بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال فضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين في مقال له بعنوان ''الظن أكذب الحديث'' :
ب ـ فتوى الشيخ العبيكان في جريدة عكاظ وغيرها بجواز الاستعانة بالجنّ الصالحين، ودعواه أن الجنّ (يقومون بعمليات جراحية في بعض الدول واستفاد منها عدد كبير من الناس).السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال فضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين في مقال له بعنوان ''الظن أكذب الحديث'' :
والشيخ عبد المحسن العبيكان زاده الله من فضله وتوفيقه يختلف عمن سَبَقَتْ الإشارة إليه باسمه أو ببدعته (1)؛ فقد ميزه الله بالعلم والعمل والدعوة إلى الله على بصيرة، وأحسبه اليوم خير من جمع الله له بين العلم والعمل الشرعي، وبين الولاء لدولة التوحيد والسنة ومناصحة ولاة أمرها، وكانت وما زالت تهوي إليه أفئدة طلاب العلم الشرعي، بل كانت تميل إليه نفوس الحزبييّن أو الحركييّن طمعاً في ضمّه إلى صف الخارجين عن جماعة المسلمين وإمامهم، وكاد يركن إليهم شيئاً قليلاً، ولكنّ الله ثبّته فخيب سوء ظنهم به، فانفضوا من حوله بصورة متعصبة مريبة {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} [المدثر: 51ـ52] فكان بُعدهم عنه وبُعده عنهم فتحاً مبيناً في بلاد الدعوة إلى الله على منهاج النبوة؛ فجعله الله سيفاً من سيوفه مُصْلَتاً على رقاب الحربية والعصبية وإفرازاتها من التكفير والتفجير والفتن ما ظهر منها وما بطن.
أما الاستعانة بالجن فقد استدل على جوازه ببعض الحديث أو الأثر الذي لا يسلم من مقال، وأما استدلاله برأي ابن تيمية رحمه الله فالحجة في روايته (إذا صحّت سنداً ومتناً) وليست الحجة في رأيه، كما قال الفقهاء عمن هو خير منه، ولذلك لم يأخذ الشيخ ابن باز رحمه الله (وأحسبه خير من جمع الله له العلم والعمل والدعوة على بصيرة وحسن الخلق ـ ومنه الصبر والعفو والكرم بالنفس والوقت والمال ـ في عصره) برأي ابن تيمية رحمه الله بل منع الاستعانة بالجنّ مطلقاً، وهذا لا يعني منع الإعانة في الخير، وبينهما فرق كبير وأحسب الاستعانة بالجنّ (لغير الشّرّ والفتنة) من مُلْك سليمان الذي خصّه الله به فلا ينبغي لأحدٍ من بعده.
ومَنْ مِنَ الإنس يجوز له الحكم بالصلاح على أحدٍ من الجن؟ يرى الشيخ العبيكان أن غير الصالحين من الجن لن يعينوا مُسْلماً! بلى قد يعينونه فتنةً وابتلاء.
وقد رأيت كثيراً من الدّجّالين في البلاد المجاورة يدّعون الاستعانة بالجن (الرحمانيين)، وانخدع بهذه الحجة بعض خريجي كليات الشريعة في المملكة المباركة؛ فالواجب قطع هذه الذريعة وسد هذا الباب الذي ولج منه الدجل.
أما عمليات الجنّ الجراحية فلا أهمية للخوض فيها إذا اتفقنا على سد الذريعة بمنع الاستعانة بالجنّ (رحمانيين أو شيطانيين).
وإذا كان الشيخ علم مشاهدة بوجود عمليات جراحية جنيّة فلعله من التّخييل، كما خُيّل لموسى عليه السلام أنَّ حبال السّحرة وعصيهم حيّات تسعى.
أمّا كاتب هذه الأسطر فلم يسمع قبل اليوم بمثل هذه الدعوة من عالم، أو طالب علم شرعي، ولكنها ترد في مثل كتاب الصحفي محمد عيسى داوود (حوار صحفي مع جني مسلم) ط2 عام1413 هـ ص125، وقد سمَّى جنّيّه: مصطفى كنجور من بومبي في الهند، وذكر عنه أنه (أميرٌ كبير حرسه الخاص وحاشيته عشرة آلاف وعمره (180)سنة) ص8 و 9.
ولكن الصحفي جزاه الله خيراً حذّر (ص5) من (الاستسلام للخيال والتقيد بما يمليه العقل ـ فحسب ـ والجهل [فإنها] سُبُل للضلال، وكلها أو أحدها كافية لانحراف التصورات وفساد العقيدة)، وقال جزاه الله خيراً، (ولست أُفتي بالاستعانة بالجن فهذا أمر غير ميسور، ولا تؤمن الفتنة معه) ص138.
1- يقصد الشيخ من ذكرهم في مقاله ( الليحدان (ابن سعد) البوطي وغيرهم..)
تعليق