السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة مسلمة ودائما أحاول أن أكون أكثر التزاما ، وأن أكون داعية إلى الله تعالى ، وأن أكون من أهل السنة وأتباع رسول الله الذين هم على الحق .....وكنت ولازلت دائما أحاول الحفاظ على صلاتي في أوقاتها ، والحفاظ حتى على صلاة الفجر ، وكذلك فعل الخيرات بكافة أشكالها ، والإبتعاد عن المنكرات بكافة أشكالها .....وكنت دائما وأبدا لا أجد راحتى الحقيقية وسعادتي إلا في إيماني وتوكلي على خالقي ودائما كنت أُهوّن على معارفي وأخياتي كل المشاكل ، وأقول لهن توكلن على الله ، وكل أمر المؤمن خير ، ....وكنت أيضا أُبسّط لنفسي كل المشاكل وأقول كل مشكلة وكل مصيبة تهون مالم تكن في الدين .
كنت دائما أفكر في أن أطلع أكثر لأكتسب يقينا أكثر ، وكنت أتوه كثيرا بين الكتب والقراءات وأتعب من البحث عن الحقيقية ، فكل كاتب يرى أن ما يقوله هو عين الصواب ، ويدافع عنه بشتى طرقه الممكنة ، كان ذلك يتعبني ، ولكنني كنت أقول في قرارة نفسي لابأس ، فالله تعالى سيهديني يوما ما إلى الحق مادمت أدعوه بإخلاص وصدق أن يهديني إلى الحق ، وكنت أفكر حتى أن أقرأ الإنجيل والتوراة لكي يزداد يقيني بديني وأعرف أنه الحق الذي لا يقبل التحريف ولا التبديل ولا الزيادة والتقصان ، ولا زلت لم أقرأ في التوراة والإنجيل رغم أنني قرأت في بعض الأحيان عن بعض معتقدات اليهود والنصارى ........... وكل ذلك لم يكن يهزني من داخلي . فأنا مؤمنة ولازلت كذلك بإذن الله .
لكن مع الأسف الشديد أنا لم أقرأ الكثير من الكتب الإسلامية عن التوحيد والعقيدة ، فأنا عرفت ربي بقلبي ، وبقراءة القرآن ، وباطمئناني إلى أحاديث محمد صلوات الله وسلامه عليه .
ولكن أين المأساة الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا تتصوروا أن تكون المأساة !!! طبعا أنا كنت أتجول بين المنتديات العربية كثيرا وأحب أن أنشر مواضيع دينية ووعظية لكي ألفت انتباه شبابنا الضائع إلى دينهم الحق ....استمر الوضع على ماهو عليه وأنا سعيدة بدعوتي الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق ..
إلى أن جاء اليوم الذي صادفت فيه دخولي إلى أحد المنتديات التي يعتنق أصحابها مبدأ الإلحاد وعدم الإقرار بوجود أي إله ، دخلت عليهم وقرأت بعض مواضيعهم ولم أدخل لذاك المنتدى إلا مرات محدودة ربما ثلاثة أو أربعة مرات ، في البداية كان يقيني لايتزعزع أبدا بكلامهم ، وكنت أدافع عن ديني وأواجه كلامهم بالقرآن وأحمد ربي أنني ممن يقرؤون القرآن كثيرا وبالتالي كنت أجد الرد على أقوالهم دائما بالقرآن الكريم .....ولكن الذي دمرني نفسيا أنني حينما أكتب لهم الآيات القرآنية يأخذون الأمر باستهزاء ، ويكذبون بها ، وبصدق محمد ، بل بوجود الله جل وعلا ....وليتهم يتوقفون عند ذلك بل يسبون محمد صلى الله عليه وسلم ويسبون ربي بأشكال مختلفة ومزعجة لنا نحن المسلمين جدا ، ويكتبون كلاما يندى له الجبين ، وتنفطر منه قلوب المسلمين .....مهما تتصوروا لا يمكنكم تصور الأذى النفسي الذي شعرت به حينما تحاورت معهم ، وقررت في نفسي أن لا أدخل أمثال تلك المنتديات إلا حينما أثقف نفسي كثيرا فقد اكتشفت أني جاهلة رغم أني كنت أظن أني على درجة لا بأس بها من العلم ، خصوصا وأني من حملة الشهادات العليا ، وقد زاد من حسرتي أنهم قالوا لنا أننا نحن المسلمين لا نستطيع أن نقرأ كثيرا في كتاباتهم خوفا من أن يتزعزع إيماننا ، ومما يؤسفني أنني قد قررت ترك ذلك المنتدى حقا خوفا على إيماني ويقيني ، ومن ذلك الوقت وأنا خائفة جدا على نفسي من الكفر أعوذ بالله من ذلك ، ولكن الذي قهرني أن البعض ممن يكتبون في المنتدى قالوا بأنهم كانوا من المسلمين المتدينين ولكنهم بعد قراءتهم في ذلك المنتدى وصلوا إلى الإلحاد ....وذلك مما زاد خوفي على نفسي وابتعدت عن ذلك المنتدى ، رغم أن أحد الأعضاء قد بعث لي بمواقع ومقالات وقال لي ستقتنعين بكلامنا وتصبحين مثلنا إذا قرأتيها ، وأنا طبعا لم أقرأها من شدة خوفي على نفسي من الكفر .
