بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى الشباب لفضيلة الشيخ عايد الشمري حفظه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسآلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الأحبة نحمد الله سبحانه وتعالى الذي منّ علينا بنعمة الإسلام ونحمده سبحانه وتعالى الذي منّ علينا بنعمة السنّة ونحمده سبحانه وتعالى الذي جمعنا في بيت من بيوته ونسأله عزّوجل بأسماءه الله الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا وإياكم وسائر المسلمين الإخلاص والصواب في العمل .
إن موضوع الشباب من المواضيع المهمة وذلك لأن الشباب هم البناة الذين يبنون الأوطان والشباب هم الجنود الذين يحمون بإذن الله عزّ وجل البلدان ، والشباب هم المصدر الذي يساهم مساهمة فعالة في أمن البلاد وفي استقرار البلاد والشباب دائما يقعون تحت مخططات أعداء الإسلام وتجد أن معظم مخططات أعداء الإسلام إنما تتجه إلى فئة الشباب وذلك لأنهم يعلمون أن الشباب إذا ضعفوا ضعفت الأمة الإسلامية ، وأن الشباب إذا فسدوا نشروا الفساد في أوطانهم ولذلك تجد أن عامة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من قبل أعداء الإسلام إنما تتوجه إلى الشباب ، تتوجه إلى عقائدهم ، تتوجه إلى عباداتهم ، تتوجه إلى أخلاقهم وإلى سلوكهم وما ذلك إلا من أجل العمل على إضعافهم ،ولعل مما وضعوه في علم الإجتماع لديهم وهو من أخطر ما وضعوا تعريف ما يسمى بالمراهق ، تعريف ما يسمى بالمراهق هذا تعريف يتعارض مع الشريعة الإسلامية . فإن الشريعة الإسلامية في تعريفها تعرّف المكلّف ، والمكلّف هو البالغ العاقل ، المسلم ، أطفال المسلمين متى ما بلغوا أصبحوا من أهل التكليف فيحاسب على فعله ، يحاسب على معتقده ، يحاسب على قوله يحاسب على أخلاقه ولذلك لو مات شاب قد بلغ فإنه سوف يحاسب على ما فعل من خيرأو شر ونجد أن البلوغ في الشريعة الإسلامية من شروط التكليف في الصلاة ، في الصيام ، في الحج وكذلك في الجهاد وفي غيرها من الأحكام نجد أنهم يذكرون البلوغ ، الإسلام لا يعرف شيء إسمه المراهقة في تعريفها في علم الإجتماع الغربي الذي دسوه للعالم الإسلامي وأصبح يردده الكثير من الناس ، وأصبحت القنوات الفضائية وما يعرض فيها من أفلام وغير ذلك تبرز مثل هذا النوع من السن ، إذا نظرنا إلى الغرب وجدنا أن هذا السن الذي هو سن البلوغ هو سن الإنفلات وعدم التقيد بالأخلاق ، والفساد والإفساد والفوضى والشذوذ وغير ذلك وهذا لعله من أخطر ما يواجه العالم الإسلامي إذن هذا يعتبر من الأصول هذا أصل ، الأصل عندنا نحن أن البلوغ يعني الرجولة ، يعني التكليف ، يعني المسؤولية ، يعني القوة ، يعني الخلق الحسن ، يعني الإلتزام ، يعني الجندي ، يعني الدفاع عن البلد وعن الوطن الدفاع عن الدين الدفاع عن الأخلاق ، في علم الإجتماع الغربي المراهقة تعني التفسخ الأخلاقي والإنحلال الخلقي والفكري والفساد والوقوع في الموبقات والفواحش وأن هذا كله معذور فيه لأنه يمر في سن تسمى سن إيش ؟ المراهقة . إذن نحن إذا أردنا أن نحمي شبابنا بإذن الله عزّ وجل فلابد أن نغيّر ما أدخل في كتبنا أو في مناهجنا أو في تعليمنا أو في تعاملنا مع بعضنا أن نرفض شيء اسمه سن المراهقة ، بل إنهم يوصلون سن المراهقة إلى العشرينات ، فقد تجده في العشرين ويقال هذا مراهق ،وهذا من الأمرالخطير نحن عندنا البلوغ وعندنا الرشد ، الرشد هو حسن التصرف في المال وهذا يتعلق بالأمور المالية ،وأما البلوغ فإن المرء منذ أن يبلغ فهو مسؤول عن كل ما يصدر من لسانه من قول وعن كل ما يعتقد في قلبه من اعتقاد وعن كل ما يفعله بجوارحه . فإذا ارتكب الفواحش والموبقات فهو قد ارتكب كبيرة من الكبائرووقع في الفسق وهو معرّض للوعيد الذي ذكرفي القرآن والسنّة ، في وعيد شارب الخمر أو في وعيد الزاني أو في وعيد من عمل عمل قوم لوط أو في وعيد كذا وكذا من الفحش والبذاءة والقذف وإلى غير ذلك .
