كنت نقلته من شبكة سحاب.
رد الشيخ فركوس على أحدالطاعنين في مقالته حول الإصلاح و في السلفية
و هو لناقله "أبو نعيم إحسان" أحسن الله اليه
رد الشيخ فركوس على أحدالطاعنين في مقالته حول الإصلاح و في السلفية
و هو لناقله "أبو نعيم إحسان" أحسن الله اليه
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْأرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّابعد:
فعلى إِثْرِ نشرِ مقالةِ «الإصلاحُ النفسيُّ للفردِ أساسُ استقامتِهِوصلاحُ أُمَّتِهِ» وُجِّهَ إِلَيَّ انتقادٌ من شخصيةٍ يائسةٍ من وحدة الأمّةواجتماعها، مختومٌ بطابع التردُّدِ والتساؤلِ في شُبهةِ تحديدِ أهلِ الإصلاحِ معتبايُنِ مناهجهم وعقائدهم، ثمّ عرج إلى سببِ تفرُّق الأُمّة وتشتُّتها ونسبَهَاظُلمًا إلى من يحملون لواءَ التوحيد قولاً وعملاً ودعوةً، وتطاولَ على أهل العلمالربانيِّين بالتنقيص واللَّمز، وتجاسرَ على فتاويهم المبنية على العلم والبصيرةبالابتذال والامتهان.
وقد رأيت من الإنصاف أن أضع نصّ انتقاده للعيان، منغير تصرّف أو نقصان، ثمّ أعقبه بردّ أخوي سالم من الشنئان، وبأسلوب الموعظة والحكمةوالبرهان، قصد توضيح مفاهيم خاطئة سرت في الأذهان، وردّدوها على اللسان، وسلكوا بهاطُرُقَ الهوى والردّى، وسبيل الغواية والعمى، والله المستعان.
وهذا نصّانتقاده:
«السلام عليكم ورحمة الله وبعد،
أعزّكم اللهُوحفظكم من كلّ مكروه آمين.
اعلموا أستاذي الجليل أني أحبكم فيما يحب المؤمنأخاه المؤمن.
لقد اطلعتُ على الكلمة الشهرية التي تؤكِّدون في ثناياها أنّصلاحَ الأمَّة يكون بصلاح أفرادها، وكأنكم تتبَّنَوْنَ النظريةَ الغشتالتية (Gueshctalt thérie) الألمانية، وهذا ما أراه غير مناسب في قضية إصلاح الأمّةالإسلامية. فلو سلّمنا فَرَضًا أنّ صلاحَ الأفرادِ يُؤدِّي إلى صلاح الأُمَّة، فهذايعني أنَّنا نتطرَّق للنتيجة دون تقديم منهجيةٍ لبلوغ الهدف, ومن ثمَّ السؤال: منيقوم بإصلاح الفرد؟ سيكون الجواب بكلّ ارتجال: العلماء طبعًا. والسؤال الذي يليهكيف يستمع الفرد إلى علمائه وهم متفرِّقون ولم يستطيعوا تحديد الأولويات. دماءالمسلمين تسفك، وأعراضهم تستباح، ويهان أعزّ ما يحبُّون وعلماءنا في غير ذلك يفتون. هذا يفتي في الحيض وذاك في النفاس والآخر في جواز قتل النمل والذباب من عدمه. بلذهب بعضهم من علماء البَلاط الذين ينتسبون إلى الوهابية، إلى القول بأنّ الله سخّرأمريكا للدفاع عن المملكة لإضفاء الشرعية على تدنيس البقاع الشريفة من طرف حفدةالقردة والخنازير.
أستسمحكم سيدي على شرود مشاعري وضعفي على مقاومة ثورانها،إنه غضب في سبيل الله وليس إلا. وسوف تكون لي اتصالات أخرى لاحقًا إذا ما لم أكن قدأزعجتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله».