إنني ورغم تركي لذاك المنتدى إلا أنني كنت دائما أسأل نفسي لماذا أنا ابتعدت ولم أستطع البقاء معهم وخفت من قراءة الأفكار التي قالوا لي بأني سأصبح مثلهم إذا قرأتها ؟ أسائل نفسي دائما هل أنا أشك في إيماني وإلا لماذا لم أقرأ ما كتبوه لي ؟؟؟ أليس هذا شك في داخلي وخوف ؟؟ وأتساءل إذا كنت فعلا على يقين بإيماني فما الذي يمنعني من الإستمرار معهم ومحاولة إقناعهم ؟؟!! هذه التساؤلات حولت حياتي إلى ما يشبه الدوامة التي لا يستطيع أن يخرجني منها أحد إلاالله .
الحياة حينما تكون فيها الوساوس إلى هذه الدرجة تصبح أكثر من مؤلمة .....فأي مصيبة في الدنيا أعظم من أن يصاب الإنسان في دينه ؟؟؟؟!!!
لذا أصبحت في حالة وسواس قهري وخوف من الكفر خصوصا حينما قرأت أفكارا لبعض المسلمين الذين كفروا ........
أنا بحمد من الله تعالى لم أكفر ولن أكفر بإذن الله تعالى ، ولكن أصبح في حياتي خوف لا أدري ما سببه وكيف علاجه ، ولم أعد أجد نفس اللذة في الطاعات ، وحتى وإن وجدتها أحيانا فإن هناك شعور لا أدري ماهو في داخل قلبي قد حول كل مشاعري تجاه الضيق الشديد وعدم الرغبة في أي شيء ، وعدم السعادة من أي شيء ، و حالة لا فهم كبير ....وفوق كل ذلك لم أفهم حتى الآن ماهو ذلك الشعور الي أشعر به ، فهناك شيء وقع في قلبي من كلامهم رغم أني أستهزء به وأراه غير منطقي ولا عقلاني .....ولكنني منذ أن قرأته وأنا أشعر بضيق شديد وخوف غريب .....
إن المفاجأة التي كانت في انتظار حصيفة لم تكن متوقعة أبدا ....أجل تلك المفاجأة لم تكن متوقعة ، فقد أودى بي فضولي ا إلى صدمة قوية غيرت مجرى حياتي .....حيث أني كنت أريد الدفاع عن ديني وإقناع بعض المغفلين الملحدين بالدخول في الدين الإسلامي ، ......وجدتهم يسبون ديننا ومقدساتنا بأبشع الطرق ، وأقبح العبارات ، فظننت أنهم لا يعرفون الإسلام جيداً ، ولكنها صدمت أنهم يعرفون ديننا جيدا ويجادلون بالقرآن الكريم ، فاستغربت كثيرا من حالهم وخشيت على نفسها إلى حد الرهبة أن تقع في براثن الكفر و الإلحاد (( حفظني الله وإياكم من الكفر وأماتنا على دينه إنه ولي ذلك والقادر عليه )) ....
