بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق السماوات والأرض، رافعها وباسط أراضيها، سبحانه جلَّ شأنه وعظم سلطانه، منزل الغيث، ومحي الموتى، سبحانه لا إله إلا هو، وأن محمداً عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى صحبه الأفاضل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
إن الله سبحانه وتعالى، خلق الإنسان في أحسن تقويم، وزين له الدنيا بكامل زينتها، وأرشده إلى الحق، فهو سبحانه مرسل الرسل داعين إلى توحيده وعبادته، فمن اتبع هداه فلا يضل ولا يشقى، إنه سبحانه أعد الكون وأبدع في صنعه، وشرع الدين بحكمته، وجعل للمحسنين جزاءاً ، وللعاصيين عقاباً، أحكم وأعدل جل في علاه، أعد الجنة بأحلى زينتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( قال الله تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )[1]
فينبغي على المسلم أن يكثر من القراءة في الكتاب والسنة عن الجنة ليشحذذ به هممه، ويسارع في طاعة الله تعالى، فذكرها وبيانها عبر النصوص الصحيحة بعقيدة ومنهج سلفنا الصالح أمر هام يفيد كاتبها ويتلذذ بها قارئها، ولهذا أعددنا بحثاً مبسطاً- مرفقا في الموضوع- للمسلمين عامة ، ليشحذو بها هممهم وتعلوا بها نفوسهم ويقوى إيمانهم، وقد ذكرنا فيه ما يلي: مفهوم الجنة لغة وشرعاً، ما ذكر من الكتاب والسنة عن الجنة، صفات الجنة على ضوء الكتاب والسنة، وبما أن البحث مختصر فأرجو من كان له القدرة على ترجمته إلى لغة أخرى فليفعل وله الأجر على ذلك إن شاء الله تعالى.
هذا وأسأل الله العلي القدير، أن ينفعنا بما كتبنا ويزدنا علما، وأن يجمعنا في جنانه، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين.
[1] - رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة تنزيل السجدة، ج4/ ص 1794.
تعليق