الحمدلله
وممّا يسدل من خالف السنة على انكارهم على الإخوة السلفيين هنا في تونس وربما في غيرها من بلاد المسلمين هذه الفتوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهذا نصها:
يستفاد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي. أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة لا تنتمي إلى حزب ،
هنا ظهرت طوائف ، من قديم الزمان، خوارج ، معتزلة ، جهمية ، شيعة بل رافضة ثمّ ظهرت أخيرا إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك ، كل هذه الفرق اخعلها على اليسار وعليك بالأمام وهو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ،
ولا شك أنّ الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمي السلفيين، الواجب أن تكون الأمة الاسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح ، لا التحزب إلى من يسمّي بالسلفيون ، انتبهوا للفرق هناك فريق سلف وهناك حزب يسمّي سلفيون ، المطلوب آش؟ اتباع السلف ، لماذا ؟ لأنّ الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق للصواب ، بلا شك ! لاكن مشكلتهم كغيرهم ، أنّ بعض هذه الفرق يضلل بعضا ويبدعه ويفسقه ، ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين ولاكن ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ،
الواجب ، أن يجتمع رؤساء هذه الفرق ويقولون بيننا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآراء ولا إلى فران أو فلان ، كل يخطأ ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة ولاكن العصمة في دين الاسلام ،
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الانسان ، لا ينتمي إلى أيّ فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح بل سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين المهديين .انتهي
فمما دار بين الإخوة لتوضيح هذا التلبيس:
السلام عليكم ورحمة الله،
أرجوا أن تكونوا بخير
ثم إنّي مواصلة لما قد كنت شرعت فيه من البحث معكم - أخي الكريم - في مواضيع (ومنها مسائل الجرح والتعديل في العصر الحديث بين الغلو والتمييع )، بلغتني هذه الرسالة بالاسناد إليكم والمهم ، نظرت فيها وتأملت كلامكم وأردت أن ترشدوني عن وجه التوفيق بين هذا الذي تفظلتم به وبين كلام علمائنا والذي تربيت على أشرطتهم ودروسهم وكتبهم ومن أهمهم الشيخ الألباني رحمه ، وكذلك الشيخ ابن باز وبن عثيمين حول مسألة السلفية وما مدي شرعية التسمي بالسلفي ، وهل هذا يعدّ تفرقة للأمة وبالتالي فهو منهي عنه وغير مشروع ؟ وأصل هذه المسألة يعود إلى التسمي والتمايز عن أهل الباطل والبدع عموما،
فرجعت إلي برنامج أهل الحديث والأثر وهو جامع لأشرطة هؤلاء الخيرة - رحمهم الله ولا نزكي على الله أحدا-
وكتبت في صفحة البحث : "السلفية" فوجدت 94 نتيجة لهذه الكلمة ، والمهم أنّي سمعت كلام ابن عثيمين خاصة (بما أنكم نقلتم كلامه) وفهمت منه أنّ السلفية هي الفرقة الناجية ، هي التي تنتسب إلى السلف رضي الله عنهم وهي التي تمسكت بهديهم إلى آخر أوصاف الفرقة الناجية التي لاشك إن شاء الله أننا وإياكم متفقون عليها
راجع مثلا:
سلسلة لقاء الباب المفتوح-057a
سلسلة لقاء الباب المفتوح-الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المحتويات :-
6-ما هي السلفية كمنهج وما حكم الإنتساب إليها وهل ننكر على من لم ينتسب إليها .؟ ( 00:26:50 )
سلسلة لقاء الباب المفتوح-057b
1-بقية جواب ما هي السلفية كمنهج وما حكم الإنتساب إليها وهل ننكر على من لم ينتسب إليها.؟ ( 00:00:00 )
