بسم الله الرحمن الرحيم
إكثار الكلام في أهل البدع والتحذير منهم وتكرار ذلك ينبغي أن يكون بضوابط :
أولا : أن يكون المتكلم من أهل العلم المرجوع إليهم قال الذهبي لايتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع
الثاني : أن يقدر المصالح والمفاسد ويكثر على حسب الحاجة إذا كانت المصلحة راجحة فإن تساويتا فدفع المفاسد مقدم على جلب المصالح 0فإن علي رضي الله عنه ترك التحذير من ابن الكوا لأن رعيته كانت ملتوية عليه بخلاف عمر الذي كان مطاعا فحذر من صبيغ
والأمر نسبي فقد يكون طالب علم مطاع في الحي يثق فيه أهل الحي ويرجعون إليه ولديه من العلم مايقدر على معرفة حال الرجال فليبين حالهم وإذا لزم الأمر أن يكثر أكثر كما قال الله تعالى يانوح لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا 0
الثالث : إذا تم المقصود وعقل الناس وفهمت طريقة أولئك المبتدعة وانكشف حالهم فينبغي أن يكف لأن ذلك ماشرع إلا على قدر الحاجة ولذلك مر أحمد على قوم وهم يذكرون في المسجد إبن أبي دؤاد يذمون فقال كفانا (عرف حاله وسوء مذهبه فلاداعي لتكرار الكلام )
الرابع : أن يخلص نيته في ذلك وينوي الذب عن الشريعة المكرمة لاالغيبة المجردة عن تلك النية المكرمة وأن يتلطف مع الخلق فإن من البيان لسحرا وقد قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله 0
ولايقدر ذلك كله إلا أهل العلم فهم أهل القدرة والإستطاعة المخاطبون شرعا بالتحذير من أهل البدع لأنهم أهل البيان وأما المبتدئون فعليهم أولا أن يشتغلوا بالعلم ويمسكوا ألسنتهم حتى ينضجوا ومن ثم على حجج الله وبيناته وبراهينه يقدروا والله يقول فاتقوا الله ماستطعتم
ويمكن للمبتدأ أن يشتغل بإهداء الكتب لمن يثق فيهم العامة من العلماء إذا كان لهم كلاما في أهل البدع مقنا والله أعلم 0
[الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني ]
تعليق