تعجيل الهزيمة لمخالفي الرسل
كما أنّ أتباع الرسل منصورون
فإنّ مخالفيهم مخذولون
قال الله تعالى: {إنّ الَّذينَ يُحَادُّونَ اللهََ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأَذَلِّين}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ... وجُعل الذّل والصغار على من خالف أمري )
... أنّ أعظم أسباب الهزيمة هو التنازع
وأشده ـ ولا شك ـ التنازع في الدين
ولما كان التنازع ناشئاً عن التقصير في طاعة الله ورسوله
قرن الله بينهما في آية واحدة
فقال: {وأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}
... ولما كان الالتزام بالسنة هو سفينة النجاة في بحر الاختلاف
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزومها عند وقوعه
فقال: ( ... وإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاكثيرا
فعليكم بسنّتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور )
وقال الله تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَات}
أي جاءهم من الوحي مايجمعهم، فلما تركوه اختلفوا
وهذا مبيَّن في سيرة اليهود والنصارى مع رسلهم
فالنصارى اتَّبعوا رهبانية ابتدعوها وتركوا بعض ما أُمروا به
فأَغْرَى الله بينهم العداوة والبغضاء
كما قال تعالى: {ومِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ
فَنَسُوا حَظاًّ مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ} ...
وكذلك اليهود تركوا بعض ما أُمروا به ...
لكن تركهم له كان ناشئاً عن تقصيرهم المعروف بسبب كراهيتهم لما أنزل الله
كما قال تعالى: {ولَيَزيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُم مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْرا
وأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}
.. ومن الدرر الغوالي لأبي المظفر السمعاني قوله:
( ومما يدلُّ على أن أهل الحديث هم على الحقّ
أنك لو طالعتَ جميع كتبهم المصنَّفة من أوّلهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم
... وجدتَهم في بيان الاعتقاد على وتيرةٍ واحدةٍ ...
وأما إذا نظرتَ إلى أهل الأهواء والبدع رأيتَهم متفرِّقين مختلفين أو شِيَعاً وأحزاباً
لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقةٍ واحدةٍ في الاعتقاد
يبَدِّع بعضهم بعضاً، بل يَرْتَقُون إلى التكفير؛ يكفِّر الابنُ أباه
والرجلُ أخاه، والجارُ جارَه، تراهم أبداً في تنازعٍ وتباغضٍ واختلافٍ
تنقضي أعمارُهم ولم تَتَّفق كلماتُهم
{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ} )
والغرض من هذا كله
بيان لحوق الهزيمة بمن خالف الرسول صلى الله عليه وسلم
وتعجيلها لهم، بسبب الاختلاف المضروب عليهم ...
... قالوا: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي
وهو أحد الستة، إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا
قال عبد الله: فدفعتُ إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أخذه فمزَّقه
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( اللهم مزِّق ملكه ) ...
ومن حسن الموافقة أن قاتل كسرى ابنُه
كما ذكر ذلك الحافظ في " الفتح "
وهو من تمام الإعجاز في إلقاء العداوة بين أفراد الأمة الواحدة
كيف وهي عداوة أهل بيت واحد؟!
تحقيقاً لقول الله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}
وقارن قصة كسرى هذه بقصة قيصر ...