ولم أسمع منهم انكار التسمي والانتساب إلى السلف وقول المسلم أنا سلفي مثلا أو أثري أو من أهل الحديث إلخ هذه التسميات التي توحي مسميات الفرقة الناجية وهو في الحقيقة طلب للتيسير في التعبير وطلب لليسر في الكلام وإلا فممكن يقول المسلم أنا متبع لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ، قال الشيخ الألباني رحمه الله: واختصار كل هذه الجملة قول : أنا سلفي ،
والبحث في هذه القضية يرجع - والله أعلم - لأصل المسألة وهي هل يجوز التسمي بغير ما سميّ الله به عباده المسلمين : أي المسلم أو المؤمن إلخ من الأسماء التي ورد فيها دليل من الكتاب أو السنة الصحيحة
والأدلة على مشروعية هذا الأصل متضافرة ، متوافرة وأنتم تعلمونها خير منّا ، فإذا نظرنا مثلا في علم الحديث وبالأخص في كتب الرجال وكتب الجرح والتعديل لرأينا هذا الذي نحث فيه مأصل ومثبت في كتبهم ، فهم (أي علماء الجرح والتعديل) كان ولازال هديهم أن يصفوا من خالف أصول أهل السنة والجماعة المتفق عليها والتي إذا خالفها خرج من دائرة أهل السنة إلى حفرة أهل البدع (مع مراعات ظوابط التبديع) ، يصفونهم بما يلخص منهجهم وما هم عليه : فلان صوفي ، فلان شيعي ، فلان إخواني ، فلان كذا ...إلخ
ولاكن لمّا لم يرضي أهل البدع هذا التقسيم من أهل العلم ليميزوا الخبيث من الطيب ولأن لا يندس أهل البدع تحت لواء أهل السنة ويسممون عليهم دينهم، أخذوا يشبهات يستدلون بها على أنّ هذا العمل غير مشروع وهو مفرق لصف المسلمين والله تبارك وتعالي أمرنا بالإجتماع و حذّرنا من الفرقة وأسبابها وهذا من أسباب الفرقة
كلامهم يحتمل أن يكون صوابا ومطلوبا شرعا ويحتمل أن يكون من تلبيس أهل البدع وكلام حق يراد به باطل كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله:
يكون حقا كما أشرتم في رسالتكم ، على فرض حمل الكلام أحسن محمل وإلا فهو يتحمل المعني الثاني أيضا ولاكن حاشا أن نتهم أخانا بما ليس فيه بل بما يحاربه أصلا في ردوده جزاه الله عنّا كل خير - وهذا الحق الذي نبذ هذا العمل مداره على مفهوم التحزب ، فالتحزب ممقوة شرعا وبهذا يوجه كلام العلماء الذين نبذوا التسمي بهذه الأسماء ومنها السلفية ، فأهل العلم لا تغرهم الأسماء وإنما العبرة بالمسميات كما تعلمون،
فإن كانوا بهذا الاسم الرنان ولسان حالهم يقول بالتحزب لفلان وعلان فهذا العمل غير مشروع ، ممقوت شرعا وقد نهي عنه العلماء ومنه كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي نقلت
أمّا أن يزعم زاعم أنه لا يجوز التسمي بهذه الأسماء مطلقا فهذا نرده إلى كلام العلماء المعاصرين الذين تكلموا في هذه القضية والتي لا يشك في علمهم ومنزلتهم وفظلهم على الأمة إلا أحد اثنين إما جاهل فيعلم وإمّا مبتدع عياذا بالله ،
فكلام ابن باز والألباني وابن عثيمين واضح مفاده ما أسلفنا من جواز التسمي والتمايز عن أهل البدع والضلال ونهوا أشد النهي عن التحزب والتعصب للجماعات والأفراد دون الحق بأي اسم كان
وأعجبتني مقدمة في موسوعة الفرق والأديان لأخينا وشيخنا علوي عبد القادر السقاف حفظه الله :
[دراستنا للفرق ليس إقراراً أو فرحاً بها، أو شماتة بالآخرين، وإنما ندرسها مع أسفنا الشديد للتفرق الحاصل بين المسلمين، والذي نرجو من وراء هذه الدراسة أن تحقق أهدافاً طيبة في خدمة الإسلام، وفي كسر حدة الخلافات التي مزقت المسلمين وفرقتهم إلى فرق وأحزاب.
والتي تهدف كذلك إلى جمع كلمتهم، ولفت أنظارهم إلى مواقع الخلاف فيما بينهم؛ ليبتعدوا عما وقع فيه من سبق من هذه الأمة، فإن الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، فهي نوع من أنواع العلاج لتلك المآسي الحالَّة بالمسلمين، وسبب من الأسباب التي تبذل لينفع الله بها إن شاء؛ لأن معرفة الدواء النافع يتوقف على معرفة الداء.
