بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
فهذا ردٌ من شيخنا العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- على من يقول: إذا كان الربا سبباً لدفع اقتصاد البلد, فإنه جائز, داخل في قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ((أنتم أعلم بأمور دنياكم)), والرد مستل من "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة" للشيخ الصالح محمد بن صالح -رحمة الله عليه-, وإليكم كلامه:
... ولكن بالمناسبة أخذ بعض العلماء ولا سيَّما المتأخرون المعاصرون أخذوا من قوله: ((أنتم اعلم بأمور دنياكم)) (1) ما لا يحتمله النص, قالوا: إنَّ هذا شامل للتصرف, وشامل للحكم, بمعنى أننا نعلم كيف نصنع هذا الباب, وكيف نبني البناء, وكيف نشيِّد ما نشيِّده من قصور وغيرها, ونعلم أيضاً حكم هذه الأشياء, حتى قالوا: إذا كان الرِّبا سبباً لدفع اقتصاد البلد, فإنه جائز, داخل في قوله: ((أنتم أعلم بأمور دنياكم)), وهذا غلط؛ لأنَّ الأحكام مرجعها إلى الله ورسوله: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (2), لكنَّ الصنائع وكيف يصنع هذا, وكيف يحول من وجه إلى وجه, نعم, هذا نحن أعلم به, ولهذا تجد إنساناً لا يعرف الدين, ولا يعرف العلم الشرعي, يعرف كيف يصنع مكبر الصوت, ويأتي إنسان عالِم من أبرز العلماء في الشرع لا يعرف كيف يشغل هذا الجهاز؛ فالأول أعلم بأمور الدنيا من العالِم, والعالِم أعلم بالشريعة منه.
فالحاصل أنَّ بعض الناس يتوسع في مدلولات الألفاظ, حتى يُحَمِّل اللفظ ما لا يحتمله إما لجهل, وإما لهوى, والله المستعان.
وهناك مثال يلقم هؤلاء حجراً, وهو أن الرسول -عليه الصلاة والسلام-, أُتي إليه بتمر جيد, فقال: ((ما هذا, كل تمر خيبر هكذا؟)) فقالوا: لا, لكن نأخذ الصاع من هذا بالصاعين, والصاعين بالثلاثة, فقال: ((هذا عين الرِّبا)) (3), وأمر أن يباع التمر الرديء أولاً, ثم يشتري بثمنه تمر جيد.
فإذا أخذنا صاعاً جيداً, وأعطينا بدله صاعين رديئين, قيمتهما كقيمة الصاع الجيد ما فيه ظلم, ومع ذلك قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إنه عين الرِّبا)) والغريب أنَّ هؤلاء الذين يطنطنون بأنَّ الشريعة الإسلامية إنما رتبت العبادة فقط, الغريب إنهم يتجاهلون أنَّ أطول آية في كتاب الله آية الدَّين, وكلها في المعاملات ما فيها شيء للتعبد, ثم يأتون فيقولون: إنَّ الدين الإسلامي لا يراد به إلا ترتيب المعاملة مع الخالق -عزَّ وجلَّ-. انتهى
الفقيرُ إلى رَبِّ العالمين
أبو عبد الله هيثم آل فايد
أبو عبد الله هيثم آل فايد
===============
(1) أخرجه مسلم برقم (2363) من حديث عائشة وأنس -رضي الله عنهما-.
(2) [سورة الشورى: 10].
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري برقم (2312), ومسلم برقم (1594) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
(1) أخرجه مسلم برقم (2363) من حديث عائشة وأنس -رضي الله عنهما-.
(2) [سورة الشورى: 10].
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري برقم (2312), ومسلم برقم (1594) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.