إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

إقامة الدلائل على أن الدين الصحيح يحل جميع المشاكل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] إقامة الدلائل على أن الدين الصحيح يحل جميع المشاكل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم .
    أما بعد : كانت الجاهلية تتخبط في ظلمات الجهل ، والظلم ، وضيق ، وضنك ، فأنزل الله سبحانه وتعالى دينا قيما حنيفا شاملا كاملا لكل مناحي ونواحي الحياة ، هو الدين الإسلامي الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء، دون استثناء وهو المنزل من عند الله سبحانه، يخرجهم من تلك الظلمات المدلهمة إلى نوره ، ومن جور الأديان إلى عدله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ،فهو الدين الوحيد الذي يحوي جميع ما يحتاجه الإنسان في أمر دنياه وآخرته. وهو الدين الذي بقي ليسعد البشرية ، وهو الدين الذي لا يقبل الله تعالى دينا غيره ، فهو الدين ذو المكارم والأخلاق الحسنة ، والمحاسن والمحامد المستحسنة ، من تمسك به هدي إلى صراط حميد ، وعاش ومات وهو سعيد ، فلو أن البشرية عقلت ما فيه ، وتعلمته وأخذت به لما احتاجت إلى شيء بعده ، ولتعايشت في راحة ، وسعادة وطمأنينة واستراحة ..
    فهو الدين الذي أحبته العقول السليمة ، ولم تختلف في قبوله الفطر المستقيمة ،فهو توحيد وتسديد ، وعمل وقول لرب العبيد ، وهو علم وعمل ، وتوبة من ذنب وزلل ، فهو صلاح وإصلاح ، نجاح وفلاح ، صلاح للقلوب ، وإصلاح للعيوب ، ومغفرة من علام الغيوب وهو خير وبركات ، وهدى ورحمات ، خاب وخسر ، من أعرض عنه ولم يعتبر
    فلا غرو ولا عجب حينئذ أن يكون هو المخلّص ، ويحل جميع المشاكل الفردية ، والجماعية ، الدينية والدنيوية ، الاجتماعية ، والاقتصادية ، والأمنية ، ولا عجب أن يحل جميع مشاكل الزمان التي تعتري بني الإنسان وتحدث لهم في كل مكان فهو الصالح المصلح لكل شيء مهما كان .. لأنه جاء من لدن حكيم خبير عليم ، الواحد الديان.
    فلو أن المسلمين الذي يعيشون بعدا كبيرا عن الدين ، وجهلا بالله وبدينه ، ورسوله ، و يعيشون اجتماعيا واقتصاديا بين طرفي نفيض ، بين فقر مذقع ، وغنى طاغيا ، بين تدابر وتقاطع ، وإهمال للعلاقات الاجتماعية ،والتكافل والتضامن في حالة القوة والضعف فلو رجعوا إلى دينهم وأخذوا بتعاليمه وأصلحوا أحوالهم الداخلية بسياسته الرشيدة ، وتحاكموا إلى قوانينه العادلة في سياستهم الخارجية في سلمهم وحروبهم وفق ما يمليه عليهم دينهم الحنيف لقضوا على كثير من المشاكل التي يتخبطون فيها ، دينا ودنيا ، ولخرجوا من هذا التطاحن في هذه الحروب التي كادت أن توهن قوتهم وتجعلهم طعمة لأعدائهم ...
    وهذه رسالة صغيرة في حجمها كبيرة في مضمونها ، حوت من الفوائد والفرائد ، جواهر نفسية ، وحلول لمشاكل عويصة ، ذكر فيها خمسة مشاكل مهمة ، وهي مشكلة الدين ، والعلم ، والغنى والفقر ، والسياسة الداخلية ، والسياسة الخارجية ثم بين كيف أن الإسلام علاجها وأعطى الحلول فيها ولم يترك الناس هملا ، بل أرشدهم إلى أحسن الطرق لاستقرار الحياة واستمرارها في كلمات موجزة نافعة كتبها علاّمة القصيم شيخ مشايخنا العلامة الزاهد الورع عبد الرحمن بن ناصر السعدي المتوفى 1376هـ. انظر ترجمته في مقدمة كتابه:" انتصار الحق" . وترجمة موجزة بقلم عبيد بن علي العبيد .
    فقد قمت بقراءتها فألفيتها رسالة علمية قيمة طرح فيها مشاكل مهمة ، وهي بقضايا المجتمع المسلم ملمة ، فكان إخراجها واجبا للأمة ، وقد أضفت إليها بعض النتف جاءت عليها كالتحف ،أهديها لكل من كان على منهج السلف ، وأرد بها على كل من كابر وخالف ، وطعن في الإسلام وجاء برأي تالف ،وانتهج منهج العقلانيين والعلمانيين والحزبيين ممن ميعوا الدين أو حجروا عليه من أتباع الخلف ..فجاءت بهذا الشكل وظهرت في أبهى الحلل ، فنسأل الله العلي الأول أن يتقبلها منا ،ويرحمنا ومؤلفها الأول ..