وبقيت خائفة على نفسي بشكل كبير إلى أن دخلت في حالة الخوف المَرضي وحالة من الوسواس القهري بسبب ذلك الخوف ....ويال الأسف لقد أصبت بمرض الوسواس القهري من هذا الإنترنت ، وتطورت الحالة معي تدريجيا وبدأت تكبر وتكبر إلى أن تأزمت تأزما كبيرا وصار المرض ظاهرا علي وصرت أبكي بحرقة وتوقفت عن الكلام والأكل وصرت معتادة على البكاء بشكل كبير ، فدخلت في حالة اكتئاب حاد إضافة إلى الوسواس القهري وعجزت عن علاج حالتي بنفسي ، وعجز الأهل والصديقات عن حل مشكلتي ، فكان الحل هو أن يأخذني أهلي رغما عن إرادتي إلى عيادة الطبيب النفسي الذي أعطاني بدوره حبوبا مهدئة ومضادات للإكتئاب ، وصار الكثيرمن الأهل يعرفون أنني مريضة نفسيا (( يعني صارت فضيحة بجلاجل بسبب هذا الإنترنت )) ، وبقيت على هذه الحالة لمدة شهور ، وتوقفت عن الدراسة ، فلم يعد عقلي قادرا على استيعاب أي شيء ، إلى درجة أنني وصلت لمرحلة لم أعرف فيها حتى نفسي ، فكنت أسأل ابنة خالي وأقول لها من أنا ، فتبدأ تشرح لي أنني أنا خديجة وتوضح لي من هي خديجة ...ولكنني مع الأسف لم أعرف من أنا ولم أستطع فهم ماذا تعني خديجة ....فقد فقدت عقلي بشكل شبه كلي من وراء هذا الإنترنت ، وكنت أتصل بأحد المشايخ المعروفين لأسئله أسئلة غريبة عجيبة فقد كنت في حالة لافهم ، وكان ذلك الشيخ يضحك من أسئلتي وكلامي إلى حد القهقهة ........ وكان أهلي يضحكون تارة على حالي و يبكون تارة أخرى ، والآن بعد شهور من تناولي للمهدئات والأدوية النفسية والعلاج بالقرآن الكريم رجعت بفضل الله إلى حالتي الطبيعية ...ولكنني رجعت أكثر حقدا على أولئك الكفرة أعداء الإسلام ، رجعت لأخبركم أنني كنت ولازلت جاهلة بأمور الإسلام ، فأعداؤنا يثقفون أنفسهم ونحن نلهوا بمالا يفيد ، أعداؤنا يتربصون بنا الدوائر ونحن نستهلك أفكارهم الحمقاء ونشاهد قنواتهم وأفلامهم وأغانيهم الهابطة . إنني بحمد الله وفضله أقلعت منذ سنوات على سماع أغانيهم الهابطة ومشاهدة أفلامهم السخيفة ولكنني مازلت متألمة على شبابنا وبناتنا الذين يشاهدون تلك الأفلام الخليعة والأغاني الهابطة التي ينشرها أعداء الإسلام بين شبابنا عن قصد ومكر ، والذين يقرؤون الأفكارالمسمومة على صفحات الإنترنت ، تلك الأفكارالتي أودت بعقل حصيفة وكادت أن تلغيه ، فقد كانت حصيفة من هول الصدمة تارة تظن أنها هي كوكب الأرض وتارة أخرى تظن أنها هي اللاشيء ، وتارة تظن نفسها أشياء أخرى غريبة عجيبة ....أما الآن فهي الحمد لله بخير وعافية واستعادت كامل قواها العقلية بعد شهور من المرض .
نصيحتي إلى كل الشباب والفتيات أن لا يدخلوا مواقع الإنترنت المشبوهة والتي تعادي الإسلام وتنشر الفساد والرذيلة ، ودخول تلك المواقع محرم شرعا بكل تأكيد : (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما يُنسينك الشيطانُ فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) سورة الأنعام 68.