إذن نحن من البداية إذا أردنا أن نحمي شبابنا لابد أن نحمي الأصل الأول وهو أن نمنع مثل هذه التعريفات الغربية التي دسها لنا الغرب في علم الإجتماع وهي تتناسب مع بهيميتهم وحياتهم هم ، هم لا عقيدة عندهم ، لا دين عندهم ، ليبيراليين أي حرية مطلقة في الإقتصاد ، في السياسة ، في الأخلاق وكذلك علمانية بحتة تترك الدين جانبا وتعتني بالأمور المادية البحتة ولذلك خرجت عندهم مذاهب ملحدة ، كالمادية والوجودية وغيرها ، أما نحن فلا ، نحن فلا ، نحن مسلمون ولدينا عقيدة ولدينا توحيد ولدينا إسلام ولذلك تجد أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن يبلغ أحدهم إلا وتجده ، هو قبل البلوغ قد حافظ على الصلاة فمنذ الصغر، وهم أطفال يصحبون أطفالهم وهم صغار إلى المساجد حتى أنهم يضعون لهم في المساجد ما يرّغبهم في الذهاب إلى المسجد وحتى لا يبكي أحدهم بكاءً فيخفف النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ، من أجل أمه أي من أجل أم هذا الطفل الذي يبكي ، فكانوا يحضرون أطفالهم إلى المساجد تشجيعا لهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا أننا نأمر أبنائنا بالصلاة لسبع ونضربهم عليها لعشر، ونفرق بينهم في المضاجع وغير ذلك مما يحافظ على الأخلاق يعني بينه وبين أخته وهي محرّمة عليه ومع ذلك تجد أنّ الشريعة الإسلامية تحافظ على خلق هذا الشاب وعلى خلق هذه الفتاة فيتم التفريق فيما بينهم وحتى أنه يستأذن على والديه بالدخول حفاظا على حياءه وحفاظا على أن لا يرى أمرا لا يليق مما هو مباح لأبويه ، هذا هو الإسلام العظيم ، هذا هو دين الإسلام ، دين الحياء ودين المروءة ودين العفة ودين الأخلاق الرفيعة والقيّم السامية والمبادئ العالية ، شموخ كله شموخ ، وكله سمو ، يبتعد عن السفلي وسفاسف الأمور ويعلو بأهله إلى قمم جبال العزة والكرامة والقيم السامية ، هذا هو الدين ، هو دين الإسلام (( إن الدين عند الله الإسلام )) هذا هو الإسلام العظيم الذي عندما قام به صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفتحوا به البلاد ومن أتى من بعدهم ، فتجد الأمم الأخرى عندما رأتهم انبهرت ، انبهرت من هذا النور ،وعرفت الظلمة التي كانت تعيش فيها ، انبهرت وتذوقت هذه الحلاوة ، حلاوة الحق ، وعرفت مرارة الباطل التي كانت تتجرعها ، لقد رأت هذه الأخلاق العالية من الكرم والشهامة والمروءة والشجاعة والإقدام ورأت هذا الحياء فتجد أن هذه الشعوب سرعان ما أتت إلى هذا الدين ، رأت هذا التوحيد الذي أفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة لأنه هو الخالق وهو الرّب إذن فلا يُعبد إلا من خلق ومن رزق ومن أعطى ومن منع ومن نفع ومن ضر .إذن هكذا نحن نجد أيها الأحبة كيف أنّ الأمم استقبلت هذا الدين العظيم .
