أسئلة وأجوية حول وقت غسل الجمعة وقرآة سورة الكهف للشيخ العثيمين رحمه الله
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل يجزىء الغسل للجمعة في ليلة الجمعة أي قبل طلوع فجر يوم الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجزىء؛ لأن الغسل للجمعة لا يجزىء إلا إذا كان بعد طلوع الشمس، أي ما بين طلوع الشمس وطلوع الفجر. وأما إذا اغتسل بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس فأنا أتردد فيه، وذلك لأن النهار شرعاً ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس. وفلكاً: ما بين طلوع الشمس وغروبها، فيحمل اليوم على اليوم الشرعي وليس اليوم الفلكي، لكن يعكر على ذلك أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وقت لصلاة الفجر لا يُندب للإنسان فيه أن يتقدم لصلاة الجمعة بل هو وقت صلاة الفجر.
فمن اغتسل بعد طلوع الشمس فقد أصاب السنة وامتثل الأمر ولا إشكال، وأما ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس فهو محل نظر فعلى هذا فالاحتياط أن لا يغتسل إلا بعد طلوع الشمس.
* * *
وسئـل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكـم الجمع بين غسل الجمعة وغسل الجنابة؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس بذلك فإذا كان الإنسان جنباً واغتسل ونوى بذلك رفع الجنابة والاغتسال للجمعة فلا حرج في هذا، كما لو أن الإنسان دخل المسجد وصلى ركعتين ينوي بهما الراتبة وتحية المسجد فلا بأس.
وهذه المسألة لا تخلو من أقسام ثلاثة:
القسم الأول: أن ينوي الجنابة فقط.
القسم الثاني: أن ينوي غسل الجنابة والجمعة.
القسم الثالث: أن ينوي غسل الجمعة فقط.
بقي قسم رابع وهو لا يمكن أن يرد وهو أن لا ينويهما وهذا غير وارد.
فإذا نوى غسل الجنابة أجزأ عن غسل الجمعة إذا كان بعد طلوع الشمس، وإذا نواهما جميعاً أجزأ ونال الأجر لهما جميعاً، وإذا نوى غسل الجمعة لم يكفه عن غسل الجنابة؛ لأن غسل الجمعة واجب عن غير حدث، وغسل الجنابة واجب عن حدث فلابد من نية ترفع هذا الحدث.
وبعض العلماء قال: يغتسل مرتين، ولكن هذا لا وجه له لأن السنة جاءت «من غسل واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام ولم يلغو».
فقوله: «غسل واغتسل» بعض العلماء يقول: غسل الأذى ونظف بدنه، واغتسل غسل الجنابة المعروف. وبعضهم يقول: «من غسل» أي من جامع زوجته؛ لأن جماعه إياها يستلزم أن تغتسل، وهذا يدل على أن الغسل الواحد يكفي.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن السنن التي ينبغي فعلها لمن خرج لصلاة الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: يسن له أن يتنظف ويتطيب لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس طيباً من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى».
ويسن له أيضاً: أن يلبس أحسن ثيابه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعد أحسن ثيابه للوفد والجمعة.
ويسن أيضاً: أن يبكر للجمعة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة» الحديث.
ويسن أيضاً: أن يخرج ماشياً لقوله عليه الصلاة والسلام: «ومشى ولم يركب» ولأن بالمشي يرفع له بكل خطوة درجة، ويحط عنه بها خطيئة.
ويسن: أن يدنو من الإمام لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى».
ويسن: أن يغتسل كما يغتسل من الجنابة.
وقيل: يجب الغسل، وهو الصحيح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم».
سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى تبدأ الساعة الأولى من يوم الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: الساعات التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم خمس: فقال: «من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة». فقسم الزمن من طلوع الشمس إلى مجيء الإمام خمسة أقسام، فقد يكون كل قسم بمقدار الساعة المعروفة، وقد تكون الساعة أقل أو أكثر؛ لأن الوقت يتغير، فالساعات خمس ما بين طلوع الشمس ومجيء الإمام للصلاة.
وتبتدي من طلوع الشمس، وقيل: من طلوع الفجر، والأول أرجح؛ لأن ما قبل طلوع الشمس وقت لصلاة الفجر.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل غسل الجمعة يجزىء عن الوضوء إذا نوى به رفع الحدث أم لا؟ وإذا كان لا يجزىء فما الحكم فيمن صلى بالغسل فقط هل عليه شيء؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب فضيلته بقوله: غسل الجمعة واجب، ولكن وجوبه ليس عن حدث، ولهذا لا يجزىء عن الحدث لا الجنابة ولا الوضوء، يعني لو أن شخصاً صار عليه جنابة ونسيها ثم اغتسل للجمعة فقط بدون نية غسل الجنابة، فإن الجنابة لا ترتفع؛ لأن غسل الجمعة ليس عن حدث، وكذلك لا يرتفع الحدث الأصغر بغسل الجمعة، لأن غسل الجمعة ليس عن حدث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»، ولكننا نقول ينبغي لمن يغتسل للجمعة أن يأتي بالغسل على الوجه الأكمل، وإذا أتى على الوجه الأكمل ناوياً رفع الحدث ارتفع، ويكون على الوجه الأكمل إذا سبقه وضوء؛ لأن الغسل ينبغي أن يسبقه وضوء.