[أخوكم في الله. منالرغاية-الجزائر العاصمة]
• فأقـول -وبالله التوفيق وعليهالتكلان-:
لا يخفى على مُتَبَصِّرٍ بالفِرَقِ والمناهجِ الدَّعويةِ أنّ أهلَالسُّـنَّة والجماعةِ يتَّفقون على الاستدلال بالكتاب والسُّـنَّة في كافَّةِأمورهم وجميعِ مسائل وقضايا الاعتقاد والتشريعِ والسلوكِ، ويسترشدون بفهم
السلف الصالح لنصوص القرآن والسنّة، من الصحابة والتابعين ومن التزمبمنهجهم واقتفى أثرَهم، وموضوع مقالة «الإصلاح النفسي للفرد أساسُ استقامته وصلاحأُمَّته» جاءت وَفق هذا المعنى من الاقتصار
في مصدر التلقِّي على الاستدلالبالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة، ذلك النَّبْعُ الصافي الذي نَهِلَ منه السلفعقائدهم وتصوّراتهم، واستقَوْا عبادتَهم ومعاملاتِهم، وسلوكَهم وأخلاقَهم، بل هم فيمنأى
عمّا التزم به أهلُ الأهواء والبدعِ من جعل مصدر التلقي العقلَ الذيأفسدته ترهات الفلاسفة، وخزعبلاتُ المناطقة وتمحّلات المتكلِّمين، فكيف يسعهمإيمانُهم الاستناد إلى نظرياتٍ فلسفية غربية، وتَبَنِّي
أفكارِها؟! واللهتعالى أتمّ هذا الدِّينَ فلا ينقصُه، ورضيه فلا يَسْخَطُه أبدًا، قال تعالى: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِيوَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَاعَلَيْكَ
الكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةًوَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَأَيْمُ اللهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَاوَنَهَارُهَا سَوَاءٌ»(١- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة»
باب اتباع سنة رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم: (5)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، والحديثحسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (68، وفي «صحيح الجامع»: (9))، وقد حفظ اللهتعالى هذا
الدِّينَ، وصانه من الضياعِ، وهيَّأَ له من الأسباب والعواملِالتي يسّرت نقلَه وبقاءَه، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقيّضَ اللهُ تعالى لهذه الأمّةِ رجالاًمن أهل السُّـنَّةِ والجماعة
حفظ بهم ذِكْرَهُ، وصان رسالتَه، فلم يتركواساعةً من ليلٍ أو نهارٍ إلاّ أمضوها بالإيمان والعلم والاستنباط، وملؤوا بعلومهمومصنّفاتهم شتَّى الفنونِ ومختلفَ المعارف من قواعد مصطلح الحديث وأصول الدِّين
والفقه وقواعد اللغة والتفسير وغيرها، حتى وُصِفُوا بنَقَلَةِ الدِّينوحَفَظَتِهِ، وحَمَلَةِ الشريعة، ودعامة الدعوة، وأركانُ الرسالة التي وصلتناكاملةً غيرَ منقوصةٍ كما أنزلها الله سبحانه لا اعوجاج فيها ولا
انحراف،واستندت دعوتهم إلى الله تعالى وتبليغ الرسالة –في تقرير مشروعيتها- إلى وجوبموافقتها للنصوص الشرعية العامّة أو الخاصّة أو لقواعد شرعية كلية، وعلى منهجهم هذايتمّ الإصلاح النفسي
للفرد لكونه اللبِنَةَ الأولى للأمّة وذلك بالاستدلالعلى ما فُطرت عليه النفوسُ من الإيمان بالمشاهد المحسوس، وتطهير عقيدته من كلّ مايدنّسها للمحافظة عليها سالمة على الفطرة التي فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها،
وتصحيح عبادته ومعاملاته بالتوجيه والإرشاد والدعوة بالتي هي أحسن، معتقرير الحجج الصحيحة وإبطال الشُّبَه الفاسدة بما يشفي ويكفي. فكانوا مثل ما أمر بهتعالى: ﴿وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ
تُعَلِّمُونَالكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران: 79]، كيف لا؟! وهذا المنهج قائمعلى الصحيح المنقول الثابت بالكتاب والسُّنَّة والآثار السلفية الورادة عن الصحابةوالتابعين من أئمّة الهدى ومصابيح
الدُّجَى، والذين سلكوا طريقهم قالصَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَيَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(٢- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لايشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)،
ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضلالصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين...: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء فيفضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)،
وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)،وقال عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَىالْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ
اللهِوَهُمْ كَذَلِكَ»(٣- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتيظاهرين على الحق.. : (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن
منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبانرضي الله عنه)، فسبيل المؤمنين هو الالتزام بالكتاب والسُّنَّة من غير تقديمعليهما، والعمل بهما والدعوة إليهما، قال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنبَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِالْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115]، فهؤلاء هم أُمَّة الإجابة الذين عناهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهوآله وسَلَّم بقوله: «وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ
وَسَبْعِينَمِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالوا: مَنْ هِيَ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(٤- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة: (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو
رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284): «أسانيدها جياد»،والحديث حسنه الألباني في «صحيح الجامع»: (5343))، فالفرقةُ الناجيةُ والطائفةالمنصورة كما جاء في الحديثين إنما هي
المتمسّكة بالشريعة اعتقادًا وقولاًوعملاً، ومن بلغ منهم درجة الفتيا في الدِّين فإنه يفتي في الحيض والنفاس وقتلالنملة وإعفاء اللحية وتقصير الثوب والجلباب والجهاد وسائر العبادات والمعاملات، إذ
كلّها من مسائل الدِّين والإيمان من الحلال والحرام ومسائل الاعتقادوغيرها، والحمد لله ليس فيها لبّ وقشور فكلّ ما جاء به الإسلام فهو لباب، فهم لايهدرون من الشرع شيئًا ولا يهونون من السُّنَّة مهما
كانت، كما هي دعاوىالذين فرَّقوا دينهم ولم يعتصموا بحبل الله ولم يمتثلوا أمر الله تعالى في قوله: ﴿وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْوَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم: 31 -
32]، وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْوَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، وقولهتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْفِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم
بِمَاكَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، فكلّ ما جاء به الوحي حقّ وكلّه لباب، ولايصدر من الساخر من السنن ومحييها إلاّ الكذب والبهتان، قال تعالى: ﴿كَبُرَتْكَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾
