عن أبي هريرة رَضِي َاللَّهُ عَنْهُ عن النبي r قال: (سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لاظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله،ورجل قلبه معلق في المساجد،ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه،ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف اللَّه،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه،ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عيناه " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ( [1] )
قال الشيخ الربيع ربيع السنة في " القول الواضح المبين في المراد بظل الله الذي وعد به المؤمنين العاملين"
هذا الحديث : صحيح اتفق الشيخان على تخريجه نسأل الله أن يجعلنا من أهله .
لكن ما المراد من قوله r: " يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " .
والجواب : أن هذا الظل إنما هو ظل العرش وإضافته إلى الله إنما هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه إضافة تشريف مثل:
1- قول الله تعالى : {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا }.
2- ومثل قوله تعالى : {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ }.
3- ومثل قوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}.
4- وقوله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}.
فإضافة هذه الناقة إلى الله إضافة تشريف, وإضافة البيت إلى الله -والمراد به الكعبة- إضافة تشريف, وكذلك إضافة الرسول إلى الله إضافة تشريف, وكل أولئك مخلوقون وإضافتهم إلى الله إضافة مخلوق إلى خالقه إضافة تشريف وإلا فالعالمون كلهم مخلوقون .
وهناك قواعد عظيمة يجب مراعاتها عند تفسير كلام الله وكلام رسوله r .
منها قاعدة عظيمة يذكرها شيخ الإسلام في المضاف إلى الله ينبغي للباحث في قضايا التوحيد وما يتصل بها أن يراعيها ويجعلها نصب عينيه ومن لم يراعها وقع في الخطأ مهما بلغ من العلم والفضل . وسألخص كلامه بحسب ما يقتضيه المقام :
قال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (9/290-291) وهو يتحدث عن الروح في الإنسان وأنها تدبر الجسم وتخاطب وأن نسمة المؤمن طائر تعلق من ثمر الجنة ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش .
وأن الأرواح أسودة عن يمين آدم وعن يساره، وأنها تقبض وترسل، وأنها تعرج إلى السماء، وأنها تسمى روحاً وتسمى نفساً باعتبارين .
ثم قال : " ولهذا تسمى الريح روحاً وقال النبي r " الريح من روح الله" ، أي: من الروح التي خلقها الله .
ثم ذكر القاعدة العظيمة فقال : " فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك لا إضافة وصف إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها، فهو مِلك له وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به، فهو صفة لله .
فالأول : كقوله: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، وقوله: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا}، وهو جبريل، {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً . قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً . قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً } .
وقال : {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} .
وقال عن آدم: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} .
قلت : يعني أن هذه الأمور المذكورة في هذه الآيات التي مثل بها هي أعيان قائمة بذاتها فإضافتها إلى الله إضافة ملك، أو قل إضافة تشريف وليست من باب إضافة الصفة إلى الموصوف تعالى الله عن ذلك .
ثم قال -رحمه الله- : " والثاني: كقولنا علم الله وكلام الله وقدرة الله وأمر الله " .
قلت : يعني أن هذه الصفات الجليلة صفات لله قائمة بذاته، فإضافتها إليه من إضافة الصفة إلى الموصوف .
ثم قال -رحمه الله - : " لكن قد يعبر بلفظ المصدر عن المفعول به، فيسمى المعلوم علماً والمقدور قدرة، والمأمور أمراً, والمخلوق بالكلمة كلمة، فيكون مخلوقاً كقوله: { أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }، وقوله : { إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ }، وقوله: { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ... }, ومنه قوله في الحديث الصحيح للجنة: " أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي " كما قال للنار " أنت عذابي أعذب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها " .
قلت : أي إن الإضافات في هذه الأمثلة من إضافة المخلوق إلى الخالق عز وجل كقوله: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ}، أي مأموره، وقوله عن عيسى: إنه كلمته وكلمة منه أي أنه كان وخلق بالكلمة التي هي كلمة الله التي يخلق بها، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}. الآية .
وقوله للجنة: أنت رحمتي ، وللنار: أنت عذابي ، من إضافة المخلوق إلى الخالق .
وكل هذه الأشياء المذكورة أعيان قائمة بنفسها فإضافتها إلى الله من إضافة المخلوق إلى الخالق .