إذا فلابد علينا أن نحافظ على ديننا وأن نربي أجيالنا وأبناء الأمة الإسلامية على قيم هذا الدين وأخلاقه ، وتشريعاته وتحبيبهم فيه وتبغيضهم فيما سواه من تشريعات باطلة من وضع الإنسان ومن نسج خياله ، لأن هذا التشريع إنما هو تشريع الله سبحانه وتعالى والله عزّوجل هو الذي خلق وهو أعلم بخلقه وأعلم بما يصلح هذا الخلق (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )).
إن هذه المفاهيم الغربية التي أصبحت تغزونا في بيوتنا وفي مناهجنا وفي دورنا وفي وسائل إعلامنا إنما هي عدو يجب أن نحذره ويجب أن نواجهه وإلا أصبحنا أمة أسيرة لأعدائها وذلك عن طريق ضياع شبابها وأبنائها الذين هم بإذن الله مصدر قوتها ومصدر عطائها ومصدر ازدهارها ومصدر استقرارها ومصدر شموخها بإذن العزيز الجبار سبحانه وتعالى .
إذا فلدينا هنا الأصل ، الأصل يجب أن يغيّر ، لابد أن نخبر الناس أن شباب الصحابة عندما يبلغون يسارعون إلى الجهاد ، ويسارعون إلى الإكتتاب في غزوة كذا وغزوة كذا ، فانظر إلى مفهوم الإسلام للبلوغ كيف أنّ الصحابة ينتظر أحدهم متى يبلغ حتى لا يرجعه النبي صلى الله عليه وسلم عن غزوة يغزوها أو عن معركة يخوضها ، فتجد أنهم يسارعون ويخبرون النبي صلى الله عليه وسلم أننا قد بلغنا وأنني قد بلغت ، أنظر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم أني قد بلغت ، ويأتي والده يحمله للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله خذه معك يكتتب في غزوة كذا وكذا ، أنظر إلى هذا المفهوم حيث أن الذي يبلغ يذهب إلى ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد ، ويذهب إلى أن يشارك في الدفاع عن أمته وعن دينه وعن رسوله وعن إسلامه ، وانظر إلى مفهوم البلوغ في هذا العصر . فإذا بلغ فسرعان ما يهرول إلى مستنقعات الفساد والفجوربحجة المراهقة من مفهوم غربي قد أدخل عليه ، من مفهوم غربي قد أدخل عليه ، فعندما أدخل عليه المفهوم الغربي فإنه سرعان ما ذهب يبحث عن الفساد والإفساد بل أكثر من ذلك أنه أصبح عند الناس تعارفا وأمرا عرفيا ومعروفا أنه إذا فعل مثل هذه الأمور قالوا إنه مراهق وكأن المراهقة تشفع له عند الله سبحانه وتعالى ، ألا يعلم هؤلاء أنّ الله عزّ وجل قد شرع أحكامه على هذه السن وأنه سوف يحاسب ويؤاخذ من وصل إلى هذا السن صالحا كان أو طالح ، نحن بمثل هذا المفهوم الباطل انتشر الفساد بين شبابنا ، بمثل هذا المفهوم الباطل للشباب وللمراهقة انتشر الزنا وانتشر اللواط وانتشر سوء الأخلاق وانتشرت البذاءة وانتشرت الألفاظ التي فيها قدح والألفاظ القبيحة التي ليس فيها إلا الفحش والعهر والعياذ بالله وإذا نظروا قالوا أن هذا مراهق ، فتجده أنه يُفسد ويُفسد الآخرين ويشوش على المسلمين وتجد أنه يؤذي الناس في شوارعهم ويؤذي الناس في سياراتهم ويؤذي الناس في بيوتهم ويؤذي الناس في منتدياتهم ويؤذي الناس في رحلاتهم ويؤذي الناس في استراحتهم ، ثم بعد ذلك يقولون مراهق .