ولا يحتاج المسلمون لجمع كلمتهم، وإعادة مجدهم وعزهم وانتصارهم على جحافل الكفر والطغيان إلا إلى العودة الصادقة والنية الخالصة، فإن الأسس التي قام عليها عز الإسلام والمسلمين فيما سبق لا تزال كما هي قائمة قوية جديدة على مر الأيام والليالي - كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
وتلك الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها كثيرة نذكر أهمها فيما يأتي:
1- تذكير المسلمين بما كان عليه أسلافهم من العزة والكرامة والمنعة حينما كانوا يداً واحدة، وقلباً واحداً.
2- لفت أنظارهم إلى الحال الذي يعيشونه، ومدى ما لحقهم من الخسارة بسبب تفرقهم.
3- توجيه الأمة الإسلامية إلى الوحدة فيما بينهم، وذلك بالتركيز على ذم التفرق وبيان مساوئه، وبيان محاسن اتحاد المسلمين، وجمعهم على طريق واحد.
4- تبصير المسلمين بأسباب الخلافات التي مزقتهم فيما سبق من الزمان ليجتنبوها بعد أن يتدارسوها فيما بينهم بعزم قوي وصدق نية.
5- معرفة ما يطرأ على العقيدة الإسلامية الصحيحة من أفكار وآراء هدامة مخالفة لحقيقة الإسلام بعيدة عن طريقه الواضحة.
6- رصد تلك الحركات والأفكار التي يقوم بها أولئك الخارجون عن الخط السوي والصراط المستقيم؛ لتعرية دورهم الخطر في تفريق وحدة الأمة الإسلامية بتعريف الناس بأمرهم، وجلاء حقيقتهم للتحذير منهم، وبيان ما يقومون به من خدمة تلك الأفكار وترويجها.ذلك أنه ما من بلاء كان فيما سبق من الزمان إلا وهو موجود اليوم في وضوح تام؛ فلكل قوم وارث .
7- حتى تبقى الفرقة الناجية علماً يهتدى به بعيدة عن تلك الشوائب الطارئة على العقيدة.
8- وصل حاضر هذه الأمة بماضيها، وبيان منشأ جذور الخلافات بينهم والتي أدت إلى تفرقهم فيما مضى من الزمان للتحذير منها، وللرد على أولئك الذين يحاولون دعوة المسلمين إلى قطع صلتهم بماضيهم، والبناء من جديد كما يزعمون.
9- ثم إن دراستنا للفرق وإن كان يبدو عليها أنها بمثابة جمع لتراث الماضين- فإنه يراد من وراء ذلك دعوة علماء المسلمين إلى القيام بدارسته وفحصه واستخراج الحق من ذلك، واستبعاد كل ما من شأنه أن يخرج بالمسلمين عن عقيدتهم الصحيحة أو يفرق كلمتهم.
وهذا فيما أرى هو أنجح الطرق وأقربها إلى إشعار المخالفين بالإنصاف وطلب الحق للاستدلال على خلافهم وخروجهم عن الصواب من كتبهم ومن كلام علمائهم لقطع كل حجة مخالفة بعد ذلك.