وذكر شيخ الإسلام هذه القاعدة العظيمة في موضع آخر(1) وجعل المضاف إلى الله في الكتاب والسنة ثلاثة أقسام ومثَّل لإضافة الصفة إلى الموصوف بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ} .
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }، وقوله r " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك " .
قال وفي الحديث الآخر " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق " .
ومثَّل لإضافة المخلوقات إلى الخالق بقول الله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، وقوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}، وقوله:{رَّسُولُ اللَّهِ} [الفتح:29] و{عِبَادَ اللَّهِ} [الصافات:40]،وقوله: {ذُو الْعَرْشِ} [البروج:15]، وقوله:{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}.
ثم قال -رحمه الله - فهذا القسم لا خلاف بين المسلمين في أنه مخلوق .
كما أن القسم الأول لم يختلف فيه أهل السنة والجماعة في أنه قديم وغير مخلوق ".
وقد لخص هذه القاعدة الشيخ عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في (فتح المجيد)(2) .
ثانياً – ومن القواعد التي يجب مراعاتها عند تفسير كلام الله وعند شرح كلام رسول الله r: حمل المبهم على المبين والمطلق على المقيد .
فإذا لم يراع هذه القواعد وقع في الزلل وفي القول على الله بغير علم .
ومن القواعد التي يجب مراعاتها في باب التوحيد وإثبات صفات الله: أن يثبت لله ما أثبت لنفسه وما أثبته له رسوله r من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل على أساس قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }، وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} ، وقوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}، أي: نظيراً وشبيهاً .
فإذا لم يراعِ العالم وطالب العلم هذه القواعد في أبواب تفسير كلام الله أو شرح وبيان حديث رسول الله r وقع في الزلل والقول على الله بغير علم .
(1) أخرجه أحمد ( 9665) و البخاري في كتاب: الأذان باب : من جلس في المسجد ينتظر الجماعة ( 660) و( 1423) و( 6806) ، ومسلم في كتاب: الزكاة باب : فضل إخفاء الزكاة ( 1031 )، والترمذي في كتاب الزهد باب : الحب في الله ( 2391 ) وغيرهم .
(1) مجموع الفتاوى (6/144-145)
(2) (ص39-40) .
قال الشيخ الربيع ربيع السنة في " القول الواضح المبين في المراد بظل الله الذي وعد به المؤمنين العاملين"
هذا الحديث : صحيح اتفق الشيخان على تخريجه نسأل الله أن يجعلنا من أهله .
لكن ما المراد من قوله r: " يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " .
والجواب : أن هذا الظل إنما هو ظل العرش وإضافته إلى الله إنما هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه إضافة تشريف مثل:
1- قول الله تعالى : {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا }.
2- ومثل قوله تعالى : {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ }.
3- ومثل قوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}.
4- وقوله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}.
فإضافة هذه الناقة إلى الله إضافة تشريف, وإضافة البيت إلى الله -والمراد به الكعبة- إضافة تشريف, وكذلك إضافة الرسول إلى الله إضافة تشريف, وكل أولئك مخلوقون وإضافتهم إلى الله إضافة مخلوق إلى خالقه إضافة تشريف وإلا فالعالمون كلهم مخلوقون .
وهناك قواعد عظيمة يجب مراعاتها عند تفسير كلام الله وكلام رسوله r .
منها قاعدة عظيمة يذكرها شيخ الإسلام في المضاف إلى الله ينبغي للباحث في قضايا التوحيد وما يتصل بها أن يراعيها ويجعلها نصب عينيه ومن لم يراعها وقع في الخطأ مهما بلغ من العلم والفضل . وسألخص كلامه بحسب ما يقتضيه المقام :
قال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (9/290-291) وهو يتحدث عن الروح في الإنسان وأنها تدبر الجسم وتخاطب وأن نسمة المؤمن طائر تعلق من ثمر الجنة ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش .
وأن الأرواح أسودة عن يمين آدم وعن يساره، وأنها تقبض وترسل، وأنها تعرج إلى السماء، وأنها تسمى روحاً وتسمى نفساً باعتبارين .
ثم قال : " ولهذا تسمى الريح روحاً وقال النبي r " الريح من روح الله" ، أي: من الروح التي خلقها الله .