تجد أنه يتعاطى المخدرات ويروّج المخدرات ويدّمر نفسه ويدّمرإخوانه ويدّمر أمته ومع ذلك يقولون مراهق . تجد أنه يعتدي على أعراض بنات المسلمين إما بقذف أو بفحش أو ببذاءة أو بمعاكسة أو بغير ذلك من زنا فيقال أنه مراهق وأنها مراهقة . تجد أنه يحمل معه صورا خليعة للعهر والفساد ومع ذلك إذا قبض عليه قالوا إنه مراهق .
تجد أنه يُنهي نفسه ويدّمر شخصه ويقضي على ذاته ويؤذي أخلاقه ومع ذلك ينتحر انتحارا في أخلاقه وفي عقيدته وفي عبادته ومع ذلك يُعذر انتحاره أنه مراهق . هذا المفهوم الخطير هو من أعظم المخاطر التي تواجه أبناء الإسلام والمسلمين من أعظم المخاطر ، ولذلك لابد على الدعاة وعلى الخطباء وعلى المصلحين وعلى ولاة الأمر وعلى الوزراء وعلى مناهج التعليم ووزارة التعليم والتربية وعلى كل وزارات الدولة لابد أن نبين لأبنائنا أننا نرفض هذا المفهوم الغربي الليبرالي لسن البلوغ وسن ما يسمى بالمراهقة وأن نعطيهم مع الأحكام الشرعية الواردة في هذا وأن هذا حكم الله في هذا السن هذا الأمر الأول .
رسالة إلى الشباب لفضيلة الشيخ عايد الشمري حفظه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسآلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الأحبة نحمد الله سبحانه وتعالى الذي منّ علينا بنعمة الإسلام ونحمده سبحانه وتعالى الذي منّ علينا بنعمة السنّة ونحمده سبحانه وتعالى الذي جمعنا في بيت من بيوته ونسأله عزّوجل بأسماءه الله الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا وإياكم وسائر المسلمين الإخلاص والصواب في العمل .
إن موضوع الشباب من المواضيع المهمة وذلك لأن الشباب هم البناة الذين يبنون الأوطان والشباب هم الجنود الذين يحمون بإذن الله عزّ وجل البلدان ، والشباب هم المصدر الذي يساهم مساهمة فعالة في أمن البلاد وفي استقرار البلاد والشباب دائما يقعون تحت مخططات أعداء الإسلام وتجد أن معظم مخططات أعداء الإسلام إنما تتجه إلى فئة الشباب وذلك لأنهم يعلمون أن الشباب إذا ضعفوا ضعفت الأمة الإسلامية ، وأن الشباب إذا فسدوا نشروا الفساد في أوطانهم ولذلك تجد أن عامة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من قبل أعداء الإسلام إنما تتوجه إلى الشباب ، تتوجه إلى عقائدهم ، تتوجه إلى عباداتهم ، تتوجه إلى أخلاقهم وإلى سلوكهم وما ذلك إلا من أجل العمل على إضعافهم ،ولعل مما وضعوه في علم الإجتماع لديهم وهو من أخطر ما وضعوا تعريف