والتأليف في شأن الفرق يحتاج إلى: إثبات ما نقل عن الفرقة إليها والتأكد من نسبته وأخذ ذلك من مصادره الموثوقة ثم فهمه على الوجه الصحيح ثم نقد آراء تلك الفرقة على وفق منهج أهل السنة والجماعة مع لزوم الإنصاف والصدق والتجرد عن الهوى والعصبية
وتعر من ثوبين من يلبسهما
يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه
ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخر حلة
زينت بها الأعطاف والكتفان
واجعل شعارك خشية الرحمن
مع نصح الرسول فحبذا الأمران ]
فوالله هذه المسألة يجدر أن يكتب المرأ فيها كتابا أو بحثا يجمع فيه كل أطراف المسألة ويزيل تلبيسات أهل البدع ويحذر الإخوة من الوقوع في الغلو التنطع المذموم،
فيا حبذا تشاكني أخي أبا جهاد في البحث وتفيدني وتعلمني ،
أسأل الله لي ولك الهداية والثبات
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوك في الله
الزهراء ، تونس في 18.11.1431
وممّا يسدل من خالف السنة على انكارهم على الإخوة السلفيين هنا في تونس وربما في غيرها من بلاد المسلمين هذه الفتوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهذا نصها:
يستفاد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي. أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة لا تنتمي إلى حزب ،
هنا ظهرت طوائف ، من قديم الزمان، خوارج ، معتزلة ، جهمية ، شيعة بل رافضة ثمّ ظهرت أخيرا إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك ، كل هذه الفرق اخعلها على اليسار وعليك بالأمام وهو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ،
ولا شك أنّ الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمي السلفيين، الواجب أن تكون الأمة الاسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح ، لا التحزب إلى من يسمّي بالسلفيون ، انتبهوا للفرق هناك فريق سلف وهناك حزب يسمّي سلفيون ، المطلوب آش؟ اتباع السلف ، لماذا ؟ لأنّ الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق للصواب ، بلا شك ! لاكن مشكلتهم كغيرهم ، أنّ بعض هذه الفرق يضلل بعضا ويبدعه ويفسقه ، ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين ولاكن ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ،
الواجب ، أن يجتمع رؤساء هذه الفرق ويقولون بيننا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآراء ولا إلى فران أو فلان ، كل يخطأ ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة ولاكن العصمة في دين الاسلام ،
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الانسان ، لا ينتمي إلى أيّ فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح بل سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين المهديين .انتهي
فمما دار بين الإخوة لتوضيح هذا التلبيس:
السلام عليكم ورحمة الله،
أرجوا أن تكونوا بخير
ثم إنّي مواصلة لما قد كنت شرعت فيه من البحث معكم - أخي الكريم - في مواضيع (ومنها مسائل الجرح والتعديل في العصر الحديث بين الغلو والتمييع )، بلغتني هذه الرسالة بالاسناد إليكم والمهم ، نظرت فيها وتأملت كلامكم وأردت أن ترشدوني عن وجه التوفيق بين هذا الذي تفظلتم به وبين كلام علمائنا والذي تربيت على أشرطتهم ودروسهم وكتبهم ومن أهمهم الشيخ الألباني رحمه ، وكذلك الشيخ ابن باز وبن عثيمين حول مسألة السلفية وما مدي شرعية التسمي بالسلفي ، وهل هذا يعدّ تفرقة للأمة وبالتالي فهو منهي عنه وغير مشروع ؟ وأصل هذه المسألة يعود إلى التسمي والتمايز عن أهل الباطل والبدع عموما،
فرجعت إلي برنامج أهل الحديث والأثر وهو جامع لأشرطة هؤلاء الخيرة - رحمهم الله ولا نزكي على الله أحدا-
وكتبت في صفحة البحث : "السلفية" فوجدت 94 نتيجة لهذه الكلمة ، والمهم أنّي سمعت كلام ابن عثيمين خاصة (بما أنكم نقلتم كلامه) وفهمت منه أنّ السلفية هي الفرقة الناجية ، هي التي تنتسب إلى السلف رضي الله عنهم وهي التي تمسكت بهديهم إلى آخر أوصاف الفرقة الناجية التي لاشك إن شاء الله أننا وإياكم متفقون عليها
راجع مثلا:
سلسلة لقاء الباب المفتوح-057a