* * *
سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يبدأ غسل الجمعة؟ هل هو من بعد صلاة الفجر أو قبل هذا الوقت؟
فأجاب فضيلته بقوله: غسل صلاة الجمعة يبتدىء من يوم الجمعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم»، واليوم يدخل من طلوع الفجر، يعني لو اغتسل الإنسان بعد طلوع الفجر للجمعة فإن ذلك جائز، لكن العلماء ـ رحمهم الله ـ قالوا: إن غسل الجمعة عند المضي إليها أفضل، فإذا كنت تريد أن تذهب إلى الجمعة مثلاً في الساعة العاشرة، فالأفضل أن تؤخر الغسل إلى الساعة العاشرة، ثم تغتسل وتخرج إلى المسجد.
* * *
وسئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يبدأ وقت غسل الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: غسل الجمعة يبدأ من طلوع الفجر، لكن الأفضل أن لا يغتسل إلا بعد طلوع الشمس؛ لأن النهار المتيقن من طلوع الشمس، لأن ما قبل طلوع الشمس من وقت صلاة الفجر، فوقت صلاة الفجر لم ينقطع بعد، فالأفضل أن لا يغتسل إلا إذا طلعت الشمس، ثم الأفضل أن لا يغتسل إلا عند الذهاب إلى الجمعة فيكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطهارة مباشرة.
* * *
سئـل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سنة؟
فأجاب فضيلته بقوله: قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سنة ورد فيها فضل بأنه يضيء له من النور ما بينه وبين الجمعتين، وفي رواية: سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين.
سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ وهل هناك فرق بين من يقرأ من المصحف أو عن ظهر قلب؟
فأجاب فضيلته بقوله: قراءة سورة الكهف يوم الجمعة عمل مندوب إليه، وفيه فضل، ولا فرق في ذلك بين أن يقرأها الإنسان من المصحف أو عن ظهر قلب.
واليوم الشرعي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وعلى هذا فإذا قرأها الإنسان بعد صلاة الجمعة أدرك الأجر، بخلاف الغسل ليوم الجمعة، فإن الغسل يكون قبل الصلاة؛ لأنه اغتسال لها فيكون مقدماً عليها، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل».
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجزىء؛ لأن الغسل للجمعة لا يجزىء إلا إذا كان بعد طلوع الشمس، أي ما بين طلوع الشمس وطلوع الفجر. وأما إذا اغتسل بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس فأنا أتردد فيه، وذلك لأن النهار شرعاً ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس. وفلكاً: ما بين طلوع الشمس وغروبها، فيحمل اليوم على اليوم الشرعي وليس اليوم الفلكي، لكن يعكر على ذلك أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وقت لصلاة الفجر لا يُندب للإنسان فيه أن يتقدم لصلاة الجمعة بل هو وقت صلاة الفجر.
فمن اغتسل بعد طلوع الشمس فقد أصاب السنة وامتثل الأمر ولا إشكال، وأما ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس فهو محل نظر فعلى هذا فالاحتياط أن لا يغتسل إلا بعد طلوع الشمس.
* * *
وسئـل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكـم الجمع بين غسل الجمعة وغسل الجنابة؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس بذلك فإذا كان الإنسان جنباً واغتسل ونوى بذلك رفع الجنابة والاغتسال للجمعة فلا حرج في هذا، كما لو أن الإنسان دخل المسجد وصلى ركعتين ينوي بهما الراتبة وتحية المسجد فلا بأس.
وهذه المسألة لا تخلو من أقسام ثلاثة:
القسم الأول: أن ينوي الجنابة فقط.
القسم الثاني: أن ينوي غسل الجنابة والجمعة.
القسم الثالث: أن ينوي غسل الجمعة فقط.
بقي قسم رابع وهو لا يمكن أن يرد وهو أن لا ينويهما وهذا غير وارد.
فإذا نوى غسل الجنابة أجزأ عن غسل الجمعة إذا كان بعد طلوع الشمس، وإذا نواهما جميعاً أجزأ ونال الأجر لهما جميعاً، وإذا نوى غسل الجمعة لم يكفه عن غسل الجنابة؛ لأن غسل الجمعة واجب عن غير حدث، وغسل الجنابة واجب عن حدث فلابد من نية ترفع هذا الحدث.
وبعض العلماء قال: يغتسل مرتين، ولكن هذا لا وجه له لأن السنة جاءت «من غسل واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام ولم يلغو».
