بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
فمن أين يبتديء الليل؟ وإلى أين ينتهي؟ (*)
يبتديء الليل بالإجماع من غروب الشمس لقول الله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( إذا أقبل الليل من هاهنا -يعني من المشرق- وأدبر من هاهنا -يعني من المغرب- وغربت الشمس)).
وإلى أين ينتهي؟
فيها قولان لأهل اللغة:
قيل: بطلوع الفجر.
وقيل: بطلوع الشمس.
وقيل: بطلوع الشمس.
ونحن نقول: أما فلكياً, فإنه ينتهي بطلوع الشمس؛ لأن طلوع الشمس وغروبها هو الفاصل بين الليل والنهار, وليس الضوء الذي يكون من الشمس ولو كان الضوء الذي يكون من الشمس لقلنا: إن الليل لا يدخل إلا إذا غاب الشفق فنحن نقول: إن أريد الليل الفلكي, فإنه ينتهي بطلوع الشمس.
وإن قلنا: الليل الشرعي فإنه ينتهي بطلوع الفجر لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اجعلوا آخر صلاتكم في الليل وتراً)).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوتر)), فدل ذلك على أن آخر الليل طلوع الفجر, ويدل لهذا أيضاً أن الصائم يبتديء صومه بطلوع الفجر, وعلى هذا فالليل شرعاً من غروب الشمس إلى طلوع الفجر, وفلكياً من غروب الشمس إلى طلوع الشمس, فما الذي يحمل عليه كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟
قلنا: يحمل على الليل الشرعي, وعلى هذا فنقول: ثلث الليل الذي يبتديء ليله من الغروب, وينتهي بطلوع الفجر.
وإن قلنا: الليل الشرعي فإنه ينتهي بطلوع الفجر لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اجعلوا آخر صلاتكم في الليل وتراً)).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوتر)), فدل ذلك على أن آخر الليل طلوع الفجر, ويدل لهذا أيضاً أن الصائم يبتديء صومه بطلوع الفجر, وعلى هذا فالليل شرعاً من غروب الشمس إلى طلوع الفجر, وفلكياً من غروب الشمس إلى طلوع الشمس, فما الذي يحمل عليه كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟
قلنا: يحمل على الليل الشرعي, وعلى هذا فنقول: ثلث الليل الذي يبتديء ليله من الغروب, وينتهي بطلوع الفجر.
بعض المتحذلقين المتعالمين قالوا: أنه يلزم من هذا أن يكون الله عز وجل دائماً نازل في السماء الدنيا؛ لأن ثلث الليل الأخير دائماً موجود يدور على الأرض أليس كذلك؟
نقول: ما أجهلكم بالله وصفاته -عز وجل- هل تعتقدون أن الله يخفى عليه ذلك حينما أخبر نبيه عنه بأنه يقول: كذا وأقره الله عليه, إن قالوا نعم, فقد كفروا وهؤلاء لا كلام معهم, وإن قالوا: بلى, نقول آمِنوا بالنص كما جاء, ونقول النزول الإلهي موجود وقل متى كان ثلث الليل الأخير على وجه الأرض, فالنزول الإلهي موجود متى طلع الفجر فهو معدوم, والرب -عز وجل- لا يقاس بالخلق, فنؤمن بأمور الغيب على ما جاءت ولا نكلف أنفسنا في شيء يوجب لنا أن ننكر ما ثبت.
الفقيرُ إلى رَبِّ العالمين
أبو عبد الله هيثم آل فايد
أبو عبد الله هيثم آل فايد
===============
(*) شرح عقيدة أهل السنة والجماعة - الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
(*) شرح عقيدة أهل السنة والجماعة - الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.