ما يسمى بالمراهق ، تعريف ما يسمى بالمراهق هذا تعريف يتعارض مع الشريعة الإسلامية . فإن الشريعة الإسلامية في تعريفها تعرّف المكلّف ، والمكلّف هو البالغ العاقل ، المسلم ، أطفال المسلمين متى ما بلغوا أصبحوا من أهل التكليف فيحاسب على فعله ، يحاسب على معتقده ، يحاسب على قوله يحاسب على أخلاقه ولذلك لو مات شاب قد بلغ فإنه سوف يحاسب على ما فعل من خيرأو شر ونجد أن البلوغ في الشريعة الإسلامية من شروط التكليف في الصلاة ، في الصيام ، في الحج وكذلك في الجهاد وفي غيرها من الأحكام نجد أنهم يذكرون البلوغ ، الإسلام لا يعرف شيء إسمه المراهقة في تعريفها في علم الإجتماع الغربي الذي دسوه للعالم الإسلامي وأصبح يردده الكثير من الناس ، وأصبحت القنوات الفضائية وما يعرض فيها من أفلام وغير ذلك تبرز مثل هذا النوع من السن ، إذا نظرنا إلى الغرب وجدنا أن هذا السن الذي هو سن البلوغ هو سن الإنفلات وعدم التقيد بالأخلاق ، والفساد والإفساد والفوضى والشذوذ وغير ذلك وهذا لعله من أخطر ما يواجه العالم الإسلامي إذن هذا يعتبر من الأصول هذا أصل ، الأصل عندنا نحن أن البلوغ يعني الرجولة ، يعني التكليف ، يعني المسؤولية ، يعني القوة ، يعني الخلق الحسن ، يعني الإلتزام ، يعني الجندي ، يعني الدفاع عن البلد وعن الوطن الدفاع عن الدين الدفاع عن الأخلاق ، في علم الإجتماع الغربي المراهقة تعني التفسخ الأخلاقي والإنحلال الخلقي والفكري والفساد والوقوع في الموبقات والفواحش وأن هذا كله معذور فيه لأنه يمر في سن تسمى سن إيش ؟ المراهقة . إذن نحن إذا أردنا أن نحمي شبابنا بإذن الله عزّ وجل فلابد أن نغيّر ما أدخل في كتبنا أو في مناهجنا أو في تعليمنا أو في تعاملنا مع بعضنا أن نرفض شيء اسمه سن المراهقة ، بل إنهم يوصلون سن المراهقة إلى العشرينات ، فقد تجده في العشرين ويقال هذا مراهق ،وهذا من الأمرالخطير نحن عندنا البلوغ وعندنا الرشد ، الرشد هو حسن التصرف في المال وهذا يتعلق بالأمور المالية ،وأما البلوغ فإن المرء منذ أن يبلغ فهو مسؤول عن كل ما يصدر من لسانه من قول وعن كل ما يعتقد في قلبه من اعتقاد وعن كل ما يفعله بجوارحه . فإذا ارتكب الفواحش والموبقات فهو قد ارتكب كبيرة من الكبائرووقع في الفسق وهو معرّض للوعيد الذي ذكرفي القرآن والسنّة ، في وعيد شارب الخمر أو في وعيد الزاني أو في وعيد من عمل عمل قوم لوط أو في وعيد كذا وكذا من الفحش والبذاءة والقذف وإلى غير ذلك .