[الكهف: 5]، فكيف نأخذ عن العلماء مسائلَ عينيةً خاصّةً، ونأخذ عن الجهلةالمسائلَ المصيريةَ العامّةَ؟! إنَّ هذا لشيء عُجاب؟
إنّ أهل السُّنَّةوالجماعة السائرين على منهج السلف الصالح غيرُ مختلفين، وآمالهم وآلامهم واحدةنابعة من عقيدتهم التي هي مبدأ دعوتهم، يركِّزون على إخلاص العبادة لله تعالى،والتحذير من الشرك
وأسبابه ووسائله المؤدّية إليه بُغية إصلاح عقائدالمسلمين وإزالة عوامل الانحرافات الاعتقادية والسلوكية المتفشّية بينهم، تجتمعكلمتهم وتتوحّد صفوفهم تحت راية التوحيد، إذ مبنى التضامن الإسلامي لا
يتمُّ إلاّ على عقيدة التوحيد، وهو مبدأ الانطلاق مع التركيز على الإخلاصومتابعة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، إذ لا وحدة إلاّ بالتوحيد، ولااجتماع إلاّ باتباع، وعلى ضوئهما يفهمون الواقع ويهتمون
بقضايا الأُمَّةالمصيرية، وعقيدتهم جازمة في أنّ مصيرَهم المستقبلي بيد الله تعالى، وقد تكفّل بهإذا ما حقّقنا التغيير في أنفسنا على وَفق ما أمر اللهُ به ورسولُه ونهى عنه وزجر؛لأنّ الجزاءَ من جنس
العمل، وحَسْبُهُم قوله تعالى: ﴿إنَّ اللهَ لاَيُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]، وقالتعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمّد: 7]،وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إذَا تَبَايَعْتُمْ
بالْعِينَةِوَأخَذْتُمْ أذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ،سَلَّطَ الله عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلَىدِينِكُمْ»(٥- أخرجه أبو داود في «الإجارة» باب في النهي عن العينة: (3462)، وأحمد: (4987)، وأبو
يعلى الموصلي في «مسنده»: (5659)، والبيهقي في «السننالكبرى»: (10844)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (13410)، من حديث عبد الله بن عمررضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في
«السلسلة الصحيحة»: (11))، وقالصَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَاللهِ لَيُتِمَنَّ اللهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّىيَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَ مَوْتَ لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَوَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»(٦- أخرجه البخاري
في «الإكراه » باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (6544)، وابنحبان في «صحيحه»: (669، وأحمد في «مسنده»: (2056، والطبراني في «الكبير»: (4/62)، من حديث خباب بن الأرت
رضي الله عنه).
أمّا أمّة الدعوةفثِنْتَانِ وسبعون فِرقة يرجع سبب تفرّقها إلى فساد الاعتقاد نتيجةَ البُعد عنالكتاب والسُّنَّة، وما كان عليه سلف الأُمَّة من اعتقاد صحيح وإخلاص ومتابعة،بخلاف أهل السُّنَّة فهي الفرقة
الوحيدة التي استنَّت بسُنَّة النبيِّصَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزمت ما كان عليه هو وأصحابُه، وأعني بالمصلحينالذين يصلحون نفسية الأفراد، وإنما هم أولئك الذين التزموا هذا المنهج الرباني في
الدعوة إلى الله تعالى بالتخلية والتحلية والتطهير والإصلاح، فإنَّهم«الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(٧- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو
الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلةالصحيحة»: (3/267)) كما جاء في السُّنَّة، وكلّ دعوة لا تنطلق من هذا المبدأ فهيدعوة يكتسيها الضلال
والإضلال، ومحكوم عليها بالفشل والهوان عاجلاً أوآجلاً.
أمّا لفظة «الوهابية» فهي من إطلاق خصوم دعوة الحقّ من أهلالأهواء والبدع يريدون بذلك نبزَ الشيخِ محمّد بن عبد الوهاب –رحمه الله- والتنقّصمن دعوته الإصلاحية إلى تجريد التوحيد من الشركيات، ونبذ
جميع السبل إلاّسبيل محمّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وما دعوته -رحمه الله- إلاّ امتدادلدعوة المتبعين لمحمّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من السلف الصالح ومن سار علىنهجهم من أهل السنّة والجماعة، التي
لا تخرج عن أصولهم ولا على مسلكهم فيالدعوة إلى الله بالحجّة والبرهان قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَىاللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْمِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، وقد
كانت دعوتُه ودعوةُ أئمّةِ الهدىوالدِّين قائمةً على محاربة البدعِ والتعصّبِ المذهبيِّ والتفرّقِ، وعلى منع وقوعِالفتن بين المذاهب والانتصار لها بالأحاديث الضعيفة والآراء الفاسدة، وترك ما صحّعن النبي
صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من السُّنن والآثار، كما حاربتدعوته تَنْزيل الإمام المتبوع في أتباعه مَنْزلة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآلهوسَلَّم في أُمَّته، والإعراض عن الوحي والاستغناء عنه بأقوال الرجال، فمثل
هذا الالتزام بمذهب واحد اتخِذَ سبيلاً لجعل المذهب دعوة يُدعى إليها يوالىويعادى عليها، الأمر الذي أدّى إلى الخروج عن جماعة المسلمين، وتفريق صفّهم،وتشتيتِ وحدتهم، وقد حصل بسبب ذلك تسليط
الأعداء عليهم واستحلال بيضتهم،فأهل السُّنَّة والجماعة إنما يدعون إلى التمسّك بوصية رسول الله صَلَّى اللهُ عليهوآله وسَلَّم المتمثّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأُمَّة،فهذه أصول
معصومة دون ما سواها، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا مَا أَخَذْتُمْبِهِمَا, أَوْ عَمِلْتُمْ بِهِمَا, كِتَابَ اللهِ, وَسُنَّتِي, وَلَنْ يَفْتَرِقَاحَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ»(٨- أخرجه الحاكم في
«المستدرك»: (319)،والبيهقي في «السنن الكبرى»: (2091، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ، قال ابنعبد البر في «التمهيد» (24/331): «وهذا أيضًا محفوظ معروف مشهور عن النبي صلى الله
عليه وسلم عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد». وصححه الألبانيفي «صحيح الجامع»: (2937))، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «عَلَيْكُمْبِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِن بَعْدِي
عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»(٩- أخرجه أبو داود في «السنة» باب فيلزوم السنة: (4607)، والترمذي في «العلم» باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتنابالبدع: (2676)، وابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة
الخلفاء الراشدين: (42)، والدارمي في «سننه»: (95)، والحاكم في «المستدرك»: (329)، وأحمد: (16629)، منحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه البغوي في «شرح السنة»: (1/181)،
وصححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/582)، والألباني في «صحيح الجامع»: (2549)، وفي «السلسلة الصحيحة»: (937)).
