بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد قال الله سبحانه تعالى{ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ..} (10 سورة التوبة.
وقال عز وجل {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ ..} (37) سورة النــور.
وقال سبحانه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ..} (23) سورة الأحزاب.
استنبط بعض الناس من هذه الآيات أن الرجولة صفة حميدة يوصف بها من كان ذو دين، وخلق، ومرؤة، من الذكور (1) ، ومن كان سافلا، أو ناقص المرؤة، أو الدين؛ قالوا: لا تقل رجلا بل هو ذكر!
وهذا الاستنباط مع شهرته، وتلقي كثير من الناس له إلا أنه استنباط باطل!
وهذا الدليل: قال الرب تبارك وتعالى { وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (4 سورة الأعراف.
فسماهم رجالا وهم في النار.
وقال تعالى: { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (81) سورة الأعراف.
وقال عز وجل:{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (55) سورة النمل.
وقال تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} (29) سورة العنكبوت.
فسماهم رجالا وهم يُفعل بهم .. !!.
وقال تعالى: { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (6) سورة الجن.
فسمى كفرة الإنس، والجن رجالا.
وفي لسان العرب 11/265: الرجل: معروف: الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة .
فإن قال قائل : لأي علة سمي الرجل رجلاً ، والمرأة امرأة ، والموصل
الموصل ، ودعد دعداً ؟؟
قلنا : لعلل علمتها العرب وجهلناها أو بعضها فلم تزل عن العرب حكمة العلم بما لحقنا من غموض العلة وصعوبة الاستخراج علينا.أ.هـ.
قاله السيوطي في المزهر في علوم اللغة (1/400) .
وبالتالي هناك من الأسماء كلها لعلة خصت العرب ما خصت منها من العلل ما نعلمه ومنها ما نجهله..
منها مثلا ..
مكة سميت مكة لجذب الناس إليها.
والبصرة سميت البصرة للحجارة البيض الرخوة بها.
والكوفة سميت الكوفة لازدحام الناس بها من قولهم تكوف الرمل تكوفا إذا ركب بعضه بعضا.
والإنسان سمي إنساناً لنسيانه.
والبهيمة سميت بهيمة لأنها أبهمت عن العقل والتمييز ، مثل قولهم أمر مبهم إذا كان لا يعرف بابه.
فعلة الأسماء تكون معروفة وأحياناً تكون غامضة.. من تلك الغامضة : الرجل كما سبق.
وراجع نفس المصدر .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله ، وسلم.
منقول من متعدد
------------------------(1) ومن ذلك أشعار كثيرة ـ عامية ـ في المرجلة ، والمرلجل ، والرجولة و..
تعليق