سلسلة لقاء الباب المفتوح-الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المحتويات :-
6-ما هي السلفية كمنهج وما حكم الإنتساب إليها وهل ننكر على من لم ينتسب إليها .؟ ( 00:26:50 )
سلسلة لقاء الباب المفتوح-057b
1-بقية جواب ما هي السلفية كمنهج وما حكم الإنتساب إليها وهل ننكر على من لم ينتسب إليها.؟ ( 00:00:00 )
ولم أسمع منهم انكار التسمي والانتساب إلى السلف وقول المسلم أنا سلفي مثلا أو أثري أو من أهل الحديث إلخ هذه التسميات التي توحي مسميات الفرقة الناجية وهو في الحقيقة طلب للتيسير في التعبير وطلب لليسر في الكلام وإلا فممكن يقول المسلم أنا متبع لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ، قال الشيخ الألباني رحمه الله: واختصار كل هذه الجملة قول : أنا سلفي ،
والبحث في هذه القضية يرجع - والله أعلم - لأصل المسألة وهي هل يجوز التسمي بغير ما سميّ الله به عباده المسلمين : أي المسلم أو المؤمن إلخ من الأسماء التي ورد فيها دليل من الكتاب أو السنة الصحيحة
والأدلة على مشروعية هذا الأصل متضافرة ، متوافرة وأنتم تعلمونها خير منّا ، فإذا نظرنا مثلا في علم الحديث وبالأخص في كتب الرجال وكتب الجرح والتعديل لرأينا هذا الذي نحث فيه مأصل ومثبت في كتبهم ، فهم (أي علماء الجرح والتعديل) كان ولازال هديهم أن يصفوا من خالف أصول أهل السنة والجماعة المتفق عليها والتي إذا خالفها خرج من دائرة أهل السنة إلى حفرة أهل البدع (مع مراعات ظوابط التبديع) ، يصفونهم بما يلخص منهجهم وما هم عليه : فلان صوفي ، فلان شيعي ، فلان إخواني ، فلان كذا ...إلخ
ولاكن لمّا لم يرضي أهل البدع هذا التقسيم من أهل العلم ليميزوا الخبيث من الطيب ولأن لا يندس أهل البدع تحت لواء أهل السنة ويسممون عليهم دينهم، أخذوا يشبهات يستدلون بها على أنّ هذا العمل غير مشروع وهو مفرق لصف المسلمين والله تبارك وتعالي أمرنا بالإجتماع و حذّرنا من الفرقة وأسبابها وهذا من أسباب الفرقة
كلامهم يحتمل أن يكون صوابا ومطلوبا شرعا ويحتمل أن يكون من تلبيس أهل البدع وكلام حق يراد به باطل كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله:
يكون حقا كما أشرتم في رسالتكم ، على فرض حمل الكلام أحسن محمل وإلا فهو يتحمل المعني الثاني أيضا ولاكن حاشا أن نتهم أخانا بما ليس فيه بل بما يحاربه أصلا في ردوده جزاه الله عنّا كل خير - وهذا الحق الذي نبذ هذا العمل مداره على مفهوم التحزب ، فالتحزب ممقوة شرعا وبهذا يوجه كلام العلماء الذين نبذوا التسمي بهذه الأسماء ومنها السلفية ، فأهل العلم لا تغرهم الأسماء وإنما العبرة بالمسميات كما تعلمون،
فإن كانوا بهذا الاسم الرنان ولسان حالهم يقول بالتحزب لفلان وعلان فهذا العمل غير مشروع ، ممقوت شرعا وقد نهي عنه العلماء ومنه كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي نقلت
أمّا أن يزعم زاعم أنه لا يجوز التسمي بهذه الأسماء مطلقا فهذا نرده إلى كلام العلماء المعاصرين الذين تكلموا في هذه القضية والتي لا يشك في علمهم ومنزلتهم وفظلهم على الأمة إلا أحد اثنين إما جاهل فيعلم وإمّا مبتدع عياذا بالله ،
فكلام ابن باز والألباني وابن عثيمين واضح مفاده ما أسلفنا من جواز التسمي والتمايز عن أهل البدع والضلال ونهوا أشد النهي عن التحزب والتعصب للجماعات والأفراد دون الحق بأي اسم كان
وأعجبتني مقدمة في موسوعة الفرق والأديان لأخينا وشيخنا علوي عبد القادر السقاف حفظه الله :
[دراستنا للفرق ليس إقراراً أو فرحاً بها، أو شماتة بالآخرين، وإنما ندرسها مع أسفنا الشديد للتفرق الحاصل بين المسلمين، والذي نرجو من وراء هذه الدراسة أن تحقق أهدافاً طيبة في خدمة الإسلام، وفي كسر حدة الخلافات التي مزقت المسلمين وفرقتهم إلى فرق وأحزاب.
والتي تهدف كذلك إلى جمع كلمتهم، ولفت أنظارهم إلى مواقع الخلاف فيما بينهم؛ ليبتعدوا عما وقع فيه من سبق من هذه الأمة، فإن الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، فهي نوع من أنواع العلاج لتلك المآسي الحالَّة بالمسلمين، وسبب من الأسباب التي تبذل لينفع الله بها إن شاء؛ لأن معرفة الدواء النافع يتوقف على معرفة الداء.