إنّ استصغار أهلِ السُّنَّةوالجماعة والتنقصَ من قدرهم بنبزهم «بالوهابية» تارة، و«بعلماء البَلاط» تارة،و«بالحشوية» تارة، و«بأصحاب حواشٍ وفروع» تارة، وﺑ «علماء الحيض والنفاس» تارة، وﺑ «جهلة
فقه الواقع» تارة، وﺑ «تَلَفِيُّون أتباع ذنب بغلة السلطان»تارة، وﺑ«العُملاء»تارة، وﺑ «علماء السلاطين»، ما هي إلاّ سُنَّة المبطلين الطاعنين في أهلالسُّنَّة السلفيين، ولا تزال سلسلة الفساد لا تنقطع
يجترُّها المرضى بفسادالاعتقاد، يطلقون عباراتهم الفَجَّة في حقّ أهل السُّنَّة والجماعة، ويلصقون التهمالكاذبة بأهل الهدى والبصيرة، لإبعاد الناس عن دعوتهم، وتنفيرهم عنها وصدِّهم عمّادعوا إليه،
والنظر إليهم بعين الاحتقار والسخط والاستصغار، وهذا ليس بغريبولا بعيد على أهل الباطل في التجاسر على العلماء وما يحملونه من علم ودين باللمزوالغمز والتنقّص، فقد طُعن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله
وسَلَّم بألقابكاذبة ووصف بأوصاف خاطئة، قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِممِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْمَجْنُونٌ، أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْقَوْمٌ طَاغُونَ﴾ [الذاريات: 53]، وقد جاء هذا الخُلُق الذميم على
لسانرجلٍ من الخوارج في قوله للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «اعْدِلْ»(١٠- أخرجه البخاري في «أبواب الخمس» باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين: (2969)، ومسلم في «الزكاة» باب ذكر
الخوارج وصفاتهم: (2449)، وابن ماجه في «المقدمة» باب في ذكر الخوارج: (172)، وابن حبان في «صحيحه»: (4819)، وأحمد: (14405)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما)، وقال آخر منهم
لعثمانرضي الله عنه عندما دخل عليه ليقتله: «نعثل»(١١- أخرجه ابن الجعد في «مسنده»: (2239)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى»: (3/5، من حديث كنانة مولى صفية قال: «رأيتقاتل عثمان في
الدار رجلا أسود من أهل مصر يقال له: جبلة باسط يديه أو قالرافع يديه يقول: أنا قاتل نعثل»). قال: الشاطبي: «ورُوِي أنَّ زعيمًا من زعماء أهلِالبدعِ كان يريد تفضيلَ الكلام على الفِقه، فكان يقول: إنَّ
عِلم الشافعيِّوأبي حنيفةَ جُملته لا يخرج من سراويل امرأة» فعلّق عليه قائلاً: «هذا كلامُ هؤلاءالزائغين، قاتلهم الله»(١٢- «الاعتصام» للشاطبي: (2/239)). والطعن في ورثة الأنبياءبريد المروق من الدِّين،
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْأَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63]،ومتى وُجدت أُمّةٌ ترمي علماءَها وصفوتَهَا بالجهل والتنقّص فاعلم أنهم على بابِفتنةٍ وهَلَكةٍ، وأيّ سعادة تدخل على
أعداء الإسلام بمثل هذا الأذىوالبهتان.
هذا، وأهل السُّنَّة والجماعة لا ينازعون الحاكمَ الأمرَ ولايَنْزِعون عنه يدًا إلاّ مع ظهور كُفْرٍ بَوَاحٍ توفّرت شروطُهُ وانتفَتْ موانعُه،ويطيعونه في العُسر واليُسْرِ، والمنشطِ والمَكْرهِ وفي المعروف دون المعصية،
لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَيَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْرِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ، [قَالَحُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ]: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ
اللهِإِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ الأَمِيرَ وَإِنْ ضَرَبَظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ»(١٣- أخرجه مسلم في «الإمارة» بابوجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4785)، والحاكم في
«المستدرك»: (8673)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (17084)، من حديث حذيفةرضي الله عنه)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَبِمَعْصِيَةٍ،
فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ»(١٤- أخرجه البخاري في «الأحكام» باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية: (6725)،ومسلم في«الإمارة»بَابُ وجوب طاعةِ الْأُمراءِ فِي غَير معصِيةٍ، وتحريمِهَا فِي
الْمعصِيةِ: (4763)، وأبو داود في «الجهاد» باب في الطاعة: (2626)،والترمذي في «الجهاد» باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق: (1707)، والنسائيفي «البيعة» باب جزاء من أمر بمعصية
فأطاع: (4206)، وابن ماجه في «الجهاد» باب لا طاعة في معصية الله (2864)، وأحمد: (6242)، من حديث عبد الله بن عمر رضيالله عنهما).