فقوله: «غسل واغتسل» بعض العلماء يقول: غسل الأذى ونظف بدنه، واغتسل غسل الجنابة المعروف. وبعضهم يقول: «من غسل» أي من جامع زوجته؛ لأن جماعه إياها يستلزم أن تغتسل، وهذا يدل على أن الغسل الواحد يكفي.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن السنن التي ينبغي فعلها لمن خرج لصلاة الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: يسن له أن يتنظف ويتطيب لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس طيباً من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى».
ويسن له أيضاً: أن يلبس أحسن ثيابه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعد أحسن ثيابه للوفد والجمعة.
ويسن أيضاً: أن يبكر للجمعة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة» الحديث.
ويسن أيضاً: أن يخرج ماشياً لقوله عليه الصلاة والسلام: «ومشى ولم يركب» ولأن بالمشي يرفع له بكل خطوة درجة، ويحط عنه بها خطيئة.
ويسن: أن يدنو من الإمام لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى».
ويسن: أن يغتسل كما يغتسل من الجنابة.
وقيل: يجب الغسل، وهو الصحيح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم».
سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى تبدأ الساعة الأولى من يوم الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: الساعات التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم خمس: فقال: «من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة». فقسم الزمن من طلوع الشمس إلى مجيء الإمام خمسة أقسام، فقد يكون كل قسم بمقدار الساعة المعروفة، وقد تكون الساعة أقل أو أكثر؛ لأن الوقت يتغير، فالساعات خمس ما بين طلوع الشمس ومجيء الإمام للصلاة.
وتبتدي من طلوع الشمس، وقيل: من طلوع الفجر، والأول أرجح؛ لأن ما قبل طلوع الشمس وقت لصلاة الفجر.
* * *
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل غسل الجمعة يجزىء عن الوضوء إذا نوى به رفع الحدث أم لا؟ وإذا كان لا يجزىء فما الحكم فيمن صلى بالغسل فقط هل عليه شيء؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب فضيلته بقوله: غسل الجمعة واجب، ولكن وجوبه ليس عن حدث، ولهذا لا يجزىء عن الحدث لا الجنابة ولا الوضوء، يعني لو أن شخصاً صار عليه جنابة ونسيها ثم اغتسل للجمعة فقط بدون نية غسل الجنابة، فإن الجنابة لا ترتفع؛ لأن غسل الجمعة ليس عن حدث، وكذلك لا يرتفع الحدث الأصغر بغسل الجمعة، لأن غسل الجمعة ليس عن حدث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»، ولكننا نقول ينبغي لمن يغتسل للجمعة أن يأتي بالغسل على الوجه الأكمل، وإذا أتى على الوجه الأكمل ناوياً رفع الحدث ارتفع، ويكون على الوجه الأكمل إذا سبقه وضوء؛ لأن الغسل ينبغي أن يسبقه وضوء.
* * *
سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يبدأ غسل الجمعة؟ هل هو من بعد صلاة الفجر أو قبل هذا الوقت؟
فأجاب فضيلته بقوله: غسل صلاة الجمعة يبتدىء من يوم الجمعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم»، واليوم يدخل من طلوع الفجر، يعني لو اغتسل الإنسان بعد طلوع الفجر للجمعة فإن ذلك جائز، لكن العلماء ـ رحمهم الله ـ قالوا: إن غسل الجمعة عند المضي إليها أفضل، فإذا كنت تريد أن تذهب إلى الجمعة مثلاً في الساعة العاشرة، فالأفضل أن تؤخر الغسل إلى الساعة العاشرة، ثم تغتسل وتخرج إلى المسجد.
* * *
وسئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى يبدأ وقت غسل الجمعة؟
فأجاب فضيلته بقوله: غسل الجمعة يبدأ من طلوع الفجر، لكن الأفضل أن لا يغتسل إلا بعد طلوع الشمس؛ لأن النهار المتيقن من طلوع الشمس، لأن ما قبل طلوع الشمس من وقت صلاة الفجر، فوقت صلاة الفجر لم ينقطع بعد، فالأفضل أن لا يغتسل إلا إذا طلعت الشمس، ثم الأفضل أن لا يغتسل إلا عند الذهاب إلى الجمعة فيكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطهارة مباشرة.
* * *
سئـل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سنة؟
فأجاب فضيلته بقوله: قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سنة ورد فيها فضل بأنه يضيء له من النور ما بينه وبين الجمعتين، وفي رواية: سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين.
سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ وهل هناك فرق بين من يقرأ من المصحف أو عن ظهر قلب؟
فأجاب فضيلته بقوله: قراءة سورة الكهف يوم الجمعة عمل مندوب إليه، وفيه فضل، ولا فرق في ذلك بين أن يقرأها الإنسان من المصحف أو عن ظهر قلب.