    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
    الحمد لله، وأصلي وأسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    أما بعد فهذه كلمات تتعلق بموضوع الدين الإسلامي، وأنه يهدي التي هي أقوم وأصلح{{ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين }} الإسراء :9)(1) ويرشد العباد في عقائده وأخلاقه ومعاملاته وتوجيهاته وتأسيساته ( وتأصيلاته ) إلى ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم.
    -----------------
    1- قال المؤلف رحمه الله - في تفسيره لهذه من كتابه التفسير : يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه:{{ يهدي للتي هي أقوم }} أي اعدل ، وأعلى من العقائد والعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
    قال أبو بكر -غفر الله له -: فالأمور القويمة التي يدعو إليها القرآن هي الأمور التي لا اعوجاج فيها ، في غاية العدل والاستقامة ،والشرف ، والمجد ، فهذا في ترغيب شديد وتشويق للنفوس السليمة والفطر المستقيمة أن تهتدي بهديه ، وتستنير بعدله ، وتستقيم على الطريق الأقوى والأقوم الذي يدعو إليه ..
    وقال رحمه الله : وهو بيان أنه لا سبيل إلى إصلاح شيء من أمور الخلق الإصلاح التام إلا به. وبيان أن جميع النظم المخالفة لدين الإسلام ( سواء كانت بشرية محضة ، أم بشرية تنسب إلى الأديان ) لا يستقيم بها دين ولا دنيا إلا إذا استمدت( أحكامها) من تعاليم الدين.
    وهذا الذي قلناه قد برهنت المحسوسات والتجارب على صدقه وصحته كما دلت الشرائع والفطر والعقول السليمة على حقيقته.فإن الدين كله صلاح وإصلاح، وكله دفع للشرور والأضرار كلها، يدعو إلى الخير والهدى، ويحذر من الشر وأنواع الردى.
    وعند عرض بعض النماذج من تعليماته وتوجيهاته يظهر لكل عاقل منصف صحة هذا، وأن الخلق كلهم مضطرون إليه.
    وأنهم لا يستغنون عنه في حالة من أحوالهم ذلك بأن الدنيا كلها قد جاشت بمشكلات الحياة، والبشر كلهم يتخبطون في دياجير الظلمات ، فيهتدون من وجه واحد ويضلون من وجوه أخرى. وقد يستقيم لهم أمر من بعض وجوهه ويقع الانحراف في بقية أنحائه.وهذا ناتج من أحد أمرين: إما جهل بما دل عليه الدين وما أرشد إليه. وإما مكابرة وغي، ومقاصد سيئة وأغراض فاسدة، حالت بينهم وبين الصلاح الذي يعرفونه كما هو الواقع كثيرا.