قال ابن تيمية: ( وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم
إلى كسرى وقيصر، وكلاهما لم يُسْلم
لكن قيصر أكرمَ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم رسوله
فثبَت ملكُه ... )
وقال ... :
( ونظير هذا ما حدّثَناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة
عما جرَّبوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية
لما حصَر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا
قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس
إذ تعرَّض أهله لسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والوقيعة في عرضه
فعجلنا فتحه وتيسر
ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة
ويكون فيهم ملحمة عظيمة
قالوا حتى إن كنّا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه
مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه ... )
منقول من كتاب
مدارك النَّظر في السّياسة
بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
منقول عن الأخ أحمد بن سالم
من أحد المنتديات
كما أنّ أتباع الرسل منصورون
فإنّ مخالفيهم مخذولون
قال الله تعالى: {إنّ الَّذينَ يُحَادُّونَ اللهََ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأَذَلِّين}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ... وجُعل الذّل والصغار على من خالف أمري )
... أنّ أعظم أسباب الهزيمة هو التنازع
وأشده ـ ولا شك ـ التنازع في الدين
ولما كان التنازع ناشئاً عن التقصير في طاعة الله ورسوله
قرن الله بينهما في آية واحدة
فقال: {وأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}
... ولما كان الالتزام بالسنة هو سفينة النجاة في بحر الاختلاف
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزومها عند وقوعه
فقال: ( ... وإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاكثيرا
فعليكم بسنّتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور )
وقال الله تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَات}
أي جاءهم من الوحي مايجمعهم، فلما تركوه اختلفوا
وهذا مبيَّن في سيرة اليهود والنصارى مع رسلهم
فالنصارى اتَّبعوا رهبانية ابتدعوها وتركوا بعض ما أُمروا به
فأَغْرَى الله بينهم العداوة والبغضاء
كما قال تعالى: {ومِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ
فَنَسُوا حَظاًّ مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ} ...
وكذلك اليهود تركوا بعض ما أُمروا به ...
لكن تركهم له كان ناشئاً عن تقصيرهم المعروف بسبب كراهيتهم لما أنزل الله
كما قال تعالى: {ولَيَزيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُم مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْرا
وأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}
.. ومن الدرر الغوالي لأبي المظفر السمعاني قوله:
( ومما يدلُّ على أن أهل الحديث هم على الحقّ
أنك لو طالعتَ جميع كتبهم المصنَّفة من أوّلهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم
... وجدتَهم في بيان الاعتقاد على وتيرةٍ واحدةٍ ...
وأما إذا نظرتَ إلى أهل الأهواء والبدع رأيتَهم متفرِّقين مختلفين أو شِيَعاً وأحزاباً
لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقةٍ واحدةٍ في الاعتقاد
يبَدِّع بعضهم بعضاً، بل يَرْتَقُون إلى التكفير؛ يكفِّر الابنُ أباه
والرجلُ أخاه، والجارُ جارَه، تراهم أبداً في تنازعٍ وتباغضٍ واختلافٍ
تنقضي أعمارُهم ولم تَتَّفق كلماتُهم
{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ} )
والغرض من هذا كله
بيان لحوق الهزيمة بمن خالف الرسول صلى الله عليه وسلم
وتعجيلها لهم، بسبب الاختلاف المضروب عليهم ...
... قالوا: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي
وهو أحد الستة، إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا
قال عبد الله: فدفعتُ إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أخذه فمزَّقه
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( اللهم مزِّق ملكه ) ...
ومن حسن الموافقة أن قاتل كسرى ابنُه
كما ذكر ذلك الحافظ في " الفتح "
وهو من تمام الإعجاز في إلقاء العداوة بين أفراد الأمة الواحدة
كيف وهي عداوة أهل بيت واحد؟!
تحقيقاً لقول الله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}
وقارن قصة كسرى هذه بقصة قيصر ...
قال ابن تيمية: ( وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم
إلى كسرى وقيصر، وكلاهما لم يُسْلم
لكن قيصر أكرمَ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم رسوله
فثبَت ملكُه ... )
وقال ... :
( ونظير هذا ما حدّثَناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة
عما جرَّبوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية
لما حصَر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا
قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس
إذ تعرَّض أهله لسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والوقيعة في عرضه
فعجلنا فتحه وتيسر
ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة
ويكون فيهم ملحمة عظيمة
قالوا حتى إن كنّا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه
مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه ... )
منقول من كتاب
مدارك النَّظر في السّياسة
بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
منقول عن الأخ أحمد بن سالم
من أحد المنتديات