وألا يشاهدوا القنوات السخيفة التي ينشرها بيننا أعداء الإسلام بيننا وأقول لكل الشباب والشابات :
شباب الجيل للإسلام عودوا ...فأنتم مجده وبكم يسودُ
علينا توقع اي شيء من هؤلاء الملحدين ، كنت في الماضي أحاول أن أناقش بعض المسيحيين عن معتقداتهم ، وظننت أن هؤلاء الملحدين يشبهونهم ، فتفاجأت أنني كلما كلمتهم عن شيء تحدثوا لي عن أفكار مناقضة 180 درجة ـ فإذا قلت لهم آدم يقولون لا وجود لمخلوق اسمه آدم ، وإذا تكلمت معهم عن شيء من المسلمات لدينا أجد أن نكران هذا الشيء هو من المسلمات لديهم .....رأيتهم يستهزؤون بديننا بطريقة بشعة ويحرفون القرآن الكريم زاعمين أنهم يستطيعون الإتيان بمثله ، هل تعرفون أنني تمنيت أن أشتمهم بكافة أنواع الشتم حينما رأيت شتمهم واستهزاءهم بأقدس مقدساتنا ، ولكن كان يمنعني من ذلك قول الله تعالى (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم )) سورة الأنعام آية 108.
لذلك فقد بقيت الشتائم التي أريد توجيهها لهم أسيرة في تفسي وزادت من الطين بلة في مرضي ، فقط أذكر أنني قلت لهم شيئاً واحدا وهو : لكل داء دواء يُستطب به ...إلا الحماقة أعيت من يداويها
إخوتي لو حكيت لكم عن كيف كان حالي أيام المرض لا أدري هل ستضحكون أم تبكون ...فقد عشت في الأشهر الماضية أسوأ الأيام في حياتي على الإطلاق ، كنت أتحدث إلى المرآة بشكل شبه يومي ، ثم أصيح في وجهها قائلة أنتي مغفلة أنتي حيوانة وأذهب وأتركها لأنها لم تكن تجيب عن أسئلتي ...كنت لا آكل ولا أشرب إلا ربما كما يأكل العصافير لدرجة أن ملابسي صارت كبيرة علي ، كنت أمضي الليل في المشي بين الغرف والوقوف على النوافذ أو في البكاء المتواصل ....وكنت وكنت وكنت ........لو أحكي لكم ما جرى لي قد تبكون من الألم ولكنكم قد تضحكون على طريقتي في الحياة فقد كانت تشبه إلى حد كبير حياة نزلاء مستشفى (( قرقارش للمجانين)) ، لم أكن أتصور أن عقلي سيعود كما كان أبداً....وكنت أظن أنني ميتة وأنهم سيدفنونني لذلك لا أنام خوفا من الدفن ، وأكبر مشكلة أن المصيبة كانت في عقلي فلم أكن قادرة على فهم ما يجري لي ، ولم أكن أعرف أن أفكاري السوداء كانت عبارة عن وسواس قهري ....أسوأ ما في الموضوع أن تمرض دون أن تعرف ماهو مرضك .
أما الآن فلله الحمد والمنة أنا أشعر بأنني أفضل مما كنت قبل المرض ، وزال عني بفضل الله حتى الإكتئاب الذي كنت أشعربه قبل مرضي . وزالت أفكارهم السخيفة التي حاولوا أن يزرعوها في عقلي .
وقررت بحمد الله وفضله أن اختار لنفسي المنهج السلفي بعد الضياع الذي كنت أعانيه في البحث عن مذهب يريحني .
أتمنى ان يأخذ أخوتنا الكرام العبرة مما حدث لأختهم حصيفة.
الآن أنا أطلب منكم في هذا المنتدى أن تساعدوني في محاولاتي الدعوة إللى الدين الإسلامي أن تعطوني مواقع دعوية سلفية ، ليس من أجل أولئك الملحدين ولكن من أجل أخوتنا المسلمين الذين أصابهم الشك في دينهم وللذين يبحثون عن دين يناسبهم بين الأديان ولا يعرفون شيئا عن الإسلام الصحيح ، وإذا كان لديكم مواقع سلفية أنجليزية أتمنى أن تزودوني بها لأنشرها في الغرف الإجنبية للحوار.