ثم ذكر القاعدة العظيمة فقال : " فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك لا إضافة وصف إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها، فهو مِلك له وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به، فهو صفة لله .
فالأول : كقوله: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، وقوله: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا}، وهو جبريل، {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً . قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً . قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً } .
وقال : {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} .
وقال عن آدم: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} .
قلت : يعني أن هذه الأمور المذكورة في هذه الآيات التي مثل بها هي أعيان قائمة بذاتها فإضافتها إلى الله إضافة ملك، أو قل إضافة تشريف وليست من باب إضافة الصفة إلى الموصوف تعالى الله عن ذلك .
ثم قال -رحمه الله- : " والثاني: كقولنا علم الله وكلام الله وقدرة الله وأمر الله " .
قلت : يعني أن هذه الصفات الجليلة صفات لله قائمة بذاته، فإضافتها إليه من إضافة الصفة إلى الموصوف .
ثم قال -رحمه الله - : " لكن قد يعبر بلفظ المصدر عن المفعول به، فيسمى المعلوم علماً والمقدور قدرة، والمأمور أمراً, والمخلوق بالكلمة كلمة، فيكون مخلوقاً كقوله: { أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }، وقوله : { إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ }، وقوله: { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ... }, ومنه قوله في الحديث الصحيح للجنة: " أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي " كما قال للنار " أنت عذابي أعذب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها " .
قلت : أي إن الإضافات في هذه الأمثلة من إضافة المخلوق إلى الخالق عز وجل كقوله: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ}، أي مأموره، وقوله عن عيسى: إنه كلمته وكلمة منه أي أنه كان وخلق بالكلمة التي هي كلمة الله التي يخلق بها، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}. الآية .
وقوله للجنة: أنت رحمتي ، وللنار: أنت عذابي ، من إضافة المخلوق إلى الخالق .
وكل هذه الأشياء المذكورة أعيان قائمة بنفسها فإضافتها إلى الله من إضافة المخلوق إلى الخالق .
وذكر شيخ الإسلام هذه القاعدة العظيمة في موضع آخر(1) وجعل المضاف إلى الله في الكتاب والسنة ثلاثة أقسام ومثَّل لإضافة الصفة إلى الموصوف بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ} .
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }، وقوله r " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك " .
قال وفي الحديث الآخر " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق " .
ومثَّل لإضافة المخلوقات إلى الخالق بقول الله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، وقوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}، وقوله:{رَّسُولُ اللَّهِ} [الفتح:29] و{عِبَادَ اللَّهِ} [الصافات:40]،وقوله: {ذُو الْعَرْشِ} [البروج:15]، وقوله:{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}.
ثم قال -رحمه الله - فهذا القسم لا خلاف بين المسلمين في أنه مخلوق .
كما أن القسم الأول لم يختلف فيه أهل السنة والجماعة في أنه قديم وغير مخلوق ".
وقد لخص هذه القاعدة الشيخ عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في (فتح المجيد)(2) .
ثانياً – ومن القواعد التي يجب مراعاتها عند تفسير كلام الله وعند شرح كلام رسول الله r: حمل المبهم على المبين والمطلق على المقيد .
فإذا لم يراع هذه القواعد وقع في الزلل وفي القول على الله بغير علم .
ومن القواعد التي يجب مراعاتها في باب التوحيد وإثبات صفات الله: أن يثبت لله ما أثبت لنفسه وما أثبته له رسوله r من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل على أساس قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }، وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} ، وقوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}، أي: نظيراً وشبيهاً .
فإذا لم يراعِ العالم وطالب العلم هذه القواعد في أبواب تفسير كلام الله أو شرح وبيان حديث رسول الله r وقع في الزلل والقول على الله بغير علم .
(1) أخرجه أحمد ( 9665) و البخاري في كتاب: الأذان باب : من جلس في المسجد ينتظر الجماعة ( 660) و( 1423) و( 6806) ، ومسلم في كتاب: الزكاة باب : فضل إخفاء الزكاة ( 1031 )، والترمذي في كتاب الزهد باب : الحب في الله ( 2391 ) وغيرهم .
(1) مجموع الفتاوى (6/144-145)
(2) (ص39-40) .
تعليق