ومن لوازم طاعتهم: متابعتهم في الصوم والفطر، والتضحية،فيصومُ بصيامهم في رمضان، ويفطر بفطرهم في شوال، ويضحي بتضحيتهم في عيدالأضحى.
ومن لوازم طاعتهم أيضًا: عدم إهانتهم، وتركُ سبّهم ولعنهم،والامتناعُ عن التشهير بعيوبهم لئلاَّ يُفتحَ بابُ التأليب عليهم وما يجرّ ذلك منالفساد يعود على الناس بالشرّ المستطير.
بل أهل السُّنَّة والجماعة عُرفوابالصدق في مناصحة الحكام والصدع بالحقّ بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، من غيرتعنيف ولا غلظة ولا فَظَاظَة، ولا تحريض على التكفير والتفجير ولا أسلوب الفجاجة
وكلمات السوء والمنكر؛ لأنّ مناصحة أئمِّة المسلمين منافية للغلّ والغِشّكما أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّعَلَيْهِنَّ قَلْبُ المُؤْمِنِ: إِخْلاَصُ العَمَلِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوَلِيِّالأَمْرِ -وفي لفظ:
طَاعَةُ ذَوِي الأَمْرِ(١٥- أخرجه أحمد: (16312)، منحديث جبير بن مطعم رضي الله عنه)- وَلُزُومُ الجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْتُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»(١٦- أخرجه الترمذي في «العلم» باب ما جاء في الحث علىتبليغ
السماع: (265، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وابن ماجهفي «المقدمة»: (230)، وابن حبان: (680)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وأخرجهابن ماجه في «المناسك» باب الخطبة يوم
النحر :(3056)، والدارمي في «سننه»: (232)، والحاكم في «المستدرك»: (294)، وأحمد: (16296)، من حديث جبير بن مطعم رضيالله عنه. قال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/217): «إسناده
جيّد»،وصححه ابن حجر في «موافقة الخبر الخبر»: (1/364)، والألباني في«صحيح الجامع»: (6766)).
إنّ أهل السُّنَّة والجماعة يَزْهَدون في المناصب والولايات،ولا يطمحون فيما عند الحكام من الدنيا والجاه، ولا يداهنونهم بدينهم، ولا يتاجرونبعلمهم، ولا ينافقون غيرهم، ويعلمون أنّ «مَنْ أَتَى السُّلْطَانَ
افْتُتِنَ»(١٧- أخرجه أبو داود في «الصيد» باب في اتباع الصيد: (2859)،والترمذي في «الفتن»: (2256)، والنسائي في «الصيد» باب في اتباع الصيد (4309)،وأحمد: (3352)، والبيهقي في «السنن
الكبرى»: (20834)، والطبراني في «الكبير»: (11030)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (6296))، سالكين معهم منهجَ الإسلامِ في الاعتدال والتوسّط في
الحبِّ والبُغض في الله من غير إفراط ولا تفريط.
وهم يفرِّقون بينالنظام الذي تتبنَّى فيه الدولةُ الإسلامَ وتحكم به، وبين من تتنكّر له وتتحاكم إلىغيره، لذلك لا يتسابقون إلى مقاعد البرلمان، ولا يزاحمون غيرهم على المجالسالنيابية لعلمهم بأنها
اعتداءٌ على حقِّ الله تعالى في الحكم، فيمنعونأنفسَهم أن يكونوا مطية للقوانين الوضعية، وسبيلاً إلى تشريكها مع حكم الله تعالى،قال تعالى: ﴿وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 26]، وقال تعالى:
﴿إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهِ﴾ [الأنعام: 57]، وقال تعالى: ﴿وَمَااخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ﴾ [الشورى: 10].
