قولهم لا تظهر السنن الغريبة عند الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فقد طلب مني شيخنا الشيخ وصي الله عباس متع الله بعمره أن أكتب في مسألة إظهار السنن الغريبة عن الناس ماالسنة في إظهارها وإخفاءها لسماعه القول من بعض المنتسبين إلى العلم بعدم جواز ذلك مطلقا بلا تفصيل فأقول و بالله أستعين وأنا عليه من المتوكلين وإليه من المفتقرين: اعلم يا صاحب السنة أن هذه المسألة مسألة عظيمة من مسائل الدين قد شرق فيها وغرب بعض من يعد عند الناس أنه من العلماء المصلحين فأدلوا فيها بفهم للسنة غير مستقيم أو بالرأي المنحرف عن فهم السلف أجمعين فقالوا قولا عظيما في الدين جهلا منهم بسنة الرسول الأمين والصحابة المهديين ألم يعلموا أن قولهم هذا فيه هدم للإسلام وضياع للمسلمين إذ أن السنة هي كل ما أثر عن سيد الأولين والآخرين والصحابة المصلحين بدأ بالتوحيد إلى إماطة الأذى عن طريق المسلمين ولو قصدوا مادون التوحيد لما كانوا محسنين ولطريقة السلف متبعين إذ أن السنة سياج التوحيد إذا ترك العمل بها وهجرت مات الدين وأصبح الناس من الغاوين الضالين فقالوا إياكم أن تعملوا بسنة مهجورة لا يعمل بها أكثر العالمين حتى نبقى متآلفين وعلى الحق مجتمعين ولم يفصلوا القول هل ذلك إلى حين أم في كل حين إلى أن يقوم الناس لرب العالمين فكانوا بحديث عائشة الذي أخرجه البخاري عنها مستدلين ونصه( أنها قالتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ ) ألم يعلموا أن الباب من العلم لا يكون الفقيه فيه من العالمين حتى يجمع ماا ستطاع جمعه من كتاب رب العالمين وسنة سيد العلماء العاملين محمد بن عبد الله والصحابة وعلى مقدمتهم الخلفاء الراشدين ولو تأملوا حديثهم الذي به استدلوا بعد ما بالرأي أخذوا لعلموا أنهم تهوموا وفي الجهل قد وقعوا فلم يأمر الرسول الأمين بإخفاء سنة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم إلى يوم الدين بل أراد تركها إلى حين إلى أن يعقل الناس أنها حقيقة صحيحة من حقائق الدين فلايتقهقروا إلى الوراء إذا سمعوها فيصبحوا بها كافرين فهذه علة إخفاء السنة إلى حين أن يترب على إبدائها مفسدة من قبل الجاهلين بها من المسلمين كتكذيب الله ورسول رب العالمين ولذلك لما زالت هذه العلة بعد حين من تعلم الناس أمور الدين بنا أحد علماء الصحابة المصلحين بن الزبير عليه رحمة رب العالمين الكعبة على قواعد إبراهيم ومنه قول علي أحد الخلفاء الراشدين حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب الله ورسوله أو يترتب على إبدائها فتنة في الدين ومفدسة أرجح من مصلحة إبدائها في ذلك الحين فتخفى إلى حين لافي كل حين ومنه قول بن مسعود ما كنت محدثا قوما حديثا لم تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة مثل ما حذر مالك من ذكر بعض صفات الرب كالساق أمام الجاهلين حتى لايقعوا في تشبيه رب العلمين بالآدميين فتكون الفتنة في الدين فوظيفة العالم حينئذ التعليم للرقي بأفهام الناس ليكونوا للسنة عاقلين وبفهم السلف عاملين فيحدثهم حينذاك بمثل تلك السنن فيكون من العلماء الربانيين ومن ذلك أمر الرسول معاذ إخفاء سنة لو علمها الناس لكانوا للعمل معطلين وبقولها آمنين وهي أن من قال لاإله إلا الله دخل جنة رب العلمين ولم يكن مطلقا على تفريطه من المعذبين ثم أنه رضي الله عنه لم يخفها في كل حين بل أبداها عندما تفقه الناس في الدين فوضح الأمر فتكلم بها حتى لايكون من الآثمين بكتمان علم سيد المرسلين فخصه بهذا العلم دون غيره حتى لايفتنوا في الدين فيكونوا من المعذبين فتبين أن الذي يقدر المفسدة في أبداء السنة فيخفيها إلى حين حتى تزول المفسدة لا في كل حين العلماء بالسنة المصلحين أهلالحديث فميزانهم أدق الموازين قال الإمام أحمد أحسن من تكلم في العلم أهل الحديث قلت فعندهم الموازين فدعك عن مقالات الجاهلين وأقبل على التفقه في الدين وخذ عن العلماء الربانيين لتحصل على ميراث الأنبياء والمرسلين فيسلك بك طريق جنة رب العالمين فتكون في أعلاها من المنعمين الخالدين وصدق رسول الله كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ وقوله عليكم بسنتي قلت ولازم ذلك نشرها فمالايتم الواجب إلا به فهو واجب وقال البخاري أفضل المسلمين رجل دعا إلى سنة أميتت بين الناس فاثبتوا يأهل السنن إنكم قليل فلو قلنا بظاهر قول من قال لاتظهر السنن الغريبة مطلقا بين الناس للزم تعطيل الثواب المترتب على مارواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء وفي رواية الذين يعصونهم أكثر من الذين يطيعونهم قلت لما يبدون من سنن يستغربها الناس وإن كانت صحيحة مع أنهم يراعون الحكمة في دعوة الناس إليها فهل يسمى المجامل للناس بترك العمل بالسنن إلا بمقدار ما يعرف الناس من الغرباء.