    لهذا ينبغي أن نذكر بعض مشاكل الحياة المهمة، مثل مشكلة الدين، ومشكلة العلم، والغنى والفقر، والصحة والمرض، والحرب والسلم، والاجتماع والافتراق، والمحارب والمكاره. وغير ذلك مما اختلفت فيها أنظار الناس وتوجيهاتهم، وما سلكه الدين الإسلامي فيها من المسالك الصالحة السديدة، ( النافعة المفيدة ) وما أولاه نحوها من المنافع التي لا تعد ولا تحصى.
    المشكلة الأولى : ((مشكلة الدين والعقيدة))
    وهذه المشكلة من أهم مشاكل الحياة وأعظمها، وعليها تنبني الأمور كلها.وبصلاح الدين أو فساده أو عدمه تتوقف جميع الأشياء. وقد تفرق فيها البشر وسلكوا في دينهم وعقائدهم طرقا شتى، كلها منحرفة معوجة ضارة، غير نافعة إلا من اهتدى إلى دين الإسلام الحقيقي، فإنه حصلت له الاستقامة والخير والراحة من جميع الوجوه. فمن الناس من تلاعب بهم الشيطان فعبدوا غير الله من الأشجار والأحجار والصور والأنبياء والملائكة والصالحين والطالحين، مع اعترافهم بأن الله ربهم ومالكهم وخالقهم وحده لا شريك له. فاعترفوا بتوحيد الربوبية وانحرفوا عن توحيد الإلهية الذي هو إفراد الله بالعبادة، وهؤلاء هم المشركون على اختلاف مذاهبهم وتباين طوائفهم.
    وقد دلت الكتب السماوية على شقائهم وهلاكهم، واتفق جميع الرسل على الأمر بتوحيد الله والنهي عن الشرك، وأن من أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
    كما دلت العقول السليمة والفطر المستقيمة على فساد الشرك والتأله والتعبد للمخلوقات والمصنوعات، فالشرك باطل في الشرع، فاسد في العقل، عاقبة أهله الهلاك والشقاء. ومن الناس من آمن ببعض الرسل والكتب السماوية دون بعض، مع أن الرسل والكتب يصدق بعضها بعضا، ويوافق بعضها بعضا، وتتفق في الأصول الكلية.
    فصار هؤلاء ينقص تكذيبهم تصديقهم، ويبطل اعترافهم ببعض الأنبياء وبعض الكتب السماوية تكذيبهم للأخرين من الرسل، فبقوا في دينهم منحرفين، وفي إيمانهم متحيرين، وفي علمهم متناقضين. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) ويقولون: (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا) (النساء: 151)(1).
    -------------------
    1- قال أبو بكر وفقه الله : إن الكفر بالجزء كفر بالكل ، ودليله قوله تعالى : {{ كذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }}(10الشعراء . وقال تعالى :{{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }} الشعراء .وهكذا قال في قوم ثمود ، وقوم لوط ، مع أنهم ما كذبوا إلا نوحا الذي أرسل إليهم . أه
    قال الشيخ السعدي رحمه الله -في تفسيره لهذه الآية من كتاب التفسير : وجعل تكذيب نوح كتكذيب جميع المرسلين لأنهم كلهم اتفقوا على دعوة واحدة ،وأخبار واحدة ، فتكذيب أحدهم تكذيب جميع ما جاءوا به من الحق .
    قال أبو بكر : فكذلك الكفر ببعض الدين فإنه كفر بجميع الدين لأنه كل لا يتجزأ.
    وقال رحمه الله : فحكم بالكفر الحقيقي لأنه عرف أن دعواهم للإيمان دعوى غير صحيحة، ولو كانت صحيحة لآمنوا بجميع الحقائق التي اتفقت عليها الرسل، ولكنهم قالوا: {{ نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ }}.(1) ولهذا دعواهم الإيمان دعوى كاذبة، فقال عنهم عز وجل: {{فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}} (البقرة:91).(2).
    --------------------
    1- قال أبو بكر - غفر الله له -: ومنهم من يقول : {{ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا به بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون }} آل عمران :72). فهذا التلون في الإيمان ببعضٍ والكفر بالبعض الآخر ، والإيمان به وجه النهار والكفر به في أخره على وجه المكر والخديعة ، ليس هو من صفات المؤمنين ، بل هو من صفات الكفار والمنافقين الذين لا يهتدون بهديه ، ويكيدون لأهله - رد الله كيدهم في نحورهم – لأنهم في زعمهم أنهم أهل كتاب وأنهم ما فعلوا ذلك إلا عن علم أظهر لهم أنه دين غير صحيح ولا صالح ، فتركوه ليتركه المؤمنون حينئذ .
    2- قال أبو بكر -غفر الله له - وهذه حجة دامغة قوية عليهم، إذا كنتم تؤمنون بما أنزل إليكم وتكفرون بما وراءه مما أنزل على غيركم مما دعيتم للإيمان به ، فلم تقتلون الأنبياء الذين جاءوكم بما أنزل إليكم؟. اه