جزاكم الله عني خيرا.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أنا فتاة مسلمة ودائما أحاول أن أكون أكثر التزاما ، وأن أكون داعية إلى الله تعالى ، وأن أكون من أهل السنة وأتباع رسول الله الذين هم على الحق .....وكنت ولازلت دائما أحاول الحفاظ على صلاتي في أوقاتها ، والحفاظ حتى على صلاة الفجر ، وكذلك فعل الخيرات بكافة أشكالها ، والإبتعاد عن المنكرات بكافة أشكالها .....وكنت دائما وأبدا لا أجد راحتى الحقيقية وسعادتي إلا في إيماني وتوكلي على خالقي ودائما كنت أُهوّن على معارفي وأخياتي كل المشاكل ، وأقول لهن توكلن على الله ، وكل أمر المؤمن خير ، ....وكنت أيضا أُبسّط لنفسي كل المشاكل وأقول كل مشكلة وكل مصيبة تهون مالم تكن في الدين .
كنت دائما أفكر في أن أطلع أكثر لأكتسب يقينا أكثر ، وكنت أتوه كثيرا بين الكتب والقراءات وأتعب من البحث عن الحقيقية ، فكل كاتب يرى أن ما يقوله هو عين الصواب ، ويدافع عنه بشتى طرقه الممكنة ، كان ذلك يتعبني ، ولكنني كنت أقول في قرارة نفسي لابأس ، فالله تعالى سيهديني يوما ما إلى الحق مادمت أدعوه بإخلاص وصدق أن يهديني إلى الحق ، وكنت أفكر حتى أن أقرأ الإنجيل والتوراة لكي يزداد يقيني بديني وأعرف أنه الحق الذي لا يقبل التحريف ولا التبديل ولا الزيادة والتقصان ، ولا زلت لم أقرأ في التوراة والإنجيل رغم أنني قرأت في بعض الأحيان عن بعض معتقدات اليهود والنصارى ........... وكل ذلك لم يكن يهزني من داخلي . فأنا مؤمنة ولازلت كذلك بإذن الله .
لكن مع الأسف الشديد أنا لم أقرأ الكثير من الكتب الإسلامية عن التوحيد والعقيدة ، فأنا عرفت ربي بقلبي ، وبقراءة القرآن ، وباطمئناني إلى أحاديث محمد صلوات الله وسلامه عليه .
ولكن أين المأساة الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا تتصوروا أن تكون المأساة !!! طبعا أنا كنت أتجول بين المنتديات العربية كثيرا وأحب أن أنشر مواضيع دينية ووعظية لكي ألفت انتباه شبابنا الضائع إلى دينهم الحق ....استمر الوضع على ماهو عليه وأنا سعيدة بدعوتي الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق ..
إلى أن جاء اليوم الذي صادفت فيه دخولي إلى أحد المنتديات التي يعتنق أصحابها مبدأ الإلحاد وعدم الإقرار بوجود أي إله ، دخلت عليهم وقرأت بعض مواضيعهم ولم أدخل لذاك المنتدى إلا مرات محدودة ربما ثلاثة أو أربعة مرات ، في البداية كان يقيني لايتزعزع أبدا بكلامهم ، وكنت أدافع عن ديني وأواجه كلامهم بالقرآن وأحمد ربي أنني ممن يقرؤون القرآن كثيرا وبالتالي كنت أجد الرد على أقوالهم دائما بالقرآن الكريم .....ولكن الذي دمرني نفسيا أنني حينما أكتب لهم الآيات القرآنية يأخذون الأمر باستهزاء ، ويكذبون بها ، وبصدق محمد ، بل بوجود الله جل وعلا ....وليتهم يتوقفون عند ذلك بل يسبون محمد صلى الله عليه وسلم ويسبون ربي بأشكال مختلفة ومزعجة لنا نحن المسلمين جدا ، ويكتبون كلاما يندى له الجبين ، وتنفطر منه قلوب المسلمين .....مهما تتصوروا لا يمكنكم تصور الأذى النفسي الذي شعرت به حينما تحاورت معهم ، وقررت في نفسي أن لا أدخل أمثال تلك المنتديات إلا حينما أثقف نفسي كثيرا فقد اكتشفت أني جاهلة رغم أني كنت أظن أني على درجة لا بأس بها من العلم ، خصوصا وأني من حملة الشهادات العليا ، وقد زاد من حسرتي أنهم قالوا لنا أننا نحن المسلمين لا نستطيع أن نقرأ كثيرا في كتاباتهم خوفا من أن يتزعزع إيماننا ، ومما يؤسفني أنني قد قررت ترك ذلك المنتدى حقا خوفا على إيماني ويقيني ، ومن ذلك الوقت وأنا خائفة جدا على نفسي من الكفر أعوذ بالله من ذلك ، ولكن الذي قهرني أن البعض ممن يكتبون في المنتدى قالوا بأنهم كانوا من المسلمين المتدينين ولكنهم بعد قراءتهم في ذلك المنتدى وصلوا إلى الإلحاد ....وذلك مما زاد خوفي على نفسي وابتعدت عن ذلك المنتدى ، رغم أن أحد الأعضاء قد بعث لي بمواقع ومقالات وقال لي ستقتنعين بكلامنا وتصبحين مثلنا إذا قرأتيها ، وأنا طبعا لم أقرأها من شدة خوفي على نفسي من الكفر .