وكتبه/ أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
__________________
أما بعد
فقد طلب مني شيخنا الشيخ وصي الله عباس متع الله بعمره أن أكتب في مسألة إظهار السنن الغريبة عن الناس ماالسنة في إظهارها وإخفاءها لسماعه القول من بعض المنتسبين إلى العلم بعدم جواز ذلك مطلقا بلا تفصيل فأقول و بالله أستعين وأنا عليه من المتوكلين وإليه من المفتقرين: اعلم يا صاحب السنة أن هذه المسألة مسألة عظيمة من مسائل الدين قد شرق فيها وغرب بعض من يعد عند الناس أنه من العلماء المصلحين فأدلوا فيها بفهم للسنة غير مستقيم أو بالرأي المنحرف عن فهم السلف أجمعين فقالوا قولا عظيما في الدين جهلا منهم بسنة الرسول الأمين والصحابة المهديين ألم يعلموا أن قولهم هذا فيه هدم للإسلام وضياع للمسلمين إذ أن السنة هي كل ما أثر عن سيد الأولين والآخرين والصحابة المصلحين بدأ بالتوحيد إلى إماطة الأذى عن طريق المسلمين ولو قصدوا مادون التوحيد لما كانوا محسنين ولطريقة السلف متبعين إذ أن السنة سياج التوحيد إذا ترك العمل بها وهجرت مات الدين وأصبح الناس من الغاوين الضالين فقالوا إياكم أن تعملوا بسنة مهجورة لا يعمل بها أكثر العالمين حتى نبقى متآلفين وعلى الحق مجتمعين ولم يفصلوا القول هل ذلك إلى حين أم في كل حين إلى أن يقوم الناس لرب العالمين فكانوا بحديث عائشة الذي أخرجه البخاري عنها مستدلين ونصه( أنها قالتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ ) ألم يعلموا أن الباب من العلم لا يكون الفقيه فيه من العالمين حتى يجمع ماا ستطاع جمعه من كتاب رب العالمين وسنة سيد العلماء العاملين محمد بن عبد الله والصحابة وعلى مقدمتهم الخلفاء الراشدين ولو تأملوا حديثهم الذي به استدلوا بعد ما بالرأي أخذوا لعلموا أنهم تهوموا وفي الجهل قد وقعوا فلم يأمر الرسول الأمين بإخفاء سنة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم إلى يوم الدين بل أراد تركها إلى حين إلى أن يعقل الناس أنها حقيقة صحيحة من حقائق الدين فلايتقهقروا إلى الوراء إذا سمعوها فيصبحوا بها كافرين فهذه علة إخفاء السنة إلى حين أن يترب على إبدائها مفسدة من قبل الجاهلين بها من المسلمين كتكذيب الله ورسول رب العالمين ولذلك لما زالت هذه العلة بعد حين من تعلم الناس أمور الدين بنا أحد علماء الصحابة المصلحين بن الزبير عليه رحمة رب العالمين الكعبة على قواعد إبراهيم ومنه قول علي أحد الخلفاء الراشدين حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب الله ورسوله أو يترتب على إبدائها فتنة في الدين ومفدسة أرجح من مصلحة إبدائها في ذلك الحين فتخفى إلى حين لافي كل حين ومنه قول بن مسعود ما كنت محدثا قوما حديثا لم تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة مثل ما حذر مالك من ذكر بعض صفات الرب كالساق أمام الجاهلين حتى لايقعوا في تشبيه رب العلمين بالآدميين فتكون الفتنة في الدين فوظيفة العالم حينئذ التعليم للرقي بأفهام الناس ليكونوا للسنة عاقلين وبفهم السلف عاملين فيحدثهم حينذاك بمثل تلك السنن فيكون من العلماء الربانيين ومن ذلك أمر الرسول معاذ إخفاء سنة لو علمها الناس لكانوا للعمل معطلين وبقولها آمنين وهي أن من قال لاإله إلا الله دخل جنة رب العلمين ولم يكن مطلقا على تفريطه من المعذبين ثم أنه رضي الله عنه لم يخفها في كل حين بل أبداها عندما تفقه الناس في الدين فوضح الأمر فتكلم بها حتى لايكون من الآثمين بكتمان علم سيد المرسلين فخصه بهذا العلم دون غيره حتى لايفتنوا في الدين فيكونوا من المعذبين فتبين أن الذي يقدر المفسدة في أبداء السنة فيخفيها إلى حين حتى تزول المفسدة لا في كل حين العلماء بالسنة المصلحين أهلالحديث فميزانهم أدق الموازين قال الإمام أحمد أحسن من تكلم في العلم أهل الحديث قلت فعندهم الموازين فدعك عن مقالات الجاهلين وأقبل على التفقه في الدين وخذ عن العلماء الربانيين لتحصل على ميراث الأنبياء والمرسلين فيسلك بك طريق جنة رب العالمين فتكون في أعلاها من المنعمين الخالدين وصدق رسول الله كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ وقوله عليكم بسنتي قلت ولازم ذلك نشرها فمالايتم الواجب إلا به فهو واجب وقال البخاري أفضل المسلمين رجل دعا إلى سنة أميتت بين الناس فاثبتوا يأهل السنن إنكم قليل فلو قلنا بظاهر قول من قال لاتظهر السنن الغريبة مطلقا بين الناس للزم تعطيل الثواب المترتب على مارواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء وفي رواية الذين يعصونهم أكثر من الذين يطيعونهم قلت لما يبدون من سنن يستغربها الناس وإن كانت صحيحة مع أنهم يراعون الحكمة في دعوة الناس إليها فهل يسمى المجامل للناس بترك العمل بالسنن إلا بمقدار ما يعرف الناس من الغرباء.
وكتبه/ أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
__________________