إذن نحن من البداية إذا أردنا أن نحمي شبابنا لابد أن نحمي الأصل الأول وهو أن نمنع مثل هذه التعريفات الغربية التي دسها لنا الغرب في علم الإجتماع وهي تتناسب مع بهيميتهم وحياتهم هم ، هم لا عقيدة عندهم ، لا دين عندهم ، ليبيراليين أي حرية مطلقة في الإقتصاد ، في السياسة ، في الأخلاق وكذلك علمانية بحتة تترك الدين جانبا وتعتني بالأمور المادية البحتة ولذلك خرجت عندهم مذاهب ملحدة ، كالمادية والوجودية وغيرها ، أما نحن فلا ، نحن فلا ، نحن مسلمون ولدينا عقيدة ولدينا توحيد ولدينا إسلام ولذلك تجد أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن يبلغ أحدهم إلا وتجده ، هو قبل البلوغ قد حافظ على الصلاة فمنذ الصغر، وهم أطفال يصحبون أطفالهم وهم صغار إلى المساجد حتى أنهم يضعون لهم في المساجد ما يرّغبهم في الذهاب إلى المسجد وحتى لا يبكي أحدهم بكاءً فيخفف النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ، من أجل أمه أي من أجل أم هذا الطفل الذي يبكي ، فكانوا يحضرون أطفالهم إلى المساجد تشجيعا لهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا أننا نأمر أبنائنا بالصلاة لسبع ونضربهم عليها لعشر، ونفرق بينهم في المضاجع وغير ذلك مما يحافظ على الأخلاق يعني بينه وبين أخته وهي محرّمة عليه ومع ذلك تجد أنّ الشريعة الإسلامية تحافظ على خلق هذا الشاب وعلى خلق هذه الفتاة فيتم التفريق فيما بينهم وحتى أنه يستأذن على والديه بالدخول حفاظا على حياءه وحفاظا على أن لا يرى أمرا لا يليق مما هو مباح لأبويه ، هذا هو الإسلام العظيم ، هذا هو دين الإسلام ، دين الحياء ودين المروءة ودين العفة ودين الأخلاق الرفيعة والقيّم السامية والمبادئ العالية ، شموخ كله شموخ ، وكله سمو ، يبتعد عن السفلي وسفاسف الأمور ويعلو بأهله إلى قمم جبال العزة والكرامة والقيم السامية ، هذا هو الدين ، هو دين الإسلام (( إن الدين عند الله الإسلام )) هذا هو الإسلام العظيم الذي عندما قام به صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفتحوا به البلاد ومن أتى من بعدهم ، فتجد الأمم الأخرى عندما رأتهم انبهرت ، انبهرت من هذا النور ،وعرفت الظلمة التي كانت تعيش فيها ، انبهرت وتذوقت هذه الحلاوة ، حلاوة الحق ، وعرفت مرارة الباطل التي كانت تتجرعها ، لقد رأت هذه الأخلاق العالية من الكرم والشهامة والمروءة والشجاعة والإقدام ورأت هذا الحياء فتجد أن هذه الشعوب سرعان ما أتت إلى هذا الدين ، رأت هذا التوحيد الذي أفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة لأنه هو الخالق وهو الرّب إذن فلا يُعبد إلا من خلق ومن رزق ومن أعطى ومن منع ومن نفع ومن ضر .إذن هكذا نحن نجد أيها الأحبة كيف أنّ الأمم استقبلت هذا الدين العظيم .
إذا فلابد علينا أن نحافظ على ديننا وأن نربي أجيالنا وأبناء الأمة الإسلامية على قيم هذا الدين وأخلاقه ، وتشريعاته وتحبيبهم فيه وتبغيضهم فيما سواه من تشريعات باطلة من وضع الإنسان ومن نسج خياله ، لأن هذا التشريع إنما هو تشريع الله سبحانه وتعالى والله عزّوجل هو الذي خلق وهو أعلم بخلقه وأعلم بما يصلح هذا الخلق (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )).
إن هذه المفاهيم الغربية التي أصبحت تغزونا في بيوتنا وفي مناهجنا وفي دورنا وفي وسائل إعلامنا إنما هي عدو يجب أن نحذره ويجب أن نواجهه وإلا أصبحنا أمة أسيرة لأعدائها وذلك عن طريق ضياع شبابها وأبنائها الذين هم بإذن الله مصدر قوتها ومصدر عطائها ومصدر ازدهارها ومصدر استقرارها ومصدر شموخها بإذن العزيز الجبار سبحانه وتعالى .