إنني ورغم تركي لذاك المنتدى إلا أنني كنت دائما أسأل نفسي لماذا أنا ابتعدت ولم أستطع البقاء معهم وخفت من قراءة الأفكار التي قالوا لي بأني سأصبح مثلهم إذا قرأتها ؟ أسائل نفسي دائما هل أنا أشك في إيماني وإلا لماذا لم أقرأ ما كتبوه لي ؟؟؟ أليس هذا شك في داخلي وخوف ؟؟ وأتساءل إذا كنت فعلا على يقين بإيماني فما الذي يمنعني من الإستمرار معهم ومحاولة إقناعهم ؟؟!! هذه التساؤلات حولت حياتي إلى ما يشبه الدوامة التي لا يستطيع أن يخرجني منها أحد إلاالله .
الحياة حينما تكون فيها الوساوس إلى هذه الدرجة تصبح أكثر من مؤلمة .....فأي مصيبة في الدنيا أعظم من أن يصاب الإنسان في دينه ؟؟؟؟!!!
لذا أصبحت في حالة وسواس قهري وخوف من الكفر خصوصا حينما قرأت أفكارا لبعض المسلمين الذين كفروا ........
أنا بحمد من الله تعالى لم أكفر ولن أكفر بإذن الله تعالى ، ولكن أصبح في حياتي خوف لا أدري ما سببه وكيف علاجه ، ولم أعد أجد نفس اللذة في الطاعات ، وحتى وإن وجدتها أحيانا فإن هناك شعور لا أدري ماهو في داخل قلبي قد حول كل مشاعري تجاه الضيق الشديد وعدم الرغبة في أي شيء ، وعدم السعادة من أي شيء ، و حالة لا فهم كبير ....وفوق كل ذلك لم أفهم حتى الآن ماهو ذلك الشعور الي أشعر به ، فهناك شيء وقع في قلبي من كلامهم رغم أني أستهزء به وأراه غير منطقي ولا عقلاني .....ولكنني منذ أن قرأته وأنا أشعر بضيق شديد وخوف غريب .....
إن المفاجأة التي كانت في انتظار حصيفة لم تكن متوقعة أبدا ....أجل تلك المفاجأة لم تكن متوقعة ، فقد أودى بي فضولي ا إلى صدمة قوية غيرت مجرى حياتي .....حيث أني كنت أريد الدفاع عن ديني وإقناع بعض المغفلين الملحدين بالدخول في الدين الإسلامي ، ......وجدتهم يسبون ديننا ومقدساتنا بأبشع الطرق ، وأقبح العبارات ، فظننت أنهم لا يعرفون الإسلام جيداً ، ولكنها صدمت أنهم يعرفون ديننا جيدا ويجادلون بالقرآن الكريم ، فاستغربت كثيرا من حالهم وخشيت على نفسها إلى حد الرهبة أن تقع في براثن الكفر و الإلحاد (( حفظني الله وإياكم من الكفر وأماتنا على دينه إنه ولي ذلك والقادر عليه )) ....