    قال الشيخ - رحمه الله - ومن الناس طائفة ادعت الفلسفة ؛ والعلم بالمعقولات، فجاءت بأكبر الضلالات وأعظم المحالات، فجحدت الرب العظيم وأنكرت وجوده، فضلا عن الإيمان بالرسل والكتب وأمور الغيب، وجحدوا آيات الله واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا واستكبارا، فكذبوا بعلوم الرسل وما دلت عليه الكتب المنزلة من عند الله، واستكبروا عنها بما عرفوا من العلوم الطبيعية وتوابعها، وأنكروا جميع الحقائق إلا ما أدركوه بحواسهم وتجاربهم القاصرة الضيقة بالنسبة إلى علوم الأنبياء.
    فعبدوا الطبيعة وجعلوها أكبر همهم ومبلغ علمهم، واندفعوا وراء ما تقضيه طبائعهم، ولم يتقيدوا بشيء من الشرائع الدينية ولا الأخلاق الإنسانية. فصارت البهائم أحسن حالا منهم، فإنهم نضبت منهم الأخلاق، واندفعوا وراء الشهوات البهيمية. فلم يكن لهم غاية يرجونها، ولا نهاية يطلبونها: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) (الجاثية:24)(1).
    -----------------
    1- قال المؤلف رحمه الله في تفسيرها: وقالوا إن هي إلا عادات وجري على رسوم الليل والنهار يموت أناس ويحي أناس، ومن مات فليس براجع إلى الله ولا مجازى بعمله. وقال ابن كثير رحمه الله : يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد .
    قال أبو بكر – وفقه الله - هم الذين يقولون: إن هي إلا أرحام تضع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر .
    قال الشيخ السعدي -رحمه الله - وصار المشركون على شركهم وكفرهم أحسن حالا منهم، وأقل شرا منهم بكثير. والعجب الكثير أن هذا المذهب الخبيث جرف بتياره في الأوقات الأخيرة جمهور البشر، لضعف الدين وقلة البصيرة، ولما وضعت له الأمم القوية الحبائل والمصائد التي هلك بها الخلق.
    أما الدين الإسلامي فقد أخرج الخلق من ظلمات الجهل والكفر والظلم والعدوان وأصناف الشرور إلى نور العلم والإيمان واليقين والعدل والرحمة وجميع الخيرات(1) {{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}}(آل عمران:164).(2)
    ---------------
    1- قال أبو بكر - غفر الله له - وفي ذلك حديث أبي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ الطويل مع هرقل حين سأله فقال له :مَاذَا يَأْمُركمْ؟ قُلْتُ :يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ ..البخاري [1/6/ح7] كتاب بدء الوحي .
    وفي البداية والنهاية لابن كثير [ج 7/46] وتاريخ ابن جرير الطبري في غزوة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أرسل إليه رستم أن أرسل إلي رجلا عالما بما أقول : قالوا: ثم بعث إليه سعد رسولا آخر بطلبه وهو ربعي بن عامر، فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الامتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب.ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه بيضته على رأسه.فقالوا له: ضع سلاحك.
    فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت.
    فقال رستم: إئذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم ؟ فقال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله.قالوا: وما موعود الله ؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
    2- هذه المنة التي امتن الله بها على عباده، أكبر النعم، بل أصلها، وهي الامتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة، وعصمهم به من الهلكة، يعرفون نسبه، وحاله، ولسانه، من قومهم وقبيلتهم، ناصحا لهم، مشفقا عليهم، يتلو عليهم آيات الله يعلمهم ألفاظها ومعانيها.{ ويزكيهم } من الشرك، والمعاصي، والرذائل، وسائر مساوئ الأخلاق.و { يعلمهم الكتاب } إما جنس الكتاب الذي هو القرآن، فيكون قوله: { يتلو عليهم آياته } المراد به الآيات الكونية، أو المراد بالكتاب -هنا- الكتابة، فيكون قد امتن عليهم، بتعليم الكتاب والكتابة، التي بها تدرك العلوم وتحفظ، { والحكمة } هي: السنة، التي هي شقيقة القرآن، أو وضع الأشياء مواضعها، ومعرفة أسرار الشريعة.
    فجمع لهم بين تعليم الأحكام، وما به تنفذ الأحكام، وما به تدرك فوائدها وثمراتها، ففاقوا بهذه الأمور العظيمة جميع المخلوقين، وكانوا من العلماء الربانيين، { وإن كانوا من قبل } بعثة هذا الرسول { لفي ضلال مبين } لا يعرفون الطريق الموصل إلى ربهم، ولا ما يزكي النفوس ويطهرها، بل ما زين لهم جهلهم فعلوه، ولو ناقض ذلك عقول العالمين.
    يتبع إن شاء الله ...

  • #2
    رد: إقامة الدلائل على أن الدين الصحيح يحل جميع المشاكل

    احسن الله اليك

    تعليق

    يعمل...
    X