إذا فلدينا هنا الأصل ، الأصل يجب أن يغيّر ، لابد أن نخبر الناس أن شباب الصحابة عندما يبلغون يسارعون إلى الجهاد ، ويسارعون إلى الإكتتاب في غزوة كذا وغزوة كذا ، فانظر إلى مفهوم الإسلام للبلوغ كيف أنّ الصحابة ينتظر أحدهم متى يبلغ حتى لا يرجعه النبي صلى الله عليه وسلم عن غزوة يغزوها أو عن معركة يخوضها ، فتجد أنهم يسارعون ويخبرون النبي صلى الله عليه وسلم أننا قد بلغنا وأنني قد بلغت ، أنظر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم أني قد بلغت ، ويأتي والده يحمله للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله خذه معك يكتتب في غزوة كذا وكذا ، أنظر إلى هذا المفهوم حيث أن الذي يبلغ يذهب إلى ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد ، ويذهب إلى أن يشارك في الدفاع عن أمته وعن دينه وعن رسوله وعن إسلامه ، وانظر إلى مفهوم البلوغ في هذا العصر . فإذا بلغ فسرعان ما يهرول إلى مستنقعات الفساد والفجوربحجة المراهقة من مفهوم غربي قد أدخل عليه ، من مفهوم غربي قد أدخل عليه ، فعندما أدخل عليه المفهوم الغربي فإنه سرعان ما ذهب يبحث عن الفساد والإفساد بل أكثر من ذلك أنه أصبح عند الناس تعارفا وأمرا عرفيا ومعروفا أنه إذا فعل مثل هذه الأمور قالوا إنه مراهق وكأن المراهقة تشفع له عند الله سبحانه وتعالى ، ألا يعلم هؤلاء أنّ الله عزّ وجل قد شرع أحكامه على هذه السن وأنه سوف يحاسب ويؤاخذ من وصل إلى هذا السن صالحا كان أو طالح ، نحن بمثل هذا المفهوم الباطل انتشر الفساد بين شبابنا ، بمثل هذا المفهوم الباطل للشباب وللمراهقة انتشر الزنا وانتشر اللواط وانتشر سوء الأخلاق وانتشرت البذاءة وانتشرت الألفاظ التي فيها قدح والألفاظ القبيحة التي ليس فيها إلا الفحش والعهر والعياذ بالله وإذا نظروا قالوا أن هذا مراهق ، فتجده أنه يُفسد ويُفسد الآخرين ويشوش على المسلمين وتجد أنه يؤذي الناس في شوارعهم ويؤذي الناس في سياراتهم ويؤذي الناس في بيوتهم ويؤذي الناس في منتدياتهم ويؤذي الناس في رحلاتهم ويؤذي الناس في استراحتهم ، ثم بعد ذلك يقولون مراهق .
تجد أنه يتعاطى المخدرات ويروّج المخدرات ويدّمر نفسه ويدّمرإخوانه ويدّمر أمته ومع ذلك يقولون مراهق . تجد أنه يعتدي على أعراض بنات المسلمين إما بقذف أو بفحش أو ببذاءة أو بمعاكسة أو بغير ذلك من زنا فيقال أنه مراهق وأنها مراهقة . تجد أنه يحمل معه صورا خليعة للعهر والفساد ومع ذلك إذا قبض عليه قالوا إنه مراهق .
تجد أنه يُنهي نفسه ويدّمر شخصه ويقضي على ذاته ويؤذي أخلاقه ومع ذلك ينتحر انتحارا في أخلاقه وفي عقيدته وفي عبادته ومع ذلك يُعذر انتحاره أنه مراهق . هذا المفهوم الخطير هو من أعظم المخاطر التي تواجه أبناء الإسلام والمسلمين من أعظم المخاطر ، ولذلك لابد على الدعاة وعلى الخطباء وعلى المصلحين وعلى ولاة الأمر وعلى الوزراء وعلى مناهج التعليم ووزارة التعليم والتربية وعلى كل وزارات الدولة لابد أن نبين لأبنائنا أننا نرفض هذا المفهوم الغربي الليبرالي لسن البلوغ وسن ما يسمى بالمراهقة وأن نعطيهم مع الأحكام الشرعية الواردة في هذا وأن هذا حكم الله في هذا السن هذا الأمر الأول .
تعليق