عليكم بالحجامة يا أهل السنة
وقال-صلى الله عليه وسلم-( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برا بأذن الله عز وجل) متفق عليه.
قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-في الزاد\4\17.(وفي قوله-صلى الله عليه وسلم-(لكل داء دواء)تقوية نفس المريض والطبيب، وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه، فان المريض إذا استشعرت نفسه إن لدائه دواءا يزيله تعلق قلبه برفع الرجاء وبردت عنده حرارة اليأس وانفتح له باب الرجاء، ومتى قويت نفسه انبعثت حرارته الغريزية وكان ذلك سببا لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية، ومتى قويت هذه الأرواح، قويت القوى التي هي حاملة لها، فقهرت المرض ودفعته.
وكذلك الطبيب إذا علم إن لهذا الداء دواءا أمكنه طلبه والتفتيش عليه، وإمراض الأبدان على وزن إمراض القلوب وما جعل الله للقلب مرضا إلا جعل له شفاءا بضده، فان علمه صاحب الداء واستعمله وصادف داء قلبه أبراه بأذن الله تعالى).
وطب الأبدان لا يتم:
إلا بحفظها عما يضعفها،
والحمية عما يؤذيها،
واستفراغ ما يضرها،
ومن هذه الأشياء التي يؤدي انحباسها وبقائها في الجسم إلى ضرر، هو الدم الفاسد وهيجانه.
قال ابن القيم:(كل داء سببه غلبة الدم).
واستفراغ هذا الدم يكون عن طريق الحجامة:التي هي إخراج هذا الدم من أماكن معينة في الجسد بالتشريط.
فالحجامة من سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-الذي( ما كان احد يشتكي إليه وجعا برأسه إلا قال احتجم )رواه أبو داود والترمذي.
وقال-صلى الله عليه وسلم-( خير ما تداويتم به الحجامة)
وهو القائل-صلى الله عليه وسلم-( الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجم وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي)البخاري.
وقال-صلى الله عليه وسلم-(إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ-يهيج- الدم بأحدكم فيقتله)أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وقال-صلى الله عليه وسلم-(الحجامة على الريق امثل وهي تزيد العقل وتزيد في الحفظ وتزيد الحافظ حفظا فمن كان محتجما فيوم الخميس على اسم الله واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فانه اليوم الذي أصيب أيوب بالبلاء وما يبدوا جذم ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء)صحيح سنن ابن ماجه\2\261.
وقال-صلى الله عليه وسلم-(من احتجم لسبع عشرة أو تسع عشرة أو أحدى وعشرون كانت له شفاء من كل داء)-أي من أيام الشهر القمري-.
وكان الرسول-صلى الله عليه وسلم-(يحتجم ثلاثا واحدة على الكاهل واثنتين على الاخدعين)متفق عليه
الكاهل:ما بين الكتفين.
الاخدعين:عرقان في جانبي العنق.
وكذلك احتجم-صلى الله عليه وسلم-في(وسط رأسه)و(وعلى ظهر القدم).
فعليكم بالحجامة يا إتباع محمد-صلى الله عليه وسلم-فهذا هو من أمره وتوجيهه ونصحه ووصيته للأمة.
وكذلك عمل الحجامة من وصية الملائكة لهذه الأمة الدال على كبير حبها للأمة وشديد حرصها على نفع الأمة عندما أوصت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بان يوصي أمته بالحجامة فعن ابن مسعود-رضي الله عنه-قال:(حدث الرسول-صلى الله عليه وسلم-عن ليلة اسري به انه لم يمر على ملاء من الملائكة إلا أمروه:أمر أمتك بالحجامة)صحيح سنن الترمذي.وهذا فيه بيان لعظيم فائدة الحجامة في كونها شفاء من كل داء إذا صادفت الزمان والمكان المناسبين مع ممارس حاذق عارف بمنافعها وشروطها وقواعدها والأوقات والأحوال المنهي عنها.
أخوكم:أبو عبد الله الحديدي
تعليق