وبقيت خائفة على نفسي بشكل كبير إلى أن دخلت في حالة الخوف المَرضي وحالة من الوسواس القهري بسبب ذلك الخوف ....ويال الأسف لقد أصبت بمرض الوسواس القهري من هذا الإنترنت ، وتطورت الحالة معي تدريجيا وبدأت تكبر وتكبر إلى أن تأزمت تأزما كبيرا وصار المرض ظاهرا علي وصرت أبكي بحرقة وتوقفت عن الكلام والأكل وصرت معتادة على البكاء بشكل كبير ، فدخلت في حالة اكتئاب حاد إضافة إلى الوسواس القهري وعجزت عن علاج حالتي بنفسي ، وعجز الأهل والصديقات عن حل مشكلتي ، فكان الحل هو أن يأخذني أهلي رغما عن إرادتي إلى عيادة الطبيب النفسي الذي أعطاني بدوره حبوبا مهدئة ومضادات للإكتئاب ، وصار الكثيرمن الأهل يعرفون أنني مريضة نفسيا (( يعني صارت فضيحة بجلاجل بسبب هذا الإنترنت )) ، وبقيت على هذه الحالة لمدة شهور ، وتوقفت عن الدراسة ، فلم يعد عقلي قادرا على استيعاب أي شيء ، إلى درجة أنني وصلت لمرحلة لم أعرف فيها حتى نفسي ، فكنت أسأل ابنة خالي وأقول لها من أنا ، فتبدأ تشرح لي أنني أنا خديجة وتوضح لي من هي خديجة ...ولكنني مع الأسف لم أعرف من أنا ولم أستطع فهم ماذا تعني خديجة ....فقد فقدت عقلي بشكل شبه كلي من وراء هذا الإنترنت ، وكنت أتصل بأحد المشايخ المعروفين لأسئله أسئلة غريبة عجيبة فقد كنت في حالة لافهم ، وكان ذلك الشيخ يضحك من أسئلتي وكلامي إلى حد القهقهة ........ وكان أهلي يضحكون تارة على حالي و يبكون تارة أخرى ، والآن بعد شهور من تناولي للمهدئات والأدوية النفسية والعلاج بالقرآن الكريم رجعت بفضل الله إلى حالتي الطبيعية ...ولكنني رجعت أكثر حقدا على أولئك الكفرة أعداء الإسلام ، رجعت لأخبركم أنني كنت ولازلت جاهلة بأمور الإسلام ، فأعداؤنا يثقفون أنفسهم ونحن نلهوا بمالا يفيد ، أعداؤنا يتربصون بنا الدوائر ونحن نستهلك أفكارهم الحمقاء ونشاهد قنواتهم وأفلامهم وأغانيهم الهابطة . إنني بحمد الله وفضله أقلعت منذ سنوات على سماع أغانيهم الهابطة ومشاهدة أفلامهم السخيفة ولكنني مازلت متألمة على شبابنا وبناتنا الذين يشاهدون تلك الأفلام الخليعة والأغاني الهابطة التي ينشرها أعداء الإسلام بين شبابنا عن قصد ومكر ، والذين يقرؤون الأفكارالمسمومة على صفحات الإنترنت ، تلك الأفكارالتي أودت بعقل حصيفة وكادت أن تلغيه ، فقد كانت حصيفة من هول الصدمة تارة تظن أنها هي كوكب الأرض وتارة أخرى تظن أنها هي اللاشيء ، وتارة تظن نفسها أشياء أخرى غريبة عجيبة ....أما الآن فهي الحمد لله بخير وعافية واستعادت كامل قواها العقلية بعد شهور من المرض .
نصيحتي إلى كل الشباب والفتيات أن لا يدخلوا مواقع الإنترنت المشبوهة والتي تعادي الإسلام وتنشر الفساد والرذيلة ، ودخول تلك المواقع محرم شرعا بكل تأكيد : (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما يُنسينك الشيطانُ فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) سورة الأنعام 68.