كما لا يتَّخذون الحزبيةَ المتناحرةَ والمتصارعةَ التي يعقدونعليها الولاءَ والبراءَ ليصلوا بها إلى الحقّ بالباطل، وفاقًا لنظريات فكرية غربية،فأهل البدع والأهواء أسرع الناس تطبيقًا لهذه القاعدة
الميكافيلية «الغايةتبرر الوسيلة»، لذلك كانت المطالبُ الدنيويةُ حَكْرًا عليهم، يداهنون الحكامويمدحونهم على ما هم عليه من الباطل، ويزيِّنونه له، ويتاجرون بعِلمهم، ويشاركونهمفي كلّ ما نهى الله عنه
وزجر: من بناءِ القبور، وتشييدِ الأضرحة للعكوفعندها والذبح لها، والاحتفالِ بالمواسم البدعية، وتسهيلِ الدعوات التنصيرية، وفتحِمجالات الرِّبا ويسمّونه بغير اسمه، ومجالاتِ الزِّنا والخَنَا والفسوقِ
والفجورِ وكلِّ ما يضادُّ شريعةَ الإسلامِ وأحكامَهِ بدعوى مسايرة الغرب فيأخلاقه وتقدّمه؟! وينسبون كلّ البلايا والرزايا لأهل الحقّ والإيمان والسُّنَّة: منسفك دماء المسلمين، واغتصاب أموالهم، وهتكِ
أعراضهم، ثمّ يضيِّقون عليهممجالاتِ الدعوةِ: من مساجد ومراكز وقاعات وغيرها، ويعدّون ذلك انتصارًا مؤزّرًاوفتحًا مُبينًا، ويؤلِّبون الحاكمَ وأعوانَه عليهم، ويظنّ بعضُهم أنه لو طرد خطيبًاسلفيًّا من مسجدٍ
أنه استردّ بذلك المسجدَ الأقصى من أيدي اليهود، ويجادلقُرَّاؤُهم ومُفكِّرُوهم ومثقَّفوهم مسائلَ معلومةً من الدِّين بالباطل ليدحضوا بهالحقَّ، ليس لهم علمٌ ولا تقوى ولا رسوخُ قَدَمٍ في مواطنِ الشُّبَه،
واتخذوا المناصبَ وطريقَ التعيينِ الإداريِّ دليلاً على العلم وسبيلاً إلىصدّ الناس عن دعوة الحقّ، وصدق رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إذايقول: «وَلَكِنْ يُقْبَضُ العِلْمُ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِعَالِمًا
اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْابِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»(١٨- أخرجه البخاري في «العلم» باب كيف يقبضالعلم: (100)، ومسلم في «العلم»باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر
الزمان: (6796)، والترمذي في «العلم» باب ما جاء في ذهاب العلم :(2652)،وابن ماجه في «المقدمة» باب اجتناب الرأي والقياس: (52)، والدارمي في «سننه»: (243)، وابن حبان في «صحيحه»: (4571)،
وأحمد: (6475)، من حديث عبد الله بنعمرو بن العاص رضي الله عنهما)، وفي مضمون دلالة هذا الحديث يقول عبدُ الله بنمسعودٍ رضي الله عنه: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُفِيهَا الكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا
الصَّغِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُسُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ قَالُوا: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ؟ قِيلَ: مَتَى ذَلِكَ يَاأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْفُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِالدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ»(١٩-
أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (8620)،والدارمي في «سننه»: (190)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (32945)، والبيهقي في «شعبالإيمان»: (6951) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفًا.
قال الألبانيفي «تحريم آلات الطرب»: (16): «وهو موقوف في حكم المرفوع؛ لأنه من أمور الغيب التيلا تُدرك بالرأي ولا سيما وقد وقع كلّ ما فيه من التنبؤات»، وصحّحه في «صحيحالترغيب»: (111).
وقد ورد مرفوعا ولكنه لا يصح بلفظ: «سَيَأْتِي عَلَىالنَّاسِ زَمَانٌ تكْثُرُ فِيهِ القُرَّاءُ، وَتقِلُّ الفُقَهَاءُ، وَيُقْبَضُالعِلْمُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ، قَالُوا وَمَا الهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: القَتْلُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانٌ يَقْرَأُ
القُرْآنَ رِجَالٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِذَلِكَ زَمَانٌ يُجَادِلُ المُنَافِقُ وَالكَافِرُ وَالمُشْرِكُ بِاللهِ المُؤْمَنَبِمِثْلِ مَا يَقُولُ»، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (1/446): «رواه الطبراني فيالأوسط، وفيه: ابن
لهيعة، وهو ضعيف»، وضعّفه الألباني في «السلسلةالضعيفة»: (8/191) ).
قال الشاعر:
مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُيَوْمًا تَمَامَهُ إِذَا كُنْتَ تَبْنِي وَغَيْرُكَيَهْدِمُ
فالمفكِّرون وأربابُ الثقافة معدودون من جمهور المسلمينوعوامِّهم، بل هم أشبَهُ بأهل الكلام الذين ليس لهم من العلم إلاّ عباراتٍ وشقائقَالمسائلِ وتفريعَهَا، فيظنُّهم الجاهلُ علماءَ وما هم بعلماء، إذ معرفة
شقائقِ المسائل لا تعكس حقيقةَ العلم وليس دليلاً عليه، وقد قال مالك –رحمهالله-: «الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل»(٢٠- أخرجه ابنعبد البر في «جامع بيان العلم» باب قوله
صلى الله عليه وآله وسلم: «لا حسدإلا... »: (1/83))، وذكر ابن عبد البر: «إجماع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصارأنّ أهل الكلام أهلُ بدع وزيغ، ولا يُعَدُّون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات
العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والفقه، ويتفاضلون فيه بالإتقانوالمَيْزِ والفهم»(٢١- جامع بيان العلم وفضله: (2/942)).
فهل طرأ إلىالسمع ذكرٌ في اعتلاء أهل السُّنَّة من السلفيين أعلى المناصب في الرئاسة والوزاراتأو سعوا إلى توليها في الجزائر أو في الدول الإسلامية؟! كلاَّ، وإنما هي حَكْر علىأهل البدع منذ زمن
بعيد ولا يزالون… واللهُ المستعان.