واليوم الشرعي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وعلى هذا فإذا قرأها الإنسان بعد صلاة الجمعة أدرك الأجر، بخلاف الغسل ليوم الجمعة، فإن الغسل يكون قبل الصلاة؛ لأنه اغتسال لها فيكون مقدماً عليها، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل».
فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين رحمه الله
المجلد السادس عشر: صلاة الجمعة
المجلد السادس عشر: صلاة الجمعة
وهذه خطبة بعنوان :وجوب الغسل في يوم الجمعة وفضل الحضور مبكراً لصلاتها
تفريغ الشريط
الحمد لله الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم عليه وضرب مدة الحياة الفانية دونه أجلا أودعها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكملها بدوام نعيمها فأهلها خالدون فيها أبدا لا يبغون عنها حولا والحمد لله الحمد لله الذي أرسل الرسل مبشرين ومنذرين لم يترك العباد هملاً غير مأمورين ولا منهيين فقامت الحجة وانتفت الشبهة وبانت الطريق لمن أراد سلوكها إلا أنه بحكمته زين للناس هذه زين للناس هذه الدنيا فكانت فتنة أفتتن بها قوم فغفلوا عن ما أريد بهم ونسوا دار القرار وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاطر السماوات والأرض جامع الناس ليوم الميعاد والعرض ليجزئهم بما عمل من خير وشر (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمد بعيدا ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه بعثه الله تعالى للإيمان مناديا وإلى دار السلام والنعيم داعيا وبالمعروف أمرا وعن المنكر ناهيا وفرض على العباد طاعته والقيام بحقوقه وسد جميع الطرق إلى الجنة فلم يفتحها لأحد إلا من طريقه فبلغ رسالة ربه ونصح لعباده حتى لحق بالرفيق الأعلى وترك أمته على المحجة البيضاء فسلكه الراغبون في جنات النعيم وعدل عنها المخذولون إلى طريق الجحيم فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
أيها الناس فكلكم تؤمنون، تؤمنون بما تعلمونه علم اليقين وتشاهدونه بعين البصر والبصيرة تؤمنون بأن كل حي فلابد أن يموت: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) كلكم تؤمنون بذلك وكلكم لا يأمن أن يأتيه الموت عشية يومه أو صباحه كلكم يشاهد من يموت بغتة بسكتة ومن يموت بغتة بحادث ومن يموت كمداً وحزنا كلكم يشاهد ذلك كلكم يعلمه علم اليقين وإن المؤمنين ليؤمنون بعد هذه النقلة من الدنيا إما إلى دار إما إلى دار النعيم وإما إلى دار الجحيم وقد تكلمنا في الجمعة الماضية عن أحوال النار وعن أهوال دارها أما هذه الجمعة فإننا نتكلم بعون الله على دار أهل النعيم جعلني الله وإياكم منهم أيها المسلمون أيها المؤمنون أيها المتقون: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سارعوا إلى جنة لا يفنى نعيمها ولا يبيت وليس في وليس في نعيمها انقطاع ولا تنقيص ولا تنكيد ساكنوها أفضل عباد الله وأفضل خلق الله الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون والأصفياء والأولياء إخواننا على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من الغل فكانت صافية وطهر الله ألسنتهم من السوء فقالت صوابا )لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً) (إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) يتحدثون بينهم فيما جرى عليهم في الدنيا وما من الله عليهم به من الهدى (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ) (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ) (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ) (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) (يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ)(أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) قال يعني لقومه في الجنة هل أنتم مطلعون يشوقهم إلى الإطلاع هل أنتم مطلعون فأطلع فرآه إي رأى قرينه في سواء الجحيم إي في قعر الجحيم فقال له وهو في الجنة في أعلى عليين وذاك في النار في أسفل السافلين فقال له: (قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ*وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) إلى آخر ما جرى إن هذه الجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لهم فيها من كل فاكهة زوجان ) مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) ولهم فيها أزواج مطهرة من كل عيب ودنس خيرات الأخلاق حسان الوجه قاصرات الطرف مقصورات في الخيام كأنهن الياقوت والمرجان أنشأهن الله إنشاءً بديعا فجعلهن أبكاراً دائما عرباً يتحببن إلى أزواجهن بتحسين الظاهر والباطن أتراباً على سن واحدة (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات يا رب العالمين لهم فيها فواكه كثيرة منها يأكلون قطوفها دانية يتناولها من اشتهاها بكل سهولة قائماً وقاعداً على كل حال (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) ( كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِها) )وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِن) إي غير متغير ولا يمكن أن يتغير( وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً ) والعجب أن هذه الأنهار تجري بغير حفر خنادق وبغير بناء أخدود يتصرفون فيها كما يشاءون (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ)منعمون ))إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً*بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ*لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ) ))بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا*قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً) مقدرة على قدر ما يشتهيه الشارب لا تنقص ولا تزيد فلا تزيد على مقدار ما يشتهيه فيبقى فيه فضلة ولا تنقص عن ما يريده فيحتاج إلى تكملة وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من غرة أعين جزاء بما يعملون يحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا ويتجلى لهم فينظرون إليه فلا يجدون نعيماً أكمل من النظر إلى وجه الله عز وجل (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) إي حسنة تنظر إلى ربها بأعينها كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللهم اجعلنا من الناظرين إليك في جنات النعيم اللهم اجعلنا من الناظرين إليك في جنات النعيم اللهم اجعلنا من الناظرين إليك في جنات النعيم يا رب العالمين إذا دخل أهل الجنة، الجنة نادى منادي إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا إي تبقوا شباباً فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تأيسوا أبدا اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين، أيها الأخوة المسلمون إن هذه الدار مضمونة لكل من أمن بالله واستقام على أمره سامعاً مطيعاً راغباً فيما عند الله زاهداً فيما يبعده عن الله واستمعوا إلى قول الله عز وجل:(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ*نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ*نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) قال أهل العلم إن هذا التنزل يكون عند احتضار الإنسان إذا حل أجله فإن الملائكة تتنزل عليه تقول له ما سمعتم (أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) اللهم إنا نسألك أن تحسن لنا الخاتمة وأن تحسن لنا العاقبة وأن تجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك المفلحين يا رب العالمين أيها الأخوة المسلمون كيف لنا أن نؤثر الحياة الدنيا على الآخرة مع ما في الآخرة من النعيم ومع ما في الدنيا من التنقيص والتنكيد فبأساً لقوم آثروا الدنيا على الآخرة باعوا عيش لا يفنى ولا يزول بعيش زائل بالتنكيد إن أضحك قليلاً أبكى كثيرا وإن سر يوم أحزن شهورا آماله ألام وحقائقه أحلام وأوله مخاوف وآخره متآلف فبؤساً لقوم نعموا في الدنيا كأنما خلقوا لها وسلكوا في تحصيلها كل طريق من حلال أو حرام كأنما خلدوا لها وهم يعلمون ما فيها من الهموم والأحزان ومن تقلبات الأحوال وتغيرات الأزمان ولقد صدق القائل لا طيب للعيش ما دامت منقصة لذاته بدكار الموت والهرم فبؤساً لقوم نسوا الآخرة وأهملوها وتركوا أوامر الله وأضاعوها غداً يقال لهم: (فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ) اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل الجنات وأن تباعدنا عن النار دار الهلكات وأن توفنا على الإيمان والتوحيد وأن تعيذنا من الكفر والشرك والتنديد إنك جواد كريم حميد مجيد اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما .
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واحمدوا الله تعالى أن هيئ لكم هذا اليوم يوم الجمعة جعله عيداً لكم أيها المسلمون وأضل عنه اليهود والنصارى أما اليهود فكانت جمعتهم يوم السبت وأما النصارى فكانت جمعتهم يوم الأحد وهم بذلك مضللون ضالون أضل الله عنهم هذا اليوم الذي جعله للأمة الإسلامية فاحمدوا الله تعالى على هذه النعمة وأعطوا هذا اليوم حقه إذا أتيتم الصلاة فاغتسلوا للصلاة قبل أن تأتوا إلى المسجد لأن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم قال: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) إي على كل بالغ تصور لو أن محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لك أمام وجهك إن غسل الجمعة واجب أفيمكنك أن تقول أن تقول أنه مستحب إنك سوف تسأل عن هذه الكلمة التي أطلقها محمد رسول الله وهو يعلم معناه عليه الصلاة والسلم وهو أنصح الخلق لعباد الله لا يمكن أن يأتي بلفظ يوهن الإجابة والأمر ليس بواجب أبدا لأنه لو كان كذلك لكان أمراً عظيما ولكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يطلق الكلمات وهو أعلم بمعناها وأعلم بمقتضاها وأعلم بأن أمته سوف تسأل منها يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) إي على كل بالغ ولقد فهم الصحابة رضي الله عنهم ذلك ففي يوم من أيام الجمعة كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب الناس فدخل عثمان بن عفان رضي الله عنه فأنبه عمر لماذا يتأخر حتى يحضر الأمام فقال له عثمان بن عفان: (والله يا أمير المؤمنين ما زدت على أن توضأت فأتيت فقال له:( والوضوء أيضاً يعني و فعلت الوضوء أيضاً ولم تغتسل وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل) فتأمل كيف أنب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رجلاً هو الذي صار الخليفة الثالث في هذه الأمة كيف أنبه على عدم غسله ليوم الجمعة في محضر المسلمين أفلا يدل ذلك على الصحابة رضي الله عنهم فهموا من أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :(فليغتسل) أنه أمر للوجوب كما أكد ذلك في قوله : (غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) وإن الله تعالى قد يسر لنا الأمر في عصرنا هذا فما على الإنسان إلا أن يشغل السخانة