ولا يحتاج المسلمون لجمع كلمتهم، وإعادة مجدهم وعزهم وانتصارهم على جحافل الكفر والطغيان إلا إلى العودة الصادقة والنية الخالصة، فإن الأسس التي قام عليها عز الإسلام والمسلمين فيما سبق لا تزال كما هي قائمة قوية جديدة على مر الأيام والليالي - كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
وتلك الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها كثيرة نذكر أهمها فيما يأتي:
1- تذكير المسلمين بما كان عليه أسلافهم من العزة والكرامة والمنعة حينما كانوا يداً واحدة، وقلباً واحداً.
2- لفت أنظارهم إلى الحال الذي يعيشونه، ومدى ما لحقهم من الخسارة بسبب تفرقهم.
3- توجيه الأمة الإسلامية إلى الوحدة فيما بينهم، وذلك بالتركيز على ذم التفرق وبيان مساوئه، وبيان محاسن اتحاد المسلمين، وجمعهم على طريق واحد.
4- تبصير المسلمين بأسباب الخلافات التي مزقتهم فيما سبق من الزمان ليجتنبوها بعد أن يتدارسوها فيما بينهم بعزم قوي وصدق نية.
5- معرفة ما يطرأ على العقيدة الإسلامية الصحيحة من أفكار وآراء هدامة مخالفة لحقيقة الإسلام بعيدة عن طريقه الواضحة.
6- رصد تلك الحركات والأفكار التي يقوم بها أولئك الخارجون عن الخط السوي والصراط المستقيم؛ لتعرية دورهم الخطر في تفريق وحدة الأمة الإسلامية بتعريف الناس بأمرهم، وجلاء حقيقتهم للتحذير منهم، وبيان ما يقومون به من خدمة تلك الأفكار وترويجها.ذلك أنه ما من بلاء كان فيما سبق من الزمان إلا وهو موجود اليوم في وضوح تام؛ فلكل قوم وارث .
7- حتى تبقى الفرقة الناجية علماً يهتدى به بعيدة عن تلك الشوائب الطارئة على العقيدة.
8- وصل حاضر هذه الأمة بماضيها، وبيان منشأ جذور الخلافات بينهم والتي أدت إلى تفرقهم فيما مضى من الزمان للتحذير منها، وللرد على أولئك الذين يحاولون دعوة المسلمين إلى قطع صلتهم بماضيهم، والبناء من جديد كما يزعمون.
9- ثم إن دراستنا للفرق وإن كان يبدو عليها أنها بمثابة جمع لتراث الماضين- فإنه يراد من وراء ذلك دعوة علماء المسلمين إلى القيام بدارسته وفحصه واستخراج الحق من ذلك، واستبعاد كل ما من شأنه أن يخرج بالمسلمين عن عقيدتهم الصحيحة أو يفرق كلمتهم.
وهذا فيما أرى هو أنجح الطرق وأقربها إلى إشعار المخالفين بالإنصاف وطلب الحق للاستدلال على خلافهم وخروجهم عن الصواب من كتبهم ومن كلام علمائهم لقطع كل حجة مخالفة بعد ذلك.
والتأليف في شأن الفرق يحتاج إلى: إثبات ما نقل عن الفرقة إليها والتأكد من نسبته وأخذ ذلك من مصادره الموثوقة ثم فهمه على الوجه الصحيح ثم نقد آراء تلك الفرقة على وفق منهج أهل السنة والجماعة مع لزوم الإنصاف والصدق والتجرد عن الهوى والعصبية
وتعر من ثوبين من يلبسهما
يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه
ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخر حلة
زينت بها الأعطاف والكتفان
واجعل شعارك خشية الرحمن
مع نصح الرسول فحبذا الأمران ]
فوالله هذه المسألة يجدر أن يكتب المرأ فيها كتابا أو بحثا يجمع فيه كل أطراف المسألة ويزيل تلبيسات أهل البدع ويحذر الإخوة من الوقوع في الغلو التنطع المذموم،
فيا حبذا تشاكني أخي أبا جهاد في البحث وتفيدني وتعلمني ،
أسأل الله لي ولك الهداية والثبات
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوك في الله
الزهراء ، تونس في 18.11.1431