أمّا من شذّمن أهل السُّنَّة فداهن حاكمًا بباطل، أو مدحه على معصية بنفاق، فإنه لا يمثِّل فيهسوى نفسه، وأهل السُّنَّة برآء من شذوذه ومخالفته للحقّ والدِّين، فلا يقبلونصنيعَهُ ولا يرضون سلوكه، ومع
ذلك يتعقَّبونه بالنصح والتذكير حتى يتبيَّنخطؤه، ثمّ الهجر والتحذير إذا أصرّ على بدعته أو معصيته وأعلن عنها وجاهر بها؛ لأنّالهجر عقوبة وتأديب، وظهور العقوبة متعلِّق بظهور المعصية. وهجر
المجاهربمعصيته هو هجر للسيِّئات، وما نُهِيَ عنه، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ»(٢٢- أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (196)،وعبد بن حميد في «مسنده»: (33، والعدَني
في «الإيمان»: (26)، وابن مندهفي «الإيمان»: (31، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة»: (545)، من حديث عبد الله بنعمرو رضي الله عنهما. وصححه الألباني في تحقيق كتاب «الإيمان» لابن تيمية (3))،
ولا يخفى أنّ الهجر يخضعُ لضوابطَ شرعيةٍ تُراعى قبل الإقدام عليه ليكونوَسَطًا بين الإفراط والتفريط، لاندارج مسألةِ الهجر تحت أصلٍ عظيمٍ وهو: «الولاءوالبراء» يعادى المبتدع ويبغض بحَسَب ما معه من
البدعة والمعصية إذا كانتبدعته غيرَ مكفِّرة، ويوالى ويُحبُّ على ما معه من الإيمان والتقوى، ولا يجوز أنيعادى من كلِّ وجه كالكافر.
هذا، ومن السُّنَّة توقيرُ العلماءوتقديرُهم واحترامُهم، وأنهم بَشَرٌ يخطئون، والواجبُ على المسلم أن يضع ثقتَهفيهم، ويَصُونَ لسانَهُ عن تجريحهم أو ذمّهم، فإنّ ذلك يفقدهم الهيبة ويجعلُهممحلَّ تهمةٍ، وإذا
كان الواجب على المسلم أن يتعامل مع الناس بالإحسانمصداقًا، لقوله تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90]، فيعترف بحقوقهم،ويكفّ الأذى
عنهم بعدم ارتكاب ما يضرُّهم أو فعل ما يؤذيهم، فإنّ أهل العلموالإيمان أولى بالبرِّ وإيصال الخير لهم، وكفّ الأذى عنهم والدعاء والاستغفار لهم،وإنفاذ عهدهم فإنّ ذلك من الإحسان، والإحسانُ جزءٌ من
عقيدة المسلم وشِقصٌكبير من إسلامه.
قال الشاعر:
عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الخَيْرِتَحْظَ بِه ِ إِنَّ اللِّسَـانَ لِمَا عَوَّدْتَ مُعْتَادُ
مُوَكَّلٌبِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَه ُفِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ فَانْظُرْ كَيْفَتَرْتَادُ(٢٣- «أدب الدنيا والدِّين» للماوردي: (263))
وعلى المرء أنيتبصّر في شؤون دينه ودنياه، ورحم الله امْرَءًا عَرَف قدره، ووقف فيما استشكل عليهعند حدود مستواه، وقيمة كُلِّ امرئ ما يحسنُ، ومِن حُسن إسلامِ المرءِ تركه ما لايعنيه.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيّنامحمّد، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلّمتسليمًا.
الجزائر في: 5 جمادى الأولى 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 21 ماي 2007م
الموافق ﻟ: 21 ماي 2007م
--------------------------------------------------------------------------------
١- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (5)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، والحديث حسنه الألباني في «السلسلةالصحيحة»: (68، وفي «صحيح الجامع»: (9).
٢- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضلالصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين...: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء فيفضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (722، وأحمد: (5383)،والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
٣- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق.. : (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.
٤- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة: (2641)، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284): «أسانيدهاجياد»، والحديث حسنه الألباني في «صحيح الجامع»: (5343).
٥- أخرجه أبو داودفي «الإجارة» باب في النهي عن العينة: (3462)، وأحمد: (4987)، وأبو يعلى الموصلي في «مسنده»: (5659)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (10844)، والطبراني في «المعجمالكبير»: (13410)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. والحديث صححه الألبانيفي «السلسلة الصحيحة»: (11).
٦- أخرجه البخاري في «الإكراه » باب من اختارالضرب والقتل والهوان على الكفر (6544)، وابن حبان في «صحيحه»: (669، وأحمد في «مسنده»: (2056، والطبراني في «الكبير»: (4/62)، من حديث خباب بن الأرت رضي اللهعنه.
٧- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي اللهعنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه،وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267).
٨- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (319)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (2091، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ،قال ابن عبد البر في «التمهيد» (24/331): «وهذا أيضًا محفوظ معروف مشهور عن النبيصلى الله عليه وسلم عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد». وصححهالألباني في «صحيح الجامع»: (2937)
٩- أخرجه أبو داود في «السنة» باب فيلزوم السنة: (4607)، والترمذي في «العلم» باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتنابالبدع: (2676)، وابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (42)،والدارمي في «سننه»: (95)، والحاكم في «المستدرك»: (329)، وأحمد: (16629)، من حديثالعرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه البغوي في «شرح السنة»: (1/181)،وصححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/582)، والألباني في «صحيح الجامع»: (2549)،وفي «السلسلة الصحيحة»: (937).