في أيام الشتاء ثم يغتسل أما في أيام الصيف فإن الغسل يزيده نشاطاً وقوة وحيوية حتى يأتي إلى الجمعة وهو طاهر نضيف نشيط أتوا هذا اليوم حقه بأن تأتوا إلى الجمعة مبكرين فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :(من أغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه ومن راح في الساعة الثانية فكأن ما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرنا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا إذا حضر الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر وطويت الصحف) ولم يبقى عند أبواب المسجد ملكاً يكتب القادمين إلى المسجد وفات الإنسان فضل التقدم إلى المسجد ولو سألت كثيراً من الناس الذين يتأخرون عن المبادرة في حضور الجمعة ألكم شغل شاغل ما وجدت عند أكثرهم جواباً إلا أنه ليس لنا شغل ولكن الكسل والتهاون هو الذي أخرنا عن الحضور المتقدم فتقدموا أيها المسلمون إلى هذه إلى يوم الجمعة يكتب لكم بذلك الأجر الذي سمعتموه أما الأئمة فإن المشروع في حقهم أن لا يحضروا إلا إذا جاء وقت الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يحضر إلا إذا أتى وقت الصلاة وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فلو سألنا إمام الجمعة أفضل أن أتقدم كما يتقدم المصلون أم أتأخر لقلنا له إن الأفضل أن تتأخر لأن ذلك هو السنة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيها المسلمون إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فأتبعوا أيها المسلمون ولا تبتدعوا لو كان خيراً في البدعة لما سماه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضلالة أكثروا من الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما أمركم الله بذلك في قوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته اللهم أجعل محبته أحب إلينا من نفوسنا وأولادنا ووالدينا وسائر الناس أجمعين اللهم ارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته تحت لواءه اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أجمع كلمة المسلمين على الحق اللهم أنصرهم على عدوهم حيث كان وأين ما كان اللهم أنصرهم على المشركين واليهود والنصارى والملحدين والطاغيين والمعتدين يا رب العالمين اللهم أنصر إخواننا المجاهدين في البوسنة والهرسك اللهم أنصرهم على صرب البوسنة يا رب العالمين اللهم أنزل بصرب البوسنة بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أورث المسلمين ديارهم وأموالهم ونسائهم وذرياتهم إنك على كل شئ قدير ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوناً من الخاسرين اللهم أغفر ذنوبنا وأجب دعاءنا وتقبل عبادتنا وألف قلوبنا
واجعلنا للحق ناصرين أين ما كنا يا رب العالمين والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
المصدر .
تفريغ الشريط
الحمد لله الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم عليه وضرب مدة الحياة الفانية دونه أجلا أودعها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكملها بدوام نعيمها فأهلها خالدون فيها أبدا لا يبغون عنها حولا والحمد لله الحمد لله الذي أرسل الرسل مبشرين ومنذرين لم يترك العباد هملاً غير مأمورين ولا منهيين فقامت الحجة وانتفت الشبهة وبانت الطريق لمن أراد سلوكها إلا أنه بحكمته زين للناس هذه زين للناس هذه الدنيا فكانت فتنة أفتتن بها قوم فغفلوا عن ما أريد بهم ونسوا دار القرار وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاطر السماوات والأرض جامع الناس ليوم الميعاد والعرض ليجزئهم بما عمل من خير وشر (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمد بعيدا ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه بعثه الله تعالى للإيمان مناديا وإلى دار السلام والنعيم داعيا وبالمعروف أمرا وعن المنكر ناهيا وفرض على العباد طاعته والقيام بحقوقه وسد جميع الطرق إلى الجنة فلم يفتحها لأحد إلا من طريقه فبلغ رسالة ربه ونصح لعباده حتى لحق بالرفيق الأعلى وترك أمته على المحجة البيضاء فسلكه الراغبون في جنات النعيم وعدل عنها المخذولون إلى طريق الجحيم فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
أيها الناس فكلكم تؤمنون، تؤمنون بما تعلمونه علم اليقين وتشاهدونه بعين البصر والبصيرة تؤمنون بأن كل حي فلابد أن يموت: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) كلكم تؤمنون بذلك وكلكم لا يأمن أن يأتيه الموت عشية يومه أو صباحه كلكم يشاهد من يموت بغتة بسكتة ومن يموت بغتة بحادث ومن يموت كمداً وحزنا كلكم يشاهد ذلك كلكم يعلمه علم اليقين وإن المؤمنين ليؤمنون بعد هذه النقلة من الدنيا إما إلى دار إما إلى دار النعيم وإما إلى دار الجحيم وقد تكلمنا في الجمعة الماضية عن أحوال النار وعن أهوال دارها أما هذه الجمعة فإننا نتكلم بعون الله على دار أهل النعيم جعلني الله وإياكم منهم أيها المسلمون أيها المؤمنون أيها المتقون: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سارعوا إلى جنة لا يفنى نعيمها ولا يبيت وليس في وليس في نعيمها انقطاع ولا تنقيص ولا تنكيد ساكنوها أفضل عباد الله وأفضل خلق الله الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون والأصفياء والأولياء إخواننا على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من الغل فكانت صافية وطهر الله ألسنتهم من السوء فقالت صوابا )لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً) (إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) يتحدثون بينهم فيما جرى عليهم في الدنيا وما من الله عليهم به من الهدى (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ) (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ) (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ) (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) (يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ)(أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) قال يعني لقومه في الجنة هل أنتم مطلعون يشوقهم إلى الإطلاع هل أنتم مطلعون فأطلع فرآه إي رأى قرينه في سواء الجحيم إي في قعر الجحيم فقال له وهو في الجنة في أعلى عليين وذاك في النار في أسفل السافلين فقال له: (قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ*وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) إلى آخر ما جرى إن هذه الجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لهم فيها من كل فاكهة زوجان ) مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) ولهم فيها أزواج مطهرة من كل عيب ودنس خيرات الأخلاق حسان الوجه قاصرات الطرف مقصورات في الخيام كأنهن الياقوت والمرجان أنشأهن الله إنشاءً بديعا فجعلهن أبكاراً دائما عرباً يتحببن إلى أزواجهن بتحسين الظاهر والباطن أتراباً على سن واحدة (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات يا رب العالمين لهم فيها فواكه كثيرة منها يأكلون قطوفها دانية يتناولها من اشتهاها بكل سهولة قائماً وقاعداً على كل حال (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) ( كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِها) )وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِن) إي غير متغير ولا يمكن أن يتغير( وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً ) والعجب أن هذه الأنهار تجري بغير حفر خنادق وبغير بناء أخدود يتصرفون فيها كما يشاءون (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ)منعمون ))إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً*بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ*لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ) ))بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا*قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً) مقدرة على قدر ما يشتهيه الشارب لا تنقص ولا تزيد فلا تزيد على مقدار ما يشتهيه فيبقى فيه فضلة ولا تنقص عن ما يريده فيحتاج إلى تكملة وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من غرة أعين جزاء بما يعملون يحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا ويتجلى لهم فينظرون إليه فلا يجدون نعيماً أكمل من النظر إلى وجه الله عز وجل (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) إي حسنة تنظر إلى ربها بأعينها كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللهم اجعلنا من الناظرين إليك في جنات النعيم اللهم اجعلنا من الناظرين إليك في جنات النعيم اللهم اجعلنا من الناظرين إليك في جنات النعيم يا رب العالمين إذا دخل أهل الجنة، الجنة نادى منادي إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا إي تبقوا شباباً فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تأيسوا أبدا اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين، أيها الأخوة المسلمون إن هذه الدار مضمونة لكل من أمن بالله واستقام على أمره سامعاً مطيعاً راغباً فيما عند الله زاهداً فيما يبعده عن الله واستمعوا إلى قول الله عز وجل:(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ*نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ*نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) قال أهل العلم إن هذا التنزل يكون عند احتضار الإنسان إذا حل أجله فإن الملائكة تتنزل عليه تقول له ما سمعتم (أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) اللهم إنا نسألك أن تحسن لنا الخاتمة وأن تحسن لنا العاقبة وأن تجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك المفلحين يا رب العالمين أيها الأخوة المسلمون كيف لنا أن نؤثر الحياة الدنيا على الآخرة مع ما في الآخرة من النعيم ومع ما في الدنيا من التنقيص والتنكيد فبأساً لقوم آثروا الدنيا على الآخرة باعوا عيش لا يفنى ولا يزول بعيش زائل بالتنكيد إن أضحك قليلاً أبكى كثيرا وإن سر يوم أحزن شهورا آماله ألام وحقائقه أحلام وأوله مخاوف وآخره متآلف فبؤساً لقوم نعموا في الدنيا كأنما خلقوا لها وسلكوا في تحصيلها كل طريق من حلال أو حرام كأنما خلدوا لها وهم يعلمون ما فيها من الهموم والأحزان ومن تقلبات الأحوال وتغيرات الأزمان ولقد صدق القائل لا طيب للعيش ما دامت منقصة لذاته بدكار الموت والهرم فبؤساً لقوم نسوا الآخرة وأهملوها وتركوا أوامر الله وأضاعوها غداً يقال لهم: (فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ) اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل الجنات وأن تباعدنا عن النار دار الهلكات وأن توفنا على الإيمان والتوحيد وأن تعيذنا من الكفر والشرك والتنديد إنك جواد كريم حميد مجيد اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما .
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واحمدوا الله تعالى أن هيئ لكم هذا اليوم يوم الجمعة جعله عيداً لكم أيها المسلمون وأضل عنه اليهود والنصارى أما اليهود فكانت جمعتهم يوم السبت وأما النصارى فكانت جمعتهم يوم الأحد وهم بذلك مضللون ضالون أضل الله عنهم هذا اليوم الذي جعله للأمة الإسلامية فاحمدوا الله تعالى على هذه النعمة وأعطوا هذا اليوم حقه إذا أتيتم الصلاة فاغتسلوا للصلاة قبل أن تأتوا إلى المسجد لأن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم قال: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) إي على كل بالغ تصور لو أن محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لك أمام وجهك إن غسل الجمعة واجب أفيمكنك أن تقول أن تقول أنه مستحب إنك سوف تسأل عن هذه الكلمة التي أطلقها محمد رسول الله وهو يعلم معناه عليه الصلاة والسلم وهو أنصح الخلق لعباد الله لا يمكن أن يأتي بلفظ يوهن الإجابة والأمر ليس بواجب أبدا لأنه لو كان كذلك لكان أمراً عظيما ولكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يطلق الكلمات وهو أعلم بمعناها وأعلم بمقتضاها وأعلم بأن أمته سوف تسأل منها يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) إي على كل بالغ ولقد فهم الصحابة رضي الله عنهم ذلك ففي يوم من أيام الجمعة كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب الناس فدخل عثمان بن عفان رضي الله عنه فأنبه عمر لماذا يتأخر حتى يحضر الأمام فقال له عثمان بن عفان: (والله يا أمير المؤمنين ما زدت على أن توضأت فأتيت فقال له:( والوضوء أيضاً يعني و فعلت الوضوء أيضاً ولم تغتسل وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل) فتأمل كيف أنب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رجلاً هو الذي صار الخليفة الثالث في هذه الأمة كيف أنبه على عدم غسله ليوم الجمعة في محضر المسلمين أفلا يدل ذلك على الصحابة رضي الله عنهم فهموا من أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :(فليغتسل) أنه أمر للوجوب كما أكد ذلك في قوله : (غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) وإن الله تعالى قد يسر لنا الأمر في عصرنا هذا فما على الإنسان إلا أن يشغل السخانة في أيام الشتاء ثم يغتسل أما في أيام الصيف فإن الغسل يزيده نشاطاً وقوة وحيوية حتى يأتي إلى الجمعة وهو طاهر نضيف نشيط أتوا هذا اليوم حقه بأن تأتوا إلى الجمعة مبكرين فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :(من أغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه ومن راح في الساعة الثانية فكأن ما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرنا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا إذا حضر الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر وطويت الصحف) ولم يبقى عند أبواب المسجد ملكاً يكتب القادمين إلى المسجد وفات الإنسان فضل التقدم إلى المسجد ولو سألت كثيراً من الناس الذين يتأخرون عن المبادرة في حضور الجمعة ألكم شغل شاغل ما وجدت عند أكثرهم جواباً إلا أنه ليس لنا شغل ولكن الكسل والتهاون هو الذي أخرنا عن الحضور المتقدم فتقدموا أيها المسلمون إلى هذه إلى يوم الجمعة يكتب لكم بذلك الأجر الذي سمعتموه أما الأئمة فإن المشروع في حقهم أن لا يحضروا إلا إذا جاء وقت الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يحضر إلا إذا أتى وقت الصلاة وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فلو سألنا إمام الجمعة أفضل أن أتقدم كما يتقدم المصلون أم أتأخر لقلنا له إن الأفضل أن تتأخر لأن ذلك هو السنة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيها المسلمون إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فأتبعوا أيها المسلمون ولا تبتدعوا لو كان خيراً في البدعة لما سماه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضلالة أكثروا من الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما أمركم الله بذلك في قوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته اللهم أجعل محبته أحب إلينا من نفوسنا وأولادنا ووالدينا وسائر الناس أجمعين اللهم ارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته تحت لواءه اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أجمع كلمة المسلمين على الحق اللهم أنصرهم على عدوهم حيث كان وأين ما كان اللهم أنصرهم على المشركين واليهود والنصارى والملحدين والطاغيين والمعتدين يا رب العالمين اللهم أنصر إخواننا المجاهدين في البوسنة والهرسك اللهم أنصرهم على صرب البوسنة يا رب العالمين اللهم أنزل بصرب البوسنة بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أورث المسلمين ديارهم وأموالهم ونسائهم وذرياتهم إنك على كل شئ قدير ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوناً من الخاسرين اللهم أغفر ذنوبنا وأجب دعاءنا وتقبل عبادتنا وألف قلوبنا
واجعلنا للحق ناصرين أين ما كنا يا رب العالمين والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
المصدر .