وألا يشاهدوا القنوات السخيفة التي ينشرها بيننا أعداء الإسلام بيننا وأقول لكل الشباب والشابات :
شباب الجيل للإسلام عودوا ...فأنتم مجده وبكم يسودُ
علينا توقع اي شيء من هؤلاء الملحدين ، كنت في الماضي أحاول أن أناقش بعض المسيحيين عن معتقداتهم ، وظننت أن هؤلاء الملحدين يشبهونهم ، فتفاجأت أنني كلما كلمتهم عن شيء تحدثوا لي عن أفكار مناقضة 180 درجة ـ فإذا قلت لهم آدم يقولون لا وجود لمخلوق اسمه آدم ، وإذا تكلمت معهم عن شيء من المسلمات لدينا أجد أن نكران هذا الشيء هو من المسلمات لديهم .....رأيتهم يستهزؤون بديننا بطريقة بشعة ويحرفون القرآن الكريم زاعمين أنهم يستطيعون الإتيان بمثله ، هل تعرفون أنني تمنيت أن أشتمهم بكافة أنواع الشتم حينما رأيت شتمهم واستهزاءهم بأقدس مقدساتنا ، ولكن كان يمنعني من ذلك قول الله تعالى (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم )) سورة الأنعام آية 108.
لذلك فقد بقيت الشتائم التي أريد توجيهها لهم أسيرة في تفسي وزادت من الطين بلة في مرضي ، فقط أذكر أنني قلت لهم شيئاً واحدا وهو : لكل داء دواء يُستطب به ...إلا الحماقة أعيت من يداويها
إخوتي لو حكيت لكم عن كيف كان حالي أيام المرض لا أدري هل ستضحكون أم تبكون ...فقد عشت في الأشهر الماضية أسوأ الأيام في حياتي على الإطلاق ، كنت أتحدث إلى المرآة بشكل شبه يومي ، ثم أصيح في وجهها قائلة أنتي مغفلة أنتي حيوانة وأذهب وأتركها لأنها لم تكن تجيب عن أسئلتي ...كنت لا آكل ولا أشرب إلا ربما كما يأكل العصافير لدرجة أن ملابسي صارت كبيرة علي ، كنت أمضي الليل في المشي بين الغرف والوقوف على النوافذ أو في البكاء المتواصل ....وكنت وكنت وكنت ........لو أحكي لكم ما جرى لي قد تبكون من الألم ولكنكم قد تضحكون على طريقتي في الحياة فقد كانت تشبه إلى حد كبير حياة نزلاء مستشفى (( قرقارش للمجانين)) ، لم أكن أتصور أن عقلي سيعود كما كان أبداً....وكنت أظن أنني ميتة وأنهم سيدفنونني لذلك لا أنام خوفا من الدفن ، وأكبر مشكلة أن المصيبة كانت في عقلي فلم أكن قادرة على فهم ما يجري لي ، ولم أكن أعرف أن أفكاري السوداء كانت عبارة عن وسواس قهري ....أسوأ ما في الموضوع أن تمرض دون أن تعرف ماهو مرضك .
أما الآن فلله الحمد والمنة أنا أشعر بأنني أفضل مما كنت قبل المرض ، وزال عني بفضل الله حتى الإكتئاب الذي كنت أشعربه قبل مرضي . وزالت أفكارهم السخيفة التي حاولوا أن يزرعوها في عقلي .
وقررت بحمد الله وفضله أن اختار لنفسي المنهج السلفي بعد الضياع الذي كنت أعانيه في البحث عن مذهب يريحني .
أتمنى ان يأخذ أخوتنا الكرام العبرة مما حدث لأختهم حصيفة.
الآن أنا أطلب منكم في هذا المنتدى أن تساعدوني في محاولاتي الدعوة إللى الدين الإسلامي أن تعطوني مواقع دعوية سلفية ، ليس من أجل أولئك الملحدين ولكن من أجل أخوتنا المسلمين الذين أصابهم الشك في دينهم وللذين يبحثون عن دين يناسبهم بين الأديان ولا يعرفون شيئا عن الإسلام الصحيح ، وإذا كان لديكم مواقع سلفية أنجليزية أتمنى أن تزودوني بها لأنشرها في الغرف الإجنبية للحوار.
جزاكم الله عني خيرا.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
تعليق