١٠- أخرجه البخاري في «أبواب الخمس» باب ومنالدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين: (2969)، ومسلم في «الزكاة» باب ذكر الخوارجوصفاتهم: (2449)، وابن ماجه في «المقدمة» باب في ذكر الخوارج: (172)، وابن حبان في «صحيحه»: (4819)، وأحمد: (14405)، من حديث جابر بن عبد الله رضي اللهعنهما.
١١- أخرجه ابن الجعد في «مسنده»: (2239)، وابن سعد في «الطبقاتالكبرى»: (3/5، من حديث كنانة مولى صفية قال: «رأيت قاتل عثمان في الدار رجلاأسود من أهل مصر يقال له: جبلة باسط يديه أو قال رافع يديه يقول: أنا قاتلنعثل».
قال ابن الأثير في «النهاية» (5/80): «كان أعداء عثمان رضي الله عنهيسمونه نعثلاً تشبيهًا برجل من مصر، كان طويل اللحية اسمه: نعثل، وقيل: النعثل: الشيخ الأحمق وذَكَر الضِبَاع».
١٢- «الاعتصام» للشاطبي: (2/239).
١٣- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عندظهور الفتن: (4785)، والحاكم في «المستدرك»: (8673)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (17084)، من حديث حذيفة رضي الله عنه.
١٤- أخرجه البخاري في «الأحكام» بابالسمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية: (6725)، ومسلم في«الإمارة»بَابُ وجوب طاعةِالْأُمراءِ فِي غَير معصِيةٍ، وتحريمِهَا فِي الْمعصِيةِ: (4763)، وأبو داود في «الجهاد» باب في الطاعة: (2626)، والترمذي في «الجهاد» باب ما جاء لا طاعة لمخلوقفي معصية الخالق: (1707)، والنسائي في «البيعة» باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع: (4206)، وابن ماجه في «الجهاد» باب لا طاعة في معصية الله (2864)، وأحمد: (6242)،من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
١٥- أخرجه أحمد: (16312)، من حديثجبير بن مطعم رضي الله عنه.
١٦- أخرجه الترمذي في «العلم» باب ما جاء فيالحث على تبليغ السماع: (265، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وابن ماجهفي «المقدمة»: (230)، وابن حبان: (680)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وأخرجهابن ماجه في «المناسك» باب الخطبة يوم النحر :(3056)، والدارمي في «سننه»: (232)،والحاكم في «المستدرك»: (294)، وأحمد: (16296)، من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه. قال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/217): «إسناده جيّد»، وصححه ابن حجر في «موافقة الخبر الخبر»: (1/364)، والألباني في«صحيح الجامع»: (6766).
١٧- أخرجه أبو داود في «الصيد» باب في اتباع الصيد: (2859)، والترمذي في «الفتن»: (2256)، والنسائي في «الصيد» باب في اتباع الصيد (4309)، وأحمد: (3352)، والبيهقيفي «السنن الكبرى»: (20834)، والطبراني في «الكبير»: (11030)، من حديث ابن عباس رضيالله عنهما. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (6296).
١٨- أخرجهالبخاري في «العلم» باب كيف يقبض العلم: (100)، ومسلم في «العلم»باب رفع العلموقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان: (6796)، والترمذي في «العلم» باب ما جاءفي ذهاب العلم :(2652)، وابن ماجه في «المقدمة» باب اجتناب الرأي والقياس: (52)،والدارمي في «سننه»: (243)، وابن حبان في «صحيحه»: (4571)، وأحمد: (6475)، من حديثعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
١٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (8620)، والدارمي في «سننه»: (190)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (32945)، والبيهقيفي «شعب الإيمان»: (6951) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفًا. قال الألبانيفي «تحريم آلات الطرب»: (16): «وهو موقوف في حكم المرفوع؛ لأنه من أمور الغيب التيلا تُدرك بالرأي ولا سيما وقد وقع كلّ ما فيه من التنبؤات»، وصحّحه في «صحيحالترغيب»: (111).
وقد ورد مرفوعا ولكنه لا يصح بلفظ: «سَيَأْتِي عَلَىالنَّاسِ زَمَانٌ تكْثُرُ فِيهِ القُرَّاءُ، وَتقِلُّ الفُقَهَاءُ، وَيُقْبَضُالعِلْمُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ، قَالُوا وَمَا الهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: القَتْلُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانٌ يَقْرَأُ القُرْآنَرِجَالٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ زَمَانٌيُجَادِلُ المُنَافِقُ وَالكَافِرُ وَالمُشْرِكُ بِاللهِ المُؤْمَنَ بِمِثْلِ مَايَقُولُ»، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (1/446): «رواه الطبراني في الأوسط،وفيه: ابن لهيعة، وهو ضعيف»، وضعّفه الألباني في «السلسلة الضعيفة»: (8/191).
٢٠- أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» باب قوله صلى اللهعليه وآله وسلم: «لا حسد إلا... »: (1/83).
۲۱- جامع بيان العلم وفضله: (2/942).
٢٢- أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (196)، وعبد بن حميد في «مسنده»: (33، والعدَني في «الإيمان»: (26)، وابن منده في «الإيمان»: (31، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة»: (545)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وصححهالألباني في تحقيق كتاب «الإيمان» لابن تيمية (3).
٢٣- «أدب الدنياوالدِّين» للماوردي: (263).