالأوقاف لتؤدي رسالتها التي وجدت من اجلها وإحياء تجارب ومئاثر الأسلاف الصالحين في هذا المجال الذي نال حظه من خيرها وبرها حتى الحيوان.
أخوكم:أبو عبد الله الحديدي
تعليق